عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ما أروع هذا اليوم الذي تجتمع فيه العائلة في بيت أمنية , الأم والجدة والأخت الكبيرة والخالة والعمة, هذه أمنية
لديها من الحب الكبير لعائلتها وهم ينتظرون الإجتماع بها كأنهم غرس ينتظر الرواء .
تجري الدنيا سريعة معهم وبهم ويتفرقون أياماً لتجتمع أرواحهم التي جفت في بيت الحبيبة أمنية كل شهر مرة في يوم جمعة .
أما هي , فإن هذا اليوم هو عيد بالنسبة لها تتفنن في صنع كل المأكولات التي يحبها فلان وفلان
أحفادها لهم الفطائر وإخوتها وأولادها لهم طعام اللبن المطبوخ باللحم اللذيذ المحمر بالبهارات الخاصة بها , وأولاد إخوتها وأخواتها لهم الدجاج بالكاري والأرز المفلفل والمعكرونة الحمراء باللحم المدقوق .
تستيقظ أمنية فجر الجمعة لتجهز لهم الأطايب وزوجها الحاج خليل يجلب لها ما نقص ويظل في الحديقة يرتب هنا وهناك تحضيرا للإجتماع
ويشربون بعدها الشاي الأصيل بالنعناع المزروع بيد الحاجةأ منية فما أن ينتهي النهار حتى يغادر الجمع والإبتسامات تشرق في القلوب كتلك الورود في ظل قمر أطل يغمز بعين الحب للحاجة التي ألفت بين العائلة كلها في يوم أصيل مبارك كيوم الجمعة .
وتبدأ الحاجة في التحضير للوجبات وعند أذان الظهر والله أكبر تسري في قلبها المؤمن بجرس عال تجعلها تترك القدور على النار وتتجه لمحرابها للصلاة .
كأن النداء للصلاة في يوم الجمعة له مذاق مختلف عند الحاجة أمنية , إنه ينسكب في نفسها كرذاذ بأول المطر يجعل جبهتها تلامس سجادتها وتستقر هناك ناسية عالماً يضج بصوت الهطول وصوت المثول لأصوات خارجية
إنها في عالم آخر حيث تلتقي مع الله , في ركعتها لما تسبح , في سجدتها لما تسبح , في تلاوتها لما ينطلق من فمها أثير معطر بالآيات المحفوظة .
هكذا لما تصلي وتحديدا في صلاة الظهر من يوم الجمعة .
واليوم جمعة والشوارد كثيرة والملهيات كثيرة والواجبات أكثر والعائلة ستأتي في الظهر لتجد كل شيء جاهزا فهكذا عودتهم أمنية .
وتقف أمنية بين يدي ربها وقد تركت كل شيء على النار ينضج نفسه بلا متابع وجعلت بعض القدور فوق نار هادئة وابتدأت الصلاة
وما أن كبرت حتى وقف بباب روحها يطرق طرقا خبيثا :
- قدر اللبن سيحترق .. وتجاهد حتى لا تلتفت
- المعكرونة ستحترق
- آه لم تطفئي الفرن على الفطائر ماذا سيأكل الصغار , وتنفض رأسها وتضغط على أسنانها تتابع الصلاة تحاول طرد الأفكار الشيطانية التي جرت أمامها بنهر متدفق من الخبث الممزوج بالحقد من شيطان لعين
وتجاهد وتجاهد تحاول أن تركز كثيراً في الصلاة
أول ركعة تفلت منها بعض الشرود وتعاهد النفس في الثانية ألا تأبه له ولا لقدورها فتقف كسنديانة قوية تفكر به أنه تحت رجليها وتضع النار خلفها فلن تصبها وأمامها وعند مكان سجودها إذا به يقف يهز لها رأسه
-هيا أكملي صلاتك لقد احترق الطعام فلا تهتمي.
وتحس بحزن كبير ثم تقطب فتتلو الآيات بصوتها العذب وتطيل بالمد وتطيل بالترتيل فتشرق النفس وتحلق ثم تطيل بالركوع لإغاظته .
وفي كل سجدة تدعو الله أن يغفر لها ويرحمها وتعوذ به من الشيطان وتأتي الثالثة والرابعة بتؤدة وهو يتراقص أمامها بقرونه الشقية يتلون بوجوه عائلتها ولا تغمض العين بل تفتحهما ويبتسم منها القلب .. وتشتم رائحة احتراق فتبتسم أكثر وعند السجود والدمع سخين تبتهل إلى الله أن يجنبها نار الحريق , ونار جهنم فليحترق كل طعام ولاتحترق النفس جريا وراء شيطان . فلتحترق كل الدنيا ولا تمس روحها لسعة من نار فهي بين يدي الرحيم ولا يهمها غيره الآن .
وتسلم لتسبح وتستغفر وتقوم بهدوء لقدورها لتجد الرائحة الزكية المنبعثة منها فلا احتراق , لم يحترق شيئ ولم تتفاجأ فهي لم تبع دينها من أجل وجبات زائلة ولا من أجل أحد .
نظرت بالدمع إلى أعلى فمن وصل يوصل ..
موقع سكن
http://almeske.net/catplay.php?catsmktba=585
وما احترق الطعام
قصة قصيرة
صباح الضامن
لديها من الحب الكبير لعائلتها وهم ينتظرون الإجتماع بها كأنهم غرس ينتظر الرواء .
تجري الدنيا سريعة معهم وبهم ويتفرقون أياماً لتجتمع أرواحهم التي جفت في بيت الحبيبة أمنية كل شهر مرة في يوم جمعة .
أما هي , فإن هذا اليوم هو عيد بالنسبة لها تتفنن في صنع كل المأكولات التي يحبها فلان وفلان
أحفادها لهم الفطائر وإخوتها وأولادها لهم طعام اللبن المطبوخ باللحم اللذيذ المحمر بالبهارات الخاصة بها , وأولاد إخوتها وأخواتها لهم الدجاج بالكاري والأرز المفلفل والمعكرونة الحمراء باللحم المدقوق .
تستيقظ أمنية فجر الجمعة لتجهز لهم الأطايب وزوجها الحاج خليل يجلب لها ما نقص ويظل في الحديقة يرتب هنا وهناك تحضيرا للإجتماع
ويشربون بعدها الشاي الأصيل بالنعناع المزروع بيد الحاجةأ منية فما أن ينتهي النهار حتى يغادر الجمع والإبتسامات تشرق في القلوب كتلك الورود في ظل قمر أطل يغمز بعين الحب للحاجة التي ألفت بين العائلة كلها في يوم أصيل مبارك كيوم الجمعة .
وتبدأ الحاجة في التحضير للوجبات وعند أذان الظهر والله أكبر تسري في قلبها المؤمن بجرس عال تجعلها تترك القدور على النار وتتجه لمحرابها للصلاة .
كأن النداء للصلاة في يوم الجمعة له مذاق مختلف عند الحاجة أمنية , إنه ينسكب في نفسها كرذاذ بأول المطر يجعل جبهتها تلامس سجادتها وتستقر هناك ناسية عالماً يضج بصوت الهطول وصوت المثول لأصوات خارجية
إنها في عالم آخر حيث تلتقي مع الله , في ركعتها لما تسبح , في سجدتها لما تسبح , في تلاوتها لما ينطلق من فمها أثير معطر بالآيات المحفوظة .
هكذا لما تصلي وتحديدا في صلاة الظهر من يوم الجمعة .
واليوم جمعة والشوارد كثيرة والملهيات كثيرة والواجبات أكثر والعائلة ستأتي في الظهر لتجد كل شيء جاهزا فهكذا عودتهم أمنية .
وتقف أمنية بين يدي ربها وقد تركت كل شيء على النار ينضج نفسه بلا متابع وجعلت بعض القدور فوق نار هادئة وابتدأت الصلاة
وما أن كبرت حتى وقف بباب روحها يطرق طرقا خبيثا :
- قدر اللبن سيحترق .. وتجاهد حتى لا تلتفت
- المعكرونة ستحترق
- آه لم تطفئي الفرن على الفطائر ماذا سيأكل الصغار , وتنفض رأسها وتضغط على أسنانها تتابع الصلاة تحاول طرد الأفكار الشيطانية التي جرت أمامها بنهر متدفق من الخبث الممزوج بالحقد من شيطان لعين
وتجاهد وتجاهد تحاول أن تركز كثيراً في الصلاة
أول ركعة تفلت منها بعض الشرود وتعاهد النفس في الثانية ألا تأبه له ولا لقدورها فتقف كسنديانة قوية تفكر به أنه تحت رجليها وتضع النار خلفها فلن تصبها وأمامها وعند مكان سجودها إذا به يقف يهز لها رأسه
-هيا أكملي صلاتك لقد احترق الطعام فلا تهتمي.
وتحس بحزن كبير ثم تقطب فتتلو الآيات بصوتها العذب وتطيل بالمد وتطيل بالترتيل فتشرق النفس وتحلق ثم تطيل بالركوع لإغاظته .
وفي كل سجدة تدعو الله أن يغفر لها ويرحمها وتعوذ به من الشيطان وتأتي الثالثة والرابعة بتؤدة وهو يتراقص أمامها بقرونه الشقية يتلون بوجوه عائلتها ولا تغمض العين بل تفتحهما ويبتسم منها القلب .. وتشتم رائحة احتراق فتبتسم أكثر وعند السجود والدمع سخين تبتهل إلى الله أن يجنبها نار الحريق , ونار جهنم فليحترق كل طعام ولاتحترق النفس جريا وراء شيطان . فلتحترق كل الدنيا ولا تمس روحها لسعة من نار فهي بين يدي الرحيم ولا يهمها غيره الآن .
وتسلم لتسبح وتستغفر وتقوم بهدوء لقدورها لتجد الرائحة الزكية المنبعثة منها فلا احتراق , لم يحترق شيئ ولم تتفاجأ فهي لم تبع دينها من أجل وجبات زائلة ولا من أجل أحد .
نظرت بالدمع إلى أعلى فمن وصل يوصل ..
موقع سكن
http://almeske.net/catplay.php?catsmktba=585
وما احترق الطعام
قصة قصيرة
صباح الضامن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى