عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الخيانة.. ما أشدّ قبحها لفظاً ومعنى، قديماً وحاضراً، إلاّ أن الدهاء الشيطاني قد يوقع ذرية آدم في براثنها دون أن يشعروا أنّهم سقطوا في (الخيانة) عينها، ولِمَ لا يفعل وهو عدوّه الأزلي الذي أخذ على عاتقه أن يضل ذريته أجمعين؛ كل حسب نقاط ضعفه!!
وأعظم خيانة بشرية هي خيانة الذات، بإيقاعها في مستنقع الخطيئة العظمى، وهي (خيانة الوطن والعقيدة) دون أن يهتز لمرتكبها جفْن، فغريب أمر أولئك الذين يتهاوَوْنَ في قاع مثل تلك الخيانات التي (تختلف أشكالها وطرقها)، بل هم مجاهرون لدرجة التحدي السافر لأصول اللياقة الفكرية كلها، والتهذيب النقدي والحواري.
وأكبر ما تكون الخيانة حينما تستخدم أسلوب المجاهرة عن طريق (الإعلام المشهود) الذي هو الأكثر تأثيراً في واقعنا المعاصر، ولكن الذي يثير التساؤل المدهش والمحيّر هو: كيف جاز لقلة من المنتسبين أو المنتسبات إلى هذا الوطن العظيم أن يطعنوا فيه أو في أهله، أو عقيدته التوحيدية السمحة، أو حكومته على رؤوس الخلائق، وخارج الدار وأمام (الفضائيات الأجنبية) التي جعلت منهم مادة دسمة لنشر غسيلنا الداخلي الذي هو طاهر في مجمله بحمد من المولى ومنّه؟!
فها هي القنوات الفضائية تتاجر ببعض قضايانا الداخلية المختلف عليها التي تصل في بعض الأحايين لمستوى التفاهة الذي هو أقرب لما نستطيع تسميته (بابتلاء الرفاهية)، وهي مشكلات التخمة التي تجعل من صاحبها ذلك الشخص الذي على أتم استعداد لخلق مشكلة كبرى من أجل طبق لم يرقْ له!
فكيف جاز لهؤلاء المتفيقهين أن يتحدثوا باسم أبناء الوطن أو بناته في شؤون داخلية وبطرق فجّة التناول، معيبة الأسلوب، تكاد تصل أحياناً إلى أسلوب الردح والافتعال؟ وكيف جاز لبعضهم أو بعضهن أن يطلبوا الكسب المادي والشهرة المعنوية عن طريق تشويه سمعة هذا المجتمع (بالعناوين الرنانة) لمؤلفاتهم التي تصل لحدّ القذف المستحق للحساب؟!
أما الأعظم جُرماً والأنكى جرحاً، حينما تُجيَّشُ قناة إعلامية ضدّ الوطن وأهله ومسؤوليه، بدعوى الإصلاح، (بأساليب لا تشجع مطلقاً عليه) وطرق استفزازية لا تجعل من الموجَّه له النقد مستمعاً مطيعاً بل تعمد به إلى الإحباط، وبالتالي للتحدي، إذ إن ديننا القويم حرّم القذف بأنواعه كافة، بل أقام عليه الحد التعزيري، ونهى عن القدح العلني وجعله في عداد الغيبة المحرمة.
فلماذا في دول العالم المتقدم تكون (أحزاب المعارضة وأساليبها) في خدمة الوطن والذود عنه والذبّ عن حماه، مثلها في ذلك مثل الأحزاب الحاكمة تماماً، وأكبر دليل ما رأيناه في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد تعاضد الحزب الديموقراطي المعارض مع الحزب الجمهوري الحاكم في مشاعر الحزن وبالتالي في الانتقام؟ بينما أحزاب المعارضة في العالم العربي والإسلامي تنادي بالتدمير للوطن ومقدراته ومكتسباته لكي تصل إلى ما تريده من مصالح خاصة مقدمة على كل مصلحة، ما يجعل أصحابها يفقدون المصداقية وبالتالي الثقة.
نعم لدينا أخطاء صغيرة وكبيرة كأي مجتمع بشري آخر، ولكن دورنا هو (التناصح الداخلي) بين الحاكم والمحكوم، بطرق راقية واضحة، وأساليب منظمة متعدّدة مباشرة وغير مباشرة عبر قنوات التواصل البشري داخل أحضان الأسرة الكبيرة.
ولعل تعدّد منابر (مجلس الشورى) وتوسيع نطاقه ودعم طاقاته وزيادة رقعته وإعطاءه المزيد من الحريّة المنظمة، وإشراك (النساء الصالحات) في مشوراته التي تخصّها دونما سفور أو اختلاط، يعطي الفرصة لمن يودّ قول كلمة الحق في غير اندفاع أو تهور، ما يدعم مسيرة الإصلاح والاستقرار اللتين ننشدهما جميعاً حكاماً ومحكومين بعون من الخالق واستعانة بشريعته.
الغرق في المياه الآسنة
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
وأعظم خيانة بشرية هي خيانة الذات، بإيقاعها في مستنقع الخطيئة العظمى، وهي (خيانة الوطن والعقيدة) دون أن يهتز لمرتكبها جفْن، فغريب أمر أولئك الذين يتهاوَوْنَ في قاع مثل تلك الخيانات التي (تختلف أشكالها وطرقها)، بل هم مجاهرون لدرجة التحدي السافر لأصول اللياقة الفكرية كلها، والتهذيب النقدي والحواري.
وأكبر ما تكون الخيانة حينما تستخدم أسلوب المجاهرة عن طريق (الإعلام المشهود) الذي هو الأكثر تأثيراً في واقعنا المعاصر، ولكن الذي يثير التساؤل المدهش والمحيّر هو: كيف جاز لقلة من المنتسبين أو المنتسبات إلى هذا الوطن العظيم أن يطعنوا فيه أو في أهله، أو عقيدته التوحيدية السمحة، أو حكومته على رؤوس الخلائق، وخارج الدار وأمام (الفضائيات الأجنبية) التي جعلت منهم مادة دسمة لنشر غسيلنا الداخلي الذي هو طاهر في مجمله بحمد من المولى ومنّه؟!
فها هي القنوات الفضائية تتاجر ببعض قضايانا الداخلية المختلف عليها التي تصل في بعض الأحايين لمستوى التفاهة الذي هو أقرب لما نستطيع تسميته (بابتلاء الرفاهية)، وهي مشكلات التخمة التي تجعل من صاحبها ذلك الشخص الذي على أتم استعداد لخلق مشكلة كبرى من أجل طبق لم يرقْ له!
فكيف جاز لهؤلاء المتفيقهين أن يتحدثوا باسم أبناء الوطن أو بناته في شؤون داخلية وبطرق فجّة التناول، معيبة الأسلوب، تكاد تصل أحياناً إلى أسلوب الردح والافتعال؟ وكيف جاز لبعضهم أو بعضهن أن يطلبوا الكسب المادي والشهرة المعنوية عن طريق تشويه سمعة هذا المجتمع (بالعناوين الرنانة) لمؤلفاتهم التي تصل لحدّ القذف المستحق للحساب؟!
أما الأعظم جُرماً والأنكى جرحاً، حينما تُجيَّشُ قناة إعلامية ضدّ الوطن وأهله ومسؤوليه، بدعوى الإصلاح، (بأساليب لا تشجع مطلقاً عليه) وطرق استفزازية لا تجعل من الموجَّه له النقد مستمعاً مطيعاً بل تعمد به إلى الإحباط، وبالتالي للتحدي، إذ إن ديننا القويم حرّم القذف بأنواعه كافة، بل أقام عليه الحد التعزيري، ونهى عن القدح العلني وجعله في عداد الغيبة المحرمة.
فلماذا في دول العالم المتقدم تكون (أحزاب المعارضة وأساليبها) في خدمة الوطن والذود عنه والذبّ عن حماه، مثلها في ذلك مثل الأحزاب الحاكمة تماماً، وأكبر دليل ما رأيناه في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد تعاضد الحزب الديموقراطي المعارض مع الحزب الجمهوري الحاكم في مشاعر الحزن وبالتالي في الانتقام؟ بينما أحزاب المعارضة في العالم العربي والإسلامي تنادي بالتدمير للوطن ومقدراته ومكتسباته لكي تصل إلى ما تريده من مصالح خاصة مقدمة على كل مصلحة، ما يجعل أصحابها يفقدون المصداقية وبالتالي الثقة.
نعم لدينا أخطاء صغيرة وكبيرة كأي مجتمع بشري آخر، ولكن دورنا هو (التناصح الداخلي) بين الحاكم والمحكوم، بطرق راقية واضحة، وأساليب منظمة متعدّدة مباشرة وغير مباشرة عبر قنوات التواصل البشري داخل أحضان الأسرة الكبيرة.
ولعل تعدّد منابر (مجلس الشورى) وتوسيع نطاقه ودعم طاقاته وزيادة رقعته وإعطاءه المزيد من الحريّة المنظمة، وإشراك (النساء الصالحات) في مشوراته التي تخصّها دونما سفور أو اختلاط، يعطي الفرصة لمن يودّ قول كلمة الحق في غير اندفاع أو تهور، ما يدعم مسيرة الإصلاح والاستقرار اللتين ننشدهما جميعاً حكاماً ومحكومين بعون من الخالق واستعانة بشريعته.
الغرق في المياه الآسنة
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى