عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحب ،وكل ما ينبض به القلب من إحساس يقظ ، ومشاعر حية ، وعواطف ندية ، لغة بالغة التأثير في النفس البشرية ، فالحب كلمة تشيع في النفس أنسا وارتياحا ، وتنفرج بسماعها الأسارير ، ومن ملئ قلبه حبا فاض به على من حوله ، فأيقظ فيهم المشاعر المكنونة ..
أنا قلب خافق أيقظ في الناس الشعورا ...
ونحن المسلمون أولى من غيرنا في أن نفعل هذه اللغة في تعاملاتنا ، فديننا – إن جاز التعبير – دين الحب ، ولو استعرضنا النصوص التي وردت في الحب ، لعرفنا اهميته في ديننا .
ففي حب الله ، يقول تعالى في سورة المائدة (54) :" .. يحبهم ويحبونه .." ، وفي سورة البقرة (165) :" .. والذين آمنوا أشد حبا لله .." ، وقال عليه الصلاة والسلام :" إن الله تعالى يقول : ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " .
ومن الروايات الواردة في حب الله : أنه كانت امرأة متعبدة تقول : والله لقد سئمت الحياة ، حتى لو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقا إلى الله تعالى ، وحبا للقائه . فقيل لها : فعلى ثقة أنت من عملك ؟قالت : لا ، ولكني لحبي إياه وحسن ظني به ، أفتراه يعذبني وأنا أحبه ؟ .
رب سبحانك دوما يا إلهي ... نغمة تسري بقلبي وشفاهي
وقال بعض السلف : كنت قد وجدت حلاوة المناجاة ، فكنت أدمن قراءة القرآن ، ثم لحقتني فترة فانقطعت ، فرأيت في المنام قائلا يقول :
إن كنت تزعم حبي = فلم هجرت كتابي
أما تدبرت ما فيه = من لطيف عتابي
... فإن كنت تحب الله ، فأطعه ...
لبيك ملء فمي لبيك ملء دمي = لبيك يا رب من قلبي و وجداني
وقال بعضهم : المحب لله طائر القلب ، كثير الذكر ، متسبب إلى رضوانه بكل سبيل يقدر عليها من الوسائل والنوافل دؤبا دؤبا ، وشوقا شوقا .
وأما عن حب رسول الله – عليه الصلاة والسلام - ، فيقول تعالى في سورة آل عمران (31) :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .." ، فحبه – عليه الصلاة والسلام – من حب الله ، ففي الحديث أن رجلا سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الساعة ، فقال :" ما أعددت لها ؟" قال : يا رسول الله ، ما أعددت لها من كثرة صلاة ولا صيام ، إلا أني أحب الله ورسوله . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" المرء مع من أحب ، وأنت مع من أحببت " . فما فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بها .
ولقد ألقي حبه – عليه السلام – حتى في الجمادات ، فقد قال عليه الصلاة والسلام :" أحد جبل يحبنا ونحبه " ، ولقد سلم عليه الشجر والحجر ، وحن إليه الجذع فأن من فراقه ...
وألقي حتى في الجمادات حبه = فكانت لإهداء السلام له تهدى
وفارق جذعا كان يخطب عنده = فأن أنين الأم إذ تجد الفقدا
ومما يؤكد أهية دور العاطفة في حياة البشر ، أن رجلا كان عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فمر رجل به ، فقال : يا رسول الله ، إني لأحب هذا ، فقال له النبي – عليه الصلاة والسلام - :" أعلمته ؟" قال : لا . قال :" أعلمه ". وقال عليه السلام :" إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه " ، وقال :" إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له ، فإنه خير في الإلفة ، وأبقى في المودة ". وكلنا يعلم ما مدى تأثير أن يقول لك إنسان أنه يحبك في نفسك و وجدانك .
ويقول كعب بن مالك – رضي الله عنه - ، ذلك الصحابي الذي تاب الله عليه في غزوة تبوك : .. حتى دخلت المسجد ، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – جالس ، حوله الناس ، فقام إلي طلحة بن عبيد الله فحياني وهنأني ، و والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ، فكان كعب لا ينساها لطلحة . أرأيت ما مدى تأثير هذه اللفتة الطيبة من طلحة في قلب كعب ؟!.
ومن كلامه وتوجيهاته – عليه السلام - ، والتي من شأنها إشاعة المحبة بين المسلمين ، قوله :" تهادوا تحابوا " ، و " تبسمك في وجه أخيك صدقة " ، و التبسم عادة في الوجه المقابل لا يكون إلا بالنظر في عينيه ، يقول الداعية الأستا عباس السيسي عن نظر المسلم لأخيه المسلم : .. نظرة تتوجه إلى القلب ، تتحدث إليه بعاطفة رقيقة تهزه وتأسره ، فتلتقي القلوب ، وتتعانق الأرواح ، ولا يكون ذلك إلا بالنظرة الصافية الطاهرة ، نظرة ود وحب في الله تعالى .
وقال عليه السلام :" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " . وغالبا ما يكون مع السلام مصافحة ، والنبي –عليه السلام – يقول :" إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه ، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر " .ويقول الداعية عباس السيسي عن المصافحة : إن تشابك الأيدي لا يتم إلا بين قلبين متحابين ، فلن تتقدم يد إلى اخرى إلا بحركة موجهة من القلب والعقل معا . ولقد كان عليه السلام إذا صافح إنسانا لم يخلع يده من يده حتى يخلعها هو ، ترطيبا لنفسه ، وتعليما لنا . و روي عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخذ بيده وقال :" يا معاذ ، والله إني لأحبك .." .
أما عن الحب في الله ، فيقول عليه السلام :" يقول الله عز وجل : حقت محبتي للمتحابين في ، وحقت محبتي للمتباذلين في ، وحقت محبتي للمتزاورين في ". يقول الإمام الشافعي :
مرض الحبيب فعدته = فمرضت من حزني عليه
وأتى الحبيب يعودني = فبرئت من نظري إليه
وقال عمر – رضي الله عنه - : ثلاث يصفين لك ود أخيك : أن تبدأه بالسلام ، وأن تناديه بأحب الأسماء إليه ، وأن تفسح له في المجلس .
رفاق الدرب مازلتم بعمق القلب أحبابا = وإن غبتم وإن غبنا فإن الحب ما غابا
أيها الإخوة ، هل يستقيم بعد هذا كله أن يكون هنالك مسلما عديم الإحساس ؟! غنه بذلك يكون في عداد الأموات ، لا يشعر بأحد ، ولا يشعر به أحد . يقول علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – خالط المؤمن بقلبك ، وخالط الفاجر بخلقك .
فيا أيها المسلمون ، أحيوا قلوبكم بالإيمان ، واملأوها بالحب ، لتكونوا مشاعل ومصابيح هداية ، ليفتح الله بكم قلوبا غلفا ، وأعينا عميا ، وكونوا كما قال الشاعر :
فسح الله في فؤادي فلا أر= ضى من الحب والوداد بديلا
اللهم أذق قلوبنا برد عفوك ،وحلاوةحبك ....... اللهم آمين ، والحمد لله رب العالمين .
بقلم : لبنى شرف / الأردن
لغة القلب ...
لبنى شرف / الأردن
أنا قلب خافق أيقظ في الناس الشعورا ...
ونحن المسلمون أولى من غيرنا في أن نفعل هذه اللغة في تعاملاتنا ، فديننا – إن جاز التعبير – دين الحب ، ولو استعرضنا النصوص التي وردت في الحب ، لعرفنا اهميته في ديننا .
ففي حب الله ، يقول تعالى في سورة المائدة (54) :" .. يحبهم ويحبونه .." ، وفي سورة البقرة (165) :" .. والذين آمنوا أشد حبا لله .." ، وقال عليه الصلاة والسلام :" إن الله تعالى يقول : ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " .
ومن الروايات الواردة في حب الله : أنه كانت امرأة متعبدة تقول : والله لقد سئمت الحياة ، حتى لو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقا إلى الله تعالى ، وحبا للقائه . فقيل لها : فعلى ثقة أنت من عملك ؟قالت : لا ، ولكني لحبي إياه وحسن ظني به ، أفتراه يعذبني وأنا أحبه ؟ .
رب سبحانك دوما يا إلهي ... نغمة تسري بقلبي وشفاهي
وقال بعض السلف : كنت قد وجدت حلاوة المناجاة ، فكنت أدمن قراءة القرآن ، ثم لحقتني فترة فانقطعت ، فرأيت في المنام قائلا يقول :
إن كنت تزعم حبي = فلم هجرت كتابي
أما تدبرت ما فيه = من لطيف عتابي
... فإن كنت تحب الله ، فأطعه ...
لبيك ملء فمي لبيك ملء دمي = لبيك يا رب من قلبي و وجداني
وقال بعضهم : المحب لله طائر القلب ، كثير الذكر ، متسبب إلى رضوانه بكل سبيل يقدر عليها من الوسائل والنوافل دؤبا دؤبا ، وشوقا شوقا .
وأما عن حب رسول الله – عليه الصلاة والسلام - ، فيقول تعالى في سورة آل عمران (31) :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .." ، فحبه – عليه الصلاة والسلام – من حب الله ، ففي الحديث أن رجلا سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الساعة ، فقال :" ما أعددت لها ؟" قال : يا رسول الله ، ما أعددت لها من كثرة صلاة ولا صيام ، إلا أني أحب الله ورسوله . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" المرء مع من أحب ، وأنت مع من أحببت " . فما فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بها .
ولقد ألقي حبه – عليه السلام – حتى في الجمادات ، فقد قال عليه الصلاة والسلام :" أحد جبل يحبنا ونحبه " ، ولقد سلم عليه الشجر والحجر ، وحن إليه الجذع فأن من فراقه ...
وألقي حتى في الجمادات حبه = فكانت لإهداء السلام له تهدى
وفارق جذعا كان يخطب عنده = فأن أنين الأم إذ تجد الفقدا
ومما يؤكد أهية دور العاطفة في حياة البشر ، أن رجلا كان عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فمر رجل به ، فقال : يا رسول الله ، إني لأحب هذا ، فقال له النبي – عليه الصلاة والسلام - :" أعلمته ؟" قال : لا . قال :" أعلمه ". وقال عليه السلام :" إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه " ، وقال :" إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له ، فإنه خير في الإلفة ، وأبقى في المودة ". وكلنا يعلم ما مدى تأثير أن يقول لك إنسان أنه يحبك في نفسك و وجدانك .
ويقول كعب بن مالك – رضي الله عنه - ، ذلك الصحابي الذي تاب الله عليه في غزوة تبوك : .. حتى دخلت المسجد ، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – جالس ، حوله الناس ، فقام إلي طلحة بن عبيد الله فحياني وهنأني ، و والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ، فكان كعب لا ينساها لطلحة . أرأيت ما مدى تأثير هذه اللفتة الطيبة من طلحة في قلب كعب ؟!.
ومن كلامه وتوجيهاته – عليه السلام - ، والتي من شأنها إشاعة المحبة بين المسلمين ، قوله :" تهادوا تحابوا " ، و " تبسمك في وجه أخيك صدقة " ، و التبسم عادة في الوجه المقابل لا يكون إلا بالنظر في عينيه ، يقول الداعية الأستا عباس السيسي عن نظر المسلم لأخيه المسلم : .. نظرة تتوجه إلى القلب ، تتحدث إليه بعاطفة رقيقة تهزه وتأسره ، فتلتقي القلوب ، وتتعانق الأرواح ، ولا يكون ذلك إلا بالنظرة الصافية الطاهرة ، نظرة ود وحب في الله تعالى .
وقال عليه السلام :" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " . وغالبا ما يكون مع السلام مصافحة ، والنبي –عليه السلام – يقول :" إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه ، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر " .ويقول الداعية عباس السيسي عن المصافحة : إن تشابك الأيدي لا يتم إلا بين قلبين متحابين ، فلن تتقدم يد إلى اخرى إلا بحركة موجهة من القلب والعقل معا . ولقد كان عليه السلام إذا صافح إنسانا لم يخلع يده من يده حتى يخلعها هو ، ترطيبا لنفسه ، وتعليما لنا . و روي عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخذ بيده وقال :" يا معاذ ، والله إني لأحبك .." .
أما عن الحب في الله ، فيقول عليه السلام :" يقول الله عز وجل : حقت محبتي للمتحابين في ، وحقت محبتي للمتباذلين في ، وحقت محبتي للمتزاورين في ". يقول الإمام الشافعي :
مرض الحبيب فعدته = فمرضت من حزني عليه
وأتى الحبيب يعودني = فبرئت من نظري إليه
وقال عمر – رضي الله عنه - : ثلاث يصفين لك ود أخيك : أن تبدأه بالسلام ، وأن تناديه بأحب الأسماء إليه ، وأن تفسح له في المجلس .
رفاق الدرب مازلتم بعمق القلب أحبابا = وإن غبتم وإن غبنا فإن الحب ما غابا
أيها الإخوة ، هل يستقيم بعد هذا كله أن يكون هنالك مسلما عديم الإحساس ؟! غنه بذلك يكون في عداد الأموات ، لا يشعر بأحد ، ولا يشعر به أحد . يقول علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – خالط المؤمن بقلبك ، وخالط الفاجر بخلقك .
فيا أيها المسلمون ، أحيوا قلوبكم بالإيمان ، واملأوها بالحب ، لتكونوا مشاعل ومصابيح هداية ، ليفتح الله بكم قلوبا غلفا ، وأعينا عميا ، وكونوا كما قال الشاعر :
فسح الله في فؤادي فلا أر= ضى من الحب والوداد بديلا
اللهم أذق قلوبنا برد عفوك ،وحلاوةحبك ....... اللهم آمين ، والحمد لله رب العالمين .
بقلم : لبنى شرف / الأردن
لغة القلب ...
لبنى شرف / الأردن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى