لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

حرية الفكر Empty حرية الفكر {الأحد 25 سبتمبر - 21:07}

أيتها الحرية: كم منْ دماء بريئة تُسفك باسمك! وكم من شعارات رنانة تُطلق تحت لوائك! وكم من كلمة حقّ أريد بها باطل تُسوّقُ في مزادك! الجميع يتسابقون زرافاتٍ وآحاداً للفوز بك، وحُقَّ لهم ذلك.
إلا أن قيدك الفريد اللطيف الذي قد يرضى به ذوو الألباب من خلق الله هو القيد الشرعي الذي فرضه ربّ الأرباب، محاطاً بالترغيب قبل الترهيب، لذا فقد حُفت الجنة بالمكاره وحُفّت النار بالشهوات.
ولو كان الخالق يريد لخلقه الحرية المطلقة في العبادة والأفعال فيعبدوا ما شاءوا ويقدّسوا من أرادوا، لما بعث لهم أنبياءه بدين (التوحيد) الذي هو حق الخالق على العبيد، ولما حرّم عليهم الخبائث وقيد لهم الشهوات.
فمفهوم الحرية إذن ليس على إطلاقه، ولا يعني الإباحية الدينية والجنسية كما يتوهم البعض من قاصري التفكير أو متسرعي الرأي، بل له ضوابط وحدود على وجه التأكيد والضرورة.
ولكن الشيء الخطير حقاً هو الذي يتداوله مثقفو كل عصر حسب المصطلحات (الموضة) فكرياً وسياسياً واجتماعياً بل ودينياً، أما اليوم فأشهر المصطلحات التي تثير التساؤل الذي لا يخلو من ألم هو مصطلح الأيديولوجيا حيث كثر حوله الجدل المخيف، وكان في الماضي يكرره الشيوعيون الإلحاديون الذين يرون أن الدين هو أفيون الشعوب، أما أن يردده كتّاب هذا العصر القائم في أساسه على تكتلات دينية في غايات التعصب تعيد إلى أذهاننا حروب الماضي الدامية بلا هوادة على أساس عرقي وعقدي في جميع أقطار المعمورة، فهذا هو المثير للدهشة حقاً؟!
ثم إن الحياة الدنيوية دون أمل أخروي لهي في غاية القسوة والضياع، وكم سمعنا تلك المقولة التي تطالبنا بأن نعمل الخير ونرميه في البحر! ولكن ما أشد وقعها على النفس البشرية التي جُبلت على الرغبة والرهبة والوعد والوعيد، فما أحوجنا إلى وجود العقيدة السليمة المقنعة في حياتنا فنعمل الخير ونضعه في مصرف الآخرة لكي يربو ويربو فتشعر معه الروح بالطمأنينة والسكينة، ولا نكون ممن كان مصيرهم هو المتمثل في الآية الكريمة: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً}، ويا لها من نهاية بائسة لمن يتوهم النتيجة لصالحه وقد ضلّ سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يُحسن صُنعاً.
والأمر اللافت حقاً هو نجاح (الحرب الإعلامية) نجاحاً باهراً فاق في اكتساحه نجاح الحرب العسكرية المعاصرة نفسه رغم ضراوتها وقسوتها، ولم نكتف بالتوقف مذهولين عن أي ردة فعل إيجابية، بل قمنا مهرولين نصفق (للمنتصر الغالب) مؤيدين مناصرين بدرجة مذهلة تفوق التصور، بل قام البعض منا يروج لأفكاره ومعتقداته وكأنها عقائد سماوية مقدسة، ورغم ذلك أطلق هؤلاء المنساقون خلف الراعي الأكبر، عبارة (ثقافة القطيع) على القلة المتمسكة بثوابتها والعاضة على قناعاتها التي ستحاسب - يوماً ما - عنها! فهل مفهوم القطيع ينطبق على الأكثرية التابعة أم على الأقلية الثابتة؟
أما إذا كان الابتداع والانحراف الفكري الذي يريده البعض من المنخدعين: هو ابتداع أمثال ستالين ولينين، أو علم دارون، أو غرور مسيلمة، فيا له من شذوذ نفسي أصبح أضحوكة للتاريخ، ومثاراً لتندر أحفاد المنخدعين، فكم من نظرية بشرية أصبحت زبداً ذهب جفاء، أما ما ينفع البشرية فيظل ثابتاً رغم مرور الأزمنة. فما أحوجنا ونحن أمام مفترق الطرق أن تكون لنا شخصيتنا الإسلامية التي تحمينا من ضياع الهوية قبل أن يأتي اليوم الذي تبرأ فيه الذين اتُبعوا من الذين اتَبعوا.



حرية الفكر

د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى