لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كل إناء بالذي فيه ينضح .. Empty كل إناء بالذي فيه ينضح .. {الإثنين 26 سبتمبر - 20:58}

العقل نعمة عظيمة من نعم الله على الإنسان ، و هو مناط التكليف ، و الحفاظ عليه من مقاصد الشريعة الخمسة ، فينبغي إذن أن نحافظ عليه و نرتقي به ، لا أن نمتهنه بالسخافات ، و لا أن نهمله فنعيش كالبهائم ، همنا الأكل و الشرب و اللهو و اللعب ، فنصبح كما قال أحدهم :

إنما الدنيا طعام = و شراب و منام
فإذا فاتك هذا = فعلى الدنيا السلام

فهذا مما لا يليق بذلك المخلوق الذي كرمه الله بالعقل ، و جعله خليفة في الأرض .
و من المؤسف حقا أننا نرى بعض الشباب ممن يدرسون في الجامعات لا يزالون يشاهدون الرسوم المتحركة !! ، و لو تحدثت مع أحدهم أو ناقشته في موضوع ما ، وجدت ضحالة في التفكير مما لا يتناسب و لا ينسجم مع مرحلته الدراسية ، و لست أدري شباب كهذا كيف سينهض بأمته ؟!! .

لابأس بالقوم من طول و من قصر = جسم البغال و أحلام العصافير

فلابد إذن من أن نرتقي بعقولنا ، و أن نسمو بأفكارنا ، و لكن ... كيف يكون ذلك ، و ما هو السبيل ؟.
في الحقيقة إنها سبل و ليست سبيل واحدة ، و أولها طلب العلم ، و أشرفه العلم الشرعي ، فبدونه لا يستطيع المسلم أن يقيم أمور دينه. يقول الإمام الشافعي : ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم ، فهو نور يهتدي به الحائر . و يقول الإمام ابن حنبل : الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام و الشراب ، لأن الرجل يحتاج إلى الطعام و الشراب في اليوم مرة أو مرتين ، و حاجته إلى العلم بعدد أنفاسه .

تعلم فإن العلم زين لأهله = و فضل و عنوان لكل المحامد
و كن مستفيدا كل يوم زيادة = من العلم و اسبح في بحار الفوائد

ثم يأتي بعد ذلك طلب العلوم النافعة التي تعيننا على أمر دنيانا ، كالطب و الهندسة و الأحياء و الكيمياء .. و غيرها مما لابد منه ، و لا تستقيم الحياة إلا به ، فالعلم نور ، و الجهل ظلمات و باب لكثير من المفاسد .

العلم ينهض بالخسيس إلى العلا = و الجهل يقعد بالفتى المنسوب

و من السبل التي تؤدي إلى استنارة العقل و اتساع الأفق ، القراءة الجادة ، و المطالعة في الكتب النافعة ، فأنت بالقراءة تضيف عقولا إلى عقلك ، و تختصر تجارب و خبرات الأمم و الأشخاص في وريقات ، هذا عدا عن الأنس و المتعة التي تجدها في القراءة .

يسلي الكتاب هموم قارئه = و يبين عنه إذا قرأ نصبه
نعم الجليس إذا خلوت به = لا مكره يخشى و لا شغبه

قيل لابن المبارك مرة : مالك لا تجالسنا ؟ فقال : أنا أذهب فأجالس الصحابة و التابعين ، و أشار بذلك إلى أنه ينظر في كتبه . و يقول ابن الجوزي : و إني أخبر عن حالي ، ما أشبع من مطالعة الكتب ، و إذا رأيت كتابا لم أره فكأني وقعت على كنز ، فلو قلت أني قد طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر ، و أنا بعد في طلب الكتب ، فاستفدت بالنظر فيها ملاحظة سير القوم ، و قدر هممهم ، و حفظهم ، و عاداتهم ، و غرائب علوم لا يعرفها من لم يطالع .

لنا جلساء ما نمل حديثهم = ألباء مأمونون غيبا و مشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى = و عقلا و تأديبا و رأيا مسددا
بلا فتنة تخشى و لا سوء عشرة = و لا يتقى منهم لسانا و لا يدا
فإن قلت : أموات فلا أنت كاذب = و إن قلت : أحياء فلست مفندا

فاقرأ و طالع ، و تجول بين الحدائق ، و اقتبس من كل بستان زهرة ، و لا تقف عند علم واحد ، فإن المرء عدو لما يجهل .

احرص على كل علم تبلغ الكملا =لا تقف عند علم واحد كسلا
فالنحل ناحق من كل فاكهة = إياك بالحق هذا الشمع و العسلا
الشمع فيه ضياء في ضياءته = و الشهد فيه شفاء يشفي العللا

سبيل آخر يعين على الارتقاء بالعقل ، و هو مصاحبة و مجالسة ذوي العقول المستنيرة ، و هؤلاء يعرفون من خلال حديثهم ، فعقل المرء مخبوء تحت لسانه ، و المرء بأصغريه : عقله و لسانه ، فمن خلال الكلام تعرف إن كان صاحبه ذو عقل مستنير أو سقيم .

و هذا اللسان بريد الفؤاد = يدل الرجال على عقله

يقول أحمد بن عطاء : مجالسة الأضداد ذوبان الروح ، و مجالسة الأشكال تلقيح العقول .

ذو النقص يصحب مثله = و الشكل يألف شكله
فاصحب أخا الفضل لكي = تقفو بفعلك فعله

و أخيرا أقول ، أن مخرجات المرء تأتي تبعا للمدخلات ، فالكتب و المجلات التي تقرأها ، و البرامج و الندوات التي تحضرها أو تسمعها ، و الأشخاص الذين تحتك بهم و تجالسهم ، كل ذلك يؤثر و يسهم في تشكيل و صياغة عقلك و فكرك ، فكل إناء بالذي فيه ينضح .



كل إناء بالذي فيه ينضح ..

لبنى شرف / الأردن
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى