لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

ذّواتُنَا .. دَاخِلَ عُلبٍ مَعدنيّة Empty ذّواتُنَا .. دَاخِلَ عُلبٍ مَعدنيّة {الجمعة 16 سبتمبر - 8:10}

نغلق في كثير من الأحيان على عقولنا، فنمنعها من التفكير الإيجابي، نحتجزها داخل نطاقٍ مغلق، أشبه ما يكون بعلبة معدنية مقفلة، نمنع انطلاقتها ومصافحتها للهواء والشمس والحياة، لتتآكلها الرطوبة، وتصدأ وهي لا تزال داخلنا، لنعيش مراحل كئيبة، وقد قيدتنا أغلال وهمية لم ندرك مصدرها .. رغم أننا نحن من أقحمنا أنفسنا داخلها، فصنعنا ضعفنا بأيدينا .

ولو أننا قمنا بالعكس، فأطلقنا لأفكارنا العنان، ودعمناها بما نستطيع من قوة وجهد، لحولناها إلى مشروعات ضخمة، تعود علينا بكل الفائدة ..

يتحدث حول هذا الموضوع رئيس الوزراء الماليزي السابق محاضير محمد، حول تجربة ماليزيا في النهوض والتنمية، فيقول بأن الشعب الماليزي شعر بالنقص أيام الحكم البريطاني، فاعتقد بأنه لن يتجاوز في تقدمه أكثر من كون أفراده فلاحين أو صيادين، وبأنهم لن يصبحوا يوماً مهندسين أو تقنيين ماهرين .. لقد فقدوا الثقة بأنفسهم، وانغلقوا في دائرة تفكيرهم الخاص فلم يستطيعوا التفكير بطريقة للخروج من هذه الدائرة المحكمة الإغلاق .

فترتبت على الحكومة الماليزية مهمة تغيير ذهنية الناس وزرع الثقة في قدراتهم، فابتكرت شعاراً قوياً أقنع الماليزيين بإمكانياتهم، وحطم الوهم المبني داخل نفوسهم حول محدودية طاقاتهم، وكان الشعار هو : ( ماليزيا قادرة ) وبهذا تشجع الماليزيون، وأنجزوا أعمالاً لم يحلموا بإنجازها من قبل، في زمن قياسي، وهي الآن تقف في صفوف الدول المزدهرة والمتقدمة .

ولا زلتُ أذكر حكاية طفل صغير، تجاوز حدود الفكرة النائمة في خبايا العقل، إلى أفق التطبيق الفعلي، حين دخل على ضيوف والده وهم في جلسة عائلية كبيرة، وهو يحمل علبة من الحليب، وأخذ يطوف بينهم الواحد تلو الآخر طالباً منهم أن يضعوا فيها نقوداً ..

ضحك الجميع من تصرف هذا الطفل، فيما شعر والده بالحرج الشديد لما فعله صغيره، ولما اقترب وسأله عن سبب ما يفعله، أخبره بأن معلم الصّف قد حدثهم اليوم عن أطفال الصومال الجائعين، وحاجتهم الماسة للطعام والشراب والملبس، فقرر أن يجمع لهم بعض النقود ليرسلها إلى هناك ..

فوجئ الجميع بتصرف الصغير، وشعروا بخجل شديد من أنفسهم، إذ أن واحداً منهم لم يفكّر بمساعدة هؤلاء الجياع ولو بمبلغ زهيد ..!

لقد لاحت للطفل الفكرة، فأطلق لها العنان لتكبر بحرّية، فنمَت بشكلٍ سويّ، وأصبحت مشروعاً حضارياً رائعاً لمساعدة الآخرين، ولو أنه كغيره احتجزها في خانة مغلقة، لذوت وماتت، كما تموت مشاريع كثيرة نفكر فيها، لكننا لا نعطيها حقها اللازم والمطلوب من الدعم والمعنويات والإيمان لكي تغدو حقيقة ..!

إن طفلاً صغيراً يحملُ علبة حليبٍ فارغة في يده، وروحاً رائعة في داخله قد استطاع أن يعلّم جميع من مرّ بهم طالباً المساعدة كيف تكون حقيقة الإيمان بفكرة، وكيف يتم خوض الصعب والمستحيل في حدود إمكانياته وأطر تفكيره.. كما استطاعت دولة ماليزيا على النطاق الكبير والواسع أن تنهض بشعبها عبر الدعم المعنوي، وخلق شعار تدور حوله أفكار متميزة، تنهض بالأفراد ليحققوا يداً بيد مشاريعها النهضوية .

فلنفتش نحن أيضاً في خزائن عقولنا المقفلة، عن أفكار ظنناها قديمة رتيبة أو غير ممكنة، لننظر إليها بعيون جديدة، ونجعلها تتنفس من جديد، ومن يدري، قد تتألق هذه الفكرة يوماً لتغدو نجماً لامعاً في سماء الحياة، وفي عقول الآخرين .


ذّواتُنَا .. دَاخِلَ عُلبٍ مَعدنيّة

نُـور مؤيد الجندلي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى