لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

" يارا " .. المرأة المعنفة المخدوعة Empty " يارا " .. المرأة المعنفة المخدوعة {الأربعاء 14 سبتمبر - 19:13}

بسم الله الرحمن الرحيم


أمسكت يارا سماعة الهاتف بيدها لفترة طويلة قبل أن تقرر طلب الرقم ، ثم رفعت سماعة الهاتف و قالت بصوت متهدج : ألو مرحبا : هنا الخط الساخن ؟
- نعم حبيبتي، من معي ؟
- اسمي يارا ، احتاج إلى استشارة، هل يمكن ان أزور مركزكم ؟
- اهلا وسهلا بك في أي وقت، هل تحبين أن نأتي نحن لعندك ، نحن مستعدون لذلك .. أم ..
- لا ، أن سآت ، أنا سآت ... شكرا لك ... العنوان من فضلك؟ ... شكرا ... شكرا .
أقفلت يارا الخط وشعرت بشيء من الارتياح، ليس لأنها طلبت المساعدة، فهي تعرف بأنها تستطيع أن تتخطى المشكلة ، بل لأنها وجدت من يستمع إلى مشكلتها من دون أن يضع اللوم عليها .

*******

عندما دخلت يارا إلى مركز جميعة " حقي" للحماية من العنف الأسري ، لم يكن هناك أحد في استقبالها كما وعدوها، لذلك أخذت مكانا منزويا في طرف القاعة، وكأنها بذلك تخشى أن يراها أحد فيعرفها.
لم يمر وقت طويل حتى جاءت إحدى النسوة وهي تمسك بيد امرأة في العشرين من العمر تقريبا، وأجلستها على الكرسي ، وقالت لها : لن أتأخر عليك، اجلسي هنا، أنت الآن في أمان لا تخافي ...
خيم الصمت على المكان لفترة من الزمن قبل أن تقرر يارا أخذ المبادرة، وسألت الفتاة الجالسة أمامها :
- خير يا حبيبتي، ما بك، لماذا تبكين؟ وما هذه الآثار البادية على وجهك، من فعل بك هذا؟
- أجابت الفتاة والدموع تنهمر على خديها : إنه زوجي .
- زوجك... يا إلهي، هل يمكن لأحد ان يضرب بهذه الوحشية؟
- إنه مجرم ، هو يضربني كل يوم تقريباً منذ أن تزوجنا ؟ هكذا من دون سبب يهجم علي ويضربني ، لقد صبرت كثيرا على الموضوع، ولكني لم أعد احتمل، لذلك لجأت إلى هذه الجمعية بعد أن نسقت معها عبر الهاتف ؟
- ولكن الم تخبري أهلك بالأمر ؟
- لا لم أفعل ، إنهم يرفضون الحديث في الموضوع، ويضعون اللوم علي، لأني لا ألبي له طلباته ، ولا أطيعه كما يعتقدون ... مع أنني يشهد الله أني لا أجرؤ حتى على عدم إطاعته ... ولكن للأسف لا أحد يصدقني ...
- هوني عليك يا عزيزتي، أنا أصدقك فأنا هنا أيضاً لأن لدي مشكلة مع زوجي ، وإن كنت أقول الآن : الذي يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته ... ولكن ألم تحاولي أن ترفعي قضية ضده في المحكمة الشرعية وتطلبي الطلاق ..
- أطلب الطلاق .. وأين أذهب ؟ إذا كان أهلي يقفون معه فكيف أقنع القاضي بأني على حق ؟ ... ثم إن تجربتي مع المحكمة الشرعية لا تبشر بالخير، فعلى رغم الآثار البادية على وجهي، وتقرير الطبيب الشرعي، إلا انه لم يطلقوني منه، حتى اتنازل عن اولادي ... وطبعا لم أقبل، وكانت النتيجة جولات جديدة من العنف التي لا تنتهي ..
صمت جديد خيم على القاعة إلى ان تابت الفتاة الكلام فقالت:
- المشكلة أني تركت أولادي بين يديه ... أولادي يكسرون ظهري وبجبروني على العودة إليه في كل مرة ... ولكن الآن لم أعد ابالي، لم اعد أستطيع التحمل ... لذلك جئت إلى هنا ..
- ألم تخبري احدا بمكان وجودك .
- لا هم طلبوا مني ذلك، قالوا لي ألا أخبر أحدا، وهم سيحموني ويهتموا بي ...
أرادت يارا أن تكمل كلامها ولكن دخول المشرفة أنهت الحديث بينهما ..
طلبت المشرفة من المرأة أن توقع على أوراق خاصة، وأخبرتها بأنهم سيهتمون بها، وسينقلوها إلى دار للرعاية، وسيحاولون أن يحصلوا لها على الطلاق بعد فترة من الزمن ... ولكن المهم ألا يعلم أحد بمكان وجودها...
- ألا أستطيع ان أكلم أولادي، قالت الأم المتلهفة على أبنائها ...
- قطعا لا ...اياك .. ستنقلين إلى الدار الآن .. هيا لا تخافي هناك من يهتم بك هناك؟

**********

عندما ذهبت المرأة التفت المشرفة إلى يارا ورحبت بها، وبدأت تستوضح بعض المعلومات حول وضعها ، ومشكلتها ... ولكن قبل أن تجيب يارا سألت المشرفة بصوت قلق : عفوا .. ولكن هذه الدار الذي أرسلت الفتاة إليه أليس دارا لتأهيل المومسات والسجينات ؟
- هي كذلك، ولكنها دار تأهيل ، يعني هن اقلعن عن هذا الأمر ...
- كيف أقلعن والبعض منهن يحولن إلى الدار من السجن ...
- لو كان لدينا مكان آخر لنقلناه إليه ... لا عليك هي لن تطيل إقامتها هناك ... 3 اشهر وتخرج ...
- تخرج وبعد ذلك ماذا سيحدث لها ..
- عفوا ... ولكن لا يمكن أن تبقى الفتاة لدينا طوال العمر ... نحن يردنا الكثير من الحالات ... وكما تعلمين لا يوجد لدينا دعم مادي .. الحمد لله أن الدار تساعدنا ، ولكنه بالمقابل يضع شروط علينا ... لا عليك ... في هذا الوقت نكون قد أمَّنا لها وظيفة تعتاش منها ... دعينا منها الآن ... هذا الأمر نراه بشكل دائم .. حدثيني عن مشكلتك ...
لم تتمكن يارا أن تفتح فاها، ولكن بادرتها المشرفة قائلة: أظن أن هناك إكراه في العلاقة الزوجية بينك وبين زوجك ؟ اليس كذلك ؟
- ليس إكراهاً بمعنى الكلمة ... الأمر حدث منذ يومين، كانت أول مرة يحدث بيننا مثل هذا الأمر ... ولكن أنا لم استطع ان اتقبل الفكرة إلى الآن .
- مرة واحدة تكفي .. ولكن المهم عندما يسألونك في التحقيق، لا تقولي مرة واحدة وقولي ان زوجك اعتاد على هذا الفعل معك ...
- ولكن هذا لم يحدث ، فزوجي انسان طيب ... ثم أنه لم يستخدم الضرب معي ... مقارنة مع هذه المسكينة
- ليس من الضروري ان يستخدم الضرب ... ألا تعلمين بأن هناك أنواع كثيرة من العنف ، يكفي أنه لم يراعي رفضك ... هذا وحده إكراه ... أتعلمين بأنه لو حاول خداعك، مثل أن يستميلك بهدية حتى يحصل على مبتغاه يعتبر عنفاً ... لا عليك من التفاصيل نحن سنهتم بكل شيء ، وسنحصل على حقوقك.
ابتسمت يارا وقالت للمشرفة : وتذهبون بي إلى تلك الدار ...
- اوه لا ... وضعك مختلف ...
- عفوا ... ولكن لدي سؤال: كيف سأثبت دعوى الاغتصاب الزوجي... فكما تعلمين ، أن ما حدث معي كان سراً بيني وبين زوجي ؟ ما هو دليلي؟
- نحن سنتكفل بالموضوع، وسنعتبر ما قلته لنا إخبارا يمكننا من رفع الدعوى ... وتأكدي باني سأسجنه وسيكون عبرة لغيره ... يمكن أن يسجن لمدة 3 سنوات وفقا للقانون الجديد .. انتظري حتى يقر المجلس النيابي هذا القانون وستجدين العجب ... انتظري...
- ولكني لا اريد أن اسجنه .. فأنا وأولادي قد نتضرر من هذا الفعل .
- لا ... لا ... نحن سنلزمه بالتكفل بالنفقة والمصاريف كلها ... لا عليك .
- عجبا ... اسجنه واطلب منه المصاريف ايضا .. وكل هذا لماذا لأنه ... عفوا ... ولكنه زوجي ... صحيح أنه لم يراع ظروفي... ولكنه يبقى زوجي ... زوجي يا ناس اسجنه، وماذا سيفعل بي بعد ان يخرج من السجن ؟ هل تضمنين لي ألا يقتلني ؟ وماذا سيقول الناس لأولاده عن والدهم : خريج سجون ... سبحان الله ... اعذريني سيدتي ... ولكن ليس هذا ما اريده ... اعتذر أني أخذت من وقتك ...
سلمت يارا على المرأة بسرعة وانطلقت إلى سيارتها وقد نسيت تماما مشكلتها ... كانت تفكر بهذه الصغيرة التي لا يعلم إلا الله وحده كيف سيكون مصيرها ... وتساءلت بينها وبين نفسها: من يتحمل مسؤولية ما حدث لها؟ هل يمكن للأهل أن يكونوا بهذه الوحشية حتى يلحظوا معاناة ابنتهم ولا يقوموا بأي عمل؟ ألا ينبغي أن تتولى المحاكم الشرعية والمؤسسات الإسلامية مثل هذه القضايا وتحاول ايجاد الحلول لها ...
اسئلة كثيرة كانت تدور في ذهن يارا وهي تقود السيارة قبل أن تنتبه أنها فتحت باب البيت لتجد زوجها واقفاً امامها وفي يده باقة من الورد وهو يبتسم لها ويقول : لطالما كنت وجه خير في حياتي، سامحيني ... ترددت يارا قبل أن تمسك بالباقة مبتسمة وفكرت بينها وبين نفسها : يا هيك يكون الخداع يا بلا ...




" يارا " .. المرأة المعنفة المخدوعة

د. نهى قاطرجي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى