بنت الاسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :
فقد منّ الله عليّ قبل سنوات بكتابة مقال عنوانه : " نموذج وقدوة للأسرة المسلمة .. !! ورفع هممٍ لشباب الأمة الإسلامية !! " .
ولعلي – هنا في هذا المقال - إتماماً للفائدة والنفع أجعل المقال السابق هو الأصل ، وأنقح وأزيد فيه ما يُيسر الله كتابته حتى تحصل الفائدة كاملة بإذن الله .
فأبدأ مستعيناً بالله جل وعلا ، بقوله تبارك وتعالى في كتابه العزيز : ** وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } ، وإنه بفضل الله ونعمته علينا أن يسَّر لنا فضيلة شيخنا الوالد : إحسان بن محمد بن عايش العتيبي – حفظه الله ورعاه – والداً كريماً ، ومربياً فاضلاً ، وأستاذاً كبيراً .. ، جعل في تربية أبنائه وإصلاحهم جزءًا كبيرًا من الهم الذي يحمله في حياته ، نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً .. فلله الحمد والشكر .
وإنَّ مما أنعم الله به على سماحة الوالد : أن جعل من أبنائه حفظةً لكتاب الله العظيم وهذه هي النعمة التي سأتحدث لكم عنها ، والتي أرجو الله سبحانه وتعالى أن ننتفع بها ، وأن تكون تربيته لأبنائه قدوة لنا ولكل أسرةٍ مسلمة .
وسأكتب لكم في صفحاتي هذه فقط عن مقدار حفظ أبنائه الكبار فقط ! دون الصغار ! وأعمارهم في الوقت الذي أتمّوا فيه محفوظاتهم ، شحذًا للنفوس ورفعًا للهمم ، وتشجيعاً للآباء والأمهات أن يحرصوا على تحفيظ أبنائهم كتاب الله تعالى ، وكذلك هو قدوة للشباب الذين بدؤوا مشوارهم في طلب العلم ولمّا يحفظوا بعدُ كتاب الله تعالى !!
(( نموذج وقدوة للأسرة المسلمة ، وهو : حفظ سبعة من أبناء والدنا – الفاضل - لكتاب الله العظيم ، وأربعة منهم أتموا حفظ ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم )) :
* فمنهم : دواد - حفظه الله - ، والذي حفظ كتاب الله في السنة الثامنة من عمره ، وحفظ بعض المتون : كالأربعين نووية ، والآجرّومية ، والبيقونية ، والجزرية ، والواسطية ، ومتن عمدة الأحكام للمقدسي ، ورياض الصالحين للنووي ، ( لكن وفي الحقيقة هو الآن نسي بعضاً من هذه المتون بسبب دخوله للمدرسة في مدة من الزمن – التي كانت بظني سبباً كبيراً لإفساد جيل هذا اليوم - والله المستعان .. ) وهو حاليًّا في طريقه لإكمال حفظ البخاري ومسلم ، فقد ركَّز جهوده على حفظ متون السنة ، التي يقوم على جمعها الشيخ يحيى اليحيى حفظه الله ، وأما عمره الآن : فقد بلغ 18 سنة تقريباً .
* و من أبنائه كذلك : مالك - حفظه الله - ، وقد أتم حفظ كتاب الله في السنة التاسعة من عمره ، ومن المتون التي حفظها : الأربعون النووية ، وبلوغ المرام ، وقد أتمّ بالأمس القريب المتفق عليه وما انفرد به البخاري على مسلم جمع الشيخ يحيى اليحيى ، وعنده هواية قراءة التاريخ والسيرة ، وهو مع صغر سنه .. إلا أنك تجده يقرأ في كتب صعبة وكبيرة على مَن هو في سنّه ( كسير أعلام النبلاء للذهبي ، وتاريخ الإسلام للذهبي ، والطبقات الكبرى لابن سعد ، وزاد المعاد لابن القيم وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن هشام.. وغيرها من الكتب ) ، وقد سأل والدنا – مرة – شيخَ مالك – سابقـًا – وهو الشيخ الفاضل " محمد الجمل " عن قائد معركة ، فقال له الشيخ الجمل : اسأل ابنك مالك ! وفعلاً سألني والدي - حفظه الله – عن طريق الجوال لأسأل مالكاً .. فسألته عنها : فأجاب مباشرة ! ، وقد تحوّل الآن إلى الاهتمام بأمور السياسة وما يحصل للمسلمين في كل مكان، وسير العلماء المعاصرين ، وعمره الآن : 14 سنة .
** ومن أبنائه كذلك - حفظه الله ورفع مقامه - : التوأمان ، وهما : معاذ ومعاوية ، وقد أتما حفظ كتاب الله في السنة التاسعة والنصف من عمرهما كذلك ، وقد أتما حفظ ما اتفق عليه البخاري ومسلم .. وعمرهما الآن 12 سنة .
* وممن حفظه كذلك من أبنائه : عمر ، وقد حفظ كتاب الله : في السنة الثالثة عشر من عمره ، لكنه قد نسي بعضه : وذلك بسبب أنه حفظه بوقت يسير ، وقد ترك مراجعته مدة بسبب : موت شيخه رحمه الله تعالى رحمة واسعة . (( وهنا تجد سيرة شيخه فهي جديرة بالقراءة والتفكر والتأمل وفاة حافظ من حفَّاظ الأردن / رحمه الله وغفر له )) وهو الآن يراجع مراجعة قوية حتى يثبت كتاب الله في قلبه ولله الحمد والمنة ، وهو متميّز جدًّا في الحرص على الدعوة ، ومصاحبة الشباب ومساعدتهم ونصحهم ، وقد قال عنه مرة شيخٌ صاحب فراسة.. أن " هذا الغلام يصلح أن يكون قائدًا " وهو كذلك ! فكم من نشاط تربوي ، واجتماع أخوي ، وإشراف على عرس إسلامي ، كان هو المنسّق والمسؤول ، وقد رزقه الله الفكاهة والابتسامة ، وفضيلة الشيخ أبو مالك – محمد بن إبراهيم أبو شقرة – أطال الله في عمله وأحسن عمله لا يناديه إلا بالـ " البسّــام " !! .
* ومن المناسب هنا أن يُنصح كل من يدخل الدورات المقامة في العطل الصيفية – وهي طبعاً لا تصلح إلا لفئة قليلة من المجتمع ! - ، بأن يضع برنامجاً قوياً .. يراجع به ما حفظه ، خاصة كتاب الله تبارك وتعالى ، فهو سهل التفلت من الذهن كما ورد في الحديث .
وإنه وبكل صراحة : من يدخل هذه الدورات - الدورات التي تقام للحفظ في شهر أو أكثر - ولا يزيد اجتهاده على كتاب الله بمراجعة ما كان قد حفظه في الدورة ؛ فعليه أن لا يتعب نفسه بالدخول في هذه الدورات لأنه سرعان ما ينساه .. وهذا مشاهدٌ عندنا ، فمن الإخوة من حفظ كتاب الله بشهرٍ واحد ، وبعضهم يزيد أو ينقص .. لكنه تكاسل بعد حفظه .. فرجع كما كان أول والله المستعان !! .. والأدهى والأمر أن الناس يحسبونه حافظاً وهو يعرف نفسه أنه ليس كذلك !! لذلك من أراد أن يدخل دورات الحفظ فعليه بالمداومة على المراجعة بعد انتهاء دورته ، أو أنه لا يتعب نفسه ويتعب غيره فيدخلها ، وليحفظ بقدر ما يستطيع .. ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، وقد كان السلف رحمهم الله : لا يتجاوزون حفظ عشر آيات من كتاب الله حتى يعلموها ويعملوا بما فيها ، وإن أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
* ومن أبنائه كذلك وهو السابع : أوس ، وقد أتم حفظه قبل أيام قليلة ولله الحمد والمنة ، وسيكون عنده برنامج تمكين لمدة لا تقل عن السنة ، فالحفظ شيء ! والتمكين شيء آخر !! مع أن الأصل أن لا يُسمى الحافظُ حافظًا حتى يتمكن من حفظه ، كما سمعت عن الشيخ عادل الكلباني حفظه الله أنه يقول : الذي يؤم الناس بصلاة التراويح وقبل الصلاة يراجع حفظه هذا ليس بحافظ ، وعمره الآن اثنا عشرة سنة !! .
* وقد يقول قائل هناك تفاوت في سن الحفظ بين الأولاد ، فهل السبب يرجع إلى الولد نفسه أم لشيء آخر ؟! فالجواب عنه : أن الحفظ موهبة من الله يعطيها بحكمته لمن يشاء ، والناس متفاوتون في هذه النعمة على أربعة أقسام :
1 – قسم من الناس يحفظ سريعاً وينسى بطيئاً .
2 – وقسم آخر يحفظ سريعاً وينسى سريعاً .
3 – وقسم ثالث يحفظ بطيئاً وينسى بطيئًا .
4 – وقسم رابع يحفظ بطيئاً وينسى سريعاً .
وأولاده كُثر بحمد الله .. ومن لم يحفظه بعد كمن هو دون التاسعة فهو في طريقه لحفظ كتاب الله ، وعما قريب سيكمل ولد آخر وابنتان بإذن الله عز و جل .
( ومما هو مناسب أن تقرأ هذا المقال الذي كتبه والدي – حفظه الله – قبل بضع سنين وهو يتحدث بأنه كان يتمنى قبل كتابة مقاله بـ 18 عاماً أن يكون له أبناء حفظة لكتاب الله يردونه في الصلاة إذا أخطأ .. وقد حقق الله له أمنيته ، فالذي يَؤم في مسجدنا يكون خلفه سبعة حفظة من أبنائه ، بل قد قام نصفهم بالإمامة في مسجده وهو وراءهم مأمومًا ! وتجد هذا المقال وغيره من المقالات في صفحته هذه صفحة إحسان بن محمد بن عايش العتيبي ولله الحمد والشكر .. ومن هنا تعرف أنه في الغالب الذي يحرص ويسعى لتربية أبنائه فإن الله – بإذنه تعالى - يوفقه لما يريد ! لكن لما كانت النية عند كل والد ولم يكن عند البعض الحرص والسعي ضاع الأبناء والله المستعان ) .
ومرة حدث موقف يستحق الذكر ، أن أخي معاوية الذي كتبت لكم عنه آنفاً قال – وهو حزين - مرةً لوالدتي – أدام الله عليها الصحة والعافية – : يا ليتِك يا أمي تحرصين علينا في القرآن والواجب الذي يعطينا إياه الشيخ .. كحرصك علينا للكتب المدرسية.. !!
وإنَّ مقصدي من ما ذكرته لكم أحبتي في الله هو فقط ليكون عبرة لنا .. وحثاَّ لأنفسنا لنربي أولادنا التربية الصحيحة السليمة ، وإني لأكتب لكم هذه الصفحات وأتحسّر من داخلي على ما أجد من أبناء هذا اليوم.. بل ومن أبناء الذين يبدو عليهم الصلاح وبعض المشايخ وطلبة العلم .. فأحدث نفسي وأقول : إن كان أبناء هؤلاء الصالحين هكذا .. !! فكيف بأبناء غيرهم من الناس ... فتأمل !!! أسأل الله الثبات لي ولهم .
وحسبي لهم قول الله تعالى : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته ؛ فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم ، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . ( متفق عليه ) وقوله عليه الصلاة والسلام : " أيما راعٍ غش رعيته فهو في النار " . ( صحيح الجامع : 2713 ) . وحسبنا الله ونعم الوكيل !!
نسأل الله – سبحانه وتعالى - أن يصلح الراعي والرعية ، وأن يوفقنا وإياكم لتربية أبنائنا وتعليمهم كتاب الله تعالى وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام وأن يوفق والدنا وشيخنا الشيخ رضوان الجلاد وجميع المشايخ لما يحب ربنا ويرضاه وأن لا يحرمهم الأجر والثواب ..
والحمد لله ربِّ العالمين .
أخوكم : طارق بن إحسان بن محمد العتيبي
tareq_ihsan@hotmail.com
بفضل الكريم المنان الابن السابع للوالد الشيخ إحسان - العتيبي - يُتم حفظ القرآن !!
طارق بن إحسان بن محمد العتيبي
فقد منّ الله عليّ قبل سنوات بكتابة مقال عنوانه : " نموذج وقدوة للأسرة المسلمة .. !! ورفع هممٍ لشباب الأمة الإسلامية !! " .
ولعلي – هنا في هذا المقال - إتماماً للفائدة والنفع أجعل المقال السابق هو الأصل ، وأنقح وأزيد فيه ما يُيسر الله كتابته حتى تحصل الفائدة كاملة بإذن الله .
فأبدأ مستعيناً بالله جل وعلا ، بقوله تبارك وتعالى في كتابه العزيز : ** وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } ، وإنه بفضل الله ونعمته علينا أن يسَّر لنا فضيلة شيخنا الوالد : إحسان بن محمد بن عايش العتيبي – حفظه الله ورعاه – والداً كريماً ، ومربياً فاضلاً ، وأستاذاً كبيراً .. ، جعل في تربية أبنائه وإصلاحهم جزءًا كبيرًا من الهم الذي يحمله في حياته ، نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً .. فلله الحمد والشكر .
وإنَّ مما أنعم الله به على سماحة الوالد : أن جعل من أبنائه حفظةً لكتاب الله العظيم وهذه هي النعمة التي سأتحدث لكم عنها ، والتي أرجو الله سبحانه وتعالى أن ننتفع بها ، وأن تكون تربيته لأبنائه قدوة لنا ولكل أسرةٍ مسلمة .
وسأكتب لكم في صفحاتي هذه فقط عن مقدار حفظ أبنائه الكبار فقط ! دون الصغار ! وأعمارهم في الوقت الذي أتمّوا فيه محفوظاتهم ، شحذًا للنفوس ورفعًا للهمم ، وتشجيعاً للآباء والأمهات أن يحرصوا على تحفيظ أبنائهم كتاب الله تعالى ، وكذلك هو قدوة للشباب الذين بدؤوا مشوارهم في طلب العلم ولمّا يحفظوا بعدُ كتاب الله تعالى !!
(( نموذج وقدوة للأسرة المسلمة ، وهو : حفظ سبعة من أبناء والدنا – الفاضل - لكتاب الله العظيم ، وأربعة منهم أتموا حفظ ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم )) :
* فمنهم : دواد - حفظه الله - ، والذي حفظ كتاب الله في السنة الثامنة من عمره ، وحفظ بعض المتون : كالأربعين نووية ، والآجرّومية ، والبيقونية ، والجزرية ، والواسطية ، ومتن عمدة الأحكام للمقدسي ، ورياض الصالحين للنووي ، ( لكن وفي الحقيقة هو الآن نسي بعضاً من هذه المتون بسبب دخوله للمدرسة في مدة من الزمن – التي كانت بظني سبباً كبيراً لإفساد جيل هذا اليوم - والله المستعان .. ) وهو حاليًّا في طريقه لإكمال حفظ البخاري ومسلم ، فقد ركَّز جهوده على حفظ متون السنة ، التي يقوم على جمعها الشيخ يحيى اليحيى حفظه الله ، وأما عمره الآن : فقد بلغ 18 سنة تقريباً .
* و من أبنائه كذلك : مالك - حفظه الله - ، وقد أتم حفظ كتاب الله في السنة التاسعة من عمره ، ومن المتون التي حفظها : الأربعون النووية ، وبلوغ المرام ، وقد أتمّ بالأمس القريب المتفق عليه وما انفرد به البخاري على مسلم جمع الشيخ يحيى اليحيى ، وعنده هواية قراءة التاريخ والسيرة ، وهو مع صغر سنه .. إلا أنك تجده يقرأ في كتب صعبة وكبيرة على مَن هو في سنّه ( كسير أعلام النبلاء للذهبي ، وتاريخ الإسلام للذهبي ، والطبقات الكبرى لابن سعد ، وزاد المعاد لابن القيم وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن هشام.. وغيرها من الكتب ) ، وقد سأل والدنا – مرة – شيخَ مالك – سابقـًا – وهو الشيخ الفاضل " محمد الجمل " عن قائد معركة ، فقال له الشيخ الجمل : اسأل ابنك مالك ! وفعلاً سألني والدي - حفظه الله – عن طريق الجوال لأسأل مالكاً .. فسألته عنها : فأجاب مباشرة ! ، وقد تحوّل الآن إلى الاهتمام بأمور السياسة وما يحصل للمسلمين في كل مكان، وسير العلماء المعاصرين ، وعمره الآن : 14 سنة .
** ومن أبنائه كذلك - حفظه الله ورفع مقامه - : التوأمان ، وهما : معاذ ومعاوية ، وقد أتما حفظ كتاب الله في السنة التاسعة والنصف من عمرهما كذلك ، وقد أتما حفظ ما اتفق عليه البخاري ومسلم .. وعمرهما الآن 12 سنة .
* وممن حفظه كذلك من أبنائه : عمر ، وقد حفظ كتاب الله : في السنة الثالثة عشر من عمره ، لكنه قد نسي بعضه : وذلك بسبب أنه حفظه بوقت يسير ، وقد ترك مراجعته مدة بسبب : موت شيخه رحمه الله تعالى رحمة واسعة . (( وهنا تجد سيرة شيخه فهي جديرة بالقراءة والتفكر والتأمل وفاة حافظ من حفَّاظ الأردن / رحمه الله وغفر له )) وهو الآن يراجع مراجعة قوية حتى يثبت كتاب الله في قلبه ولله الحمد والمنة ، وهو متميّز جدًّا في الحرص على الدعوة ، ومصاحبة الشباب ومساعدتهم ونصحهم ، وقد قال عنه مرة شيخٌ صاحب فراسة.. أن " هذا الغلام يصلح أن يكون قائدًا " وهو كذلك ! فكم من نشاط تربوي ، واجتماع أخوي ، وإشراف على عرس إسلامي ، كان هو المنسّق والمسؤول ، وقد رزقه الله الفكاهة والابتسامة ، وفضيلة الشيخ أبو مالك – محمد بن إبراهيم أبو شقرة – أطال الله في عمله وأحسن عمله لا يناديه إلا بالـ " البسّــام " !! .
* ومن المناسب هنا أن يُنصح كل من يدخل الدورات المقامة في العطل الصيفية – وهي طبعاً لا تصلح إلا لفئة قليلة من المجتمع ! - ، بأن يضع برنامجاً قوياً .. يراجع به ما حفظه ، خاصة كتاب الله تبارك وتعالى ، فهو سهل التفلت من الذهن كما ورد في الحديث .
وإنه وبكل صراحة : من يدخل هذه الدورات - الدورات التي تقام للحفظ في شهر أو أكثر - ولا يزيد اجتهاده على كتاب الله بمراجعة ما كان قد حفظه في الدورة ؛ فعليه أن لا يتعب نفسه بالدخول في هذه الدورات لأنه سرعان ما ينساه .. وهذا مشاهدٌ عندنا ، فمن الإخوة من حفظ كتاب الله بشهرٍ واحد ، وبعضهم يزيد أو ينقص .. لكنه تكاسل بعد حفظه .. فرجع كما كان أول والله المستعان !! .. والأدهى والأمر أن الناس يحسبونه حافظاً وهو يعرف نفسه أنه ليس كذلك !! لذلك من أراد أن يدخل دورات الحفظ فعليه بالمداومة على المراجعة بعد انتهاء دورته ، أو أنه لا يتعب نفسه ويتعب غيره فيدخلها ، وليحفظ بقدر ما يستطيع .. ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، وقد كان السلف رحمهم الله : لا يتجاوزون حفظ عشر آيات من كتاب الله حتى يعلموها ويعملوا بما فيها ، وإن أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
* ومن أبنائه كذلك وهو السابع : أوس ، وقد أتم حفظه قبل أيام قليلة ولله الحمد والمنة ، وسيكون عنده برنامج تمكين لمدة لا تقل عن السنة ، فالحفظ شيء ! والتمكين شيء آخر !! مع أن الأصل أن لا يُسمى الحافظُ حافظًا حتى يتمكن من حفظه ، كما سمعت عن الشيخ عادل الكلباني حفظه الله أنه يقول : الذي يؤم الناس بصلاة التراويح وقبل الصلاة يراجع حفظه هذا ليس بحافظ ، وعمره الآن اثنا عشرة سنة !! .
* وقد يقول قائل هناك تفاوت في سن الحفظ بين الأولاد ، فهل السبب يرجع إلى الولد نفسه أم لشيء آخر ؟! فالجواب عنه : أن الحفظ موهبة من الله يعطيها بحكمته لمن يشاء ، والناس متفاوتون في هذه النعمة على أربعة أقسام :
1 – قسم من الناس يحفظ سريعاً وينسى بطيئاً .
2 – وقسم آخر يحفظ سريعاً وينسى سريعاً .
3 – وقسم ثالث يحفظ بطيئاً وينسى بطيئًا .
4 – وقسم رابع يحفظ بطيئاً وينسى سريعاً .
وأولاده كُثر بحمد الله .. ومن لم يحفظه بعد كمن هو دون التاسعة فهو في طريقه لحفظ كتاب الله ، وعما قريب سيكمل ولد آخر وابنتان بإذن الله عز و جل .
( ومما هو مناسب أن تقرأ هذا المقال الذي كتبه والدي – حفظه الله – قبل بضع سنين وهو يتحدث بأنه كان يتمنى قبل كتابة مقاله بـ 18 عاماً أن يكون له أبناء حفظة لكتاب الله يردونه في الصلاة إذا أخطأ .. وقد حقق الله له أمنيته ، فالذي يَؤم في مسجدنا يكون خلفه سبعة حفظة من أبنائه ، بل قد قام نصفهم بالإمامة في مسجده وهو وراءهم مأمومًا ! وتجد هذا المقال وغيره من المقالات في صفحته هذه صفحة إحسان بن محمد بن عايش العتيبي ولله الحمد والشكر .. ومن هنا تعرف أنه في الغالب الذي يحرص ويسعى لتربية أبنائه فإن الله – بإذنه تعالى - يوفقه لما يريد ! لكن لما كانت النية عند كل والد ولم يكن عند البعض الحرص والسعي ضاع الأبناء والله المستعان ) .
ومرة حدث موقف يستحق الذكر ، أن أخي معاوية الذي كتبت لكم عنه آنفاً قال – وهو حزين - مرةً لوالدتي – أدام الله عليها الصحة والعافية – : يا ليتِك يا أمي تحرصين علينا في القرآن والواجب الذي يعطينا إياه الشيخ .. كحرصك علينا للكتب المدرسية.. !!
وإنَّ مقصدي من ما ذكرته لكم أحبتي في الله هو فقط ليكون عبرة لنا .. وحثاَّ لأنفسنا لنربي أولادنا التربية الصحيحة السليمة ، وإني لأكتب لكم هذه الصفحات وأتحسّر من داخلي على ما أجد من أبناء هذا اليوم.. بل ومن أبناء الذين يبدو عليهم الصلاح وبعض المشايخ وطلبة العلم .. فأحدث نفسي وأقول : إن كان أبناء هؤلاء الصالحين هكذا .. !! فكيف بأبناء غيرهم من الناس ... فتأمل !!! أسأل الله الثبات لي ولهم .
وحسبي لهم قول الله تعالى : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته ؛ فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم ، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . ( متفق عليه ) وقوله عليه الصلاة والسلام : " أيما راعٍ غش رعيته فهو في النار " . ( صحيح الجامع : 2713 ) . وحسبنا الله ونعم الوكيل !!
نسأل الله – سبحانه وتعالى - أن يصلح الراعي والرعية ، وأن يوفقنا وإياكم لتربية أبنائنا وتعليمهم كتاب الله تعالى وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام وأن يوفق والدنا وشيخنا الشيخ رضوان الجلاد وجميع المشايخ لما يحب ربنا ويرضاه وأن لا يحرمهم الأجر والثواب ..
والحمد لله ربِّ العالمين .
أخوكم : طارق بن إحسان بن محمد العتيبي
tareq_ihsan@hotmail.com
بفضل الكريم المنان الابن السابع للوالد الشيخ إحسان - العتيبي - يُتم حفظ القرآن !!
طارق بن إحسان بن محمد العتيبي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى