عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تشرئب أعناق البشر إلى الثراء، ويتهافتون نحو نيل إعجاب الثري وكسب رضائه حتى لو لم ينالوا منه عطاءً، فحسبه الهالة الاجتماعية التي يكتسبها بماله وصيته، وإن كان البعض يكنّ له حسداً مبطناً.
لذلك فقد راعى دين الإسلام هذا الجانب في النفوس البشرية، فطالب من تفضّل عليه الخالق بنعمة الثراء أن يدفع جزءاً يسيراً من ماله لكي يدرأ حسد الحاسدين ومقت المحرومين، فيحدث بذلك نوع من التوازن الاجتماعي والرضا النفسي.
وفي جميع أقطار الأرض، نلحظ الدور الكبير والخطير الذي يلعبه أثرياء العالم لدعم عقيدتهم والذبَّ عن أوطانهم بعاجل مبادرة وطيب خاطر وسعة صدر، ولسنا الآن بصدد ذكر نماذج، فالأمثلة عديدة وبعضها فاق المشهور.
ولكن السؤال المهم الذي يفرض نفسه هو هل أثرياء بلادنا العزيزة يؤدون الدور ذاته في أرض الوطن ولمصلحة الدين والدنيا؟! أم هم غافلون عن واجبهم المقدّس هذا؟!
الواقع الملموس الآن ينطق وبوضوح وجهارة بأن أثرياء هذا الوطن - إلى حدِّ الساعة - لم يؤدّوا الدور العظيم المطلوب منهم (ولا حتى نصيفه)، وهذه حقيقة تستحق المواجهة الذاتية والجماعية، لكي تتّشح الإجابة بالمصداقية الهادفة.
فالمطلوب منكم (الكثير الكثير) يا من وهبكم مالك الملك الثراء الفاحش، وتفضل عليكم بالدخل اللامحدود، فأين الدعم المادي لبلادكم التي أعطتكم كل شيء بدءاً من الدعم المعنوي متعدّد الأوجه، وأين دوركم في إنشاء الجامعات الأهلية، والمستشفيات الوطنية، ولا نعني بها مجرد مشروعات تجارية تسلب أكثر مما يتهبْ، إنما نعني بها أن تشاطر الجامعات والمستشفيات الحكومية دورها الإيجابي البنّاء الذي يفيد المواطن، لا أن تكون عبئاً عليه.
فلماذا إذا بحثنا عن دور أثريائنا السعوديين وجدناه مغيّباً، أو على الأكثر: باهتاً؟! بل إنه لا يكاد يُرى إلا في الجانب السلبي كالقنوات الهابطة، أو الأسواق الاستهلاكية، بل إن البعض منهم يسارع بدعم مسقط رأسه ومنابع أصوله فحسب، دون أن نرى له دور ردّ الجميل لهذا البلد المعطاء فأين هي المشروعات التجارية الرابحة المربحة؟! وأين هو دورهم في خدمة دينهم والذبّ عن عقيدتهم؟!
وأين هي تلك القنوات الإعلامية التي تخاطب الغرب بمنطق الحجة والإقناع لا مجرد برامج مكرورة تخاطب المسلم العارف الذي لا يُعرّف.
وأخطر من كل ذلك لماذا لا نكاد نجد للأغلبية منهم الدور الإيجابي الذي يخدم احتياجات الشباب من خلال (فرص العمل) المتعددة الواعدة، والمنح الدراسية المتنوعة فقد رميتم ثقل العبء برمّته على الحكومة التي تحتاج ليد أخرى تشاركها العطاء والأداء.
بل إنه من الطريف المؤلم الذي يقوم به بعض من أغدق الله عليه الثراء الفاحش أن يؤدي دور القدوة للشباب والشابات حيث أصبح تقليداً مخيفاً يسير عليه (البعض) من أولئك المُنعم عليهم وذلك بأن يتنازل عن حصة كبرى من ثروته لإحدى الراقصات أو المغنيات المتهتكات ومن هنَّ على شاكلتهن، ولكون هؤلاء يتمتعن بالدهاء البالغ: لا يرضين من أولئك بغير الزواج الذي يحصدن به (المليارات) في أيام معدودة بل في دقائق، مما جعل (بنات اليوم) يرين أن طريق الغانية هو أقصر طريق للثراء والشهرة، وأن تبرجهنَّ هو المظهر المحمود الذي يعجب الرجل عموماً ومن يشار إليه بالبنان خصوصاً.
فهل هذه الشهرة الزائفة التي يبحث عنها بعض أثريائنا؟! وهل هذه الذكرى الطيبة التي يريدون تخليدها بعد رحيلهم؟! أم هذا هو العطاء الذي يودّون به تثقيل موازينهم؟!
أو هي الصدقة الجارية؟! أم ذلك هو العلم الذي يُنقع به؟! أم هي القدوة الصالحة الناصحة؟! أم هذا وذاك ما هو إلا ردّ لجميل هذا الوطن العظيم؟؟ فما أكثرها من أسئلة تستحق الإجابة الفعلية الفاعلة على وجه السرعة.
أثرياؤنا في الميزان
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
لذلك فقد راعى دين الإسلام هذا الجانب في النفوس البشرية، فطالب من تفضّل عليه الخالق بنعمة الثراء أن يدفع جزءاً يسيراً من ماله لكي يدرأ حسد الحاسدين ومقت المحرومين، فيحدث بذلك نوع من التوازن الاجتماعي والرضا النفسي.
وفي جميع أقطار الأرض، نلحظ الدور الكبير والخطير الذي يلعبه أثرياء العالم لدعم عقيدتهم والذبَّ عن أوطانهم بعاجل مبادرة وطيب خاطر وسعة صدر، ولسنا الآن بصدد ذكر نماذج، فالأمثلة عديدة وبعضها فاق المشهور.
ولكن السؤال المهم الذي يفرض نفسه هو هل أثرياء بلادنا العزيزة يؤدون الدور ذاته في أرض الوطن ولمصلحة الدين والدنيا؟! أم هم غافلون عن واجبهم المقدّس هذا؟!
الواقع الملموس الآن ينطق وبوضوح وجهارة بأن أثرياء هذا الوطن - إلى حدِّ الساعة - لم يؤدّوا الدور العظيم المطلوب منهم (ولا حتى نصيفه)، وهذه حقيقة تستحق المواجهة الذاتية والجماعية، لكي تتّشح الإجابة بالمصداقية الهادفة.
فالمطلوب منكم (الكثير الكثير) يا من وهبكم مالك الملك الثراء الفاحش، وتفضل عليكم بالدخل اللامحدود، فأين الدعم المادي لبلادكم التي أعطتكم كل شيء بدءاً من الدعم المعنوي متعدّد الأوجه، وأين دوركم في إنشاء الجامعات الأهلية، والمستشفيات الوطنية، ولا نعني بها مجرد مشروعات تجارية تسلب أكثر مما يتهبْ، إنما نعني بها أن تشاطر الجامعات والمستشفيات الحكومية دورها الإيجابي البنّاء الذي يفيد المواطن، لا أن تكون عبئاً عليه.
فلماذا إذا بحثنا عن دور أثريائنا السعوديين وجدناه مغيّباً، أو على الأكثر: باهتاً؟! بل إنه لا يكاد يُرى إلا في الجانب السلبي كالقنوات الهابطة، أو الأسواق الاستهلاكية، بل إن البعض منهم يسارع بدعم مسقط رأسه ومنابع أصوله فحسب، دون أن نرى له دور ردّ الجميل لهذا البلد المعطاء فأين هي المشروعات التجارية الرابحة المربحة؟! وأين هو دورهم في خدمة دينهم والذبّ عن عقيدتهم؟!
وأين هي تلك القنوات الإعلامية التي تخاطب الغرب بمنطق الحجة والإقناع لا مجرد برامج مكرورة تخاطب المسلم العارف الذي لا يُعرّف.
وأخطر من كل ذلك لماذا لا نكاد نجد للأغلبية منهم الدور الإيجابي الذي يخدم احتياجات الشباب من خلال (فرص العمل) المتعددة الواعدة، والمنح الدراسية المتنوعة فقد رميتم ثقل العبء برمّته على الحكومة التي تحتاج ليد أخرى تشاركها العطاء والأداء.
بل إنه من الطريف المؤلم الذي يقوم به بعض من أغدق الله عليه الثراء الفاحش أن يؤدي دور القدوة للشباب والشابات حيث أصبح تقليداً مخيفاً يسير عليه (البعض) من أولئك المُنعم عليهم وذلك بأن يتنازل عن حصة كبرى من ثروته لإحدى الراقصات أو المغنيات المتهتكات ومن هنَّ على شاكلتهن، ولكون هؤلاء يتمتعن بالدهاء البالغ: لا يرضين من أولئك بغير الزواج الذي يحصدن به (المليارات) في أيام معدودة بل في دقائق، مما جعل (بنات اليوم) يرين أن طريق الغانية هو أقصر طريق للثراء والشهرة، وأن تبرجهنَّ هو المظهر المحمود الذي يعجب الرجل عموماً ومن يشار إليه بالبنان خصوصاً.
فهل هذه الشهرة الزائفة التي يبحث عنها بعض أثريائنا؟! وهل هذه الذكرى الطيبة التي يريدون تخليدها بعد رحيلهم؟! أم هذا هو العطاء الذي يودّون به تثقيل موازينهم؟!
أو هي الصدقة الجارية؟! أم ذلك هو العلم الذي يُنقع به؟! أم هي القدوة الصالحة الناصحة؟! أم هذا وذاك ما هو إلا ردّ لجميل هذا الوطن العظيم؟؟ فما أكثرها من أسئلة تستحق الإجابة الفعلية الفاعلة على وجه السرعة.
أثرياؤنا في الميزان
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى