عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
جلس مدير أحد المراكز التسوقية الكبرى في المدينة يراقب من غرفته الصغيرة المنعزلة جميع أدوار المركز المتسع ورواده المتعددين، من خلال جهاز صغير يسمى الحاسوب أو الكمبيوتر أو الرائي الذي يبث عيونه الخفية في جميع أنحاء المكان.
وفي إحدى الأيام - وما أكثر شبيهها - إذا به يفاجأ بأحد المتسوقين وهو يدس بعض البضاعات الثمينة في جيب على سبيل السرقة وهو مطمئن إلى أن لا أحد يراه، ثم ذهب لجهاز المحاسبة لكي يحاسب عن بعض البضاعات الرخيصة الثمن من باب التمويه على العاملين في المركز، فإذا به يفاجأ بحراس الأمن يقتادونه من المحاسبة إلى حيث يوجد مدير المركز في غرفته القصية.
كل ذلك وهو يوجه الصراخ والشتم إلى الجميع لأنهم ظلموه بغير تثبت ووجهوا إليه تهمة ملفقة سيقيم عليهم دعوى قضائية بسببها، واستمر على هذا النحو من الثورة بل ازداد حتى حينما دخل على المسؤول الإداري في السوق الذي طالبه أن يعيد المسروقات الثمينة بصمت وإلا واجه عقابه.
ولكن عندما يئس هذا المدير من تراجع ذلك اللص المحترم عن جريمته بل ومكابرته في ادعاءاته الكاذبة اضطر حينها أن يواجهه بالتسجيل الذي يحوي جريمته كاملة بالصوت والصورة، فبهت السارق ساعتها وأعجم على فيه ولم يرد بأية كلمة بل استسلم لهم وهم يخرجون المسروقات من جيوبه لأنه تأكد من أنهم يعرفون مكانها بالتحديد.
وبعد خروج المتهم بعد أن عفي عنه وتبعه حراس الأمن لمواصلة عملهم، وخلا المكان إلا من مدير المركز وضيفه الذي قال له بعجب: سبحان الله كيف يستغرب البعض قدرة الخالق على مراقبة خلقه أجمعين، وهو الذي علم مخلوقه كيفية صنع أجهزة المراقبة الخفية الذكية الصغيرة كي تراقب هذه المواقع الكبيرة؟!
فردّ عليه مدير المركز متحمساً لو تعلم سيدي كم يكشف لنا هذا الجهاز الصغير الدقيق من جرائم خفية لا تنحصر في السرقة فحسب إنما تتجاوزها إلى جرائم الأخلاق والتحرشات وما شابهها، فقد قبضنا على أحد السفلة في ليلة من الليالي وهو يراود صبياً بعثه أهله في ساعة متأخرة ليقضي لهم بعض الحوائج المنزلية الضرورية، فلما اشتكاه هذا الصبي إلى الأمن أنكر بشدة حتى وُوجه بالدليل المصور المسجل.
حينما سمع الرجل من محدثه هذا الكلام قال له مؤيداً: كنت سمعت من صاحب لي أنه تم القبض على مراهق يلتقي بصويحباته في مركز تسوق كبير مثل هذا فيتبادلان الحركات المشبوهة معتقدين أن لا أحد يراهم، ولكني لم أستوعب الموقف حتى رأيت مثله بعيني، فيا عجباً كيف يجرؤ العديد من الناس حتى وهم في (سنوات العقل والنضج) أن يرتكبوا أكبر من هذه الجرائم وهم محتاطون في إخفائها، متجاهلين أو متناسين أن الله معهم حيثما كانوا وأن الفضيحة آتية لا محالة بأي شكل وفي أي وقت طال أم قصر في الدنيا وفي الآخرة معاً، بل والعقاب لا بد أن ينفذ في المجرم بأي طريقة وبأي وسيلة، فحينما أوقفت بعض الحدود كحد الزنا واللواط، أقامه الله سبحانه بالأمراض الجنسية المستعصية الفاضحة كالإيدز والهوبز، وانتشار العجز الجنسي وعدوى التهاب الكبد الوبائي وغيرها الكثير.
ثم حينما تفنن الناس في إخفاء جرائمهم تحداهم الخالق بمعجزات اختراعية علمها مخلوقه الضعيف كي يستخدمها في الإصلاح ثم الجزاء والعقاب، أوليس (الحمض النووي) أعظم ادعاء على منكر جريمته الخلقية؟! ناهيك عن البصمة البشرية الخاصة بصاحبها لا يشاركه فيها سواه لكشف جرائم القتل أو السرقة.
حينئذ ختم صاحبه الحوار وهو ينوي الانصراف قائلاً: فليس أمام هذا الإنسان الضعيف بين يدي خالقه العظيم إلا (طريق النور والطهر) وما أكثر وسائلهما، احترازاً من أن يكون من الذين قال عنهم: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ).
كراماً كاتبين
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
وفي إحدى الأيام - وما أكثر شبيهها - إذا به يفاجأ بأحد المتسوقين وهو يدس بعض البضاعات الثمينة في جيب على سبيل السرقة وهو مطمئن إلى أن لا أحد يراه، ثم ذهب لجهاز المحاسبة لكي يحاسب عن بعض البضاعات الرخيصة الثمن من باب التمويه على العاملين في المركز، فإذا به يفاجأ بحراس الأمن يقتادونه من المحاسبة إلى حيث يوجد مدير المركز في غرفته القصية.
كل ذلك وهو يوجه الصراخ والشتم إلى الجميع لأنهم ظلموه بغير تثبت ووجهوا إليه تهمة ملفقة سيقيم عليهم دعوى قضائية بسببها، واستمر على هذا النحو من الثورة بل ازداد حتى حينما دخل على المسؤول الإداري في السوق الذي طالبه أن يعيد المسروقات الثمينة بصمت وإلا واجه عقابه.
ولكن عندما يئس هذا المدير من تراجع ذلك اللص المحترم عن جريمته بل ومكابرته في ادعاءاته الكاذبة اضطر حينها أن يواجهه بالتسجيل الذي يحوي جريمته كاملة بالصوت والصورة، فبهت السارق ساعتها وأعجم على فيه ولم يرد بأية كلمة بل استسلم لهم وهم يخرجون المسروقات من جيوبه لأنه تأكد من أنهم يعرفون مكانها بالتحديد.
وبعد خروج المتهم بعد أن عفي عنه وتبعه حراس الأمن لمواصلة عملهم، وخلا المكان إلا من مدير المركز وضيفه الذي قال له بعجب: سبحان الله كيف يستغرب البعض قدرة الخالق على مراقبة خلقه أجمعين، وهو الذي علم مخلوقه كيفية صنع أجهزة المراقبة الخفية الذكية الصغيرة كي تراقب هذه المواقع الكبيرة؟!
فردّ عليه مدير المركز متحمساً لو تعلم سيدي كم يكشف لنا هذا الجهاز الصغير الدقيق من جرائم خفية لا تنحصر في السرقة فحسب إنما تتجاوزها إلى جرائم الأخلاق والتحرشات وما شابهها، فقد قبضنا على أحد السفلة في ليلة من الليالي وهو يراود صبياً بعثه أهله في ساعة متأخرة ليقضي لهم بعض الحوائج المنزلية الضرورية، فلما اشتكاه هذا الصبي إلى الأمن أنكر بشدة حتى وُوجه بالدليل المصور المسجل.
حينما سمع الرجل من محدثه هذا الكلام قال له مؤيداً: كنت سمعت من صاحب لي أنه تم القبض على مراهق يلتقي بصويحباته في مركز تسوق كبير مثل هذا فيتبادلان الحركات المشبوهة معتقدين أن لا أحد يراهم، ولكني لم أستوعب الموقف حتى رأيت مثله بعيني، فيا عجباً كيف يجرؤ العديد من الناس حتى وهم في (سنوات العقل والنضج) أن يرتكبوا أكبر من هذه الجرائم وهم محتاطون في إخفائها، متجاهلين أو متناسين أن الله معهم حيثما كانوا وأن الفضيحة آتية لا محالة بأي شكل وفي أي وقت طال أم قصر في الدنيا وفي الآخرة معاً، بل والعقاب لا بد أن ينفذ في المجرم بأي طريقة وبأي وسيلة، فحينما أوقفت بعض الحدود كحد الزنا واللواط، أقامه الله سبحانه بالأمراض الجنسية المستعصية الفاضحة كالإيدز والهوبز، وانتشار العجز الجنسي وعدوى التهاب الكبد الوبائي وغيرها الكثير.
ثم حينما تفنن الناس في إخفاء جرائمهم تحداهم الخالق بمعجزات اختراعية علمها مخلوقه الضعيف كي يستخدمها في الإصلاح ثم الجزاء والعقاب، أوليس (الحمض النووي) أعظم ادعاء على منكر جريمته الخلقية؟! ناهيك عن البصمة البشرية الخاصة بصاحبها لا يشاركه فيها سواه لكشف جرائم القتل أو السرقة.
حينئذ ختم صاحبه الحوار وهو ينوي الانصراف قائلاً: فليس أمام هذا الإنسان الضعيف بين يدي خالقه العظيم إلا (طريق النور والطهر) وما أكثر وسائلهما، احترازاً من أن يكون من الذين قال عنهم: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ).
كراماً كاتبين
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى