لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

يا ممدوح المهيني - لا أتشرّف بسلوى، وتشرّفني شمايل - فاقتصد! Empty يا ممدوح المهيني - لا أتشرّف بسلوى، وتشرّفني شمايل - فاقتصد! {الجمعة 16 سبتمبر - 7:58}

لقد كانَ لأهل التوبةِ والإنابةِ منذ سالفِ الدّهرِ وخير القرون، مكانتهم الرفيعة في القومِ وبينَ أهلِ العلمِ، لرقّة قلوبهم بالإنابةِ، وخضوع سيماهم بالعودةِ، وانكسار أصواتهم بالأوبةِ، بل قد ندبَ بعضُ السلف الصالح إلى منادمتهم ومجالستهم حتى تتوق النفوس بمرآهم إلى توبةٍ صالحةٍ تجلو كدرَ المعصيةِ واللمم، ويشتركُ كلٌّ في العبودية والذلة لله ربّ العالمين..
وعجيبٌ أن اُبتُدِعَ في هذا الزمانِ– وليستْ أولّ بِدَعِه !- بدعةٌ بنبذ أهل التوبة، واحتقار صلاحِهم واستِقامتهم، بل ويزيدُ الأمرُ عجباً أنْ يُقدَّم عليهم أهلُ اليسارِ والخروجِ والعصيانِ، في سابقةٍ لم تُعرف لها سابقةٌ في بلاد المسلمين، وبتَعدٍّ سافرٍ على المثل والقيم والصلاح!

تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
... ... ... ... ... ... فإن تولّت فبالأشرارِ تنقادُ
لا يصلحُ الناسُ فوضى لا سُراة لهم
... ... ... ... ... ... ولا سراةٌَ إذا جهّالهم سادوا

لقد كانَ في ما كتبهُ ممدوح المهيني في صحيفة الرياض ليوم الجمعة 20 / 10 شيء من هذا، حيث أتى بصورة جمعتْ ثلاثَ نساءَ قُدنَ – خائباتٍ – مسيرةَ تحرر زائفة، كشفنَ فيها الوجوه، واعتلينَ فيها المخازي، وتجاوزنَ – هدانا الله وإياهنّ – على الثوابت قولاً وعملاً ( هنادي هندي، سلوى الهزاع، ثريا عبيد )، ثمّ جاءَ الكاتب تحتَ صورهنّ بمقالةٍ طويلةٍ مدبّجةٍ مجّد فيها هولاء النسوة، وهاجمَ المرأة التائبة الآيبة " شمايل " واستهان بتوبتها، فاستهزأ بحجابها َوسخرَ من تلفّعها وهمّش توبتها، وأخذ من بعدُ يتحسّر على ما تلقفته ( المرأة السعودية ) من ( الفنانة المعتزلة! )، ويتأوه على الفنّ الذي شوّهت صورته شمايل بعد أن هتكتْ سُتره، وأبانت حُجُبه، وعرّته كتعرّي الشجرِ حين تتساقط أوراقه خريفاً!

وكانَ مما عابهُ الكاتب على التائبة قولها: ( عندكم طموح يا بنات، كلكم تسعون لحياة طيبة، بس وش النهاية، الموت )، وهو يرأى أنّ في هذا القول قتلٌ للطموح، وسوداويةُ تنتظرُ الموت، خاتماً مقالته ببكائية حزينة!

أتعجبون من أمر الله؟! لقد صدقت شمايل واللهِ، إنّه الموت!

حتم سيحمّ علينا لا مفرّ منه "قلْ إنَّ الموتَ الّذي تفرّونَ منهُ فإنّهُ مُلاقيكُم ثمّ تردّونَ إلى عالمِ الغيبِ والشّهادةِ فينبئُكم بِمَا كُنتُم تَعمَلون" ، ثمّ إنّ ذكرَ الموتِ هديٌ نبوي " أكثروا من ذكرِ هادم اللذات "، وغيرٌ ذلكِ كثيرٌ مما ليس ذا محلّ بسطه .. لذا فإنّ هذه الكلمة منها – جزاها الله خيراً – لا ترفض الطموح ولا تأباه، إنما توجّه لطموحٍ جموحٍ إلى السُّمو والعُلا، قبسه أنوارُ محمدية، ومسيرته راشدةٌ ربانية، ونهايته خلودٌ أبدي في الجنان، وذكرٌ جميلٌ في الدنيا والآخرة!

ليس عيباً أن تكون المرأة طبيبة تأسو الجراح وتداوي العلل، وتسير من نجاحٍ لآخر، إنّما ذلكَ فخرٌ ومنقبة حين تتوجُ نجاحَها بصلاحِها، وعطائها بحيائِها، وتميّزها بأنوثتِها، لا كما تفعل سلوى في تمييعِ الحجاب أو نبذه نبذ النوى – كما فعلت ثريا - أو كسبيلٍ سلكتُه " هنادي الصغيرة " بطائرتها بين الرجال، إنّ مبادئهنّ خاطئة من أساسها، وقد خالفن طبائع الأنثى وضعفها الجبلي، بلْه مبدأ الإسلام في القرارِ في البيت، بلَه المخالفات الأخر، ككشفِ الوجهِ، والسفرِ بغيرِ محرمٍ، والاختلاطِ المبالغِ فيه بالرجال، فأيّ شقّ من كلّ ذا سنرقعه والخروق قد كثرتْ واتسعت على الراقع؟!

هذا، وإنّ الزجاج بين صنوف الخام هو الأكثر صفاء، والأظهر نقاء، والأعلى شفافية، وقد قابله من النقص الجبليّ أنّه الأسرع اتساخاً، والأيسر خدشاً والأسهل كسراً، والأصعبُ جبراً، فكان حرياً بمن حمل قارورته أن يرفق به، - وما القصدُ من الرفق هشاشة الغيرة، كما فعل العزيز: " يوسف أعرض عن هذا " - بل لطف بحزم، وقوة بلين، ثم غيرة بحكمة تتبعها شهامة ونبل، وشمل كلّ غافلة بذلك - دون اقتصار على المحرمية - وما ذاك إلا من مكارم الأخلاق، وسامي الخصال، وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيم، وحريّ بأخينا ممدوح المهيني – ومن سلكَ سبُله - أن يقتصر في دعوته تيك، ولا يجاوز في الفُتيا، ويتركَ التفتيش في شحطات الأفكار، فقد استبان الدرب، ووضح المنهج، وتبدر القمر، والنساء لسنَ إسفنجاً يتشربنَ الزلالَ والكدر بلا تمحيص .. والحجاب قد علمَ وجوبه، والرشاد قد استنار دربه، وإنْ كنتَ لنا ناصحاً رشيداً فليس ذا وجه النصح، وأعلمنا - رعاكَ الله - لماذا يُقاس نجاح المرأة بمدافعتها الرجال ومزاحمتهم بالمناكب؟ ولماذا يجب أن تعرض نفسها وتتعب جسدها وتكشف وجهها .. لتكون ناجحة ؟!

ولئنْ قيسَ نجاحهنّ بهتك أستارهنّ، فربّ نابتةِ من وراءِ شجرٍ قد جاوز نفعُها ما استطالَ منه وظهر، وانظر صواحبَ الحجراتِ ورباتِ الحجالِ وذواتِ الخدور، كنّ ربّاتُ بيوتٍ .. وصانعات تاريخ، وإن شئتَ سردتُ لكَ من عظائم النساء في عصرنا أسماء مجيدة في العلم الشرعي أو الطب أو التربية وغيرها، ممن لم يسلكن مسلكَ هؤلاء .. لولا أنّ الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة!!
هذا .. وإنما هي تذكرة لمن ألقى السمع وهو شهيد .. والسلام !

شوال 20 / 10 / 1425 هـ


يا ممدوح المهيني - لا أتشرّف بسلوى، وتشرّفني شمايل - فاقتصد!

إكرام الزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى