لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

ماذا بعد حفظ القرآن ؟!! Empty ماذا بعد حفظ القرآن ؟!! {الإثنين 26 سبتمبر - 21:00}

يحرص كثير منا على حفظ القرآن ، و لكن .. كم منا من يحرص على التخلق بأخلاقه و العمل به ؟ نحن لا نريد نسخا فقط !! ، فالقرآن منهاج حياة المسلم ، فكم من الذين يحرصون على حفظه يحرصون على إسقاطه على واقعهم ، و كم هم الذين يتخذونه منهاج حياتهم فعلا ؟؟ . نبينا محمد – عليه الصلاة و السلام – كان خلقه القرآن ، فهل نتوق نحن لأن نكون كذلك ، أم أن هذا الأمر لا يعنينا ، و المهم أن نحفظ القرآن و حسب ؟!

حافظ القرآن يا إخوة ، ينبغي أن يتميز عن غيره ، ينبغي أن يعرف بطهارة لسانه من الغيبة و من البذاءة ، و بنقاء قلبه ، و بسمو خلقه في تعامله مع الناس ، و باهتمامه بإخوانه المسلمين . يقول عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: ينبغي لحامل القرآن أن ف بليله إذ الناس نائمون ، و بنهاره إذ الناس مفطرون ، و بحزنه إذ الناس فرحون ، و ببكائه إذ الناس يضحكون ، و بصمته إذ الناس يخلطون ، و بخشوعه إذ الناس يختالون ، و ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا ، و لا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا و لا غافلا و لا صخابا و لا صياحا و لا حديدا – أي فيه حدة و هي الغضب - . و قال الفضيل : حامل القرآن حامل راية الإسلام ، لا ينبغي أن يلغو مع من يلغو ، و لا يسهو مع من يسهو ، و لا يلهو مع من يلهو ، تعظيما لله تعالى .

لنعقد الآن مقارنة بيننا و بين الصحابة – رضي الله عنهم – لنر كيف كان فقههم في التعامل مع القرآن ، و كيف تعاملنا نحن معه . قال ابن مسعود – رضي الله عنه - : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن و العمل بهن . و قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي – صلى الله عليه و سلم - ، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن و العمل جميعا . و عن جندب بن عبد الله قال : كنا مع النبي – صلى الله عليه و سلم – و نحن فتيان حزاورة ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا . و قال عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما - : لقد عشنا برهة من الدهر ، و إن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، و تنزل السورة فنتعلم حلالها و حرامها و زواجرها و أوامرها و ما يجب أن نقف عنده منها . و لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره و لا زاجره و ما ينبغي أن يقف عنده منه ، ينثره نثر الدقل .

كان الصحابة يتعاملون مع القرآن على أنه منهج حياة ، وعوا هذه القضية الجوهرية و عملوا بمقتضاها ، فقهوا بأن القرآن للعمل به و ليس لحفظه فقط !! ، فلم يحفظه منهم إلا القليل . أما نحن ، فكيف تعاملنا مع القرآن ؟ نحن نقضي أوقاتا طويلة في تعلم أحكام التجويد ، و أنا لا أرى أن الأمر يحتاج كل هذا الوقت و كل هذه الدورات ، فالأمر ليس معقدا إلى هذه الدرجة ، و الأمر لا يحتاج إلى هذا التنطع الذي نراه عند البعض في القراءة . ثم نحن نعنى بعد ذلك – أو قبل ذلك أحيانا – بحفظه ، و لكن .. أين حرصنا على فهمه و تدبره ؟ أين حرصنا على العمل به و التخلق بأخلاقه ؟، أنا لا أقول بألا نحفظ القرآن ، و لكن أن نحفظه و نعمل به نور على نور ، ثم إننا محاسبون على العمل به ، و لسنا مكلفين جميعا بحفظه . يقول أستاذنا د. مصطفى السباعي – يرحمه الله - : لو عمل المسلمون بآداب قرآنهم للفتوا الأنظار إلى روعته أكثر من ألف جمعية و ألف كتاب و ألف خطاب . و يقول أيضا : لم يكن عدد المصاحف عند المسلمين في القرن الأول من الهجرة يبلغ عشر معشار عددها عندهم اليوم ، و هي الآن لا يتلى منها عشر معشار ما كان يتلى حينذاك ، و ما يتلى بتفهم و تدبر لا يبلغ عشر معشار وا يتلى بغير تفهم و تدبر . فلا تعجبن إذا لم يفعل القرآن في نفوس المسلمين في الحاضر عشر معشار ما كان يفعله في نفوسهم في الماضي !!! .

إذن ، فالواجب علينا أن نحرص على تهذيب أخلاقنا كما نحرص على حفظ كتاب الله عز و جل .

أعلمتم الآن الفرق بيننا و بين الصحابة ، ذلك الجيل القرآني الفريد ؟ !! .
اللهم حسن بالقرآن أخلاقنا ، و نور به قلوبنا ، واجعله في الآخرة ذخرنا ، واجعله لنا شافعا معينا ... اللهم آمين ، والحمد لله رب العالمين .


ماذا بعد حفظ القرآن ؟!!

لبنى شرف / الأردن
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى