عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
في وسط أجواء الحريات الإعلامية المتعددة في عالمنا المعاصر، صار العديد من كتابنا وكاتباتنا يصولون ويجولون دون حسيب أو رقيب، كل يدلي بدوله النقدي بهدف الإصلاح حسب توجهه الشخصي وأعرافه ومبادئه.
وقد يكون لهذا الأمر جانبان متعارضان، أولهما: جانب إيجابي يدل على أن الحرية مكفولة للجميع، وأن الآراء المتعددة تتصارع وتتقارع حتى ينتج عنها رأي بناء.
ولكن قد يكون أيضاً لهذه الحرية المطلقة جانب آخر سلبي ينتج عنه أن الجميع متكلمين ولا أحد ينصت، وكل يتمسك برأيه حتى لو كان قد جلله الخطأ الفاحش. فتكثر التخربات التي قد تكون نذير فرقة ولا تدل على وجود ظاهرة صحية... فما هو الحل والحالة هذه؟؟ بلا أدنى شك أن العلاج الناجع حسب الرؤية السليمة هو ذلك الذي يرى أن الفيصل في مثل هذه الأمور يعود إلى تحكيم الرؤية الإلهية العظيمة التي لم تترك البشر يتخبطون خبط عشواء، بل أرسلت لهم الرسالات الهادية التي جمعها ونسخها الإسلام الحنيف من قرآن وسنة، ثم القياس عليهما بما يتلاءم مع روح العصر بالاجتهاد السليم المجمع عليه فيما يستجد من الأمور.
ولم يترك الأمر للآراء الفردية المتضاربة المتضادة، والاجتهادات الشخصية غير المبنية على أسس شرعية وأدلة مقنعة، ولكن للأسف الشديد أضحى كل يدعي ما ليس فيه، وكأنه العالم والعبقري والمصلح، وغيره الجهلة والحمقى والمغفلون!
حتى أصبحنا وأمسينا لا نسمع إلا تلك البذاءات الكلامية التي لا تعجب إلا أصحابها، فأصبحوا أكثر تطرفاً ممن يصفونهم بالتطرف، معطين لأنفسهم جميع حقوق الفتوى العصرية التي تنافس في خطورتها الفتاوى التكفيرية، فصار الإسلام غريبا بين الغالي والقالي.
حقاً لقد أصبح بعض كتابنا في جرأتهم على الإسلام والصالحين وإصدارهم التعليمات الزاعقة الحاقدة مثل مدعي الطب الذين أعطوا لأنفسهم حق معالجة الناس من أمراضهم الخطيرة، وهم لا يفقهون من العلوم الطبية إلا قراءات عابرة لا تكاد تسمح لهم ولو بصرف حبوب البنادول! حتى يرى أصحاب الجهات المسؤولة ضرورة إيقافهم بل معاقبتهم.
فكيف يتجرأ قلة من الكتاب وندرة من الكاتبات على أبناء هذا المجتمع الصالح الذي يتسم أفراده بالفطرة السليمة والاحتذاء بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بالسلف الصالح لهذه الأمة، والالتفاف حول ولاة أمر المسلمين وعلمائهم الوسطيين، ويستكرون قولاً وفعلاً كل عمل إجرامي متهور؟!
لن نستخدم اسلوباً يوازي اسلوبهم القاسي في النقد، بل سنتوسم فيهم كما نتوسم في جميع أبناء الفطرة السليمة وهو أن هدفهم الإصلاح، ولكننا نذكرهم بأنه ما هكذا تورد الإبل أيها الإخوة والأخوات، لأنكم والله تجلبون النتائج العكسية ومشاعر الاستفزاز والفرفة ولن تحققوا مبتغاكم الذي نأمل أنه يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق ويصلح ولا يفسد.
فكم يتمنى منكم أبناء المجتمع وأنتم تكتبون راغبين في إيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية والوطنية ألا ينحرف بكم المسار إلى المساس بالثوابت لا سيما العقدية منها التي لم يتجرأ عليها الغريب نفسه، وحتى لو تجرأ ذات يوم فسيجد من أبناء هذا الدين حكومات وشعوباً سداً منيعاً لا تأخذه في دين التوحيد لومة لائم.
الغالي والقالي
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
وقد يكون لهذا الأمر جانبان متعارضان، أولهما: جانب إيجابي يدل على أن الحرية مكفولة للجميع، وأن الآراء المتعددة تتصارع وتتقارع حتى ينتج عنها رأي بناء.
ولكن قد يكون أيضاً لهذه الحرية المطلقة جانب آخر سلبي ينتج عنه أن الجميع متكلمين ولا أحد ينصت، وكل يتمسك برأيه حتى لو كان قد جلله الخطأ الفاحش. فتكثر التخربات التي قد تكون نذير فرقة ولا تدل على وجود ظاهرة صحية... فما هو الحل والحالة هذه؟؟ بلا أدنى شك أن العلاج الناجع حسب الرؤية السليمة هو ذلك الذي يرى أن الفيصل في مثل هذه الأمور يعود إلى تحكيم الرؤية الإلهية العظيمة التي لم تترك البشر يتخبطون خبط عشواء، بل أرسلت لهم الرسالات الهادية التي جمعها ونسخها الإسلام الحنيف من قرآن وسنة، ثم القياس عليهما بما يتلاءم مع روح العصر بالاجتهاد السليم المجمع عليه فيما يستجد من الأمور.
ولم يترك الأمر للآراء الفردية المتضاربة المتضادة، والاجتهادات الشخصية غير المبنية على أسس شرعية وأدلة مقنعة، ولكن للأسف الشديد أضحى كل يدعي ما ليس فيه، وكأنه العالم والعبقري والمصلح، وغيره الجهلة والحمقى والمغفلون!
حتى أصبحنا وأمسينا لا نسمع إلا تلك البذاءات الكلامية التي لا تعجب إلا أصحابها، فأصبحوا أكثر تطرفاً ممن يصفونهم بالتطرف، معطين لأنفسهم جميع حقوق الفتوى العصرية التي تنافس في خطورتها الفتاوى التكفيرية، فصار الإسلام غريبا بين الغالي والقالي.
حقاً لقد أصبح بعض كتابنا في جرأتهم على الإسلام والصالحين وإصدارهم التعليمات الزاعقة الحاقدة مثل مدعي الطب الذين أعطوا لأنفسهم حق معالجة الناس من أمراضهم الخطيرة، وهم لا يفقهون من العلوم الطبية إلا قراءات عابرة لا تكاد تسمح لهم ولو بصرف حبوب البنادول! حتى يرى أصحاب الجهات المسؤولة ضرورة إيقافهم بل معاقبتهم.
فكيف يتجرأ قلة من الكتاب وندرة من الكاتبات على أبناء هذا المجتمع الصالح الذي يتسم أفراده بالفطرة السليمة والاحتذاء بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بالسلف الصالح لهذه الأمة، والالتفاف حول ولاة أمر المسلمين وعلمائهم الوسطيين، ويستكرون قولاً وفعلاً كل عمل إجرامي متهور؟!
لن نستخدم اسلوباً يوازي اسلوبهم القاسي في النقد، بل سنتوسم فيهم كما نتوسم في جميع أبناء الفطرة السليمة وهو أن هدفهم الإصلاح، ولكننا نذكرهم بأنه ما هكذا تورد الإبل أيها الإخوة والأخوات، لأنكم والله تجلبون النتائج العكسية ومشاعر الاستفزاز والفرفة ولن تحققوا مبتغاكم الذي نأمل أنه يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق ويصلح ولا يفسد.
فكم يتمنى منكم أبناء المجتمع وأنتم تكتبون راغبين في إيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية والوطنية ألا ينحرف بكم المسار إلى المساس بالثوابت لا سيما العقدية منها التي لم يتجرأ عليها الغريب نفسه، وحتى لو تجرأ ذات يوم فسيجد من أبناء هذا الدين حكومات وشعوباً سداً منيعاً لا تأخذه في دين التوحيد لومة لائم.
الغالي والقالي
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى