لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

قصة لولو الصغيرة Empty قصة لولو الصغيرة {الأربعاء 14 سبتمبر - 19:16}

بسم الله الرحمن الرحيم

جلست سميا في المكتبة تنتظر بدء المحاضرة التي بقي على وقتها ساعة وهي تحاول استرجاع معلوماتها قبل الدرس ... فجأة وجدت ليلى واقفة امامها ، تنظر إليها بشكل غريب وهي لا تتكلم ... رحبت سميا بليلى وقالت لها :
* أهلا يا لولو ... وهي تحب ان تناديها بهذا الأسم تحببا وتقربا ... بقي على المحاضرة ساعة ...
- ... نعم ... نعم... قالت ليلى ... ولكنني احتاج إلى ان اتكلم معك ...
* طبعا ... طبعا ... تعالي نجلس هناك ... لا يوجد احد ... هاه ... اخبريني ...كيف حالك ؟ وابتسمت سميا في محاولة لاضفاء جو من الحميمية على اللقاء...
نظرت ليلى إلى استاذتها واجهشت بالبكاء، وقالت :
- انا لا أفهم شيئا من المادة ... احاول ان اقرأ ولكنني لا افهم ... لا اريد ان ارسب هذه السنة ايضا ... لا استطيع ...
*هدئي من روعك ...
وربتت سميا على كتف ليلى في محاولة لتهدئتها، وايقاف الدموع المنهمرة على خد الفتاة البريئة ذات العشرين ربيعا ...
*لا عليك ... لا عليك .. سأساعدك وأشرح لك ما لا تفهمينه ... لا تخافي اطمئني ...
-آسفة لأنني ابكي، ولكني لا استطيع ان ارسب... إذا فعلت ذلك فإن امي ستقتلني ...
ابتسمت سميا، وقالت للفتاة بشكل ساخر :
* لا عليك ... لا عليك ... لن تقتلك ... لن اسمح لها أن تفعل ذلك...
- انا لا امزح ... صدقينني... أمي لا تعلم بأنني اعيد هذه المادة وإذا لم انجح بها فسأعيد هذه السنة ... وعندئذ ستعرف وستقتلني ... ساعدينني ارجوك ... واجهشت ليلى بالبكاء مجدداً...
وقفت سميا جامدة في مكانها ... لا تصدق ما تسمعه اذناها ... هل يمكن ان يكون كلام هذه الصبية جدياً؟ ايوجد ام في الدنيا تهدد ابنتها بالقتل؟ استدركت سميا الموقف وقالت لليلى:
* هي تقول ذلك حتى تشجعك على الدراسة، لا يمكن ان تكون قاصدة لذلك؟؟
- يمكن ... يمكن ... صدقينني... انت لا تعرفين شيئاً ، امي لا تحبني، وهي تضربني إذا خالفتها... وتستهزئ بي امام الناس ، وتفضل اخي علي ، وتمنعني من الخروج من البيت ... لذلك انا لا آتي إلا إلى هنا .... انا آسفة إذا ازعجتك ... ولكنني تعبت ... تعبت ... ساعدينني ارجوك ...
لم تصدق سميا ما تسمعه، فتاة في العشرين من العمر تُضرب, ويُستهزأ بها, ويساء معاملتها... فكرت سميا بشكل سريع وحاولت ان تجد بعض الايجابيات في قصة ليلى حتى تعطيها الأمل من جديد، وقالت لها:
* تأكدي يا حبيبتي ان الوضع لن يبق على ما هو عليه، وانت تعلمين بأن دوام الحال من المحال، وها انت والحمد الله قد خُطبت لشخص جيد يحسن معاملتك ويريد ان ينسيك تلك الأيام الصعبة التي تعيشينها، فتفائلي بالخير وانظري إلى الغد بعين مليئة بالأمل، ولا تنسي بأن تلتجئي إلى الله بالدعاء ... و
- الدعاء .. آه ... لو تعلمين كم ادعو الله سبحانه وتعالى وانا ساجدة أن يريحني من عذاباتي ويأخذني لعنده ... لم يعد لي رغبة في هذه الحياة ... ولماذا اعيش ولمن اعيش؟؟
*لمن؟ تعيشين لنفسك ... للمستقبل ... لوالدك ... اليس والدك حيا ... الا يستطيع ان يساعدك؟
- بلى إنه حي ... ولكنه لا يستطيع ان يواجه والدتي.. فإذا حاول ان يكلمها أجهشت بالبكاء وتحولت إلى امرأة مظلومة يحاول الجميع الاساءة إليها ... لذلك يسكت وينظر إلي ويقول لي : اصبري يا بنتي ... لا بد أن تفرج ...
*صحيح لا بد ان تفرج ... لا تيأسي .. وتأكدي بأن هذه المآسي تقويك وتعلمك دروسا قيمة حول كيفية معاملة أبنائك في المستقبل ... اما بالنسبة لأمك فحاولي أن تسامحيها على أخطائها معك ... وجدي لها المبررات، فلعل ضغوط الحياة صعبة عليها، ولعلك تستفزينها بالكلام فتحاول ان تدافع عن نفسها بالتجريح بك ... واذكرك بالمثل الذي يقول : " الأشرار بدافع الجهل يستحقون الغفران" ...
- انا استفزها... وهل اجرؤ على مكالمتها اصلا... لا استطيع ذلك ... حتى لو فعلت في لحظات الصفاء فإنها تستغل كلامي هذا لتردده على مسامعي في مناسبات أخرى، أو تنقله إلى والدي حتى يعاتبني عليه هو ايضا .... لذلك لا اخبر والدي ولا اخبر أحدا ... لأنه اصلا لا يوجد أحد اخبره فلا صديقة ولا اخت، انا وحيدة انا واخي .... ومع ذلك هي تسيء معاملتي وتحاول أن تفرض علي وعلى خطيبي شروطاً تعجيزية ... تريده ان يتركني ... ولكن الحمد لله خطيبي مدرك لهذا الأمر وهو يقف بجانبي .. ولكن إلى متى سيتحمل هذه الضغوط ؟ إلى متى؟ يا الله ليتني اموت .. ليتي ما ولدت ... واجهشت ليلى بالبكاء ...
شعرت سميا في هذه اللحظات أن الكلمات لا يمكن ان تنفع ... ماذا تفعل؟ كيف تقول لتلك الفتاة المجروحة المتألمة ان امها تحبها، وهي تضربها وتسيء معاملتها لأنها تحبها؟ وكيف تقول لها : لا تغضبي من امك واحسني معاملتها وساعديها واطلبي من الله ان يهديها؟ هل ستتقبل هذه الفتاة هذا الكلام ؟ وهل يمكن هذا ان يحدث في هذه اللحظة ؟ ام ان الأمر يمكن ان يحدث مع مرور الزمن ؟؟؟ ما رأي دعاة " القضاء على العنف ضد المرأة " ؟ كيف يمكن لهم ان يحلوا هذا المشكلة ؟ هل سيصدقون بأن هذه الفتاة معنفة من قبل امرأة؟ أم انهم سيبحثون عن رجل ما يقف وراء هذه الأم يدفعها إلى الاساءة إلى ابنتها وإلى تحطيمها من الداخل والخارج ؟ كيف يمكن ان تساعد هذه الفتاة؟ هل يمكن ان تحدث امها ؟ وهل ستستمع إليها؟ أم انها ستفرغ غضبها على الفتاة وربما تحرمها من الدراسة ؟ أسئلة كثيرة دارت في ذهن سميا وهي تنظر إلى ليلى وهي تكفكف دمعها وتنظر إلى استاذتها بعين طفولية بريئة، تستنجد بها، بعد ان افرغت كل ما بداخلها وشعرت بشيء من الاطمئنان ...
ابتسمت سميا عندئذ ونظرت إلى الفتاة ، وقالت لها : اسمعي يا حبيبتي انا لا استطيع ان افعل لك شيئاً ، وانت طبعا تدركين ذلك تماما ، ولكن كل ما استطيع فعله هو أن اكون بجانبك اسمعك واستمع لهمومك ... فها هو رقم هاتفي اكتبيه واتصلي بي كلما شعرت انك بحاجة إلى ان تتحدثي مع احد ... و تأكدي بأنني سأكون دوماً على السمع ؟؟؟ اعتبرينني امك الثانية، وانا ان شاء الله لن ابخل عليك بأي شيء استطيعه ... سأكون لك نعم الصديقة والأخت والأم التي فقدتِ حنانها ... هذا كل ما استطيع ان اقدمه لك ... فهل تقبلينني كذلك؟؟؟
ضحكت لولو الصغيرة بفرح وامسكت بالقلم تكتب رقم الهاتف وهي سعيدة بأنها وجدت من يستمع إليها ...
سرحت سميا بأفكارها بعيدا.. وتذكرت قصة ليلى والذئب ، تلك القصة التي ما زالوا يخوفون بها الأطفال ... وقالت بينها وبين نفسها : كم من ذئب يرتدي ثوب انسان يصول ويجول في هذا المجتمع من دون حسيب ورقيب؟ وكم من فتاة تعاني مثلك يا ليلى؟ وكم من جرائم ترتكب تحت جناحك ايتها المرأة ؟ وكم من وقت نحتاج إلى ان نعرف بأن لكل انسان الحق في العيش بأمان وسلام؟ وأن من يفقد هذين الشعورين يكاد يفقد حياته كلها ويعيش على هامش الحياة ؟؟؟


قصة لولو الصغيرة

د. نهى عدنان قاطرجي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى