بنت الاسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلى كل أم وإلى كل زوجة وإلى كل بنت وإلى كل امرأة أوجه هذه الكلمات وهذه الفتات وهذه الإضاءات نعم لك أنت لأنك أم والأم مدرسة الأولاد وهي القلب الحنون وهي الملجأ للأولاد عند الشدائد وهي بهجتهم وسرورهم في أفراحهم .
نعم لك أنت أيتها الزوجة لأنك سكن زوجك وأم أولاده وحافظة بيته والقائمة بشؤونه فأنت الطمأنينة والراحة والمأوى الذي يقصده كل زوج .
نعم لك أنت أيتها البنت يابنت الإسلام ويا فتاة المستقبل ويا مربية الأجيال.
فافتحوا قلوبكم وارعوا أسماعكم وخذوا الحق الذي أقوله ودعوا واتركوا كل ما خالفة فيه الحق والحقيقة فالحكمة ضآلة المؤمن .
أولاً : البيت نعمة .
قال تعالى {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا } (80) سورة النحل قال ابن كثير (يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون بها وينتفعون بها بسائر وجوه الانتفاع ) تفسير ابن كثير ج2/ص581 إن البت والمسكن يعني في حياتك الشيء الكثير فأليس هو مكان الراحة وأليس هو مأوى الزوج ومأوى الأولاد هو مكان الطعام والشراب والنوم والراحة بعد التعب وهو محضن تربية الاولاد أليس أليس معظم الوقت يقضيه الأولاد في البيت كذلك فلذا كانت أهميته تنبعث من هذا .
ثانياً : كيف نحفظ بيوتنا ؟
1/ صلاح الأم والزوجة هو الأساس الذي يعتمد ويقوم عليه البيت و لانها تقضي معظم الوقت في المنزل وبين أولادها يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه ويقول صلى الله عليه وسلم ( الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) رواه مسلم 1468
2/ الاهتمام بالإحكام الشرعية بتعليم أنفسنا وبتعليم أولادنا يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم {6}
3/ إبعاد كل وسيلة من وسائل الفساد من البيت من دش وآلات لهو وطرب وغيرها عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) صحيح مسلم ج1/ص125
4/ مراقبة الأولاد ومتابعتهم فمع من يذهبون ومع من يتحدثون ويجالسون ومن هم أصدقائهم امن أهل الخير أم من أهل الشر والغواية وهذا يكون بالقرب من الاولاد وكثرة الحديث معهم فالام تكون قريبة من بناتها والاب يكون قريباً من أبنائه وبذا يسلموا بأذن الله من كل شر .
5/ عدم كشف الاسرار العائلية ونشرها بين الناس إلا اللهم إذا كانت مشكلة يطلب من مصلح علاجها فهنا يختلف الحال فكم من افشاء اسرار لبيوت فرقة هذه البيوت ولذا حذر ديننا الحنيف من ذلك اشد التحذير يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمراته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم
6/ البعد كل البعد عن حساب الزلات الهفوات بين الزوجين والأولاد فكل بني آدم خطأ ويقول الله تعالى (ربَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ..) البقرة 286 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ) صحيح مسلم ج2/ص1091
ثالثاً : حتى لا تقع المشكلة .
أيتها المؤمنة إن الله خلقنا وأودع فينا صفات وخصائص من بين سائر المخلوقات وهناك حقيقة نعترف بها جميعاً وهي أنه لابد من وقوع بعض الخلافات وبعض الأخطاء ولكن قبل أن تقع المشكلة وقبل أن تتفاقم نورد الحلول لها طلباً للسلامة ودفعاً لكل ضرر وسوء فإليك أيتها المسلمة بعضاً من الأخطاء التي تقع فيها بعض المسلمات مما يجعل هذا الخطأ يكبر شيئاً فشيئاً حتى يصير مشكلة قائمة يبحث لها عن علاج وربما ينجح هذا العلاج وربما لا ينجح .
أولى المشكلات : الطلاق .
إن من أعظم المشكلات التي تهدم البيوت هي الطلاق والفصال بين الزوجين مما يكون له الأثر السيئ على جميع أراد لعائلة من زوج وزوجة وأولاد ولذا أنبه على أمور :
1/ أيتها الفتاة إن الموافقة على قبول الزوج أمر مهم فليس كل خاطب يناسب أن يكون زوجاً فلربما نغص عليك حياتك في مستقبل الأيام وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ..) فالدين والخلق من أهم الجوانب التي يسال عنها وللأسف أن بعض الفتيات تفكر بفارس الأحلام وزوج المستقبل ذو شهادة عالية أو مرتبة مرموقة أو مرتب عالٍ أو رجل وسيم وتنس وصية النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنت أيتها الأم احذر أشد الحذر من البحث عن زوج لبنتك وإن كان قريباً أو من له شأن وإلا ستعضين أصابع الندم حين يرمى ببنتك عليك في بيتك وأنت السبب فيذلك ( قصة من لا تريد زوج مستقيم ـ فاطمةـ )
2/ أيتها الزوجة تجنب كل الأسباب التي تؤدي بك إلى هذا الأمر فالمرأة الحكيمة الفطنة هي التي تكسب زوجها وتحفظ بيتها فابحث عن ما يرضي الزوج وابتعد عن كل ما يغضبه أو من شأنه أن يثيره ويجعله يفكر بهذا الأمر .
3/ لا يكن حبك لأبنائك يطغى على حب الزوج فيجعلك تفرطين به مما يجعله يلجأ إلى مالا يسر فكون أنت وزوجك يداً واحدة في تربية الأولاد .
فحتى لا يقع الطلاق كوني على حذر من ذلك ومن عواقبه الوخيمة وإليك طرفاً من رسالة بنت أرسلتها لأمها لما علمت بطلب أمها للطلاق :( أمي يا أجمل حلم أنت يا من سكنت في قلبي . أماه لا تكوني سبباً للطلاق وقطع حبل الوفاق فقد سمعتك تصرخين لأبي وتجازفين وللعواقب لا تبالين : " طلقني وأرحني " أماه لقد كانت السعادة ترفرف على بيتنا عندما كان الاحترام المتبادل هو السائد عليك وعلى أبي والفرحة تغمر فلذات أكبادكما صباحاً ومساءً فما بالها اليوم وئدت ولم تزل حية. أماه : إني أشعر بأن الدنيا تضيق في عيني على رحابتها واتساعها وأرى المخاطر تحدق بي من كل جانب . أماه : مهما يكن فإني ابنتك وأبي رفيق دربك فألبسيني ثوب الحنانمن جديد وتفاهمي مع أبي فإن قلبه واسع للتفاهم ورأيه سديد ..)
ثاني المشكلات : حتى لا يقع الأبناء في المخدرات والسبب في الحديث عن المخدرات دون الحديث عن ماهو أخف من مثل التدخين لأنه مهلك ومفسد لكثير من البيوت وكم من القصص في ذلك .
إن من الأخطار التي تهدد البيوت المخدرات والتي افسدت كثير من البيوت وجعلتها جحيماً بدل السعادة إن الوالدين هما القدوة لأولادهم فكثيراً ما يكون سبب فساد الآولاد هما الوالدين ولذا كان لزاماً على الوالدين أن يراعيا جانب القدوة والتخلق بالأخلاق الحسنة لينهج الاولاد نهجهم ويسيروا سيرهم
وينشئ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
ولكي لا تقع المشكلة أوجه إلى أمور :
1/ التعاون مع الاولاد في اختيار الرفقاء الصالحين الذي يدلونهم على الخير ويحذرونهم من الشر يقول الله تعالى موصياً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ({وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28) سورة الكهف ( مثل الجليس الصالح ..)
2/ القرب من الاولاد وأعطاهم كل ما يحتاجونه لأجل ألا يظطروا للذهاب إلى غير الوالدين لطلب حاجاتهم .
3/ الاستماع لحديثهم وبث شكواهم فإما أن يجد الولد من والديه قلباً صاغياً أو يبحث عن غيرهما ممن قد يوقعونهم في الشرور .
4/ الحديث مع الاولاد عن المخدرات وعن اضرارها وبيان الطرق التي تؤدي إليها وذكر بعض القصص لكي يتعظوا بها .
5/ انتبهي ايتها الأم للمرحلة التي يعيشها الأولاد ذكوراً وإناث وهي مرحلة المراهقة التي تتغير فيها كثير من الصفات والخصائص وقد مررنا بها .
ثالث المشكلات :حتى لا تقع الفاحشة .
وهذه المشكلة وللأسف بدأت تنتشر في بعض الأسر بل ربما قد يكون أمراً لا تنكره كثير من الأمهات وكثير من الأباء يقول الله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} (32) سورة الإسراء وأما قرب الزنى وطرقه فنحذر منها :
1/ التساهل بلبس الحجاب مع العلم أن دليل عفاف المرأة حجابها وإن لبست حجاباً فربما تلبس ما لا يستر أو ما يكون مزخرفاً أو هو زينة قال تعالى{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب
2/ الهاتف سواءً الجوال أو ما يكون في المنزل مما فتح باباً للفتنة عظيم فالمعاكسات والمهاتفات التي راح ضحيتها كثير من الفتيات بسبب التساهل بذلك ثم تعض أصابع الندم ترى يأخية ماذا يريد من من تتحدثين معه إلا شهوة عارمة تكون عار عليك في دنياك وعقاب ينتظرك في أخرتك .
3/ الخلوة مع غير المحارم وقد تساهلت فيه كثير من الأسر وربما يقع الاختلاط بين بعض الأسر بحجة أنهم أقارب وهو من أشد الأخطار على هذه الأسر ( لا يخلون رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ( .. وفرقوا بينهما في المضاجع )
4/ الحذر من الموضات الغربية الكافرة والتي تدعوا إلى خلع جلباب المرأة فقد أعجبت كثير من الفتيات ذلك ووقعاً صيداً لهم وفي حبائلهم .
5/ الأسواق هي أماكن الفتنة والله عزوجل يقول {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (33) سورة الأحزاب
6/ عدم التطيب أثناء الخروج فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) المستدرك على الصحيحين ج2/ص430
رابع المشكلات : حتى لا يكون فرقة بين الأولاد ووالدهم .
إن من أكبر المشكلات عند النساء هو التعدد من قبل الزوج مع أنها سنة نبوية ولزاماً عليك أيتها المؤمنة أن تقري بذلك وترضي بحكم الله قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب ويقول تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} (3) سورة النساء لكن ليست هذه هي المشكلة بل المشكلة هي ما يكون بين الزوجتين أو من أحدهما من تحريض الأولاد على والدهم مما ينتج عنه فرقة كبيرة بين الأولاد وبين والدهم وربما فيما بينهم وهذا هو الداء العضال ولذا :
1/ أن تتقي المرأة الله عزوجل في ذلك ففعلها معصية لله عزوجل
2/ أن تعلم أن زواج زوجك هو مما قضاه الله وقدره قبل خلقكما
3/ أن تتذكر العواقب الوخيمة على الأبناء وعليها من هذه الفرقة
4/ ثم أخيتي لا تكون عوناً للشيطان فهذا هو زوجك وهو والد أبنائك وهو من عشت معه دهراً طويلاً فكيف تنسى تلك الأيام الجميلة فالعاقلة من تتعامل مع مثل هذه المواقف بهدوء وبتؤدة ونظرة بعيدة .
خامس المشكلات : حتى لا يختم بخاتمة سوء إن ما نسمع به بين وقت وأخر من حال بعض من يتوفى وتكون حالته على غير ما يرضي الله ولا هو يرضاه وإذا فتشت عن سبب ذلك علمت يقيناً أنه لم يكن هناك دور كبير لأسرة في تربيته ولم يكن ذلك البيت بيتاً إسلامياً فلأجل أن تكون بيوتنا إسلامية :
1/ الحرص على التنشة الصالحة للآبناء بضمهم إلى حلقات التحفيظ والدور النسائية
2/ إلصاقهم بصحبة صالحة تعينهم على الخير
3/ الحرص على إبعاد وسائل الفساد
4/ اقتناء الكتب والنشرات والأشرطة والقنوات الإسلامية التي ينتفع بها أهل البيت
أختي المسلمة :
وإن كان زوجك بعيداً عن الخير فكون عوناً له فدليه وأرشديه بالطرق المناسبة فالمرأة الصالحة هي التي تسعى لصلاح زوجها لأن صلاح الزوج بإذن الله صلاح لأولاد
ختاماً : وصايا للمرأة المسلمة :
1/ تقوى الله والبعد عن المعاصي
2/ التعرف على الزوج
3/ حسن المعاشرة والطاعة للزوج
4/ حسن تدبير شؤون البيت
5/ حسن معاشرة أهل الزوج
6/ مشاركة الزوج أحاسيسه ومشاعره مقاسمته همومه وأحزانه 7/شكر الزوج على أقل القليل 8/حفظ سره 9/الحذر من الأخطاء كوصف النساء للزوج , عدم التجمل للزوج الإلحاح وكثرة الطلبات .
أما أنت أيتها الفتاة :
فأنت أمل الأمة وأنت مستقبلها وأنت مربية الجيل القادم
1/ احرص على الصديقات الخيرات
2/ احذر من الهاتف
3/ عفافك وحجابك عنون طهارك
4/ اخدم هذا الدين وقدمي له ما تستطيعن
5/ العلم سلاح فلا تتنازل عنه وأعظم هذا العلم هو القرآن
حتى لا تقع المشكلة
محمد الشمالي
نعم لك أنت أيتها الزوجة لأنك سكن زوجك وأم أولاده وحافظة بيته والقائمة بشؤونه فأنت الطمأنينة والراحة والمأوى الذي يقصده كل زوج .
نعم لك أنت أيتها البنت يابنت الإسلام ويا فتاة المستقبل ويا مربية الأجيال.
فافتحوا قلوبكم وارعوا أسماعكم وخذوا الحق الذي أقوله ودعوا واتركوا كل ما خالفة فيه الحق والحقيقة فالحكمة ضآلة المؤمن .
أولاً : البيت نعمة .
قال تعالى {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا } (80) سورة النحل قال ابن كثير (يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون بها وينتفعون بها بسائر وجوه الانتفاع ) تفسير ابن كثير ج2/ص581 إن البت والمسكن يعني في حياتك الشيء الكثير فأليس هو مكان الراحة وأليس هو مأوى الزوج ومأوى الأولاد هو مكان الطعام والشراب والنوم والراحة بعد التعب وهو محضن تربية الاولاد أليس أليس معظم الوقت يقضيه الأولاد في البيت كذلك فلذا كانت أهميته تنبعث من هذا .
ثانياً : كيف نحفظ بيوتنا ؟
1/ صلاح الأم والزوجة هو الأساس الذي يعتمد ويقوم عليه البيت و لانها تقضي معظم الوقت في المنزل وبين أولادها يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه ويقول صلى الله عليه وسلم ( الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) رواه مسلم 1468
2/ الاهتمام بالإحكام الشرعية بتعليم أنفسنا وبتعليم أولادنا يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم {6}
3/ إبعاد كل وسيلة من وسائل الفساد من البيت من دش وآلات لهو وطرب وغيرها عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) صحيح مسلم ج1/ص125
4/ مراقبة الأولاد ومتابعتهم فمع من يذهبون ومع من يتحدثون ويجالسون ومن هم أصدقائهم امن أهل الخير أم من أهل الشر والغواية وهذا يكون بالقرب من الاولاد وكثرة الحديث معهم فالام تكون قريبة من بناتها والاب يكون قريباً من أبنائه وبذا يسلموا بأذن الله من كل شر .
5/ عدم كشف الاسرار العائلية ونشرها بين الناس إلا اللهم إذا كانت مشكلة يطلب من مصلح علاجها فهنا يختلف الحال فكم من افشاء اسرار لبيوت فرقة هذه البيوت ولذا حذر ديننا الحنيف من ذلك اشد التحذير يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمراته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم
6/ البعد كل البعد عن حساب الزلات الهفوات بين الزوجين والأولاد فكل بني آدم خطأ ويقول الله تعالى (ربَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ..) البقرة 286 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ) صحيح مسلم ج2/ص1091
ثالثاً : حتى لا تقع المشكلة .
أيتها المؤمنة إن الله خلقنا وأودع فينا صفات وخصائص من بين سائر المخلوقات وهناك حقيقة نعترف بها جميعاً وهي أنه لابد من وقوع بعض الخلافات وبعض الأخطاء ولكن قبل أن تقع المشكلة وقبل أن تتفاقم نورد الحلول لها طلباً للسلامة ودفعاً لكل ضرر وسوء فإليك أيتها المسلمة بعضاً من الأخطاء التي تقع فيها بعض المسلمات مما يجعل هذا الخطأ يكبر شيئاً فشيئاً حتى يصير مشكلة قائمة يبحث لها عن علاج وربما ينجح هذا العلاج وربما لا ينجح .
أولى المشكلات : الطلاق .
إن من أعظم المشكلات التي تهدم البيوت هي الطلاق والفصال بين الزوجين مما يكون له الأثر السيئ على جميع أراد لعائلة من زوج وزوجة وأولاد ولذا أنبه على أمور :
1/ أيتها الفتاة إن الموافقة على قبول الزوج أمر مهم فليس كل خاطب يناسب أن يكون زوجاً فلربما نغص عليك حياتك في مستقبل الأيام وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ..) فالدين والخلق من أهم الجوانب التي يسال عنها وللأسف أن بعض الفتيات تفكر بفارس الأحلام وزوج المستقبل ذو شهادة عالية أو مرتبة مرموقة أو مرتب عالٍ أو رجل وسيم وتنس وصية النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنت أيتها الأم احذر أشد الحذر من البحث عن زوج لبنتك وإن كان قريباً أو من له شأن وإلا ستعضين أصابع الندم حين يرمى ببنتك عليك في بيتك وأنت السبب فيذلك ( قصة من لا تريد زوج مستقيم ـ فاطمةـ )
2/ أيتها الزوجة تجنب كل الأسباب التي تؤدي بك إلى هذا الأمر فالمرأة الحكيمة الفطنة هي التي تكسب زوجها وتحفظ بيتها فابحث عن ما يرضي الزوج وابتعد عن كل ما يغضبه أو من شأنه أن يثيره ويجعله يفكر بهذا الأمر .
3/ لا يكن حبك لأبنائك يطغى على حب الزوج فيجعلك تفرطين به مما يجعله يلجأ إلى مالا يسر فكون أنت وزوجك يداً واحدة في تربية الأولاد .
فحتى لا يقع الطلاق كوني على حذر من ذلك ومن عواقبه الوخيمة وإليك طرفاً من رسالة بنت أرسلتها لأمها لما علمت بطلب أمها للطلاق :( أمي يا أجمل حلم أنت يا من سكنت في قلبي . أماه لا تكوني سبباً للطلاق وقطع حبل الوفاق فقد سمعتك تصرخين لأبي وتجازفين وللعواقب لا تبالين : " طلقني وأرحني " أماه لقد كانت السعادة ترفرف على بيتنا عندما كان الاحترام المتبادل هو السائد عليك وعلى أبي والفرحة تغمر فلذات أكبادكما صباحاً ومساءً فما بالها اليوم وئدت ولم تزل حية. أماه : إني أشعر بأن الدنيا تضيق في عيني على رحابتها واتساعها وأرى المخاطر تحدق بي من كل جانب . أماه : مهما يكن فإني ابنتك وأبي رفيق دربك فألبسيني ثوب الحنانمن جديد وتفاهمي مع أبي فإن قلبه واسع للتفاهم ورأيه سديد ..)
ثاني المشكلات : حتى لا يقع الأبناء في المخدرات والسبب في الحديث عن المخدرات دون الحديث عن ماهو أخف من مثل التدخين لأنه مهلك ومفسد لكثير من البيوت وكم من القصص في ذلك .
إن من الأخطار التي تهدد البيوت المخدرات والتي افسدت كثير من البيوت وجعلتها جحيماً بدل السعادة إن الوالدين هما القدوة لأولادهم فكثيراً ما يكون سبب فساد الآولاد هما الوالدين ولذا كان لزاماً على الوالدين أن يراعيا جانب القدوة والتخلق بالأخلاق الحسنة لينهج الاولاد نهجهم ويسيروا سيرهم
وينشئ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
ولكي لا تقع المشكلة أوجه إلى أمور :
1/ التعاون مع الاولاد في اختيار الرفقاء الصالحين الذي يدلونهم على الخير ويحذرونهم من الشر يقول الله تعالى موصياً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ({وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28) سورة الكهف ( مثل الجليس الصالح ..)
2/ القرب من الاولاد وأعطاهم كل ما يحتاجونه لأجل ألا يظطروا للذهاب إلى غير الوالدين لطلب حاجاتهم .
3/ الاستماع لحديثهم وبث شكواهم فإما أن يجد الولد من والديه قلباً صاغياً أو يبحث عن غيرهما ممن قد يوقعونهم في الشرور .
4/ الحديث مع الاولاد عن المخدرات وعن اضرارها وبيان الطرق التي تؤدي إليها وذكر بعض القصص لكي يتعظوا بها .
5/ انتبهي ايتها الأم للمرحلة التي يعيشها الأولاد ذكوراً وإناث وهي مرحلة المراهقة التي تتغير فيها كثير من الصفات والخصائص وقد مررنا بها .
ثالث المشكلات :حتى لا تقع الفاحشة .
وهذه المشكلة وللأسف بدأت تنتشر في بعض الأسر بل ربما قد يكون أمراً لا تنكره كثير من الأمهات وكثير من الأباء يقول الله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} (32) سورة الإسراء وأما قرب الزنى وطرقه فنحذر منها :
1/ التساهل بلبس الحجاب مع العلم أن دليل عفاف المرأة حجابها وإن لبست حجاباً فربما تلبس ما لا يستر أو ما يكون مزخرفاً أو هو زينة قال تعالى{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب
2/ الهاتف سواءً الجوال أو ما يكون في المنزل مما فتح باباً للفتنة عظيم فالمعاكسات والمهاتفات التي راح ضحيتها كثير من الفتيات بسبب التساهل بذلك ثم تعض أصابع الندم ترى يأخية ماذا يريد من من تتحدثين معه إلا شهوة عارمة تكون عار عليك في دنياك وعقاب ينتظرك في أخرتك .
3/ الخلوة مع غير المحارم وقد تساهلت فيه كثير من الأسر وربما يقع الاختلاط بين بعض الأسر بحجة أنهم أقارب وهو من أشد الأخطار على هذه الأسر ( لا يخلون رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ( .. وفرقوا بينهما في المضاجع )
4/ الحذر من الموضات الغربية الكافرة والتي تدعوا إلى خلع جلباب المرأة فقد أعجبت كثير من الفتيات ذلك ووقعاً صيداً لهم وفي حبائلهم .
5/ الأسواق هي أماكن الفتنة والله عزوجل يقول {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (33) سورة الأحزاب
6/ عدم التطيب أثناء الخروج فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) المستدرك على الصحيحين ج2/ص430
رابع المشكلات : حتى لا يكون فرقة بين الأولاد ووالدهم .
إن من أكبر المشكلات عند النساء هو التعدد من قبل الزوج مع أنها سنة نبوية ولزاماً عليك أيتها المؤمنة أن تقري بذلك وترضي بحكم الله قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب ويقول تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} (3) سورة النساء لكن ليست هذه هي المشكلة بل المشكلة هي ما يكون بين الزوجتين أو من أحدهما من تحريض الأولاد على والدهم مما ينتج عنه فرقة كبيرة بين الأولاد وبين والدهم وربما فيما بينهم وهذا هو الداء العضال ولذا :
1/ أن تتقي المرأة الله عزوجل في ذلك ففعلها معصية لله عزوجل
2/ أن تعلم أن زواج زوجك هو مما قضاه الله وقدره قبل خلقكما
3/ أن تتذكر العواقب الوخيمة على الأبناء وعليها من هذه الفرقة
4/ ثم أخيتي لا تكون عوناً للشيطان فهذا هو زوجك وهو والد أبنائك وهو من عشت معه دهراً طويلاً فكيف تنسى تلك الأيام الجميلة فالعاقلة من تتعامل مع مثل هذه المواقف بهدوء وبتؤدة ونظرة بعيدة .
خامس المشكلات : حتى لا يختم بخاتمة سوء إن ما نسمع به بين وقت وأخر من حال بعض من يتوفى وتكون حالته على غير ما يرضي الله ولا هو يرضاه وإذا فتشت عن سبب ذلك علمت يقيناً أنه لم يكن هناك دور كبير لأسرة في تربيته ولم يكن ذلك البيت بيتاً إسلامياً فلأجل أن تكون بيوتنا إسلامية :
1/ الحرص على التنشة الصالحة للآبناء بضمهم إلى حلقات التحفيظ والدور النسائية
2/ إلصاقهم بصحبة صالحة تعينهم على الخير
3/ الحرص على إبعاد وسائل الفساد
4/ اقتناء الكتب والنشرات والأشرطة والقنوات الإسلامية التي ينتفع بها أهل البيت
أختي المسلمة :
وإن كان زوجك بعيداً عن الخير فكون عوناً له فدليه وأرشديه بالطرق المناسبة فالمرأة الصالحة هي التي تسعى لصلاح زوجها لأن صلاح الزوج بإذن الله صلاح لأولاد
ختاماً : وصايا للمرأة المسلمة :
1/ تقوى الله والبعد عن المعاصي
2/ التعرف على الزوج
3/ حسن المعاشرة والطاعة للزوج
4/ حسن تدبير شؤون البيت
5/ حسن معاشرة أهل الزوج
6/ مشاركة الزوج أحاسيسه ومشاعره مقاسمته همومه وأحزانه 7/شكر الزوج على أقل القليل 8/حفظ سره 9/الحذر من الأخطاء كوصف النساء للزوج , عدم التجمل للزوج الإلحاح وكثرة الطلبات .
أما أنت أيتها الفتاة :
فأنت أمل الأمة وأنت مستقبلها وأنت مربية الجيل القادم
1/ احرص على الصديقات الخيرات
2/ احذر من الهاتف
3/ عفافك وحجابك عنون طهارك
4/ اخدم هذا الدين وقدمي له ما تستطيعن
5/ العلم سلاح فلا تتنازل عنه وأعظم هذا العلم هو القرآن
حتى لا تقع المشكلة
محمد الشمالي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى