عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
من قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن نحتوي في وطننا أكبر عدد من الشعوب المختلفة في جنسياتها ولغاتها بل ودياناتها؟ وندخل البعض منهم منازلنا ويعيشون بين ظهرانينا، ونتعامل معهم مثلما نتعامل مع بعضنا أو مثل تعاملنا مع المسلمين منهم؟.
ومن قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن أكبر بلد استهلاكي نفاخر بالصناعات الأجنبية والماركات العالمية، بل قد نقدمها على بضائعنا وصناعاتنا المحلية؟!
ومن قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن نتعشّق السفر إليهم وإلى أوطانهم، ونتهافت على نيل إعجابهم، وإبداء الانبهار بهم وبحضاراتهم ونحضر الهدايا المتنوعة من بلدانهم!.
ومن قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن نتعاطف مع الشعوب المسالمة منهم (كاليابان والصين) وننظر بعين الإعجاب لمنجزاتهم الاقتصادية واختراعاتهم المتتابعة التي نجد فيها بديلاً أفضل من بضاعات ومخترعات من يعلنون علينا الحرب السافرة عقدياً وعسكرياً ونفسياً؟.
وكم يعتصرنا الألم إذا حلّت بهم كارثة من الكوارث الطبيعية المقدّرة عليهم بل ونكون على استعداد للمشاركة في تعويضهم عما فقدوه وأهم من هذا وذاك:
من قال إننا لا نحب الآخر:
والمسلمون يصلون خمسة فروض كل يوم وليلة بجوار بعضهم البعض، تنعدم فيها جميع الفوارق الجنسية واللونية والاجتماعية، بل قد يتقدم فيها الفقير الأسود على العظيم الأبيض: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (13) سورة الحجرات، فيا لها من حدّ فاصل عند ربّ الخلق أجمعين!
ومن قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن المسلمين خليط من أهل الأرض، فمنّا صهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وبلال الحبشي، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، بل منّا: إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل وأبو حنيفة العراقيان، وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيمّ المنتميان إلى الشام، والإمامان الشافعي ومالك الحجازيان، ومنّا الإمام البخاري جامع صحيح الأحاديث وهو المولود ببخارى المتوفى بسمرقند، والإمام مسلم المصدر الثاني الذي أجمع عليه المسلمون في حفظ الأحاديث الصحيحة وهو الذي ولد وعاش في نيسابور، وكذا الإمام الشيرازي السني، وسيبويه الفارسي إمام النحو العربي.
كل هذه الأسماء وغيرها تدل على أن الإسلام هو (دين الأول والآخر) لأنه ليس مذهبا بشريا من شاء اتبعه ومن شاء تركه، وليس هو تابعا لحزب معين أو طائفة محدودة أو فرقة خاصة، بل هو دين البشرية جمعاء فقد قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) (28) سورة سبأ.
***
أما إن كان المقصود بحب الآخر هو أن نحبّ من لا يحبنا، فهذا أمر لا يستقيم مع طبائع النفوس البشرية، التي تؤمن بمبدأ أن (الحبَّ بالحبِّ يُغري)، أما الحب الذي يكون من طرف واحد فلم ولن تكتب له الاستمرارية لأن العواطف عطاء وأخذ في آنٍ واحد، والقلب لا يحلّق إلا نحو من يحمل له الودّ الحقيقي غير المحجوب بأيّ حجاب، وإلاّ لاستمرّ الوفاء والإخلاص للأموات رغم أن الأحياء كانوا يوماً من الأيام لا يستطيعون الاستغناء عنهم البتة.
أما إن كان المراد بحب الآخر هو كره الإسلام وأهله والسنة النبوية الصافية وأتباعها، أو الصمت عن كلمة الحق وعن النقد الصادق للآخر إذا أخطأ في حقنا أو حق ديننا، فهذا ما لا نرتضيه أبداً، وهو ليس رأيا شخصيا، إنما هو أمر ربّاني، حيث يقول جل من قائل: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )(22) سورة المجادلة، بل أكدّ سبحانه على هذا الأمر قائلا:ً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ (1)) سورة الممتحنة، وتبعه رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به من الحق)، فهل بعد هذين الرأيين العظيمين تعليق أو اعتراض؟!
ولكن بقي أن نقول لمن يطالبون بحب الآخر حباً أعمى أن يجعلوا هذا الآخر يحبنا ولو بدرجة الكفاف وأدنى درجات العدالة، لكي تحيا الأرض وكل من عليها في (أمان وسلام)، وساعتها نعدكم بأننا سنحبه بل سنهيم به!.
من قال إننا لا نُحِب؟!
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
ونحن نحتوي في وطننا أكبر عدد من الشعوب المختلفة في جنسياتها ولغاتها بل ودياناتها؟ وندخل البعض منهم منازلنا ويعيشون بين ظهرانينا، ونتعامل معهم مثلما نتعامل مع بعضنا أو مثل تعاملنا مع المسلمين منهم؟.
ومن قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن أكبر بلد استهلاكي نفاخر بالصناعات الأجنبية والماركات العالمية، بل قد نقدمها على بضائعنا وصناعاتنا المحلية؟!
ومن قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن نتعشّق السفر إليهم وإلى أوطانهم، ونتهافت على نيل إعجابهم، وإبداء الانبهار بهم وبحضاراتهم ونحضر الهدايا المتنوعة من بلدانهم!.
ومن قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن نتعاطف مع الشعوب المسالمة منهم (كاليابان والصين) وننظر بعين الإعجاب لمنجزاتهم الاقتصادية واختراعاتهم المتتابعة التي نجد فيها بديلاً أفضل من بضاعات ومخترعات من يعلنون علينا الحرب السافرة عقدياً وعسكرياً ونفسياً؟.
وكم يعتصرنا الألم إذا حلّت بهم كارثة من الكوارث الطبيعية المقدّرة عليهم بل ونكون على استعداد للمشاركة في تعويضهم عما فقدوه وأهم من هذا وذاك:
من قال إننا لا نحب الآخر:
والمسلمون يصلون خمسة فروض كل يوم وليلة بجوار بعضهم البعض، تنعدم فيها جميع الفوارق الجنسية واللونية والاجتماعية، بل قد يتقدم فيها الفقير الأسود على العظيم الأبيض: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (13) سورة الحجرات، فيا لها من حدّ فاصل عند ربّ الخلق أجمعين!
ومن قال إننا لا نحب الآخر:
ونحن المسلمين خليط من أهل الأرض، فمنّا صهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وبلال الحبشي، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، بل منّا: إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل وأبو حنيفة العراقيان، وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيمّ المنتميان إلى الشام، والإمامان الشافعي ومالك الحجازيان، ومنّا الإمام البخاري جامع صحيح الأحاديث وهو المولود ببخارى المتوفى بسمرقند، والإمام مسلم المصدر الثاني الذي أجمع عليه المسلمون في حفظ الأحاديث الصحيحة وهو الذي ولد وعاش في نيسابور، وكذا الإمام الشيرازي السني، وسيبويه الفارسي إمام النحو العربي.
كل هذه الأسماء وغيرها تدل على أن الإسلام هو (دين الأول والآخر) لأنه ليس مذهبا بشريا من شاء اتبعه ومن شاء تركه، وليس هو تابعا لحزب معين أو طائفة محدودة أو فرقة خاصة، بل هو دين البشرية جمعاء فقد قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) (28) سورة سبأ.
***
أما إن كان المقصود بحب الآخر هو أن نحبّ من لا يحبنا، فهذا أمر لا يستقيم مع طبائع النفوس البشرية، التي تؤمن بمبدأ أن (الحبَّ بالحبِّ يُغري)، أما الحب الذي يكون من طرف واحد فلم ولن تكتب له الاستمرارية لأن العواطف عطاء وأخذ في آنٍ واحد، والقلب لا يحلّق إلا نحو من يحمل له الودّ الحقيقي غير المحجوب بأيّ حجاب، وإلاّ لاستمرّ الوفاء والإخلاص للأموات رغم أن الأحياء كانوا يوماً من الأيام لا يستطيعون الاستغناء عنهم البتة.
أما إن كان المراد بحب الآخر هو كره الإسلام وأهله والسنة النبوية الصافية وأتباعها، أو الصمت عن كلمة الحق وعن النقد الصادق للآخر إذا أخطأ في حقنا أو حق ديننا، فهذا ما لا نرتضيه أبداً، وهو ليس رأيا شخصيا، إنما هو أمر ربّاني، حيث يقول جل من قائل: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )(22) سورة المجادلة، بل أكدّ سبحانه على هذا الأمر قائلا:ً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ (1)) سورة الممتحنة، وتبعه رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به من الحق)، فهل بعد هذين الرأيين العظيمين تعليق أو اعتراض؟!
ولكن بقي أن نقول لمن يطالبون بحب الآخر حباً أعمى أن يجعلوا هذا الآخر يحبنا ولو بدرجة الكفاف وأدنى درجات العدالة، لكي تحيا الأرض وكل من عليها في (أمان وسلام)، وساعتها نعدكم بأننا سنحبه بل سنهيم به!.
من قال إننا لا نُحِب؟!
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى