عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
المكان:
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة – الروضة
اليوم:
الأحد – 23 / 11 / 1426 هـ
كان يوماً مذهلاً، أربكَ التنظيم الأمني في مكتبة الملك عبد العزيز العامة منذ عصر يوم الأحد وحتى الساعة العاشرة ليلاً – وتزيد- ..
بدأت الدعاية لهذه الندوة منذ أسبوعين تقريباً، حيث بدأت رسائل الجوال تخبر عنها، وشريط قناة المجد الدعائي يدور بإعلان عنها تبعثه الفتيات، وجاءت الدعاية الكبرى من المنظم لهذه الندوة (مكتبة الملك عبد العزيز العامة) حيث نشرت إعلاناً مرتين
وسآخذ كلّ صورة بالتعليق، مع التأكيد أنّ هذه الرؤى والأفكار ليست كلّها مني ابتداء، إنما أُثريتُ بإضافاتٍ قيّمةٍ..
.
1. الجمهـــور / الحضـــور :
# حضورٌ يقاربُ 1600 امرأة !
حسب ما قاله حرّاس الأمن عند الأبواب (600 دخلن، و1000 امرأة تمّ درها)، ألا يعطي ذلك دلالةً على النساء في تعطّشٍ شديدٍ لمعرفة حقوقهنّ، ولكنهنّ لا يأتين إلاّ إذا تصدر للأمر أهله..وهذا يقودُ إلى نقطة أخرى، وهي أنّ النساء صار لديهنّ وعيٌ بأهمية هذا الموضوع، إذ لم يعد مجرَّد ترفٍ فكري تتباحثه الندوات..
.
# أمهات .. وبنات ..!
جميلٌ حضورُ أمّهاتنا الكبيرات في السنِّ، وكذلك أخواتنا في عمر المرحلة المتوسطة، وهذا حقّ لهنّ أن يأتينَ لمعرفة حقوقهنَّ، ولكنّي لا أرى أنّهن خرجنَ بالفائدة المرجوة، لأنّ العرض كانَ مقدماً بطريقة تناسب فئة تعليمية معينة (الجامعيات/الأكاديميات)، ولو اكتفت كلّ أسرةٍ ببعثِ فتاةٍ منها متعلمة، لكان مجال الندوة أكثر انتشاراً ونفعاً، ومغطياً لشريحة أكبر بدلاً أن تحضر أسرة كاملة بدءاً من الصغرى وحتى الجدة الكبيرة، وهذا رأي قابل للنقاش.. (كان هناك كثير من الفتيات الجامعيات والأكاديميات المهتمات بالموضوع تم ردّهنّ عند الأبواب بسبب امتلاء المقاعد تماماً).
.
# هل سبب الجمهور فوضى؟!
نعم ..! لقد سبب الجمهور بعض الفوضى خاصة في الختام، ولذلك أسباب:
أولاً.. الأعداد الهائلة التي ملأتِ المكتبة والتي لم يسبق لها مثيل في عهد ندوات المكتبة بتاتاً، حتى صعبت السيطرة عليها..
ثانياً.. سماح المكتبة بدخول الأطفال..!!
ثالثاً.. وجود من استغل الدعوة العامة ليقدم بعض طلباته لكبار الشخصيات المتواجدة!!
2. المكتبة:
مكتبة الملك عبد العزيز العامة / الروضة، رائدة في الأنشطة والمحافل الثقافية، وهي غنية عن التعريف، بطاقم الموظفات اللطيفات وعلى رأسهنّ الفاضلة الأستاذة نورة الناصر، ذات الأدب الجم والخلق الكريم .. كما أنّ هذه الندوة ليست أوّل حسنات المكتبة، ولكن..
1. أبرز الملحوظات، هي سماح المكتبة بدخول الأطفال، وهذا سبب تشويشاً للجو الهادئ الذي يفترض أن تكون عليه الندوات، ولعها عثرة ذوي المروءة، فالمكتبة لا توافق على ذلك في أقوات أخرى ..
2. بالنسبة للملحظ الثاني، فهو في الدعاية التي صاحبت هذه الندوة، فقد بدأت الدعاية لهذه الندوة منذ أسبوعين تقريباً، حيث بدأت رسائل الجوال تخبر عنها، وشريط قناة المجد الدعائي يدور بإعلان عنها تبعثه الفتيات، وجاءت الدعاية الكبرى من المنظم لهذه الندوة (مكتبة الملك عبد العزيز العامة) حيث نشرت إعلاناً مرتين في الصحف اليومية الكبرى، وأرسلت (المكتبة نفسها) رسائل إعلانية بالجوالات عن الندوة..
ربما لم تكن إدارة المكتبة تتوقع هذه الأعداد الكبيرة، ولكن لا ينبغي فتح الدعوات العامة بهذه الحملة الإعلانية إلا بتهيئة مكان يفي بما هو متوقع..
وكم نتمنى ألاّ يكون الحل في حصر الندوات مستقبلاً على بطاقات شخصية، فبهذه الطريقة سينقطع خير كثير، إنما يفضل تحديد الفئة المستهدفة من الندوة في الإعلانات المنشورة، فمثلاً يُعلن أنّ الندوة موجهة للطالبات، أو للأمهات، خاصة إذا طُلب من الطالبات الجامعيات إبراز بطاقاتهنّ الجامعية للأخوات في البوابة، وهكذا .. سيكون التنظيم أكثر!
" 3 "
أين الإعــلام؟!
افتقدتُ عدداً من الوجوه التي تعودنا أن نراها عادة في أنشطة المكتبة، خاصة محررات الصحف اليومية، والإذاعات، فهل كان عدم الحضور مردّه إلى نوع الطرح؟ لكنني أقدم الافتراض الحسن بأنهنّ أتينَ متأخرات فتم إيقافهنّ عند البوابات بعد امتلاء القاعة..
وللإنصاف .. فقد تواجدت الزميلة "أمل الذييب" مديرة تحرير مجلة أسرتنا، والزميلة "إيمان العقيل" مديرة تحرير مجلة حياة، والزميلة "منال الدغيم"، من مجلة أسرتنا أيضاً، ومن الأسماء يظهر لكم أنّ الإعلام نفسه هو إعلام متوافق مع الطرح..
تمنينا لو تواجدَ إعلام الصحف اليومية ليسمع للصوت الذي لا يجد مساحة شاسعة على صفحاته..لكن!
" 4 "
الندوة ..!
أدارتها د. أفراح الحميضي، وشاركت فيها د. نوال العيد ود. نورة العجلان، وبين يديّ ورقة العمل التي قدمتها د. نوال العيد، وإذا ليس عندي وقتٌ للطباعة، فإني لن أطرحها وسأكتفي بالإشارة إلى أنّ طرح د. نوال كان متألقاً ومميزاً، لكن الوقت لم يسعفها، وهذا ما يدعونا للمطالبة بندوة أخرى لاستكمال الموضوع، مع مراعاة ما سبق ذكره من الملحوظات..
.
.
" 5 "
توصيات الندوة ..
والمحكّ هنا .. فإليكم كما قرأتها د. أفراح:
توصيات ندوة المرأة وحقوقها بين الشرع والمجتمع
المنعقدة في مكتبة الملك عبد العزيز العامة يوم 23 / 11 / 1426 هـ
المنطلق: ترى المشاركاتُ في الندوة بدءً أهمية الإخلاص لله، وأن يكون ذلك مدار حياة المسلم، وركيزة الركائز في المجتمع، مع تثمين حرص حرم خادم الحرمين الشريفين على إعطاء المرأة حقوقها حسبما جاء في الشريعة الإسلامية ثم ما قاله خادم الحرمين الشريفين: ( لا تطالبن إلا بالممكن ) .. وإنه الممكن شرعاً وعرفاً ..
أولأً: ((تقدير أهمية المرحلة الحالية من عمر الأمة))، وهي مرحلة حرجة تتطلب الالتزام بالثوابت، ولزوم الجماعة، والتأكيد على أنّ العلم والوعي هما القاعدتان الأساسيتان لبناء الأفكار والتوجهات، كما أنّ زرع الإخلاص في كلّ مواطن، تحتمه أمانة الكلمة، وأمانة المسؤولية.
ثانياً: ضرورة ((مراعاة الاختصاص)) في تناول المسائل العامة والخاصة.
ثالثاً: نشر موقف الإسلام من المرأة وذلك من خلال ((مبادرات إسلامية لعقد مؤتمرات عالمية)) عن قضايا المرأة والأسرة وحقوق الإنسان من منظور شرعي، تتبناها جهات إسلامية معتبرة.
رابعاً: قيام الجهات الإسلامية بتحمّل المسؤولية والتنسيق ما بينها لإصدار ((وثيقة)) للأسرة المسلمة تؤصل الرؤية الشرعية حول المرأة وحقوقها في الإسلام.
خامساً: القيام بالمناشط الدعوية والتثقيفية من قبل ((مؤسسات المجتمع ووسائل الإعلام)) للتعريف بحقوق المرأة، مع تضافر هذه الجهود مع جهود الدعاة بحيث يقوموا بواجبهم ويزيدوا نشاطهم لتصحيح الممارسات والعادات التي ليست من الإسلام في شيء، وفي المقابل التنبيه على خطورة الأيادي التغريبية على المجتمعات المسلمة.
سادساً: الدعوة ((لتكوين هيئات عليا)) للنظر في كلّ ما يتعلق بالأسرة من النواحي النفسية والثقافية والاجتماعية والمالية، مع تفعيل دور وزارة الشئون الاجتماعية للقيام بدور فاعل في الاستجابة لمتطلبات الحياة.
سابعاً: ((إنشاء مراكز متخصصة للدراسات والبحوث فيما يخصّ شئون المرأة في الإسلام))، وتتناول النواحي الشرعية والاجتماعية والنفسية، وتستقطب لها الثلة المميزة من الباحثين والباحثات لإثراء المجتمع ببحوث تقدم الرؤية الشرعية، والحلول المناسبة للقضايا والمستجدات والتصورات الدقيقة عن المؤتمرات العالمية، فضلاً عن تقديم الاستشارات المجانية للأسرة المسلمة..
ثامناً: العمل على ((إيجاد مؤسسات نسوية متخصصة)) شرعياً وتربوياً واجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، ، تتبنى الدفاع عن حقوق المرأة المسلمة وقضاياها وتسهم في توفير الحصانة الشرعية والفكرية والبناء التربوي للمرأة المسلمة.
تاسعاً: التأكيد على ((أهمية إدخال " مفهوم الأسرة" في مناهج التعليم))، في المرحلة المتوسطة والثانوية، على أن يكون من ضمن مفرداته: المفهوم الشرعي للعلاقة بين الرجل والمرأة، وحقوق كلّ منهما وواجباته والشبه في ذلك..
هذا والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
آراء الحاضرات ..
قمتُ برصد آراء بعض الحاضرات، وكان هناك تفاعل كبير من الأخوات وفقهنّ الله..
د. عفاف بنت عبد الله الجبير- كلية التربية الأقسام العلمية لها رأي بالنسبة للفوضى حيث ترى أنّ الفوضى سببت تشويشاً للحاضرات، كما ترى أنّ الإسهاب في بعض النقاط أضاع الوقت على نقاط أكثر أهمية، وتضيف معلّـقة على جزئية المساواة بين الرجل والمرأة - التي فندتها د. نوال - بأنّ قضية المساواة مرفوضة حتى من ناحية بيولوجية وسكيولوجية، فمثلاً: ردود أفعال النساء تختلف عن الرجال عند الجهد والتعب، وقد يرى بعضهم أنّ ذلك عائد لأسلوب التربية في الصغر والتفرقة بين البنت والولد، ولكن هذا غير سليم علمياً بسبب أنّ نظام DNA مختلف بينهما.. فمثلاً: الحبال الصوتية عند النساء أقصر من الرجال ولذلك صوت الرجل أخشن، كذلك المشية والعظام وحتى الجلد .. فكيف نسوي بين شيئين خلقتهما مختلفة؟؟!
آلاء من جامعة الإمام ترى أنّ الطرح ليس كما يجب، وأنّ الفوضى عسكت صورة سلبية للطرح الإسلامي، وتوافقها الزهراء على ذلك..
بينما ترى أم عبد العزيز أنّ طرح د. العجلان لم يكن متناسباً مع الفكرة العميقة للموضوع، خاصة مع بعد تخصصها عن الموضوع الحيوي، لكنها تشكر حماسها خاصة في الرد على المداخلات، والشكر موصول أيضاً للدكتورة نوال التي أخذت بالأسماع ..
وهذه آراء لبعض الأخوات أوصلنَ لي آراء النساء اللاتي كنّ في الخارج، حيث استغللنَ وقوفهنّ لرصد الآراء وإرسالها إليّ:
ريم العنزي – جامعة الإمام: حضرت ولم تستطع الدخول، وتقول بأنّها وقفت عند الباب إلى نهاية وقت المحاضرة على أمل إدخالها، وقدعلّقت على منظر النساء المجتمعات أمام الباب بكامل حشمتهنّ قائلة: كان منظراً مثيراً للسعادة.
إحدى الأخوات من الجنسية المصرية كانت تقف بإصرار عجيب على الدخول، وتلح قائلة: لقد جئتُ كي أعرف حقوقي من خلال الشرع..
صور من الحدث، ولقطـات..
ولنا مع هذا التجمهر النسائي الكبير، وقفات تأمليّة!
1. أولاً .. أنّ النساء في تعطّشٍ شديد لمعرفة حقوقهنّ الفعلية وأنهنّ يبادرنَ لمنْ يعلّمنهنَّ إيّاها، ولكنّ تعطشهنّ هذا لا يكون إلا لمن انبرى للأمر من أهله، فالندوة – حين اصطبغت بالشرعية –استقطبتْ النساءَ بشكلٍ لم يسبق له نظير في المكتبة.
2. أنّ على الداعيات والأكاديميات الالتفات الآن إلى تكثيف الطرح في قضايا المرأة بما يخدم تأصيل الشرع، وتفعيل مبدأ الانقياد لله خاصة في الأيام المقبلة، لأنّ موضوع المرأة قد صار محور تركيز الأعداء داخلياً وخارجياً.
3. المشروع لا يقابل إلا بمشروع، وإقامة هذه الندوة بداية فعلية للمشروع الإسلامي الذي يواجه مشروع التغريب، خاصة أنّ الندوة قد لامست موضوعاً حيوياً تعيشه الساحة العالمية (حقوق المرأة)، فالمرأة تعاني فعلاً من بعض القضايا، ولكن ليس كل من تكلم هو المرأة هو مدرك لآلية التعامل مع هذه الأمور، واتفاقنا على وجود المشكلة، لا يعني اتفاقنا على طريقة العلاج!
4. رغم أنّ الحقوق السياسية لم يتم التطرق إليها لضيق الوقت، إلاّ أنّ هذه الأمور ليستْ مطلباً علمياً، فليس عامة النساء مهتمات بمعرفة هذه الحقوق لأنّهن لا يطمحن لها، ولذلك يمكن للمكتبة أن تقوم بحصر موضوع الحقوق السياسية على المهتمات بالقضية، حتى لا يتكرر الزحام دون الخروج بكبير فائدة..
5. حين وقفت إحدى الشابات (نهال العتيبي) وألقت قصيدة تعلن فيها مبدأ المرأة السعودية في التمسك بالحجاب، والالتزاك بالثوابت، ونبذ التغريب، أثار ذلك بهجة النساء حتى اختلط التكبير بالتصفيق، ومثل هذه المواقف يحتفظ بها التاريخ مُسجّلاً صوتَ الفتيات الحقيقي الذي بدأت الشابة المسلمة تعلنه..
6. كان هناك أخوات من دول عربية شقيقة (سوريا/ مصر)، حضرنَ وأبدينَ ابتهاجهنّ وفرحتهنّ بما سمعنَ ورأينَ، وكنّ يؤكدن أنّ هذا الوجه يثير اعتزازهنّ، واتفاق هؤلاء الأخوات معنا – مع ما واجهته هاتين الدولتين من موجة تغريبية- يؤكد أنّ المرأة المسلمة حريصة على ثوابتها، وتفرّق بين الطرح الذي يزيد اعتزازها بهويتها، والطرح الذي يخلخل الهوية.
7. واجهنا حين الخروج تجمهر كبير للإخوان والآباء يقفون خلف الحواجز في انتظار نسائهم، وبلغني أنّ بعضهم انتظر مع نسائه خارج البوابات أملاً في فتحها، رغم الجو البارد وتأخر الوقت، وهذا يعطي رسالة مؤثرة في أنّ الرجل داعم كبير للمرأة في تثقيفها وتعليمها والسعي بها إلى معرفة حقوقها عليه..
8. هذه هي الخطوة الأولى (الابتدائية) كما ذكرت أختنا منال، وإن كان حصل فيها بعض السلبيات إلا أننا نقول: لا بأس! هي تجرِبة تُعرف فيها الثغرات، ليتمّ تلافيها فيما يكون مستقبلاً .. بإذن الله!
انتهى ..
تغطية لما حدث في ندوة ( حقوق المرأة بين الشرع والمجتمع )
إكرام الزيد
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة – الروضة
اليوم:
الأحد – 23 / 11 / 1426 هـ
كان يوماً مذهلاً، أربكَ التنظيم الأمني في مكتبة الملك عبد العزيز العامة منذ عصر يوم الأحد وحتى الساعة العاشرة ليلاً – وتزيد- ..
بدأت الدعاية لهذه الندوة منذ أسبوعين تقريباً، حيث بدأت رسائل الجوال تخبر عنها، وشريط قناة المجد الدعائي يدور بإعلان عنها تبعثه الفتيات، وجاءت الدعاية الكبرى من المنظم لهذه الندوة (مكتبة الملك عبد العزيز العامة) حيث نشرت إعلاناً مرتين
وسآخذ كلّ صورة بالتعليق، مع التأكيد أنّ هذه الرؤى والأفكار ليست كلّها مني ابتداء، إنما أُثريتُ بإضافاتٍ قيّمةٍ..
.
1. الجمهـــور / الحضـــور :
# حضورٌ يقاربُ 1600 امرأة !
حسب ما قاله حرّاس الأمن عند الأبواب (600 دخلن، و1000 امرأة تمّ درها)، ألا يعطي ذلك دلالةً على النساء في تعطّشٍ شديدٍ لمعرفة حقوقهنّ، ولكنهنّ لا يأتين إلاّ إذا تصدر للأمر أهله..وهذا يقودُ إلى نقطة أخرى، وهي أنّ النساء صار لديهنّ وعيٌ بأهمية هذا الموضوع، إذ لم يعد مجرَّد ترفٍ فكري تتباحثه الندوات..
.
# أمهات .. وبنات ..!
جميلٌ حضورُ أمّهاتنا الكبيرات في السنِّ، وكذلك أخواتنا في عمر المرحلة المتوسطة، وهذا حقّ لهنّ أن يأتينَ لمعرفة حقوقهنَّ، ولكنّي لا أرى أنّهن خرجنَ بالفائدة المرجوة، لأنّ العرض كانَ مقدماً بطريقة تناسب فئة تعليمية معينة (الجامعيات/الأكاديميات)، ولو اكتفت كلّ أسرةٍ ببعثِ فتاةٍ منها متعلمة، لكان مجال الندوة أكثر انتشاراً ونفعاً، ومغطياً لشريحة أكبر بدلاً أن تحضر أسرة كاملة بدءاً من الصغرى وحتى الجدة الكبيرة، وهذا رأي قابل للنقاش.. (كان هناك كثير من الفتيات الجامعيات والأكاديميات المهتمات بالموضوع تم ردّهنّ عند الأبواب بسبب امتلاء المقاعد تماماً).
.
# هل سبب الجمهور فوضى؟!
نعم ..! لقد سبب الجمهور بعض الفوضى خاصة في الختام، ولذلك أسباب:
أولاً.. الأعداد الهائلة التي ملأتِ المكتبة والتي لم يسبق لها مثيل في عهد ندوات المكتبة بتاتاً، حتى صعبت السيطرة عليها..
ثانياً.. سماح المكتبة بدخول الأطفال..!!
ثالثاً.. وجود من استغل الدعوة العامة ليقدم بعض طلباته لكبار الشخصيات المتواجدة!!
2. المكتبة:
مكتبة الملك عبد العزيز العامة / الروضة، رائدة في الأنشطة والمحافل الثقافية، وهي غنية عن التعريف، بطاقم الموظفات اللطيفات وعلى رأسهنّ الفاضلة الأستاذة نورة الناصر، ذات الأدب الجم والخلق الكريم .. كما أنّ هذه الندوة ليست أوّل حسنات المكتبة، ولكن..
1. أبرز الملحوظات، هي سماح المكتبة بدخول الأطفال، وهذا سبب تشويشاً للجو الهادئ الذي يفترض أن تكون عليه الندوات، ولعها عثرة ذوي المروءة، فالمكتبة لا توافق على ذلك في أقوات أخرى ..
2. بالنسبة للملحظ الثاني، فهو في الدعاية التي صاحبت هذه الندوة، فقد بدأت الدعاية لهذه الندوة منذ أسبوعين تقريباً، حيث بدأت رسائل الجوال تخبر عنها، وشريط قناة المجد الدعائي يدور بإعلان عنها تبعثه الفتيات، وجاءت الدعاية الكبرى من المنظم لهذه الندوة (مكتبة الملك عبد العزيز العامة) حيث نشرت إعلاناً مرتين في الصحف اليومية الكبرى، وأرسلت (المكتبة نفسها) رسائل إعلانية بالجوالات عن الندوة..
ربما لم تكن إدارة المكتبة تتوقع هذه الأعداد الكبيرة، ولكن لا ينبغي فتح الدعوات العامة بهذه الحملة الإعلانية إلا بتهيئة مكان يفي بما هو متوقع..
وكم نتمنى ألاّ يكون الحل في حصر الندوات مستقبلاً على بطاقات شخصية، فبهذه الطريقة سينقطع خير كثير، إنما يفضل تحديد الفئة المستهدفة من الندوة في الإعلانات المنشورة، فمثلاً يُعلن أنّ الندوة موجهة للطالبات، أو للأمهات، خاصة إذا طُلب من الطالبات الجامعيات إبراز بطاقاتهنّ الجامعية للأخوات في البوابة، وهكذا .. سيكون التنظيم أكثر!
" 3 "
أين الإعــلام؟!
افتقدتُ عدداً من الوجوه التي تعودنا أن نراها عادة في أنشطة المكتبة، خاصة محررات الصحف اليومية، والإذاعات، فهل كان عدم الحضور مردّه إلى نوع الطرح؟ لكنني أقدم الافتراض الحسن بأنهنّ أتينَ متأخرات فتم إيقافهنّ عند البوابات بعد امتلاء القاعة..
وللإنصاف .. فقد تواجدت الزميلة "أمل الذييب" مديرة تحرير مجلة أسرتنا، والزميلة "إيمان العقيل" مديرة تحرير مجلة حياة، والزميلة "منال الدغيم"، من مجلة أسرتنا أيضاً، ومن الأسماء يظهر لكم أنّ الإعلام نفسه هو إعلام متوافق مع الطرح..
تمنينا لو تواجدَ إعلام الصحف اليومية ليسمع للصوت الذي لا يجد مساحة شاسعة على صفحاته..لكن!
" 4 "
الندوة ..!
أدارتها د. أفراح الحميضي، وشاركت فيها د. نوال العيد ود. نورة العجلان، وبين يديّ ورقة العمل التي قدمتها د. نوال العيد، وإذا ليس عندي وقتٌ للطباعة، فإني لن أطرحها وسأكتفي بالإشارة إلى أنّ طرح د. نوال كان متألقاً ومميزاً، لكن الوقت لم يسعفها، وهذا ما يدعونا للمطالبة بندوة أخرى لاستكمال الموضوع، مع مراعاة ما سبق ذكره من الملحوظات..
.
.
" 5 "
توصيات الندوة ..
والمحكّ هنا .. فإليكم كما قرأتها د. أفراح:
توصيات ندوة المرأة وحقوقها بين الشرع والمجتمع
المنعقدة في مكتبة الملك عبد العزيز العامة يوم 23 / 11 / 1426 هـ
المنطلق: ترى المشاركاتُ في الندوة بدءً أهمية الإخلاص لله، وأن يكون ذلك مدار حياة المسلم، وركيزة الركائز في المجتمع، مع تثمين حرص حرم خادم الحرمين الشريفين على إعطاء المرأة حقوقها حسبما جاء في الشريعة الإسلامية ثم ما قاله خادم الحرمين الشريفين: ( لا تطالبن إلا بالممكن ) .. وإنه الممكن شرعاً وعرفاً ..
أولأً: ((تقدير أهمية المرحلة الحالية من عمر الأمة))، وهي مرحلة حرجة تتطلب الالتزام بالثوابت، ولزوم الجماعة، والتأكيد على أنّ العلم والوعي هما القاعدتان الأساسيتان لبناء الأفكار والتوجهات، كما أنّ زرع الإخلاص في كلّ مواطن، تحتمه أمانة الكلمة، وأمانة المسؤولية.
ثانياً: ضرورة ((مراعاة الاختصاص)) في تناول المسائل العامة والخاصة.
ثالثاً: نشر موقف الإسلام من المرأة وذلك من خلال ((مبادرات إسلامية لعقد مؤتمرات عالمية)) عن قضايا المرأة والأسرة وحقوق الإنسان من منظور شرعي، تتبناها جهات إسلامية معتبرة.
رابعاً: قيام الجهات الإسلامية بتحمّل المسؤولية والتنسيق ما بينها لإصدار ((وثيقة)) للأسرة المسلمة تؤصل الرؤية الشرعية حول المرأة وحقوقها في الإسلام.
خامساً: القيام بالمناشط الدعوية والتثقيفية من قبل ((مؤسسات المجتمع ووسائل الإعلام)) للتعريف بحقوق المرأة، مع تضافر هذه الجهود مع جهود الدعاة بحيث يقوموا بواجبهم ويزيدوا نشاطهم لتصحيح الممارسات والعادات التي ليست من الإسلام في شيء، وفي المقابل التنبيه على خطورة الأيادي التغريبية على المجتمعات المسلمة.
سادساً: الدعوة ((لتكوين هيئات عليا)) للنظر في كلّ ما يتعلق بالأسرة من النواحي النفسية والثقافية والاجتماعية والمالية، مع تفعيل دور وزارة الشئون الاجتماعية للقيام بدور فاعل في الاستجابة لمتطلبات الحياة.
سابعاً: ((إنشاء مراكز متخصصة للدراسات والبحوث فيما يخصّ شئون المرأة في الإسلام))، وتتناول النواحي الشرعية والاجتماعية والنفسية، وتستقطب لها الثلة المميزة من الباحثين والباحثات لإثراء المجتمع ببحوث تقدم الرؤية الشرعية، والحلول المناسبة للقضايا والمستجدات والتصورات الدقيقة عن المؤتمرات العالمية، فضلاً عن تقديم الاستشارات المجانية للأسرة المسلمة..
ثامناً: العمل على ((إيجاد مؤسسات نسوية متخصصة)) شرعياً وتربوياً واجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، ، تتبنى الدفاع عن حقوق المرأة المسلمة وقضاياها وتسهم في توفير الحصانة الشرعية والفكرية والبناء التربوي للمرأة المسلمة.
تاسعاً: التأكيد على ((أهمية إدخال " مفهوم الأسرة" في مناهج التعليم))، في المرحلة المتوسطة والثانوية، على أن يكون من ضمن مفرداته: المفهوم الشرعي للعلاقة بين الرجل والمرأة، وحقوق كلّ منهما وواجباته والشبه في ذلك..
هذا والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
آراء الحاضرات ..
قمتُ برصد آراء بعض الحاضرات، وكان هناك تفاعل كبير من الأخوات وفقهنّ الله..
د. عفاف بنت عبد الله الجبير- كلية التربية الأقسام العلمية لها رأي بالنسبة للفوضى حيث ترى أنّ الفوضى سببت تشويشاً للحاضرات، كما ترى أنّ الإسهاب في بعض النقاط أضاع الوقت على نقاط أكثر أهمية، وتضيف معلّـقة على جزئية المساواة بين الرجل والمرأة - التي فندتها د. نوال - بأنّ قضية المساواة مرفوضة حتى من ناحية بيولوجية وسكيولوجية، فمثلاً: ردود أفعال النساء تختلف عن الرجال عند الجهد والتعب، وقد يرى بعضهم أنّ ذلك عائد لأسلوب التربية في الصغر والتفرقة بين البنت والولد، ولكن هذا غير سليم علمياً بسبب أنّ نظام DNA مختلف بينهما.. فمثلاً: الحبال الصوتية عند النساء أقصر من الرجال ولذلك صوت الرجل أخشن، كذلك المشية والعظام وحتى الجلد .. فكيف نسوي بين شيئين خلقتهما مختلفة؟؟!
آلاء من جامعة الإمام ترى أنّ الطرح ليس كما يجب، وأنّ الفوضى عسكت صورة سلبية للطرح الإسلامي، وتوافقها الزهراء على ذلك..
بينما ترى أم عبد العزيز أنّ طرح د. العجلان لم يكن متناسباً مع الفكرة العميقة للموضوع، خاصة مع بعد تخصصها عن الموضوع الحيوي، لكنها تشكر حماسها خاصة في الرد على المداخلات، والشكر موصول أيضاً للدكتورة نوال التي أخذت بالأسماع ..
وهذه آراء لبعض الأخوات أوصلنَ لي آراء النساء اللاتي كنّ في الخارج، حيث استغللنَ وقوفهنّ لرصد الآراء وإرسالها إليّ:
ريم العنزي – جامعة الإمام: حضرت ولم تستطع الدخول، وتقول بأنّها وقفت عند الباب إلى نهاية وقت المحاضرة على أمل إدخالها، وقدعلّقت على منظر النساء المجتمعات أمام الباب بكامل حشمتهنّ قائلة: كان منظراً مثيراً للسعادة.
إحدى الأخوات من الجنسية المصرية كانت تقف بإصرار عجيب على الدخول، وتلح قائلة: لقد جئتُ كي أعرف حقوقي من خلال الشرع..
صور من الحدث، ولقطـات..
ولنا مع هذا التجمهر النسائي الكبير، وقفات تأمليّة!
1. أولاً .. أنّ النساء في تعطّشٍ شديد لمعرفة حقوقهنّ الفعلية وأنهنّ يبادرنَ لمنْ يعلّمنهنَّ إيّاها، ولكنّ تعطشهنّ هذا لا يكون إلا لمن انبرى للأمر من أهله، فالندوة – حين اصطبغت بالشرعية –استقطبتْ النساءَ بشكلٍ لم يسبق له نظير في المكتبة.
2. أنّ على الداعيات والأكاديميات الالتفات الآن إلى تكثيف الطرح في قضايا المرأة بما يخدم تأصيل الشرع، وتفعيل مبدأ الانقياد لله خاصة في الأيام المقبلة، لأنّ موضوع المرأة قد صار محور تركيز الأعداء داخلياً وخارجياً.
3. المشروع لا يقابل إلا بمشروع، وإقامة هذه الندوة بداية فعلية للمشروع الإسلامي الذي يواجه مشروع التغريب، خاصة أنّ الندوة قد لامست موضوعاً حيوياً تعيشه الساحة العالمية (حقوق المرأة)، فالمرأة تعاني فعلاً من بعض القضايا، ولكن ليس كل من تكلم هو المرأة هو مدرك لآلية التعامل مع هذه الأمور، واتفاقنا على وجود المشكلة، لا يعني اتفاقنا على طريقة العلاج!
4. رغم أنّ الحقوق السياسية لم يتم التطرق إليها لضيق الوقت، إلاّ أنّ هذه الأمور ليستْ مطلباً علمياً، فليس عامة النساء مهتمات بمعرفة هذه الحقوق لأنّهن لا يطمحن لها، ولذلك يمكن للمكتبة أن تقوم بحصر موضوع الحقوق السياسية على المهتمات بالقضية، حتى لا يتكرر الزحام دون الخروج بكبير فائدة..
5. حين وقفت إحدى الشابات (نهال العتيبي) وألقت قصيدة تعلن فيها مبدأ المرأة السعودية في التمسك بالحجاب، والالتزاك بالثوابت، ونبذ التغريب، أثار ذلك بهجة النساء حتى اختلط التكبير بالتصفيق، ومثل هذه المواقف يحتفظ بها التاريخ مُسجّلاً صوتَ الفتيات الحقيقي الذي بدأت الشابة المسلمة تعلنه..
6. كان هناك أخوات من دول عربية شقيقة (سوريا/ مصر)، حضرنَ وأبدينَ ابتهاجهنّ وفرحتهنّ بما سمعنَ ورأينَ، وكنّ يؤكدن أنّ هذا الوجه يثير اعتزازهنّ، واتفاق هؤلاء الأخوات معنا – مع ما واجهته هاتين الدولتين من موجة تغريبية- يؤكد أنّ المرأة المسلمة حريصة على ثوابتها، وتفرّق بين الطرح الذي يزيد اعتزازها بهويتها، والطرح الذي يخلخل الهوية.
7. واجهنا حين الخروج تجمهر كبير للإخوان والآباء يقفون خلف الحواجز في انتظار نسائهم، وبلغني أنّ بعضهم انتظر مع نسائه خارج البوابات أملاً في فتحها، رغم الجو البارد وتأخر الوقت، وهذا يعطي رسالة مؤثرة في أنّ الرجل داعم كبير للمرأة في تثقيفها وتعليمها والسعي بها إلى معرفة حقوقها عليه..
8. هذه هي الخطوة الأولى (الابتدائية) كما ذكرت أختنا منال، وإن كان حصل فيها بعض السلبيات إلا أننا نقول: لا بأس! هي تجرِبة تُعرف فيها الثغرات، ليتمّ تلافيها فيما يكون مستقبلاً .. بإذن الله!
انتهى ..
تغطية لما حدث في ندوة ( حقوق المرأة بين الشرع والمجتمع )
إكرام الزيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى