لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

من أجل غد أفضل Empty من أجل غد أفضل {الثلاثاء 20 سبتمبر - 17:47}

.. أسرة تعيش في جو من المحبة .. جو من المودة .. جو من التفاهم .. جو من التنازل عن بعض الحقوق للطرف الآخر في غير معصية .. طاعة .. عبادة .. روحاينة .. إيمان يخيم على سماء هذه الأسرة .. أفبعد كل هذا .. نستغرب إن قال الزوجان أنهما يعيشان السعادة الزوجية الحقيقية ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : مع كل فجر يوم جديد .. يوقظنا الأذان بصوته الندي الذي يصفّي النفوس .. ويوقظ الهمم .. ويطرد الشيطان .. ويحل العقد .. يشع نور الإيمان من قلب الزوجين .. فيتفاعلان مع هذه المعاني الرفيعة وهما يرددان كلمات الأذان .. يتفاعلان معها استعداداً لإحياء يوم جديد بإحياء الإيمان في القلوب .. والسكينة في النفوس .. وقبل هذا كانا قد رددا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) . البخاري ( 8 / 85 ) .

قلت : زوجان يحييان يومهما بتلك المشاعر الجياشة .. ألا تصفو النفوس بعدها وتطمئن الأفئدة والأرواح ؟؟!! بلى .

إن في الدنيا جنة من لم يدخلها .. لا يدخل جنة الآخرة .. فالحياة مع الله سعادة لا تنتهي .. ولذة لا تنقطع .. حياة كلها لله ..

حياة : الإيمان فيها يلامس أوتار القلب .. يبث في الجوارح لذة السعادة .. وتتردد في جنباتها مناجاة الساجدين ودعاء المحبين ..

أسرة تعيش مثل هذه المعاني .. تتقلب في جنة العبادة .. لاشك أن الله يسبغ عليها نعمه الظاهرة والباطنة ..

نعمه الظاهرة : بإشاعة السعادة والراحة النفسية بين الزوجين .. صلاح الأبناء والذرية .. التوفيق في العمل .. القبول في الأرض .. الخ .

ونعمه الباطنة : بالرضى .. القناعة في الرزق .. القبول بقضاء الله وقدرة .. والتسليم لأمر الله .. الخ .

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : وبانعدام الإيمان في القلب .. يختفي النور من الأسرة .. وتختفي السعادة معها .. تزداد الخلافات الزوجية لأتفه الأسباب .. يتشتت الأبناء .. وفي النهاية تنهار البيوت ..

قلت : ومن هنا كان السلف يفسرون سبب المشاكل بين الزوجين .. و سوء خلق الزوجة .. و سوء معاملتها .. على أنها من كثرة الذنوب والمعاصي ومخالفة أمر الله ..

إننا كثيراً ما ننسى الآخرة في خضم أمواج الحياة الهادرة .. نحن لا ننسى شراء الملابس الجديدة كل عيد .. لا ننسى شراء ألوان الأطعمة والشراب استقبالاً لشهر كريم .. لا نفوت فرصة التخفيضات ( التنزيلات ) السنوي ..

نحن نتسابق ونتنافس في أن تظهر بيوتنا في أبهى صورها – وهذا شيء طيب ومطلوب – لكن هل نتسابق بنفس الدرجة في أعمال الآخرة ؟؟!!

أيها الزوجان الكريمان : انظرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطرق باب ابنته فاطمة وزوجها علي رضي الله عنهما ليلاً وهو يقول لهما : ( ألا تصليان ) .. إنها دعوة إلى التنافس في الخير .. وإلى الخلوة مع الله .. حتى تصفوا الأرواح وتحل البركة ..

وفي الحديث ( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) صحيح الجامع برقم ( 3494 ) .

ولا أظن أن أسرة هذه حالها ، يمكن أن ترقى إليها مشكلات أو تحدث بينها فجوات .. بل الخير كل الخير في بيت تعلوه الطاعة والحض على الخيرات ..

فعندما يعود كل من الزوجين إلى الله .. تعود الحياة إلى طبيعتها .. فالمحبة الحقيقية تنبع من قلب يقظ يغمره الإيمان .. وطاعة الله تضفي على البيوت السرور ..

أحبتي في الله : إنه من المتعارف لدى الجميع .. ولعلها تكون معلومة عند أغلب النساء : ( أن أقصر أو أقرب طريق لقلب الزوج ، هي المعدة !! ) .. ولكن هل حقاً المعدة طريق من الطرق الموصلة إلى قلب الزوج ؟؟!!

إن مما لاشك فيه أن الجوع يُحدث خللاً من نوع خاص في أجهزة الجسم .. فيضطرب الفكر .. وربما يضيق الخلق .. خاصة إذا جاء الرجل إلى بيته بعد يوم شاق ولا يجد الطعام قد أعد .. أو أنه أعد بطريقة غير سليمة كأن يجد فيه رائحة احتراق مثلاً ..

هنا نجد أن النفس الإنسانية وخاصة عند الجوع ، كثيراً ما تشتاق إلى ألوان الطعام والشراب الشهي ، وتسعد بذلك وتحب من صنع لها هذا الطعام .. وكذلك يكون العكس ..

وفي وصية أمامة بنت الحارث لابنتها عند الزواج : ( التفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .

والمرأة التي تحترم مواعيد الطعام الخاصة بزوجها .. وفي المقابل تتفنن في إعداد أجود أنواع الأطعمة بحسب ما يتاح لها .. جديرة بأن تكسب ود الزوج واحترامه .. بل ربما يصل الأمر إلى أكثر من ذلك عند بعض الأزواج ، فنجده يشكر ويمتدح جودة طعامها وخبرتها الكبيرة في إعداد الأطعمة ، عند أقاربه وزملائه ..

ولا يعني هذا أن تضيع المرأة الساعات الطوال في إعداد الطعام والتبذير والإسراف .. بل تصنع ما يحب زوجها من غير أن يطغى ذلك على واجباتها الأخرى ..

فإذا ما عاد الزوج من عمله والجوع يلهبه .. وجد الطعام معداً ، والبيت نظيفاً .. والروائح الزكية تعم المكان .. ووجد زوجته وأميرته تنتظرة حتى تشاركه الطعام .. عندها يبارك الله هذه الأجواء الإيمانية .. وتلك الأسرة الكريمة ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : إن علاقة المرأة مع زوجها ليست متعلقة فقط بالاهتمام بطعامه وإهمال حقوقه الأخرى ، بل على العكس فإن علاقة المرأة مع زوجها فن .. وذوق .. وتجديد .. وابتكار .. يقابلها من الطرف الآخر ، تلك الكلمات الجميلة التي يعجز اللسان عن وصفها والتعبير عنها .. فالدنيا متاع .. وجنة تحوي بين حناياها زوجة صالحة .. فيتفيء الرجل ظلالها .. ويتنفس من عبيرها ..

هل تعلمين أيتها الزوجة الصالحة أن جمال الحياة يكون في يدك أنتِ ؟؟!! ولكن كيف ذاك ؟!!

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : أختي الزوجة .. كوني فنانة في بيتك !! نعم كوني فنانة ، ولا أقصد بالفنانة تلك التي تمثل وترقص أو تغني أو .. أو .. وإنما قولي بأن تكوني فنانة ، أي أن تكوني فنانة في إدراة بيتك و ترتيبه وتزيينه ..

قلت : إذا كان مفهوم الفن ، هو البحث عن الجمال الذي يثير الإعجاب في النفس ، فيملؤها بهجة وسعادة .. فالمطلوب من كل زوجة أن تكون طبقاً لهذا المفهوم ( فنانة في بيتها ) ..

ونؤكد على ذلك فنقول : البيت السعيد هو الذي يشرق بالنظافة ويروع بالتنسيق ، ويضيء بالفن صوراً ولوحات ، وينفح بالعطر ، وتكملة ذاك الفن وجود المكتبة ..

فإن نظافة بيتك تعلن عن نظافتك ، وتنسيقه يومئ إلى ذوقك ، وضبط أموره يدل على شخصيتك ، ( فكوني فنانة في بيتك ) ..

قلت : إن الرجل عند عودته من عمله ، يعود منهكاً .. فما الذي يعيد إليه نشاطه وحيويته ؟!! إنها الزوجة التي تخرجت من كلية الجمال والفن ، فتسحره بعطرها الفواح .. وتحفّه بأجنحتها الدفيئة ، وتبهره بتنسيقاتها اللطيفة و ترتيباتها العجيبة .. فينشرح صدره ..ويطمئن فؤاده .. وتسكن جوارحه .. فينطلق لسانه بكل ما يحفظ من كلمات الإعجاب والتقدير والثناء .. فيزيد كل ذلك من قربها منه ، فينسى كل ما يكدر صفوه ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : إن لمستكِ الرقيقة تجعل من جدران منزلك الجامدة ، مرتعاً للحب والدفء ، وثقي بأن باقة صغيرة من الزهور أو إصيصاً هنا وهناك يفيض على عشك بالجمال والعطر ، ويهدئ النفوس المتعبة ..

وإن مجرد لوحة طبيعية للشروق أو الغروب ترتفع ببيتك درجات لتقول في صمت : هنا إنسانة رفيعة الحس تقدر الفن والجمال ..

هنا تبدو الحياة جديدة وكأنها محفوفة بالزهور والورود والياسمين .. فإذا تجمل القمر ( الزوج ) بنوره .. والشمس ( الزوجة ) بإشراقها .. والنجوم ( الأبناء ) بلمعانها .. تجملت الحياة للزوجين ..

قلت : وثقي أيتها الزوجة أن وجود مكتبة بسيطة وصغيرة في بيتك ، تعلن أنه توجد حياة في نسقها الأعلى .. توجد أشياء أخرى غير الطعام والشراب والنوم تهتم بها الزوجة .. وبمثل هذه الأشياء تسمو المنازل وتطيب الحياة ..

وأعود وأقول : ما أجمل الحياة الزوجية وما أسعدها .. وتكون أكثر سعادة إن كانت مبنية على طاعة الله ..

عندما يأتي المساء .

قلت : عندما يأتي المساء .. احرص عزيزي الزوج على إسعاد زوجتك .. مهما كانت الظروف .. خاصة بعد عناء يوم كامل من العمل والكد .. وسواء كان هذا العمل عادياً أم شاقاً .. فلا بد من السكون .. ولابد من الراحة .. الراحة والاستمتاع ، بالكلمة الطيبة .. واللفتة الإنسانية الخلابة .. وحديث القلب والروح .. وهمس المشاعر .. ولمسات الحب الحانية .. كل هذه وأكثر هو ما يسعد كل زوجة .. وسواء انتهى ذلك باللقاء ، أم اقتصر المساء على اللفتات واللمسات والهمسات ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : وفي المساء يكون الهناء .. وكثير من الزوجات تنتظر حلول المساء لتنعم بالسعادة الزوجية .. وما أكثر ما ينسى الأزواج أن زوجاتهم تلتمس الحب من الزوج أكثر من اهتمامهن باللقاء .. ولذلك تشتهي الزوجة من زوجها دائماً أن يقدم اللقاء مصحوباً بمظاهر الحب ملفوفاً بدلائل الإعزاز والتكريم والتدليل .. بل ترى كل زوجة أن تقديم الحب أولاً شرط أساسي لنجاح اللقاء ..

قلت : وأكثر ما يسعد الزوجة ، هو سلوك الزوج الحنون معها .. وتفانيه في البذل والتضحية من أجل سعادتها .. كما وأن استغلال المساء لللقاء فقط دون الجانب الإنساني والعاطفي .. يجعل الزوجة تشعر بأن زوجها لا يحبها لنفسها ، بل لمتعته فقط ..

عندما يأتي المساء اجعل قلبك مفتوحاً لزوجتك .. اجعل مشاعرك مُلكاً لها .. شاركها الإحساس بالحب وبالمشاعر المتدفقة .. فالزوجة مهما طالت سنوات زواجها تسعد حين تشعر بأن زوجها يحبها ويرغب فيها لشيء أسمى من متعة الجسد ..

فإذا عسعس الليل .. وتلامست الأجساد .. وآوى كل حبيب إلى حبيبه .. ولبس كل زوج لباس زوجه { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } .. لبس الليل ثوبه المزخرف بلونه البهي لينساب في الحياة .. ويبث السعادة في الوجود ..

فعندما يتستر الليل بثوبه الأسود .. يتستر الزوجان .. فتتعانق الأرواح في جو مشحون بالمودة والرحمة .. فهدوء الليل يسكن كل ما في وجداننا من شجون وحنان .. و الأزواج كالأرواح .. جنود مجندة .. ما تعارف منها ائتلف ، وما تنافر منها اختلف ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : والحقيقة التي يجب أن يعرفها كل زوج يرغب في اكتساب قلب زوجته ويصبح زوجاً ناجحاً ، أن الزوجة تهتم بالمشاعر أكثر من المتعة الجسدية ، وأن كثيراً من الزوجات تشكو من أن الحب عند أزواجهن يبدأ وينتهي في الفراش ..

قلت : إنه ينبغي على كل زوج ألا ينسى أن يسمع زوجته بين الفينة والأخرى أعذب الكلمات وأصدق العبارات .. خاصة تلك التي تمتدح جمالها وأناقتها ، أو حسن ذوقها .. لماذا ؟!! حتى لا يتسرب إلى نفسها تلك المشاعر التي ذكرتها ( أميرتي ) ..

وليعلم الجميع أن التفاهم والحب والحنان والمودة واستمرار كل ذلك ، يجب أن يكون على الدوام وليس فقط عندما يأتي المساء ..

يوم في حياة أسرة .

ما أجملها من حياة .. وما أجمله من يوم .. يوم في حياة أسرة مسلمة .. يستيقظ الزوج من نومه قبل صلاة الصبح فيوقظ زوجته التقية الصالحة ليصليا معاً قيام الليل .. ثم يذهب ليصلي الصبح في المسجد .. وبعد الصلاة يجلس الزوج يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ، والزوجة كذلك .. ثم يصلي ركعتين ويرجع إلى بيته ليجد زوجته قد جهزت له طعام الإفطار .. حضر الزوج وجلس بجانب زوجته ، وبدأ يبادلها نظرات الإعجاب والابتسامة لا تفارق محياه .. فيأكلا سوياً ويدعو لها بكل خير .. وبين لحظة وأخرى يرفع لقمة إلى فيّ زوجته .. ثم تحضر له ملابسه فيذهب إلى عملة .. فإذا بها تقول له : ( يا زوجي الحبيب اتق الله فينا ولا تُطعمنا إلا حلالاً ، فإننا نصبر على الجوع ولانصبر على نار جهنم ) .. وقبيل خروجه يطبع قبلة على خدها ويودعها ..

فيخرج الزوج بعد أن يلقي عليها السلام بأحب أسمائها .. فإذا ذهب إلى عمله وبعد ساعتين أو أكثر وفي فترة الراحة ، يتصل عليها ويقول لها : ( كيف حالك يا حبيبتي ويا زوجتي الغالية .. ) فتسأله الزوجة هل تريد شيئاً ؟ فيقول : أبداً سلمك الله ، ولكنه الشوق .. هل تريدين أن أحضر شيئاً معي أثناء عودتي ؟ فيا لها من مكالمة تبعث في قلبها الحب والحنان .. وفي جسدها الطاقة لخدمة زوجها طوال عمرها ..

ثم إذا انتهى عمله يأيتها كل يوم وبحسب القدرة والطاقة بهدية – وردة مثلاً أوشريط إسلامي أو كتاب صغير أو كارت فيه أذكار الصباح والمساء .. – فهي هدية وإن كانت رخيصة ، لكنها غالية في قلب الزوجة ..

فإذا دخل الزوج بيته فإنه يذكر ربه أولاً حتى لا يدخل الشيطان بيته أبداً .. ثم يبتسم الزوج في وجه زوجته فإن له بذلك صدقة .. ثم يعطي الزوج الهدية لزوجته ، ويجلس ليتناول معها الطعام .. فيعطيها الطعام بيده وهي تفعل معه كذلك .. ويجعلها تشعر معه بالأنس ويتبادل معها الأحاديث الشيقة .. والذكريات الغالية الممتعة .. و الأخبار الطيبة .. ويسألها عن الذي قرأته أوسمعته في هذا اليوم ..

كما أنه يكلفها بحفظ جزء يسير من القرآن ويساعدها على الحفظ والمدارسة لكي تصبح أماً صالحة لتربية الأجيال ولصناعة الرجال والأبطال ..

ويجعلها في كل يوم تشعر أنها أغلى عنده من أي يوم مضى .. ويجلس يشاورها في أمور الحياة المشتركة بينهما حتى لا تشعر بأنه ليس لها مكانة في هذا العش الجميل ولامنزلة في قلب صاحب هذا العش ..

فيعيشون في جنة الدنيا التي تجلب لهم بعد ذلك جنة الآخرة .. فيصبح زوجها الذي أسعدها في الدنيا هو نفس الزوج الذي يشاطرها السعادة في الجنة .. ( فيالها من جنة يدخلها المؤمن في الدنيا قبل الآخرة ) ..

كوني معي وليس عندي .

فرق كبير بين معيشة الزوجة عند زوجها .. أو معه .. فالمعيشة عند الزوج للأكل والشرب والإنفاق عليها فقط .. وإنه لشيء صعب أن تكون الزوجة هكذا .. وهو غير مقبول ..

ولكن العيش مع الزوج ، يعني أن الزوجة تشارك زوجها وتعيش معه بكيانها وشخصيتها وفكرها .. تشاركه أفراحه وأتراحه .. تتناقش معه في مشكلاته الشخصية .. تشترك معه في تحمل أعبائه .. ويكفي الرجل أن يجد زوجة تمنحه شحنات الحب والمشاركة .. وتخفيف الأعباء ، فتنسيه همومه ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : كوني عزيزتي الزوجة دائماً مع زوجك وشاركيه المشاعر .. كوني صديقته وزوجته وحبيبته في آن واحد .. كوني ذكية وتعرفي على ما يجذب انتباهه وعلى ما يعجبه في أي امرأة يراها .. وكوني له كل النساء اللاتي يعجبنه .. وبذلك الذكاء تستطيعين بسهولة ودون مشقة أن تكسبي قلب زوجك وعقله .. عندها يشعر الرجل أن زوجته تعيش معه عن حب ومودة .. وليس عنده على كره و مضد ..

سأل أحد الأزواج حكيماً قائلاً : كيف أعرف أن زوجتي تحبني ؟ وتعيش معي وليس عندي ؟!!
فأجابه الحكيم : إذا فعلت أربعة عشر فعلاً ، ثق أنها تحبك وتعيش معك وليس عندك ..
1- إذا كانت تحب سيرتك ، و تحب من يحبك .
2- إذا لم تغضب إن خالفتها في الرأي .
3- إذا كانت تتأثر بغضبك أو حزنك .
4- إذا كانت تحاول دائماً خلق موضوعات لتحدثك .
5- إذا كانت تستشيرك كلما حاولت الإقدام على فعل أو اتخاذ قرار .
6- إذا كانت تبتهج لهديتك ، مهما كانت بسيطة .
7- إذا كانت تحاول التخفيف عنك أو التبرع بالقيام ببعض مهامك .
8- إن كان يقلقها غيابك .
9- إذا كانت تحرص على عملِ كل ما يرضيك ، ولا تكرر عملاً يغضبك .
10- إذا كان لا يزعجها ضعف دخلك .
11- إذا كانت تتحمل الأذى في سبيلك .
12- إذا كانت تحاول مشاركتك أفكارك واهتماماتك والدخول إلى عالمك ، والاهتمام بهواياتك وعملك .
13- وإذا كانت لا تشعر بالخجل من عملك مهما كان .
13- إذا كانت تحرص دائماً على إبلاغك بالأخبار السارة بنفسها .

قلت : إنها صفات الزوجة الناجحة التي تعيش مع زوجها في سعادة ، وليست الزوجة التي تعيش عند زوجها ، هي في واد وهو في واد آخر .. وثقي إذا أحسنت فنون التبعل لزوجك .. فزت بسعادة الدنيا وسعادة الآخرة إن شاء الله ..

كوني أفضل زوجة ..

هل تريدين أن تكوني أفضل زوجة ؟ لاشك أن الجواب وبلا تردد ( بلى ) أود أن أكون أفضل زوجة وبلا منازع ..

قلت : إن كنت تريدين أن تفوزي بالدارين ، وتكوني أفضل زوجة : فكوني عفيفة طائعة لله .. ولزوجك صابرة وقانعة باليسير .. كوني ذات حياء .. وإن غاب عنك زوجك حفظت نفسك وماله .. إن حضر زوجك أمسكت عنه لسانك ..

كوني صادقة .. حليمة عند الغضب .. إذا ضحكتِ تبسمتِ .. وإذا صنعت شيئاً جودتِ .. طائعة لزوجك ملتزمة لبيتك .. عزيزة في أهلك .. ذليلة في نفسك - بمعنى التواضع وعدم التكبر أو الغرور - .. ودودة - أي محبوبة ولطيفة - .. احتفظي بأسرار زوجك .. وتناسي كل ما يدور بينكما من نقاش أو خلاف .. وإياك أن تنقلي إلى أقرب المقربين لك ولو كانت أمك شيئاً مما يدور بينك وبين زوجك ..

قلت أيضاً : وتأكدي أن أثقل كلمة على مسمع الزوج كلمة ( هات ) أو ( أعطني ) ..!! لاشك أنه ملزم بك وبكل ما تطلبين .. ولكن لابد من أن يكون طلبك في الوقت المناسب .. وبطريقة ودودة لا بالأمر المباشر .. ولا تندفعي في غيرتك على زوجك ، وإلا تكوني باندفاعك هذا تفسدين حياتك .. فإن فعلت كل ذلك .. كنت أفضل زوجة وبلا منازع ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : بعض الزوجات يعتقدن أن الزواج نهاية مطاف لهن .. لذا يهملن العناية بتجميل أنفسهن ، فلا تسريحة شعر جميلة للزوج .. ولا ثوباً أنيقاً خاصاً بالنوم .. ولا أسلوب جميل ولطيف في الحديث .. ولا .. ولا .. وثقي أن فعل هذه الأشياء ممالا يجعل الزوج سعيداً نفسياً .. وإياك أن تسلكي سلوك هؤلاء .. وثقي أن الزوجة الفاضلة العاقلة هي التي تستطيع أن تطالع زوجها كل يوم بموضعة جديدة وجمال جديد ..

قلت : إن هذه الأعمال الصالحة من حسن المعاشرة .. وخدمة الزوج .. والتفنن باستخدام إبداعاتها الأنثوية .. تبسط كل مغريات المحبة والمودة بين الزوجين .. فهي عندما تصلح هندامها ببراعة وفن .. وتختار الألوان الجذابة .. وتتجمل بالحلي .. وتصفف شعرها .. وتقوم بإيماءات وإيقاعات مدروسة ، فإنها بكل ذلك تشوّق الزوج ، وتوقظ ما فيه من مشاعر وأحاسيس يضطرم بها فؤاده وتموج بها عواطفه ..

وتأكدي أن مثلث السعادة الزوجية ، تتكون أضلاعه من ( الحب والتوافق .. الإشباع العاطفي .. الصفات الفاضلة ) وهي التي يجب أن يتحلى بها الزوجان .. فكوني ( زوجة فاضلة .. تكن حياتك الزوجية سعيدة هانئة ) ..

حتى لا يضيع الحب !!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

ما أجمل الحياة الزوجية وما أسعدها من حياة .. حياة الحب .. حياة السعادة .. الكل يطلبها ويتمناها .. وحتى لا يموت الحب و يضيع !! ويذوب مع إشراقة كل شمس .. خاصة بعد مرور عام أو عامين على الأكثر .. تأملي معي هذه الإشارات ..

تقول إحدى الزوجات : أحب زوجي كثيراً .. ولكن جميع من حولي قد اتفقوا على أن هذا الحب لن أجد له أثراً بعد عام أو أكثر .. وأن الذي يدوم بعد تلك السنين هي العِشْرة التي بيننا .. وأما الحب فسيذوب مع إشراقة كل شمس بعد انتهاء ما يسمونه بشهر العسل !! ماذا أفعل كي لا يضيع الحب ؟!!

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : إنه ليس المهم أنك تحبين زوجك كثيراً كما تقولين !! ولكن الأهم هو أن يكون زوجك هو الذي يحبك بنفس القدر تقريباً .. وأكثر ..

قلت : إن من واجب المرأة أن تكون محبوبة من زوجها .. وأن تتعهد هذا الحب في قلبها وتنميه .. وثقي أن الحب واجب !! وليس حقاً .. لأن طبيعة الرجل التقلب ، وأن يخبو حبه إذا لم يجد من يتعهده .. حتى لا يموت الحب ..

وإياك أن تكوني يوماً ما مثل كثير من الزوجات اللاتي يهملن أزواجهن بعد الزواج .. حتى يموت في قلوبهم الحب .. ثم بعد ذلك يتعجبن من هذا الحب كيف مات ؟!!!!

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : في أيام الزواج الأولى نجد الزوجة تلبس أحلى ما عندها وتتحلي بأحسن ما لديها وتتحرى النظافة في ملبسها وفي جسدها .. والسلامة في ذوقها والسلاسة والعذوبة في حديثها .. ولا ترضى مطلقاً أن يرى زوجها غرفة ليست على أتم ما تكون من الترتيب والتنظيم .. وتتجنب أن تقول لزوجها أو أمامه كلمة حادة ، وإذا قابلت زوجها تحييه بوجه بشوش وابتسامة تذوب فيها الرقة والحنان .. ولاتتورع بأن تخبره كيف أنها كانت تعد الدقائق منذ أن غاب عنها وذهب إلى عمله حتى يعود ..

قلت : ما أجمل تلك الحياة وتلك اللحظات .. لو تدوم .. إجابة سمعتها من زوج هارب من بيت الزوجية بعد أن ذاق فيه كل ألوان السعادة في شهر العسل وبعد السنة الأولى من الزواج فقط ..

يقول ذاك الهارب : سرعان ما زال كل ذلك الحب .. وانقلبت زوجتي من إنسانة تحبني وتعشقني وتهتم بي أكثر من اهتمامها بنفسها ، إلى إنسانة أخرى .. تريد مني أن أحبها فقط لا غير .. أما أنا وحقي فلا تسل ..

قلت : هل بعد ذلك نتسائل ونقول لماذا يموت الحب بين الأزواج بعد مرور عام أو أكثر على زواجهما ؟!!
الجواب : إن أهمل كل منهما الآخر .. وغرقا في مشاكل الحياة .. مات الحب وضاع ..

هل سمعت أخي الزوج / أختي الزوجة : عن زوج مصاب بالخرس الزوجي ؟!! وهل شاهدت زوجة مصابة بنفس الفيروس ؟!!
الجواب : نعم وهم كثيرون جداً .. فإذا شاهدت رجلاً وامرأة يسيران في الشارع لفترة طويلة دون أن ينطق أحدهما بكلمة واحدة .. فثقي أنهما زوجان مصابان بالخرس الزوجي !!

يقول أحد الأزواج المصابين بهذا الفيروس العجيب !! : إنه ليس مرض على الإطلاق .. بل هو علاج فعّال لتجنب المشاكل والاختلافات !! فبدلاً من التحدث والمعارضة والمناقضة والقيل والقال الذي قد ينتهي بالمشاجرة .. فالأفضل هو السكوت ، فينطبق علينا المثل القائل ( إذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب ) ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : إن ما يحدث لذلك الزوج ولتلك الزوجة ، ليس أكثر من هروب من الواقع .. زائد التعرض لمرض أكثر خطورة وهو الملل الزوجي ، الذي يعد الآفة الحقيقية لتلك الحياة التي يتحدث عنها ذلك الزوج ..

قلت : إن هذا الملل ( الخرس ) الزوجي الذي ينتاب أحد الزوجين أو كليهما ، سببه ودوافعه نفسية كامنة في أغلب الأحيان .. وهي في أساسها الرغبة في التجديد وتغيير الروتين اليومي بسبب تكرار ما يحدث كل يوم من أفعال وتصرفات .. وقد يكون تكرار نفس الحوار بنفس الكلمات ، فلا يوجد تجديد أو تغيير في الأسلوب أو الموضوع .. وماذا تكون النتيجة ؟!
الجواب : جفاف عاطفي و تباعد وجداني .. ولن أكون مبالغاً إن قلت أن المل ( الخرس ) الزوجي قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى طلاق روحي بين الزوجين !!! وإن استمرا في العيش معاً .. فنجد كلاً من الزوج والزوجة يعيشان تحت سقف واحد ولكنهما منفصلان معنوياً وعاطفياً ..

ولكن هل لهذا الفيروس وهذا الداء من علاج ؟؟
الجواب : إن مما لاشك فيه أن مثل هذه الأمراض وهذه الأسقام ، نكون نحن السبب في وقوعها شعرنا بذلك أم لم نشعر .. لهذا فعلاج هذه الأمراض في أيدينا نحن أيضاً .. وهذه بعض الوصايا والنصائح القيمة والمقتبسة من واقع الحياة ..
1- قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : الزوجة الذكية الناجحة هي التي تحرص كل الحرص على ألا تقع في فخ الملل ( الخرس ) الزوجي .. عليها أن تكون في نفسها أربع زوجات !! وذلك أن تكون كل يوم متجددة ، ليس في المظهر فحسب ، ولكن في كل شيء ، قادرة دائماً على خلق جو متجدد دائم في المنزل ، تظهر دائماً لزوجها بمظهر لائقع جذاب متغير ومتجدد من ناحية الملبس وشكلها العام وطريقتها في التجمل وتصفيف شعرها وتجديد وتنويع الرتوش الإضافية وأنواع المكياج والعطور .. وتشعر زوجها بأنها دائماً عروس متجددة ..
2- والزوج أيضاً له أن يكون متجدداً ومتغيراً .. فكما يحب من زوجته أن تتجمل له ، عليه أن يجيد الطرق التي يتجمل فيها لزوجته ..
3- كما ويمكن استخدام اللباقة في الحديث الجذاب ، الذي يضفي جو المرح المهذب ، وإثارة الموضوعات الشيقة وعرضها بصورة لطيفة لا تثير الجدل ..
4- التجديد في المنزل .. من ترتيب للأثاث وتغيير لأماكنها وتنويع في الديكورات .. الخ ، كل ذلك له دور في علاج هذا المرض ..
5- زيارة الأهل والأصدقاء ..
6- الخروج من المنزل والمشي على شاطئ البحر ، أو في الحدائق العامة ولو مرة واحدة في الأسبوع .. فما أجمل تلك اللحظة حين تتشابك الأيادي ، وأنت قابض على كفها الرقيق بكل حنان وحب ، وكلمات الحب كالشلال المتدفق تخرج من فيك .. تتذاكران اللحظات الجميلة ..
7- الابتعاد الجسدي ولو لفترة مؤقتة ليتم الاشتياق .. كأن تذهب الزوجة في بعض الأيام إلى بيت أهلها .. وخلال هذه الفترة يكون الاتصال الهاتفي والسؤال عن الصحة والتلميح الظاهر والخفي .. تجد مؤشر الحب عند كليهما قد وصل ذروته ..
8- أثناء الخروج في نزهة أو في سفر بالسيارة ، وقد يستغرق هذا الخروج بعضاً من الوقت .. فمن الأفضل أن يقوم أحدهما باصطحاب أحد الموضوعات التي قرأها في كتاب ليتم مناقشتها بشكل شيق .. فذلك له دور كبير في إثراء الجلسة ..
9- خططا لوجبة تصنعانها معاً .. أو أي عمل في المنزل تقومان به .. لزيادة العلاقة الحميمة بينكما .. ولامانع من أن تفاجئ جوزتك يوماً بأن تستيقظ قبلها في يوم إجازة وتقوم بتحضير الإفطار لها .. فما أجمله من تصرف وما ألطفه من شعور ..
10- المرح والمزاح بين الزوجين سبب وعلاج لكثير من المشاكل الزوجية ومن أهمها الملل ( الخرس ) الزوجي .. فالرجل يعشق المرأة المرحة التي تتمتع بروح الدعابة وخفة الدم ..
11- كن على اتصال دائماً بها .. كلمها في اليوم أكثر من مرة .. قل لها بصدق إنك مشتاق جداً لها وللعودة إلى البيت ورؤيتها .. اتصل بها فقط لتقول إنك كنت تفكر فيها ..
12- قد تكون المفاجآة الرومانسية بسيطة .. ولكنها لها أثر جميل على من تحب ..
13- الدعاء وذكر الله في جميع الأوقات .. فذكر الله يريح النفس ويشعرها بالطمأنينة ..

فن السعادة .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

ما أجمل الحياة الزوجية وما أسعدها من حياة .. لكن هل السعادة الزوجية حقيقة أم أكذوبة ؟؟!!
سؤال طرح على فتاة متزوجة منذ عامين .. وكانت الإجابة غير متوقعة على الإطلاق .. فقد بادرت الفتاة مؤكدة أن الزواج أمر مؤلم وحقيقة صعبة يصطدم بها من جربها وعاش لحظاتها !! وأن كل ما يكتب أو يقال عن السعادة الزوجية هو من قبيل الدعاية في قضايا العلاقات الزوجية !!

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : إن تلك النظرة للحياة الزوجية من هذه الفتاة ، صادرة عن شخص لم يعرف فن السعادة الزوجية .. وبالتالي أخفقت وفشلت في الوصول إلى تلك السعادة أو تذوق حلاوتها ، فأصبحت لاترى في الزواج إلاواقعاً مؤلماً وحقيقة صعبة الاحتمال على حد قولها ..

قلت : إن السعادة الزوجية ليست حلماً صعب المنال .. وفي نفس الوقت ليست مواصفات ومقاييس يتم اتباعها .. أو جرعات كالدواء يتم تناولها فتتحقق لهم السعادة ..

إن السعادة الزوجية فن يجب أن تتقنه كل زوجة .. ويجب أن تؤمن بأن هناك شيء اسمه فن السعادة زوجية .. وتجتهد في سبيل إتقانه .. لتتحقق لها السعادة المنشودة ..

إن الحب وحده لا يكفي .. خاصة عند من يدعون إلى الحب قبل الزواج .. وليس الزواج بالطرق التقليدية يعد سبباً في فشل هذه العلاقة .. بل هناك حالات كثيرة تم فيها الزواج بالطرق التقليدية والتي ترفضها الفتاة العصرية حالياً ، ومع ذلك استطاعت الزوجة بحنكتها وحكمتها وحنانها ورجاحة عقلها أن تسعد زوجها وتكسب قلبه وعقله ، وتواجه كل العواصف الزوجية بشجاعة وثقة .. إذاً المشكلة ليست في طريقة الزواج .. ولكنها في أسلوب التعامل بين الزوجين ..

قالت ( أميرتي ) أم عبد الله : إن تحقيق السعادة الزوجية ليس مرهوناً بأحد الشريكين دون الآخر .. بل هو حصيلة دور مشترك وتفاعل وتفاهم في كل شؤون الحياة .. ولكن الحقيقة التي لاجدال فيها ولامراء أن السعادة الزوجية يقع العبئ الأكبر في تحقيقها على الزوجة !! نعم الزوجة ..

قد تقولين لماذا أنا وليس هو ؟ لماذا كل شيء على رأس الزوجة ؟
الجواب : إن الزوجة هي الطرف الأقدر على إضفاء السعادة على جو الأسرة ، بما أوتيت من قدرات على التحمل و الصبر .. وبما تحمله من مشاعر رقيقة وإحساس بالعطف والحنان والحب .. فالمرأة بطبيعتها أكثر رقة من الرجل .. وهي القادرة على أن تكسب قلب زوجها بسهولة إذا عرفت كيف تتعامل معه .. وإذا أتقنت فن السعادة الزوجية .. وإذا نجحت في أن تراعي ما يجب أن تفعله وأن تتجنب ما يكرهه ..

فالرجال .. معظم الرجال في داخلهم طفل صغير !! يحتاج إلى التدليل والمداعبة .. يأسره الحب والحنان .. تذيبه اللمسة الرقيقة .. وهو ما تستطيع الزوجة الذكية عمله بسهولة .. لذلك نؤكد على أن مفتاح السعادة الزوجية وفنها في يدك أنتِ ..

قلت : الزوجة التي تستطيع أن تبعث الطموح في نفس زوجها وتحمل عنه أعباء الأسرة ومشاكل الأولاد وتشاركه همومه وتسعى جاهدة على إرضائه .. هي الزوجة التي أتقنت فن السعادة الزوجية ..

والزوج تسعده الزوجة المطيعة الحنونة .. الزوجة التي تعرف كيف تحب زوجها وكيف تمنحه الحب .. الزوجة القادرة فعلاً على إسعاده ..

وفي الختام .. وعند مفترق الطريق .. لكِ هذه الهمسة ..
أيتها الزوجة المؤمنة .. كل الناس يرنوا إلى السعادة .. ولكن قلّ من يصيبها أو ينالها .. فأغلبهم يخطئ طريقها .. ونحن المسملون نعلم أن السعادة الحقيقية تنبع أولاً من إيمان الفرد بربه سبحانه وتعالى وطاعته وتطبيق منهجه في حياته ..

وإذا أردت أيتها الزوجة الفاضلة تحصيل السعادة الزوجية .. فإن عليك تصحيح الوجهة .. وذلك يعني أن طاعتك لزوجك يكون منبعها طاعة الله سبحانه وتعالى .. وإرضاؤك له غايته إرضاء الله عزوجل ..

وهذا يجعلك تغفرين له الزلات وتنظرين إلى ثواب الله في الآخرة قبل ابتغاء الأجر في الدنيا .. وتقابلين الإساءة بالإحسان امتثالاً لقوله تعالى { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }[فصلت/34] .. هذا بالنسبة لمن بينك وبينه عداوة !! فكيف بالذي بينك وبينه محبة ومودة ورحمة ؟؟!!

وتقبلوا تحيات أخوكم : أبو عبد الله الذهبي .. وأميرتي أم عبد الله ..





من أجل غد أفضل

أبو عبد الله الذهبي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى