عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الظلم هو النهاية الطبيعية التي تقضي على صاحبها سواء كان فرداً أم جماعة أم دولة، فالظلم في الدنيا ظُلمات في الآخرة، كما أخبرنا معلّم الهدى صلى الله عليه وسلم.
وقاعدة الحساب السريع تنطبق على كل حوادث الظلم والقهر في هذا العالم الدنيوي، والحكمة الشعرية القائلة:
وما مِنْ يدٍ إلاّ يدُ الله فوقها *** ولا ظالمٍ إلاّ سيُبلى بأظلمِ
لهي حكمة حياتية عظيمة تلخّص لنا تجارب البشر في هذه الدنيا التي هي بمثابة قاعة امتحان تغربل صاحبها بدقة غربلة المنخل أو أنكى.
والطغيان البشري هو أول امارات الانهيار ولاسيّما إذا كان على مستوى الدول، لأن العدل هو الميزان الحق الذي ارتضاه الله تعالى لنفسه، وأوجبه على عباده.
وأكثر ما يثير العجب هو أن أول من ثَقَب ميزان العدالة الأرضية بأسلوب مكشوف مستهتر بكل القيم الإنسانية هي الدولة العظمى التي تنادي بحقوق الإنسان بل الحيوان أيضاً وربما تتطور إلى (حقوق الحشرات) فتعاقب من يستخدم المبيدات الحشرية (بالسجن المؤبد) أو (الاغتيال المتعمد)!
ولكن إذا كان الأمر يتعلّق بمصالحها فلا يوجد لديها أكثر من مقولة: (أنا ومن بعدي الطوفان)، ومقولة: (يا أرض انهدّي ما عليك قدّي)، فالجميع ساعتها ما هم إلا وحوش برية تستحقّ الإبادة العاجلة، حتى أصبحت الشعوب المغلوبة على أمرها ما بين قتيل أو جريح أو مُعاق أو جائع أو أرملة أو تائهة في دروب الضياع.
وتناست هذه القوة الأمريكية المتعاظمة أنها كانت أول من حارب الاستعمار في بداية استقلالها، لأن الأمر كان ضدّ مصالحها، ولكن حينما تراه يتوافق مع ما تريده فليس أمامها إلاّ الضرب المميت بداية من القنابل الذرية التي رمتها على اليابان في حربها العالمية ونهاية بقصفها الجوي المتعالي للشعوب الإسلامية المستضعفة.
ولكن سترى تلك القوى الظالمة عمّا قريب أن الأيام دوّل، كما قال الخالق جل وعلا: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (140) سورة آل عمران، فالعدالة الإلهية تبلو البشر بالشرّ والخير فتنة متبادلة، كما أن الهادي البشير محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام قال محذّراً: (ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة: من البغي).
لكن طالما أننا نرى هذا الظلم رأي العين ليلاً ونهاراً وسرّاً وجهاراً، فلماذا نرمي بفلذات أكبادنا إلى نيران الظلم وغياهب العذاب؟
بحجة أننا نودّ إعطاءهم (فرصاً تعليمية)؟ أو ليس بإمكاننا توفير مثل هذه الفرص في أمان ديارنا، وأحضان أُسَرِنا؟ ألا يكفينا ما حصل من ضياع خُلقي أو ديني أو سياسي لشبابنا الغضّ؟
ألم يحن الوقت بعد لكي نتّعظ بما حصل لبعض شبابنا من إدمان، أو زجّ في سجون الظلم، أو اغتيالات تفنّنت اليدْ البوليسية في إعدادها، والأمثلة والنماذج الظالمة أكثر من أن تُحصى التي تدلّ على أنهم يتربصون بنا الدوائر.
نحن بأمسّ الحاجة لجميع الأيدي والعقول من أبناء وطننا ورجالاته بل ونسائه لكي تتضافر الجهود البناءة لإيجاد (البدائل الصالحة) المتعدّدة التي تنقذ شبابنا من أمثال هذه البعثات التي قد ندفع ثمنها باهظاً حينما يعودون إلينا ممسوخين وقد تبدّل فيهم كل شيء جميل إلى ضياع متعدّد، فلسنا عاجزين سواء على المستوى (الحكومي أو الأهلي) لتوفير سبيل الإنقاذ الداخلي لذُخْرنا المستقبليّ قبل أن يجيّشه الأعداء ضدنا بكافة الطرق والتخطيطات.
الرقص فوق نزيف الأجساد
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
وقاعدة الحساب السريع تنطبق على كل حوادث الظلم والقهر في هذا العالم الدنيوي، والحكمة الشعرية القائلة:
وما مِنْ يدٍ إلاّ يدُ الله فوقها *** ولا ظالمٍ إلاّ سيُبلى بأظلمِ
لهي حكمة حياتية عظيمة تلخّص لنا تجارب البشر في هذه الدنيا التي هي بمثابة قاعة امتحان تغربل صاحبها بدقة غربلة المنخل أو أنكى.
والطغيان البشري هو أول امارات الانهيار ولاسيّما إذا كان على مستوى الدول، لأن العدل هو الميزان الحق الذي ارتضاه الله تعالى لنفسه، وأوجبه على عباده.
وأكثر ما يثير العجب هو أن أول من ثَقَب ميزان العدالة الأرضية بأسلوب مكشوف مستهتر بكل القيم الإنسانية هي الدولة العظمى التي تنادي بحقوق الإنسان بل الحيوان أيضاً وربما تتطور إلى (حقوق الحشرات) فتعاقب من يستخدم المبيدات الحشرية (بالسجن المؤبد) أو (الاغتيال المتعمد)!
ولكن إذا كان الأمر يتعلّق بمصالحها فلا يوجد لديها أكثر من مقولة: (أنا ومن بعدي الطوفان)، ومقولة: (يا أرض انهدّي ما عليك قدّي)، فالجميع ساعتها ما هم إلا وحوش برية تستحقّ الإبادة العاجلة، حتى أصبحت الشعوب المغلوبة على أمرها ما بين قتيل أو جريح أو مُعاق أو جائع أو أرملة أو تائهة في دروب الضياع.
وتناست هذه القوة الأمريكية المتعاظمة أنها كانت أول من حارب الاستعمار في بداية استقلالها، لأن الأمر كان ضدّ مصالحها، ولكن حينما تراه يتوافق مع ما تريده فليس أمامها إلاّ الضرب المميت بداية من القنابل الذرية التي رمتها على اليابان في حربها العالمية ونهاية بقصفها الجوي المتعالي للشعوب الإسلامية المستضعفة.
ولكن سترى تلك القوى الظالمة عمّا قريب أن الأيام دوّل، كما قال الخالق جل وعلا: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (140) سورة آل عمران، فالعدالة الإلهية تبلو البشر بالشرّ والخير فتنة متبادلة، كما أن الهادي البشير محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام قال محذّراً: (ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة: من البغي).
لكن طالما أننا نرى هذا الظلم رأي العين ليلاً ونهاراً وسرّاً وجهاراً، فلماذا نرمي بفلذات أكبادنا إلى نيران الظلم وغياهب العذاب؟
بحجة أننا نودّ إعطاءهم (فرصاً تعليمية)؟ أو ليس بإمكاننا توفير مثل هذه الفرص في أمان ديارنا، وأحضان أُسَرِنا؟ ألا يكفينا ما حصل من ضياع خُلقي أو ديني أو سياسي لشبابنا الغضّ؟
ألم يحن الوقت بعد لكي نتّعظ بما حصل لبعض شبابنا من إدمان، أو زجّ في سجون الظلم، أو اغتيالات تفنّنت اليدْ البوليسية في إعدادها، والأمثلة والنماذج الظالمة أكثر من أن تُحصى التي تدلّ على أنهم يتربصون بنا الدوائر.
نحن بأمسّ الحاجة لجميع الأيدي والعقول من أبناء وطننا ورجالاته بل ونسائه لكي تتضافر الجهود البناءة لإيجاد (البدائل الصالحة) المتعدّدة التي تنقذ شبابنا من أمثال هذه البعثات التي قد ندفع ثمنها باهظاً حينما يعودون إلينا ممسوخين وقد تبدّل فيهم كل شيء جميل إلى ضياع متعدّد، فلسنا عاجزين سواء على المستوى (الحكومي أو الأهلي) لتوفير سبيل الإنقاذ الداخلي لذُخْرنا المستقبليّ قبل أن يجيّشه الأعداء ضدنا بكافة الطرق والتخطيطات.
الرقص فوق نزيف الأجساد
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى