عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
على الرغم من أن الإسلام يعترف بالكائن البشري كماهو.. إلا أننا نبدو في تعاملنا مع أطفالنا وصغارنا.. بعيدين عن تفهم هذه الحقيقة الخالدة ، ونبدو أيضا كمن يظن واهما أن في وسعه أن يبدل طبيعة الأشياء .. فيجعل الطفل رجلا لمجرد أن يضع قدميه على عتبة المسجد..!
- لقد شاعت مؤخرا.. في أديبات الخطاب الدعوي المعاصر.. موجة الحديث عن إزعاج الأطفال، وصخبهم، وعبثهم داخل المساجد، وربما سمعت.. من يوجه اللوم الصريح أو الضمني.. للآباء أو الأمهات الذين يصطحبون أبنائهم الصغار معهم لتأدية الصلاة! وهنا.. لاتملك أمام هذا الخطاب السائد.. والمطالب الغريبة.. إلا الاعتراف الموجع بأننا أمة تعيش نوعا من التناقض المرير..! إذ في الوقت الذي ننتظر خروج جيل مسلم يحافظ على الصلاة ويوقن بأفضلية تأديتها مع الجماعة، وفي الوقت ذاته نعلن تذمرنا وضيقنا من وجود الصغار داخل بيوت الله..! كم نحن بحاجة إلى تفهم حقيقة: أن منع الطفل من ارتياد المساجد، سيحرمه من الخير الذي ليس أوله الاعتياد على رؤية الراكعين والساجدين. وليست آخره محبة المسجد والارتباط الروحي بهِ وجعلهِ بكل خبراتهِ الإطار المرجعي المتضامن مع توجيهات الأسرة وإرشاداتها..!
- خصوصا وأن هذه المطالب الخاطئة مع تشددها وانغلاقها لم تكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولامن هدي صحابته..!
بل الذي تنقله كتب السير والسنن خلاف ذلك.. ولاشك فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهد الأطفال في مسجده.. وسمع صراخهم وبكاءهم.. ولم يعترض على فكرة إدخالهم المسجد.. ولم يطالبهم بأن يبقوا بعيدين عن مواضع الصلاة، أو يلتزموا الهدوء والصمت..!
بل والله ..إن الدهشة تأخذك وتستولي عليك وأنت تتأمل في بعض مواقفه التي تفيض حكمة وحلما.. وتسأل نفسك: أين نحن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يتعمد التباطؤ في الرفع من السجود ليس لشيء إلا تعاطفا مع صغيره الذي شاغبه واستغل وضعية سجوده فركب على ظهره ببراءه متناهية.. وباستمتاع لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُفسد على صاحبه..!
- بل وأين نحنُ منه.. وهو يحمل حفيدته الصغيرة أمامة بنت أبي العاص على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها.. لايفعل ذلك وهو يصلي منفردا وحسب.. وإنما يفعله وهو يؤم الناس مصليا بهم. ليريهم ويزرع في حسهم أن الطفل يبقى طفلا داخل المسجد كما هو خارجه..!
- وأن براءة الأطفال، وشغبهم لاتُقلل من هيبة المسجد، ولاتحد من وظائفهِ، ولامن حجم مكانتهِ وعلو شأنه في نفوس الناشئة..!
- وعلى هذا.. فليس صحيحا أن نملأ نفس الطفل هيبة ورعبا من المسجد ونُشعره أنه إن أراد الدخول للمسجد فعليه أن يلتزم بمجموعة شروط منها: أن يظل صامتا ولايحرك يديه ولا قدميه ..! مما نثقل كاهله الغض ونجعله يُفضل البقاء حرا خارج المسجد على البقاء داخله تحت قيود وضوابط لا تستوعبها مرحلته العمرية ولا تطيقها.
- والذي يفترض أن نتفهمه أن الصغير كائن ديناميكي تخضع خصاله النفسية وعلاقاته بالبيئة الإجتماعية من حوله.. للتغير حتى يصل بناؤه النفسي إلى مستوى مرضي من الارتقاء الخُلقي الذي يجعله قادرا على تمييز أنماط السلوك المقبوله والمرفوضة- وحينها نستطيع أن نطالبه بما نشاء ومالا نشاء..!
- ثم إن من التضييق المؤذ إلى أبعد الحدود.. أن نظل ننتقد الآباء والأمهات الذين يفضلون اصطحاب صغارهم للمساجد.. مما يجعلهم يعيشون قلقا وضغطا نفسيا خشية أن يصدر من أبنائهم سلوكا طفوليا بريئا.. يزيد من حجم انتقادنا المتسرع لهم.. ويحصرهم في دائرة الخطأ الذي تقع عليه وحده مسؤولية عدم خشوع الناس في صلاتهم ..!!
المصدر : الأسرة 98
بين أُمَامَة ...وصغارنا!!
فاطمة البطاح
- لقد شاعت مؤخرا.. في أديبات الخطاب الدعوي المعاصر.. موجة الحديث عن إزعاج الأطفال، وصخبهم، وعبثهم داخل المساجد، وربما سمعت.. من يوجه اللوم الصريح أو الضمني.. للآباء أو الأمهات الذين يصطحبون أبنائهم الصغار معهم لتأدية الصلاة! وهنا.. لاتملك أمام هذا الخطاب السائد.. والمطالب الغريبة.. إلا الاعتراف الموجع بأننا أمة تعيش نوعا من التناقض المرير..! إذ في الوقت الذي ننتظر خروج جيل مسلم يحافظ على الصلاة ويوقن بأفضلية تأديتها مع الجماعة، وفي الوقت ذاته نعلن تذمرنا وضيقنا من وجود الصغار داخل بيوت الله..! كم نحن بحاجة إلى تفهم حقيقة: أن منع الطفل من ارتياد المساجد، سيحرمه من الخير الذي ليس أوله الاعتياد على رؤية الراكعين والساجدين. وليست آخره محبة المسجد والارتباط الروحي بهِ وجعلهِ بكل خبراتهِ الإطار المرجعي المتضامن مع توجيهات الأسرة وإرشاداتها..!
- خصوصا وأن هذه المطالب الخاطئة مع تشددها وانغلاقها لم تكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولامن هدي صحابته..!
بل الذي تنقله كتب السير والسنن خلاف ذلك.. ولاشك فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهد الأطفال في مسجده.. وسمع صراخهم وبكاءهم.. ولم يعترض على فكرة إدخالهم المسجد.. ولم يطالبهم بأن يبقوا بعيدين عن مواضع الصلاة، أو يلتزموا الهدوء والصمت..!
بل والله ..إن الدهشة تأخذك وتستولي عليك وأنت تتأمل في بعض مواقفه التي تفيض حكمة وحلما.. وتسأل نفسك: أين نحن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يتعمد التباطؤ في الرفع من السجود ليس لشيء إلا تعاطفا مع صغيره الذي شاغبه واستغل وضعية سجوده فركب على ظهره ببراءه متناهية.. وباستمتاع لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُفسد على صاحبه..!
- بل وأين نحنُ منه.. وهو يحمل حفيدته الصغيرة أمامة بنت أبي العاص على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها.. لايفعل ذلك وهو يصلي منفردا وحسب.. وإنما يفعله وهو يؤم الناس مصليا بهم. ليريهم ويزرع في حسهم أن الطفل يبقى طفلا داخل المسجد كما هو خارجه..!
- وأن براءة الأطفال، وشغبهم لاتُقلل من هيبة المسجد، ولاتحد من وظائفهِ، ولامن حجم مكانتهِ وعلو شأنه في نفوس الناشئة..!
- وعلى هذا.. فليس صحيحا أن نملأ نفس الطفل هيبة ورعبا من المسجد ونُشعره أنه إن أراد الدخول للمسجد فعليه أن يلتزم بمجموعة شروط منها: أن يظل صامتا ولايحرك يديه ولا قدميه ..! مما نثقل كاهله الغض ونجعله يُفضل البقاء حرا خارج المسجد على البقاء داخله تحت قيود وضوابط لا تستوعبها مرحلته العمرية ولا تطيقها.
- والذي يفترض أن نتفهمه أن الصغير كائن ديناميكي تخضع خصاله النفسية وعلاقاته بالبيئة الإجتماعية من حوله.. للتغير حتى يصل بناؤه النفسي إلى مستوى مرضي من الارتقاء الخُلقي الذي يجعله قادرا على تمييز أنماط السلوك المقبوله والمرفوضة- وحينها نستطيع أن نطالبه بما نشاء ومالا نشاء..!
- ثم إن من التضييق المؤذ إلى أبعد الحدود.. أن نظل ننتقد الآباء والأمهات الذين يفضلون اصطحاب صغارهم للمساجد.. مما يجعلهم يعيشون قلقا وضغطا نفسيا خشية أن يصدر من أبنائهم سلوكا طفوليا بريئا.. يزيد من حجم انتقادنا المتسرع لهم.. ويحصرهم في دائرة الخطأ الذي تقع عليه وحده مسؤولية عدم خشوع الناس في صلاتهم ..!!
المصدر : الأسرة 98
بين أُمَامَة ...وصغارنا!!
فاطمة البطاح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى