عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
يرى بعض الناس الأمور بميزان مزدوج ، فهم يرون ما لهم من الحقوق ، وينسون – أو يتناسون – ما عليهم من واجبات ، ولا يعرفون الحق لغيرهم ، يريدون من الناس أن يحترمونهم و يبجلونهم ، وهم لا يحترمون أحدا ، ولا يعرفون الفضل لأهل الفضل ، وحقا ، فلا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوي الفضل . بل إن أحدهم إذا سمع أحدهم يتكلم بكلام فصيح حكيم ، يتهمه بأنه لا يفقه شيئا ، وأن رأيه يجانب الصواب والحكمة ، وكأنه هو وحده فقط من يفهم ويستطيع الكلام .
وهناك من يخاف على ولده ويغضب إن رآه يحمل شيئا ثقيلا ، فهو يخاف على ظهره ، وأما البواب أو العامل فيحمله فوق ما يستطيع ، ولا يبالي إن إصابه ألم في ظهره من جراء ذلك ، ويخاف أن يخرج ولده في الظهيرة شفقة عليه من الحر الشديد ، ويرسل بدلا منه البواب ليحضر لهم حاجياتهم !! .
لماذا هذه الازدواجية ، ولماذا هذا الظلم ؟ أليس هذا بشرا مثل ولدك ، يحس كما يحس ، ويتعب كما يتعب ، أم أنه مخلوق من عالم آخر ، له طاقات خارقة ؟!! .
ومنهم من ينزعج ويكيل السباب والشتائم لمن يطلق زامور سيارته من تحت نافذة بيته وهو نائم ، أو لمن يرفع صوت المذياع أو الرائي – التلفاز - ، مع أنه يقوم بنفس الفعل ، وكأن له من الحقوق ما ليس للآخرين .. !! .
ومن الازدواجية أيضا ، ما نراه بين الكنة والحماة ، فالحماة عندما تخطب لابنها ، تبحث عن فتاة كاملة المواصفات والمقاييس ، وتنسى أن لها بنتا ربما تكون في مستوى متواضع من هذه المواصفات ، وعندما يتزوج ابنها تعامل زوجته وكأنها ضرتها ، تعرف حقها على ابنها ولا تريد من ابنها أن يعطي زوجته حقها هي أيضا ، وأما ابنتها .. فهي تغضب أشد الغضب ، وتثور ثائرتها إن قصر زوجها في حقها ، أو إن فضل أمه عليها ، فما هذه الازدواجية ، بل ما هذا العقل السقيم والنفسية المريضة!!.
والكنة أيضا ، تشن حربا شعواء على حماتها إن رأت زوجها يبالغ في إكرامها وبرها ، وتنسى أنها – ربما – في يوم من الأيام ستكون في نفس الموقف من زوجة ابنها !! ، فالعاقلة تحسب حساب ذلك اليوم ، بل إن العاقلة وصاحبة الدين تعطي كل ذي حق حقه ابتغاء مرضاة ربها ، ومن أرضى الله بسخط الناس ، رضي عنه وأرضى عنه الناس .
إن أمثلة الازدواجية كثيرة في حياتنا ، وهذا أدى إلى خلل كبير في البنية الاجتماعية ، وإلى اعوجاج في التعاملات ، وما هذا إلا بسبب اعتلال التفكير ، وضعف الإيمان .
أيها الإخوة ، إن النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – يقول :" أحب للناس ما تحب لنفسك " ، ويقول :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ، وكلكم يعلم حديث ذلك الفتى الذي جاء إلى النبي ليأذن له بالزنى ، فعن أبي أمامة ، قال : " إن فتى شابا أتى النبي –صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنى . فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا : مه مه ! فقال : ادنه . فدنا منه قريبا . قال : فجلس . قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال : أتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال : أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال : أفتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال : أفتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم ! اغفر ذنبه وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيئ " .
بهذا المنطق الحكيم ، وبهذه المعادلة البسيطة ، بين النبي الكريم للفتى أنه كما أنك لا تحب الزنى لنساء بيتك ولمحارمك ، فكذلك الناس لا يحبونه لنسائهم .
إذا ، فلنعد النظر في موضوع الازدواجية في حياتنا ، حتى تستقيم أمورنا .
بقلم : لبنى شرف / الأردن
ازدواجية المعايير ...
لبنى شرف / الأردن
وهناك من يخاف على ولده ويغضب إن رآه يحمل شيئا ثقيلا ، فهو يخاف على ظهره ، وأما البواب أو العامل فيحمله فوق ما يستطيع ، ولا يبالي إن إصابه ألم في ظهره من جراء ذلك ، ويخاف أن يخرج ولده في الظهيرة شفقة عليه من الحر الشديد ، ويرسل بدلا منه البواب ليحضر لهم حاجياتهم !! .
لماذا هذه الازدواجية ، ولماذا هذا الظلم ؟ أليس هذا بشرا مثل ولدك ، يحس كما يحس ، ويتعب كما يتعب ، أم أنه مخلوق من عالم آخر ، له طاقات خارقة ؟!! .
ومنهم من ينزعج ويكيل السباب والشتائم لمن يطلق زامور سيارته من تحت نافذة بيته وهو نائم ، أو لمن يرفع صوت المذياع أو الرائي – التلفاز - ، مع أنه يقوم بنفس الفعل ، وكأن له من الحقوق ما ليس للآخرين .. !! .
ومن الازدواجية أيضا ، ما نراه بين الكنة والحماة ، فالحماة عندما تخطب لابنها ، تبحث عن فتاة كاملة المواصفات والمقاييس ، وتنسى أن لها بنتا ربما تكون في مستوى متواضع من هذه المواصفات ، وعندما يتزوج ابنها تعامل زوجته وكأنها ضرتها ، تعرف حقها على ابنها ولا تريد من ابنها أن يعطي زوجته حقها هي أيضا ، وأما ابنتها .. فهي تغضب أشد الغضب ، وتثور ثائرتها إن قصر زوجها في حقها ، أو إن فضل أمه عليها ، فما هذه الازدواجية ، بل ما هذا العقل السقيم والنفسية المريضة!!.
والكنة أيضا ، تشن حربا شعواء على حماتها إن رأت زوجها يبالغ في إكرامها وبرها ، وتنسى أنها – ربما – في يوم من الأيام ستكون في نفس الموقف من زوجة ابنها !! ، فالعاقلة تحسب حساب ذلك اليوم ، بل إن العاقلة وصاحبة الدين تعطي كل ذي حق حقه ابتغاء مرضاة ربها ، ومن أرضى الله بسخط الناس ، رضي عنه وأرضى عنه الناس .
إن أمثلة الازدواجية كثيرة في حياتنا ، وهذا أدى إلى خلل كبير في البنية الاجتماعية ، وإلى اعوجاج في التعاملات ، وما هذا إلا بسبب اعتلال التفكير ، وضعف الإيمان .
أيها الإخوة ، إن النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – يقول :" أحب للناس ما تحب لنفسك " ، ويقول :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ، وكلكم يعلم حديث ذلك الفتى الذي جاء إلى النبي ليأذن له بالزنى ، فعن أبي أمامة ، قال : " إن فتى شابا أتى النبي –صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنى . فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا : مه مه ! فقال : ادنه . فدنا منه قريبا . قال : فجلس . قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال : أتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال : أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال : أفتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال : أفتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم ! اغفر ذنبه وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيئ " .
بهذا المنطق الحكيم ، وبهذه المعادلة البسيطة ، بين النبي الكريم للفتى أنه كما أنك لا تحب الزنى لنساء بيتك ولمحارمك ، فكذلك الناس لا يحبونه لنسائهم .
إذا ، فلنعد النظر في موضوع الازدواجية في حياتنا ، حتى تستقيم أمورنا .
بقلم : لبنى شرف / الأردن
ازدواجية المعايير ...
لبنى شرف / الأردن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى