عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بعض فترات الحياة تمرّ آمنة مطمئنة لا تكاد تحرّك السواكن إيجاباً أو سلباً، ولكن بعضها الآخر يحمل رياح التغيير التي قد تكون بنّاءة إيجابية، وقد تكون رياحاً عاتية مدمّرة لا تبقي ولا تذر.
وواقعنا المعاصر إسلامياً وعربياً بعامة، ووطنياً بخاصة، يؤذن بأننا أمام مفترق طرق محيّر فعلاً بل ينذرنا بأن هناك منعطفاً خطيراً، فإما أن نكون أو لا نكون، إما أن نصبح قادة أو مقودين، أو نصير أئمة أو مأمومين، وإما أن نسارع إلى مقدمة الركب أو نتخاذل - بتقصيرنا - إلى مؤخرته.
وبالتأكيد لدينا مشاكلنا الكبيرة منها والصغيرة، ولكن أليس هناك مهمٌّ وأهم؟ ألا توجد أمور تندرج تحت بند الثانويات، وعظائم تُفسح لها (الأولويات)؟ وعلى سبيل (النموذج) الواقعي: لفت نظري مؤخراً في إحدى الصحف المحلية المقروءة الكبرى بكثافة وبالتحديد صحيفة الجزيرة العزيزة شكوى نسائية راقية البيان تنضحُ بالألم الأنثوي المستنكِر قولَ بعض الكتّاب والكاتبات: بأنّ المرأة في بلادنا قد وصلت إلى القمة وظيفياً، وتركّز على حوادث المعلمات الأليمة، وتنتقد بعض قرارات الوزارة حول إجازات الأمومة.
وإحقاقاً للحق كانت تلك التي أطلقت على نفسها اسم (القروية)، تكتب بأسلوب مقنع دامع متأوّه، ويحتاج الأمر لحلول ناجعة متسارعة، ولكن وهذا هو المهم، من قال إن الدولة غافلة عن هذه المتاهة؟ أوليست محاولة إيجاد وظائف أخرى لتساند الوظائف التعليمية التي قد لا تسدّ حاجة جميع الخريجات، هي جهد جبّار يستحق التشجيع إذا روعيت (حدود الحلال والحرام)؟ ثم ألا توجد مثل هذه العوائق في المواصلات وغيرها في البلاد الأخرى؟
وفي الواقع لا يخلو الأمر من وجود العديد من المشكلات الحياتية على جميع المستويات والاتجاهات، ولكننا في خضمّ (الأولويات) التي حبسنا أنفاسنا كمجتمع مسلم منتظرين ما ستسفر عنه رياح التغيير العاصفة من كل الجوانب، بتْنا أمام ضرورة التركيز على (الأساسيات)، فنحن حقاً أمام عدة طرق معاصرة مجهولة لا يعلم إلا الله وحده إلى أين ستؤدي بنا، إضافة للطرق التي باتتْ تتكشّف ونحن نعلم علم اليقين أن بعضها سيقودنا إلى متاهات موحشة، وأخرى ستنتهي بنا إلى الشوارع السدّ، وغيرها ستوْدي بنا إلى عمق الهاوية إن لم نتوخّ الحذر فعلاً.
لذا فنحن بأمس الحاجة للتماسك الاجتماعي، والتعاضد على الخير، وإحسان الظن ببعضنا دون غفلة، وإعطاء المخالف فرصة للعودة دون استهانة، مع ضرورة تذكير المُحجم عن التطور بأن الدين لا يحارب الجِدّة التي أوجدها الخالق إيذاناً وافتتاناً.
ولكن.. وهذا هو بيت القصيد: يجب أن تكون هذه التغييرات أو تلك نابعة من قناعاتنا واحتياجاتنا وليست مفروضة علينا، فليس (الآخرون) أولياء الله وأحباءه ونحن الأقل شأناً، وليسوا هم المبشَّرون بالحرية والتطور ونحن الغافلون الساهون الجاهلون.
وإذا كانوا يريدون (تغيير مناهجنا) التي كم خرّجت الأجيال العظيمة الصالحة الفالحة، فنحن لسنا ضدّ التحديث السويّ المعتدل الذي هو سنّة الكون، ولكن ليغيّروا همْ أيضاً منهجهم في التعامل مع خلق الله الذين يستهينون بدمائهم وأعراضهم من غير إلٍّ ولا رحمة، وليتناسوا حروبهم الدينية وعنصريتهم العرقية، وليرفعوا أيدي الوصاية عن بلد كان وما زال شعاره السلام والإسلام .
مفترق طُرق
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
وواقعنا المعاصر إسلامياً وعربياً بعامة، ووطنياً بخاصة، يؤذن بأننا أمام مفترق طرق محيّر فعلاً بل ينذرنا بأن هناك منعطفاً خطيراً، فإما أن نكون أو لا نكون، إما أن نصبح قادة أو مقودين، أو نصير أئمة أو مأمومين، وإما أن نسارع إلى مقدمة الركب أو نتخاذل - بتقصيرنا - إلى مؤخرته.
وبالتأكيد لدينا مشاكلنا الكبيرة منها والصغيرة، ولكن أليس هناك مهمٌّ وأهم؟ ألا توجد أمور تندرج تحت بند الثانويات، وعظائم تُفسح لها (الأولويات)؟ وعلى سبيل (النموذج) الواقعي: لفت نظري مؤخراً في إحدى الصحف المحلية المقروءة الكبرى بكثافة وبالتحديد صحيفة الجزيرة العزيزة شكوى نسائية راقية البيان تنضحُ بالألم الأنثوي المستنكِر قولَ بعض الكتّاب والكاتبات: بأنّ المرأة في بلادنا قد وصلت إلى القمة وظيفياً، وتركّز على حوادث المعلمات الأليمة، وتنتقد بعض قرارات الوزارة حول إجازات الأمومة.
وإحقاقاً للحق كانت تلك التي أطلقت على نفسها اسم (القروية)، تكتب بأسلوب مقنع دامع متأوّه، ويحتاج الأمر لحلول ناجعة متسارعة، ولكن وهذا هو المهم، من قال إن الدولة غافلة عن هذه المتاهة؟ أوليست محاولة إيجاد وظائف أخرى لتساند الوظائف التعليمية التي قد لا تسدّ حاجة جميع الخريجات، هي جهد جبّار يستحق التشجيع إذا روعيت (حدود الحلال والحرام)؟ ثم ألا توجد مثل هذه العوائق في المواصلات وغيرها في البلاد الأخرى؟
وفي الواقع لا يخلو الأمر من وجود العديد من المشكلات الحياتية على جميع المستويات والاتجاهات، ولكننا في خضمّ (الأولويات) التي حبسنا أنفاسنا كمجتمع مسلم منتظرين ما ستسفر عنه رياح التغيير العاصفة من كل الجوانب، بتْنا أمام ضرورة التركيز على (الأساسيات)، فنحن حقاً أمام عدة طرق معاصرة مجهولة لا يعلم إلا الله وحده إلى أين ستؤدي بنا، إضافة للطرق التي باتتْ تتكشّف ونحن نعلم علم اليقين أن بعضها سيقودنا إلى متاهات موحشة، وأخرى ستنتهي بنا إلى الشوارع السدّ، وغيرها ستوْدي بنا إلى عمق الهاوية إن لم نتوخّ الحذر فعلاً.
لذا فنحن بأمس الحاجة للتماسك الاجتماعي، والتعاضد على الخير، وإحسان الظن ببعضنا دون غفلة، وإعطاء المخالف فرصة للعودة دون استهانة، مع ضرورة تذكير المُحجم عن التطور بأن الدين لا يحارب الجِدّة التي أوجدها الخالق إيذاناً وافتتاناً.
ولكن.. وهذا هو بيت القصيد: يجب أن تكون هذه التغييرات أو تلك نابعة من قناعاتنا واحتياجاتنا وليست مفروضة علينا، فليس (الآخرون) أولياء الله وأحباءه ونحن الأقل شأناً، وليسوا هم المبشَّرون بالحرية والتطور ونحن الغافلون الساهون الجاهلون.
وإذا كانوا يريدون (تغيير مناهجنا) التي كم خرّجت الأجيال العظيمة الصالحة الفالحة، فنحن لسنا ضدّ التحديث السويّ المعتدل الذي هو سنّة الكون، ولكن ليغيّروا همْ أيضاً منهجهم في التعامل مع خلق الله الذين يستهينون بدمائهم وأعراضهم من غير إلٍّ ولا رحمة، وليتناسوا حروبهم الدينية وعنصريتهم العرقية، وليرفعوا أيدي الوصاية عن بلد كان وما زال شعاره السلام والإسلام .
مفترق طُرق
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى