رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
متَى وُلِدَ ولِمَ الاحْتفَال؟!
الحمد لله الذي من على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين, الذي أسبغ على عباده نعمه ووسعهم برحمته وهو أرحم الراحمين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أرسله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويكمل لهم به الدين, فلم يترك شيئاً يقرب إلى الله وينفع الخلق إلا بينه وأمر به, ولا شيئاً يبعدهم عن ربهم أو يضرهم إلا حذر عنه حتى ترك أمته على ملة بيضاء, ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلّم تسليماً كثيراً, أما بعد:
أيها الناس:
اتقوا الله تعالى, واعلموا أن أعظم منة وأكبر نعمة منَّ الله على عباده أن بعث فيهم الرسل مبشرين ومنذرين, وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه, وكان من أعظمهم قدراً وأبلغهم أثراً وأعمهم رسالةً محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- الذي بعثه الله تعالى لهداية الخلق أجمعين, وختم به النبيين.
بعثه الله على حين فترة من الرسل والناس أشدُّ ما يكونون حاجة إلى نور الرسالة, فهدى الله به من الضلالة, وألَّف به بعد الفرقة, وأغنى به بعد العيلة, فأصبح الناس بنعمة الله إخواناً, وفي دين الله أعواناً، فدانت الأمم لهذا الدين, وكان المتمسكون به غرة بيضاء في جبين التاريخ, فلما كانت الأمة الإسلامية حريصة على تنفيذ شرع الله, متمشية في عباداتها ومعاملاتها وسياستها الداخلية والخارجية على ما كان عليه قائدها وهاديها محمد -صلى الله عليه وسلم- لما كانت الأمة الإسلامية على هذا الوصف كانت هي الأمة الظاهرة الظافرة المنصورة, ولما حصل فيها ما حصل من الانحراف عن هذا السبيل تغير الوضع فجعل بأسهم بينهم, وسلط عليهم الأعداء وكانوا غثاء كغثاء السيل, فتداعت عليهم الأمم وفرقتهم الأهواء, ولن يعود لهذه الأمة مجدها الثابت وعزها المستقر حتى تعود أفراداً وشعوباً إلى دينها الذي به عزتها, وتطبق هذا الدين قولاً وعملاً وعقيدة وهدفاً على ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام.
وإن من تمام تطبيقه أن لا يشرع شيء من العبادات والمواسم الدينية إلا ما كان ثابتاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن الناس إنما أمروا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء, فمن تعبد لله بما لم يشرعه الله فعمله مردود عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)1. وهو في نظر الشارع بدعة وكل بدعة ضلالة.
وإن من جملة البدع التي ابتدعها بعض الناس في شهر ربيع الأول: بدعة عيد المولد النبوي، حيث يجتمعون في الليلة الثانية عشرة منه في المساجد أو في البيوت فيصلون على النبي -صلى الله عليه وسلم- بصلوات مبتدعة, ويقرؤون مدائح للنبي -صلى الله عليه وسلم- التي تخرج بهم إلى حد الغلو الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وربما صنعوا مع ذلك طعاماً يسهرون عليه فأضاعوا المال والزمان وأتعبوا الأبدان فيما لم يشرعه الله ولا رسوله, ولا فعله الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة ولا التابعون بإحسان, ولو كان خيراً لسبقونا إليه, ولو كان خيراً ما حَرَمه الله تعالى سلفَ هذه الأمة؛ وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة, وما كان الله تعالى ليحرم سلف هذه الأمة ذلك الخير لو كان خيراً ثم يأتي أناس من القرن الرابع الهجري فيحدثون تلك البدعة.
عباد الله:
إن ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى وإما محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيماً له من اتخاذ مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع, ولو كان خيراً محضاً أو راجحاً كان السلف أحق به ؛ فإنهم كانوا أشد محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيماً له منا, وهم على الخير أحرص وإنما كانت محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته ظاهراً وباطناً ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان, وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حريصين على هذه البدع تجدهم فاترين في أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما أمروا بالنشاط فيه, وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه أو يقرأ فيه ولا يتبعه"2.
إن بدعة عيد المولد التي تقام في شهر ربيع الأول في الليلة الثانية عشرة منه ليس لها أساس من التاريخ؛ لأنه لم يثبت أن ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تلك الليلة وقد اضطربت أقوال المؤرخين في ذلك فبعضهم زعم أن ولادته في اليوم الثاني من الشهر وبعضهم في الثامن وبعضهم في التاسع وبعضهم في العاشر وبعضهم في الثاني عشر وبعضهم في السابع عشر وبعضهم في الثاني والعشرين، فهذه أقوال سبعة ليس لبعضها ما يدل على رجحانه على الآخر، فيبقى تعيين مولده -صلى الله عليه وسلم- من الشهر مجهولا إلا أن بعض المعاصرين حقق أنه كان في اليوم التاسع . وإذا لم يكن لبدعة عيد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أساس من التاريخ فليس لها أساس من الدين أيضا، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعلها ولم يأمر بها ولم يفعلها أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ, تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ, وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)3. وكان يقول في خطبة الجمعة: (أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)4.
عباد الله:
إن الأعياد والمواسم الدينية التي يقصد بها التقرب إلى الله تعالى بتعظيمه وتعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم هي من العبادات, فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى ورسوله, ولا يتعبد أحد بشيء منها إلا ما جاء عن الله ورسوله, وفيما شرعه الله تعالى من تعظيم رسوله -صلى الله عليه وسلم- ووسائل محبته ما يغني عن كل وسيلة تبتدع وتحدث5. وجاء في هذا المعنى أحاديث كثيرة تدل على تحريم البدع، وأن البدع هي محدثات في الدين.
وتعلمون -أيها المسلمون- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- عاش بعد النبوة ثلاثاً وعشرين سنة، ولم يحتفل بمولده -عليه الصلاة والسلام- ولم يقل للناس احتفلوا بالمولد بدراسة السيرة ولا بغير ذلك، بل مات -صلى الله عليه وسلم- ولم يقل شيئاً من ذلك، وأما حديث أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)6. فهذا لا يدل على مشروعية فعل الموالد كما يظن بعض الناس، وإنما يدل على فضل يوم الاثنين وأنه يوم شريف، لأنه أوحي إلى النبي فيه؛ ولأنه ولد فيه -عليه الصلاة والسلام- ولأنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله -عز وجل- فإذا أصابه الإنسان ما فيه من المزايا فهذا حسن، أما أن يزيد شيئاً غير ذلك هذا لم يشرعه الله, وإنما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ) لبيان فضل صومه، ولما سئل في حديثٍ آخر عن صوم الاثنين والخميس أعرض عن الولادة وقال في يوم الخميس والاثنين: (ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)7. وسكت عما يتعلق بالمولد.
فعُلم بذلك أن كونه يوم المولد جزء من أسباب استحباب صومه مع كونه تعرض فيه الأعمال على الله، وكونه أنزل عليه الوحي فيه، وهذا لا يدل على مشروعية الاحتفال بالموالد، ولكن يدل على فضل صيام يوم الاثنين وأنه يصام لهذه الأمور8.
فاتقوا الله عباد الله واستغنوا بما شرعه لكم عما لم يشرعه, وبما سنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عما لم يسنه, واجعلوا نصب أعينكم قول الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام.
وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام الأولين والآخرين, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:
اعلموا –أيها الناس- أننا عبيد مأمورون لا مُشرِّعون، علينا أن نمتثل أمر الله وعلينا أن نمتثل شريعة الله، وليس لنا أن نبتدع في ديننا ما لم يأذن به الله، علينا أن نعلم هذا جيداً؛ فالله سبحانه يقول: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} (21) سورة الشورى. ويقول المصطفى -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)9. يعني هو مردود على من أحدثه.
عباد الله:
لو كان الاحتفال بمولده -عليه الصلاة والسلام- أمراً مشروعاً ومرغوباً فيه، لما سكت عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو المبلغ عن الله، وهو أنصح الناس، ولا يجوز الظن به أنه يسكت عن أمرٍ ينفع الأمة وينفعه -عليه الصلاة والسلام- وهو في الله -عز وجل-، وهو أنصح الناس, وهو ليس بغاش للأمة، وليس بخائن ولا كاذب، فقد بلغ البلاغ المبين -عليه الصلاة والسلام- وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكل شيء لم يكن في وقته مشروعاً فلا يكون بعد وقته مشروعاً، فالتشريع من جهة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أوحى الله إليه -جل وعلا- وصحابته يبلغون عنه، ويحملون عنه ما بلغهم به، فهو لم يبلغ الناس بأن الاحتفال بمولده مطلوب لا فعلاً ولا قولاً، وصحابته ما فعلوا ذلك، ولا أرشدوا إليه، لا بأفعالهم ولا بأقوالهم، وهم أحب الناس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم أعلم الناس بالسنة، وهم أفقه الناس، وهم أحرص الناس على كل خير فلم يفعلوه، ثم التابعون لهم كذلك، ثم أتباع التابعين حتى مضت القرون المفضلة، فكيف يجوز لنا أن نحدث شيئاً ما فعله هؤلاء الأخيار؟
ثم أمر آخر: وهو أنه يقع في هذه الاحتفالات في بعض البلدان شرور كثيرة، قد يقع فيها من الشرك بالله والغلو في النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعائه من دون الله والاستغاثة وبمدحه بما لا يليق إلا بالله كما في البردة، فإن صاحب البردة قال فيها:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلمِ!!
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي
سواك عند حلـول الحادث العممِ!!
فضلاً وإلا فقل يا زلة القـــدمِ!!
فأي شيءٍ أبقى هذا لله عز وجل؟! هذا غلو عظيم، وكثير من الناس يأتون بهذه القصيدة في احتفالاتهم وفي اجتماعاتهم وهي قصيدة خطيرة فيها هذا الشرك العظيم.
فالمقصود أن كثيراً من الاحتفالات في بعض البلدان يقع فيها شرك أكبر، مثل الغلو في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: ( أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُهُ, أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ)10.
وأخرج البخاري بسنده عن عمر -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ)11.
والحاصل أنه بدعة مطلقة حتى ولو كان على أحسن حالة، لو كان ما فيه إلا مجرد قراءة السيرة والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو بدعة بهذه الطريقة؛ لأن هذا ليس من ديننا في شيء, وأعيادنا عيد النحر، وعيد الفطر، وأيام النحر، ويوم عرفة، هذه أعياد المسلمين، فليس لنا أن نحدث شيئاً لم يشرعه الله عز وجل.
وإذا أراد الناس أن يدرسوا سيرته –صلى الله عليه وسلم- فيدرسوها بغير هذه الطريقة، يدرسوها في المساجد وفي المدارس وفي الكليات وفي البيوت وفي كل مكان، لكن بغير هذه الطريقة، بغير طريقة الاحتفال بالمولد؛ فهذا شيء وذاك شيء، فيجب على أهل العلم التنبه لهذا الأمر، وعلى طالب العلم أن يتنبه لهذا الأمر، وعلى محب الخير أن يتنبه لهذا الأمر، فإن السنة خير وسلامة، والبدعة كلها شر وبلاء، نسأل الله للجميع العافية والهدى, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين12.
1 رواه البخاري -2499- (9/201) ومسلم - (9/118) ومسلم -3243 - (9/119) وهذا لفظ مسلم.
2 اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم - (2/84) لـ(شيخ الإسلام ابن تيمية).
3 رواه أبو داود -3991- (12/211) وأحمد -16522- (35/10) وصححه الألباني في تحقيق سنن أبي داود برقم (4607).
4 رواه مسلم -1435- (4/359).
5 الضياء اللامع من الخطب الجوامع لـ(ابن عثيمين).
6 رواه مسلم -1977- (6/56).
7 رواه الترمذي -678- (3/206) والنسائي -2318- (8/60) وأحمد -20758- (44/228) وقال الألباني حسن صحيح، كما في كتابه صحيح الترغيب والترهيب (1043) .
8 من حلقات الشيخ ابن باز في برنامج نور على الدرب بتصرف يسير.
9 سبق تخريجه بلفظ مسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
10 رواه أحمد -13106- (27/153). وصححه العلامة الألباني في غاية المرام برقم (127).
11 رواه البخاري -3189- (11/262).
الحمد لله الذي من على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين, الذي أسبغ على عباده نعمه ووسعهم برحمته وهو أرحم الراحمين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أرسله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويكمل لهم به الدين, فلم يترك شيئاً يقرب إلى الله وينفع الخلق إلا بينه وأمر به, ولا شيئاً يبعدهم عن ربهم أو يضرهم إلا حذر عنه حتى ترك أمته على ملة بيضاء, ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلّم تسليماً كثيراً, أما بعد:
أيها الناس:
اتقوا الله تعالى, واعلموا أن أعظم منة وأكبر نعمة منَّ الله على عباده أن بعث فيهم الرسل مبشرين ومنذرين, وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه, وكان من أعظمهم قدراً وأبلغهم أثراً وأعمهم رسالةً محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- الذي بعثه الله تعالى لهداية الخلق أجمعين, وختم به النبيين.
بعثه الله على حين فترة من الرسل والناس أشدُّ ما يكونون حاجة إلى نور الرسالة, فهدى الله به من الضلالة, وألَّف به بعد الفرقة, وأغنى به بعد العيلة, فأصبح الناس بنعمة الله إخواناً, وفي دين الله أعواناً، فدانت الأمم لهذا الدين, وكان المتمسكون به غرة بيضاء في جبين التاريخ, فلما كانت الأمة الإسلامية حريصة على تنفيذ شرع الله, متمشية في عباداتها ومعاملاتها وسياستها الداخلية والخارجية على ما كان عليه قائدها وهاديها محمد -صلى الله عليه وسلم- لما كانت الأمة الإسلامية على هذا الوصف كانت هي الأمة الظاهرة الظافرة المنصورة, ولما حصل فيها ما حصل من الانحراف عن هذا السبيل تغير الوضع فجعل بأسهم بينهم, وسلط عليهم الأعداء وكانوا غثاء كغثاء السيل, فتداعت عليهم الأمم وفرقتهم الأهواء, ولن يعود لهذه الأمة مجدها الثابت وعزها المستقر حتى تعود أفراداً وشعوباً إلى دينها الذي به عزتها, وتطبق هذا الدين قولاً وعملاً وعقيدة وهدفاً على ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام.
وإن من تمام تطبيقه أن لا يشرع شيء من العبادات والمواسم الدينية إلا ما كان ثابتاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن الناس إنما أمروا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء, فمن تعبد لله بما لم يشرعه الله فعمله مردود عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)1. وهو في نظر الشارع بدعة وكل بدعة ضلالة.
وإن من جملة البدع التي ابتدعها بعض الناس في شهر ربيع الأول: بدعة عيد المولد النبوي، حيث يجتمعون في الليلة الثانية عشرة منه في المساجد أو في البيوت فيصلون على النبي -صلى الله عليه وسلم- بصلوات مبتدعة, ويقرؤون مدائح للنبي -صلى الله عليه وسلم- التي تخرج بهم إلى حد الغلو الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وربما صنعوا مع ذلك طعاماً يسهرون عليه فأضاعوا المال والزمان وأتعبوا الأبدان فيما لم يشرعه الله ولا رسوله, ولا فعله الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة ولا التابعون بإحسان, ولو كان خيراً لسبقونا إليه, ولو كان خيراً ما حَرَمه الله تعالى سلفَ هذه الأمة؛ وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة, وما كان الله تعالى ليحرم سلف هذه الأمة ذلك الخير لو كان خيراً ثم يأتي أناس من القرن الرابع الهجري فيحدثون تلك البدعة.
عباد الله:
إن ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى وإما محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيماً له من اتخاذ مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع, ولو كان خيراً محضاً أو راجحاً كان السلف أحق به ؛ فإنهم كانوا أشد محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيماً له منا, وهم على الخير أحرص وإنما كانت محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته ظاهراً وباطناً ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان, وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حريصين على هذه البدع تجدهم فاترين في أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما أمروا بالنشاط فيه, وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه أو يقرأ فيه ولا يتبعه"2.
إن بدعة عيد المولد التي تقام في شهر ربيع الأول في الليلة الثانية عشرة منه ليس لها أساس من التاريخ؛ لأنه لم يثبت أن ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تلك الليلة وقد اضطربت أقوال المؤرخين في ذلك فبعضهم زعم أن ولادته في اليوم الثاني من الشهر وبعضهم في الثامن وبعضهم في التاسع وبعضهم في العاشر وبعضهم في الثاني عشر وبعضهم في السابع عشر وبعضهم في الثاني والعشرين، فهذه أقوال سبعة ليس لبعضها ما يدل على رجحانه على الآخر، فيبقى تعيين مولده -صلى الله عليه وسلم- من الشهر مجهولا إلا أن بعض المعاصرين حقق أنه كان في اليوم التاسع . وإذا لم يكن لبدعة عيد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أساس من التاريخ فليس لها أساس من الدين أيضا، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعلها ولم يأمر بها ولم يفعلها أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ, تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ, وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)3. وكان يقول في خطبة الجمعة: (أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)4.
عباد الله:
إن الأعياد والمواسم الدينية التي يقصد بها التقرب إلى الله تعالى بتعظيمه وتعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم هي من العبادات, فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى ورسوله, ولا يتعبد أحد بشيء منها إلا ما جاء عن الله ورسوله, وفيما شرعه الله تعالى من تعظيم رسوله -صلى الله عليه وسلم- ووسائل محبته ما يغني عن كل وسيلة تبتدع وتحدث5. وجاء في هذا المعنى أحاديث كثيرة تدل على تحريم البدع، وأن البدع هي محدثات في الدين.
وتعلمون -أيها المسلمون- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- عاش بعد النبوة ثلاثاً وعشرين سنة، ولم يحتفل بمولده -عليه الصلاة والسلام- ولم يقل للناس احتفلوا بالمولد بدراسة السيرة ولا بغير ذلك، بل مات -صلى الله عليه وسلم- ولم يقل شيئاً من ذلك، وأما حديث أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)6. فهذا لا يدل على مشروعية فعل الموالد كما يظن بعض الناس، وإنما يدل على فضل يوم الاثنين وأنه يوم شريف، لأنه أوحي إلى النبي فيه؛ ولأنه ولد فيه -عليه الصلاة والسلام- ولأنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله -عز وجل- فإذا أصابه الإنسان ما فيه من المزايا فهذا حسن، أما أن يزيد شيئاً غير ذلك هذا لم يشرعه الله, وإنما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ) لبيان فضل صومه، ولما سئل في حديثٍ آخر عن صوم الاثنين والخميس أعرض عن الولادة وقال في يوم الخميس والاثنين: (ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)7. وسكت عما يتعلق بالمولد.
فعُلم بذلك أن كونه يوم المولد جزء من أسباب استحباب صومه مع كونه تعرض فيه الأعمال على الله، وكونه أنزل عليه الوحي فيه، وهذا لا يدل على مشروعية الاحتفال بالموالد، ولكن يدل على فضل صيام يوم الاثنين وأنه يصام لهذه الأمور8.
فاتقوا الله عباد الله واستغنوا بما شرعه لكم عما لم يشرعه, وبما سنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عما لم يسنه, واجعلوا نصب أعينكم قول الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام.
وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام الأولين والآخرين, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:
اعلموا –أيها الناس- أننا عبيد مأمورون لا مُشرِّعون، علينا أن نمتثل أمر الله وعلينا أن نمتثل شريعة الله، وليس لنا أن نبتدع في ديننا ما لم يأذن به الله، علينا أن نعلم هذا جيداً؛ فالله سبحانه يقول: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} (21) سورة الشورى. ويقول المصطفى -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)9. يعني هو مردود على من أحدثه.
عباد الله:
لو كان الاحتفال بمولده -عليه الصلاة والسلام- أمراً مشروعاً ومرغوباً فيه، لما سكت عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو المبلغ عن الله، وهو أنصح الناس، ولا يجوز الظن به أنه يسكت عن أمرٍ ينفع الأمة وينفعه -عليه الصلاة والسلام- وهو في الله -عز وجل-، وهو أنصح الناس, وهو ليس بغاش للأمة، وليس بخائن ولا كاذب، فقد بلغ البلاغ المبين -عليه الصلاة والسلام- وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكل شيء لم يكن في وقته مشروعاً فلا يكون بعد وقته مشروعاً، فالتشريع من جهة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أوحى الله إليه -جل وعلا- وصحابته يبلغون عنه، ويحملون عنه ما بلغهم به، فهو لم يبلغ الناس بأن الاحتفال بمولده مطلوب لا فعلاً ولا قولاً، وصحابته ما فعلوا ذلك، ولا أرشدوا إليه، لا بأفعالهم ولا بأقوالهم، وهم أحب الناس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم أعلم الناس بالسنة، وهم أفقه الناس، وهم أحرص الناس على كل خير فلم يفعلوه، ثم التابعون لهم كذلك، ثم أتباع التابعين حتى مضت القرون المفضلة، فكيف يجوز لنا أن نحدث شيئاً ما فعله هؤلاء الأخيار؟
ثم أمر آخر: وهو أنه يقع في هذه الاحتفالات في بعض البلدان شرور كثيرة، قد يقع فيها من الشرك بالله والغلو في النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعائه من دون الله والاستغاثة وبمدحه بما لا يليق إلا بالله كما في البردة، فإن صاحب البردة قال فيها:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلمِ!!
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي
سواك عند حلـول الحادث العممِ!!
فضلاً وإلا فقل يا زلة القـــدمِ!!
فأي شيءٍ أبقى هذا لله عز وجل؟! هذا غلو عظيم، وكثير من الناس يأتون بهذه القصيدة في احتفالاتهم وفي اجتماعاتهم وهي قصيدة خطيرة فيها هذا الشرك العظيم.
فالمقصود أن كثيراً من الاحتفالات في بعض البلدان يقع فيها شرك أكبر، مثل الغلو في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: ( أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُهُ, أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ)10.
وأخرج البخاري بسنده عن عمر -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ)11.
والحاصل أنه بدعة مطلقة حتى ولو كان على أحسن حالة، لو كان ما فيه إلا مجرد قراءة السيرة والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو بدعة بهذه الطريقة؛ لأن هذا ليس من ديننا في شيء, وأعيادنا عيد النحر، وعيد الفطر، وأيام النحر، ويوم عرفة، هذه أعياد المسلمين، فليس لنا أن نحدث شيئاً لم يشرعه الله عز وجل.
وإذا أراد الناس أن يدرسوا سيرته –صلى الله عليه وسلم- فيدرسوها بغير هذه الطريقة، يدرسوها في المساجد وفي المدارس وفي الكليات وفي البيوت وفي كل مكان، لكن بغير هذه الطريقة، بغير طريقة الاحتفال بالمولد؛ فهذا شيء وذاك شيء، فيجب على أهل العلم التنبه لهذا الأمر، وعلى طالب العلم أن يتنبه لهذا الأمر، وعلى محب الخير أن يتنبه لهذا الأمر، فإن السنة خير وسلامة، والبدعة كلها شر وبلاء، نسأل الله للجميع العافية والهدى, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين12.
1 رواه البخاري -2499- (9/201) ومسلم - (9/118) ومسلم -3243 - (9/119) وهذا لفظ مسلم.
2 اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم - (2/84) لـ(شيخ الإسلام ابن تيمية).
3 رواه أبو داود -3991- (12/211) وأحمد -16522- (35/10) وصححه الألباني في تحقيق سنن أبي داود برقم (4607).
4 رواه مسلم -1435- (4/359).
5 الضياء اللامع من الخطب الجوامع لـ(ابن عثيمين).
6 رواه مسلم -1977- (6/56).
7 رواه الترمذي -678- (3/206) والنسائي -2318- (8/60) وأحمد -20758- (44/228) وقال الألباني حسن صحيح، كما في كتابه صحيح الترغيب والترهيب (1043) .
8 من حلقات الشيخ ابن باز في برنامج نور على الدرب بتصرف يسير.
9 سبق تخريجه بلفظ مسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
10 رواه أحمد -13106- (27/153). وصححه العلامة الألباني في غاية المرام برقم (127).
11 رواه البخاري -3189- (11/262).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى