لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الإسلام وسخرية اللئام Empty الإسلام وسخرية اللئام {الخميس 22 سبتمبر - 13:23}

الإسلام وسخرية اللئام

خطب المنابر

عبد الله بن عبيد الله بن عطاء



الخطبة الأولى:

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله جل وعلا، وخير الهدي هدي سيدنا محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.



أيها المسلمون، يتفق أهل الإسلام جميعًا أن نبينا محمدًا- صلى الله عليه وسلم - خير الأنبياء والمرسلين، وأنه نبي آخر الزمان، ختم الله به النبوة، وجعل رسالته سببًا لدخول الجنة لمن بلغته فصدقها وآمن بها. ومن شك أن يهوديًا أو نصرانيًا أو غيرهما يسعه أن يدين بغير الإسلام بعدما علم به فليجدد إيمانه، يقول الله - تعالى - وهو أصدق القائلين: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} آل عمران:19،

ويقول تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران:85،

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)) رواه مسلم.



وقد شهد ظهور الإسلامِ حربًا شعواء من أهل الكفر والضلال، وناصبه العداء كثير منهم؛ لأنه غيّر المعالم، ونسف الأعراف الجاهلية المبنية على الظلم والعدوان، فأقَرَّ بالمساواة بين السيد والمملوك، وحَفِظَ الحقوق لأصحابها بغض النظر عن الجنس واللون والديانة، وحَرّمَ التفاخر بالأحساب والتنابز بالألقاب، وعَظَّمَ حق المرأة وكَرَّمها بعد أن كانت تُعَدُّ عارًا يجب وأدُها في المهد، إلى غير ذلك من المبادئ العظيمة التي تلألأ نورها مبددًا ظلام الجهل والظلم، وفاح عبيرها لينثر في الأجواء مسكًا طيبًا. فمَكَّن الله لهذا الدين في الأرض بعد غربته، ويَسَّرَ الباري لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ هذه الدعوة للأمة كافة، وسمع الناس في كل مكان سماحة هذا الدين، وحسن خلق سيد المرسلين ، فدخل الناس في دين الله أفواجًا.



لكن سنة الصراع بين الخير والشر مستمرة، لحكمة يعلمها الله - سبحانه وتعالى -، فمع كل هذه المكانة العالية والمقام الرفيع لحبيبنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ينبري بين فترة وأخرى من ينال من شخصه الكريم الشريف تارة، ومن دينه العظيم تارة أخرى،



وما اليوم إلا امتداد للأمس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء )) رواه مسلم. فأيّ غربة أكثر من أن يكون عددنا أكثر من مليار مسلم ومع ذلك فنحن أقل شأنًا في نظر الأعداء من كل الملل والنحل؟!



من غربة الدين ما نرى من تسلط أعداء الإسلام على بلدان المسلمين، والتحكم في مصيرهم، ونهب خيرات بلدانهم، بل ومهاجمة مدنهم وقراهم، وقتل العزّل من النساء والأطفال والرجال، تحت ستار من دعاوى كاذبة وتهَمٍ باطلة وقضايا مفتعلة.



إن مسلسل الاستهزاء والسخرية بدين الإسلام وبرسوله - عليه الصلاة والسلام - مستمر ما دام المسلمون لا يردون إلا عبر بوق الشجب والاستنكار، وما داموا منشغلين عن الدفاع عن دينهم ونبيّهم بسفاسف الأمور.



لقد رأينا وسمعنا كيف عمدت يهودية في إسرائيل للاستهزاء بخير خلق الله نبيّنا محمد، ومُرْتد ألَّف كتابا ضَمَّنَهُ سخرية برسول الله محمد، وأمريكي طالب بنسف الكعبة المشرفة ردًا على ما يسمى بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وراعي البقر الغربي يهين كتاب الله بوضعه في المراحيض ليهين السجناء المسلمين لديه، ويزعم أنه ينشر الديمقراطية والعدل والأمن في العالم.



وتستمر الجهود الخبيثة في هذا الطريق العفن، وكان من آخرها:

1ـ ما صدر عن القساوسة "جيري فالويل" و"بات روبرتسون" و"فرانكلين جراهام" و"جيري فاينز" من إساءات مرفوضة وكلام ساقط نحو دين الإسلام ونحو رسول الله محمد.



2ـ ما صدر عن منظمة "رابطة الرهبان لنشر الإنجيل" التنصيرية المدعومة بأموال هائلة من الفاتيكان، حيث تعد من أهم مؤسسات الفاتيكان ومقرها روما، وتضم نحو مليون فرد يعملون ليل نهار وفي كل مكان من أجل وقف انتشار الإسلام في العالم بكل قوة بزعمهم، وعلى تشويه صورة النبي محمد ونَعْتِه بأبشع الصفات، من خلال مشروع أطلقوا عليه اسم: (مليون ضد محمد).



3ـ ما صدر عن الصحيفة الدنمركية "جيلاندز بوستن" (Jyllands-Posten) من السوء حين نشرت 12 رسمًا كاريكاتيريًا ساخرًا، يوم الثلاثاء 26 شعبان 1426هـ الموافق 30 سبتمبر 2005م، تصور الرسول - صلى الله عليه وسلم- في أشكال مختلفة، وفي أحد الرسوم يظهر مرتديًا عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه.



4ـ وهاهي المجلة النصرانية النرويجية "ماغازينت" (Magazinet)، تنضم لهذا الاتجاه الآثم، وتعيد نشر تلك الصور الكاذبة الخاطئة تحت شعار حرية التعبير في يوم عيد الأضحى 1426هـ الموافق 10 يناير 2006م. وفي هذا يقول رئيس تحرير تلك المجلة "فيبيورن سيلبك" (Vebjrn Selbekk)، يقول: "لقد ضقت ذرعًا شأني شأن الصحيفة الدنمركية من تآكل حرية التعبير الذي يحدث خفية"، ويقول: "لقد فعل العديدون بالفعل الكثير لكي لا يتم وأد هذه القضية، وبهذه الرسوم نود أن نقدم مساهمتنا الصغيرة".



هكذا يتتابع الأشرار في الاستهزاء بأطهر البشر وأزكى الخلق محمد - عليه الصلاة والسلام -.



لقد عمد إخواننا المسلمون في الدنمرك ومعهم غيرهم من المواطنين الدنمركيين وكذلك غيرهم من المقيمين في الدنمرك إلى إنكار هذه السخرية التي نالت أشرف إنسان في التاريخ، فكُتبت المقالات ووُجهت الرسائل إلى الحكومة الدنمركية وإلى الصحيفة المعنية، مطالبين بالاعتذار عن هذا العمل والكَفِّ عن مثله مستقبلاً، وقد تظاهر في شهر أكتوبر الماضي أكثر من (5000) مسلم وغيرهم من المتعاطفين معهم في العاصمة كوبنهاجن ضد الصحيفة وطالبوها بالاعتذار.



لقد أثار هذا التصرف الأرعن استهجان المسلمين في كل مكان، بل استنكره من غير المسلمين عدد ليس باليسير من عقلاء العالم، وقد طالب عدد من سفرائهم ممن عملوا في الدول الإسلامية على الاحتجاج، وطالبوا باعتذار الصحيفة للمسلمين، غير أن السلطات الدنمركية ومسؤولي الصحيفة رفضوا ذلك بمبررات حرية الإعلام والتعبير، وأنه لا شيء يستثنى من شموليته وحريته. ولا زال مسؤولو الصحيفة يرفضون الاعتذار، وينوون الاستمرار في منهجهم المتهجّم على الرسول الكريم الذي قال الله له: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء:107، متجاهلين بذلك المواثيق والأعراف الدولية، غير مبالين بالاعتراضات المقدمة إليهم.



وإذا تأملنا في خلفيات هذه التهجمات فلنا أن نقف الوقفات التالية:

أولاً: محمد أزكى البشرية، هذه السخريات ما هي إلا محض افتراء وكذب، فمحمدٌ رسول الله هو أطهر البشرية جمعاء وأزكاها، ولن تضيره هذه السخرية مهما عظمت أو تكاثرت، كما أخبرنا بذلك ربُّنا في القرآن العظيم.



ونحن نعتقد أن الله - سبحانه - سيحمي سمعة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم- ، ويصرف عنه أذى الناس وشتمهم بكل طريق، حتى في اللفظ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( ألا ترونَ كيف يَصْرِفُ الله عنِّي شَتْمَ قريشٍ ولعنَهم؟! يشتمون مُذَمَّمًا، ويلعنون مُذَمَّمًا، وأنا مُحَمَّدٌ )). فنَزَّه الله اسمَه ونَعْتَه عن الأذى، وصرف ذلك إلى من هو مُذَمَّم، وإن كان المؤذِي إنما قصد عينه.



قال الإمام العالم الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:" قوله: (( يشتمون مُذَمَّمًا)): كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي لا يسمونه باسمه الدال على المدح، فيعدلون إلى ضده، فيقولون: مُذَمَّم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فَعَلَ الله بمذمم، ومُذَمَّم ليس هو اسمه، ولا يُعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفًا إلى غيره".



وهكذا تلك الرسوم التي دعت الجريدة الرسامين لرسمها ونشرتها على صفحاتها، إنها قطعًا لا تمثل رسول الله محمدًا، لا في رسمها ولا في رمزها، لا في رسمها أي: ملامح الوجه؛ فوجه محمد – صلى الله عليه وسلم - هو الضياء والطهر والقداسة والبهاء، وجهه أعظم استنارةً وضياءً من القمر المسفر ليلة البدر، وجه محمد يفيض سماحةً وبشرًا وسرورًا، وجه محمد له طلعةٌ آسرة تأخذ بلبّ كل من رآه إجلالاً وإعجابًا وتقديرًا، ولا في رمزها فمحمد – صلى الله عليه وسلم - ما كان عابسًا ولا مكشرًا، وما ضرب أحدًا في حياته، لا امرأة ولا غيرها، تقول عائشة زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنها: (( ما خُيِّرَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لنفسه، إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)) رواه البخاري ومسلم.



وإنه لمن الحسرة والبؤس على هؤلاء السفهاء أن يكون مجرّد علمهم عن محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- هو ما استهزءوا به، مما أوحت به إليهم الأنفس الشريرة، وصدق الله: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} يس:30.



وقد شهد لمحمد - صلى الله عليه وسلم- عقلاءُ البشر ومثقفوهم، حتى من أهل الملل الأخرى، شهدوا له بالنُّبل والطهر والفضائل الجمَّة.



ثانيًا: السخرية بالأنبياء لن تزيد العالم إلا شقاءً؛ لا يخفى أن العالم اليوم يشهد اضطرابات عديدة، أريقت فيها الدماء وأزهقت الأرواح بغيًا وعدوانًا، مما يجعلنا أحوج ما نكون لنشر أسباب السلم والعدل، وخاصةً احترام الشرائع السماوية واحترام الأنبياء والمرسلين، فهذا المسلك يتحقق به حفظ ضرورات البشر في أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وغير ذلك من حقوقهم ومقومات عيشهم الكريم. ومثل هذه الأطروحات العدائية والاستفزازية لن تزيد العالم إلا شقاءً وبؤسًا، ذلك أننا جميعًا بحاجة لمصادر الرحمة والهدى، والتي يسَّرها رب العالمين على يدي رسوله محمد، فكان المستهزئون به المشوهون لحقيقة حياته ورسالته ممن يصد الناس عن الخير ويمنع من استقرار العالم وطمأنينته، وهذا الصنف من الناس توعده الله في كتابه وندد بسوء فعالهم: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ} إبراهيم:3.



وإنَّه لمن المؤسف لحال البشرية اليوم مع ما وصلت إليه من التقدم في مجالات عديدة من علوم الدنيا بما تتضمنه من الاكتشافات المبهرة، ثم يأتي في هذا الخضم من العواصم التي تدَّعي التحضر أصواتٌ مبحوحة وكتابات ساقطة تتردى معها تلك المجتمعات بسبب إسقاطات أخلاقية نحو المقدسات.



ثالثًا: دعوى حرية التعبير لا تجيز الإساءة لأحد، إن ادعاء حرية التعبير في نشرها تلك الرسوم الساخرة من محمد رسول الله ادعاءٌ غير مسلَّم ولا مقنع؛ لأن جميع دساتير العالم ومنظماته تؤكد على احترام الرسل، وعلى احترام الشرائع السماوية، واحترام الآخرين وعدم الطعن فيهم بلا بينة.



رابعًا: هذا الاستهزاء لا يخدم مصالح أحد أبدًا، إن العقلاء في البلاد الغربية النصرانية ينبغي أن يدركوا كم في تلك الكلمات والاستفزاز من الأخطار الكبيرة على رعاياهم ومصالحهم في أقطار الأرض، بل وفي بلدانهم، وأنها قد تؤدي لمزيد التوتر، بما يتعين معه الكف عن هذا الغيِّ والبهتان. فقد تأخذ الحميةُ بعض المتحمسين للثأر ممن وقع في رسول رب العالمين، ومئات الملايين يفرحون أن يموتوا دفاعًا عن نبيهم وعن مكانته الشريفة أن تمتهن، ولكن من ضمن هؤلاء من لا يَقْدِر أن يصفِّي حسابه مع من استهزئ وقال الإفك والبهتان لبُعده عنه؛ فيعمد إلى من يراهم يدينون بالنصرانية حوله فينتقم منهم ومن ممتلكاتهم لقربه منهم، مع أن هذا العمل الأخير لا يجوز، وقد حرمه ومنع منه رسول الله محمد فقال: ((من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة)) رواه البخاري، والمراد بالمعاهد من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هُدنة من سلطان أو أمانٍ من مسلم، ويدخل في ذلك ما له صلةٌ بالأعراف الدبلوماسية التي التزمت بها الدول وتعارفت عليها. وأعمال التحريض والاستفزاز تلك ستؤدّي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح ومزيد الاضطراب والتوتر.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} الصف:8.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...



الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد، اللهم أحينا على سنته، واجعلنا اللهم في حملة الدفاع عنه وعن عقيدته، وتوفنا على ملته واحشرنا في زمرته، واسقنا بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.



أما بعد: فالواجب عليك - يا من أحببت المصطفى - أن تتحرك، الواجب عليك أن تتبع كل طريقة ممكنة لإنكار هذا المنكر ما استطعت لذلك سبيلا، هؤلاء الأقزام الأوغاد اللئام لم يتعرضوا لزعيم تاريخي، ولم ينالوا من شخص عادي، لقد تجرؤوا على خير البشر، تعرضوا لنبي السلام والإسلام، تعرضوا لسيد ولد آدم، فلا تترك وسيلة ممكنة إلا فعلتها، وإذا أردت المزيد من العناوين لترسل لهم ذلك ففي صحيفة المدينة اليوم عناوين يمكن الاستعانة بها في هذا الباب. جعلنا الله من المدافعين عنه.



أنا لا أدعو للقتل والتفجير فهذا خلق الخوارج، ولكنني أهيب بجميع من مكنه الله من حمل أمانة القلم أو فتح عليه للانخراط في شبكة المعلومات وغيرها أن يدين مثل هذه الأعمال؛ حتى يعلم أولئك أن في عروقنا دماء الإسلام، وفي قلوبنا يتربع حب محمد عليه الصلاة والسلام، ولن نستطيع العيش بدون دماء ولا قلب.



إن هذا الوضع الذي يمر به الإسلام والمسلمون هذه الأيام قد أخبر عنه حين قال: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها ))، قال: قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟! قال: (( أنتم يومئذٍ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن))، قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: (( حب الحياة وكراهية الموت )) رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة.



وصلوا - رحمكم الله - على محمد ...

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى