بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هذا حال البعض في عالم الانترنت هذه الأيام : التطاول على أهل العلم بكل ما أوتوا من جهد!
والمشكلة ليست في النقد بقدر ما هي طريقة النقد, وعدم التحلي بأدب الخلاف..
فأنت عندما تتناول عالم أو داعية ما, بالنقد ممن يشهد لهم بالفضل والصلاح؛ انقد أفكاره وأطروحاته التي تختلف معها - بحجة ودليل -, دون أن تتعرض لشخصه وإنسانيته ومكانته عند الناس..!
و قبل أن تحاول إثبات خطأ من تخالفه بطرقك الخاصة التي تمتد أحياناًً (لخبر مكذوب أو تناول لعرض أو تشويهاً لسمعة أو خوضاً في عقيدة ونوايا... الخ) فكر أنك مسؤول أمام الله تعالى عن هذه الأحرف, هل تبتغي بها وجه الله تعالى والإصلاح – بعلم -, أم هو هوى في النفس والفرح بانتقاص المخالف، لأجل الخلاف!
فا الذي تتكلم فيه ليس باليهودي ولا النصراني, إنه أخ لك في العقيدة قبل أن يكون من يكون! أخ لك حرام العرض والدم والمال, فكيف بعالم مسموم اللحم!
فمتى يفقه بعض الكُتاب في هذه الشبكات الفرق بين نقد الفكرة وتجريح الأشخاص؟!
لسنا مع تقديس أهل العلم أو تلميعهم على حساب الحق بطبيعة الحال, كما أننا لسنا مع النيل من عرض زيد وعبيد منهم, والجرأة عليهم كما هو ملاحظ في مواقع الانترنت الكبيرة منها خاصة ،التي كان حرياً بكتابها التمسك بأدب الخلاف والتزامه, لأن أحرفهم واقعة تحت نظر الكبير والصغير, العالم والجاهل... فلا يليق بهذه المنابر خاصة المنسوبة للعلم وأهله أن يهوى بها أصحابها تبعاً لحظوظ النفس والتشفي!
الرأي حرية شخصية, ولا يستطيع أي أحد كائناً من كان! كبتها أو قمعها مادامت تتماشى مع الضوابط الشرعية للخلاف, والذوقية.. خاصة مع ((أهل العلم)).
لكن إن دل هذا الانتقاص والجرأة – بالوضعية التي ذُكرت -, من أصحابه على شيء فإنه يدل على فعل أهوج وتصرف غير مسؤول!
ينبئ عن إفلاس في الذوقيات العامة التي عُهد بها المجتمع الإسلامي خاصة وعُني بها!
وكان حري بمن ينتسب لأهل العلم, طلباً أو دعوة خاصة وغيرهم عامة امتثال هذه القيم التي ربانا عليها الدين, لأن القيم والتعاليم انبثقت من هنا, من بلد من قال : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صلوات ربي وسلامه عليه لا الجناية على الخلاف وآدابه..
كما ينطبق هذا الكلام على غير أهل العلم, فأياً كان الشخص ينبغي أن ننتقد تصرفه وقوله الذي لا يتماشى مع الدين والذوق!, لا شخصه ونسبه... الخ
فيا أخي إن كنت حقاً مبتغ للحق والحق فقط؛ أما لك في سلف الأمة خير مثال على أساليب الخلاف؟؟
وقد علمت أنهم كانوا يختلفون في المجلس الواحد حتى يكاد الناظر لحالهم يجزم بقرب اشتباكهم ثم لا تراهم بعد ذلك, إلا أخوة متحابين هاشين وباشين..
لماذا؟؟ لأن الحق والحق فقط هو غايتهم ومنتهاهم..
لا لغرض شخصي وتصفية حسابات وتحزب ما أنزل الله تعالى به من سلطان.. كما هو حاصل اليوم!
أهل العلم \" خاصة \" ليسوا كغيرهم من الناس!
فهم صمام الأمان في الأمة... وإن لم يروق لك بعض صنيعهم, فماذا عليك لو نصحت لهم وشجبت واستنكرت بطريقة تثبت صدق نيتك أمام الله تعالى ثم الناس؟؟
بدون التشهير واختلاق الأكاذيب لأي حجة كانت!
فكم هو محزن والله, أن تقرأ جرأة على عالم في صحيفة! وافتراء على آخر في موقع!
واتهام لمجتهد! ونيل من مخلص!
وأخلاقيات لا تليق مع مستوى الهدف المقصود إن كان هناك هدف، غير المصالح الذاتية!
فما لمسنا إلا الفتنة والتصنيف واستباحة اللحوم وتسميم العقول! إلا من رحم الله تعالى وحفظ الجنان, وكف اللسان, ورد بشاف البيان, بلا رذية أو جحود أو نقصان! مما يدل على سلامة المخبر وحسن المظهر
وصاحب هذا المبدأ يستشعر في النهاية أن قلمه يمثله, وينبئ عن باطنه ومعتقده, وبالتالي ظهر للعلن سمو أخلاقه من دنوها! فحري بالكُتاب عامة, وكتاب الانترنت خاصة التحلي بأدب الخلاف والبعد عن الفرقة والاختلاف..
لسانك يكبو والبلاء سبيله **** وأنت تعد الذم منك صلاحا
تناسيت أقواما أغاروا بنابهم **** فكانت بلاياهم عليك مراحا
وما إن تبسم آخرون رميتهم **** وأشهرت فيهم مقتلا وسلاحا.
نشر بمجلة الأسرة العدد 191 صفر 1430 ه
اضرب بمطرقتك على سندان أهل العلم..!
مرفت عبدالجبار
والمشكلة ليست في النقد بقدر ما هي طريقة النقد, وعدم التحلي بأدب الخلاف..
فأنت عندما تتناول عالم أو داعية ما, بالنقد ممن يشهد لهم بالفضل والصلاح؛ انقد أفكاره وأطروحاته التي تختلف معها - بحجة ودليل -, دون أن تتعرض لشخصه وإنسانيته ومكانته عند الناس..!
و قبل أن تحاول إثبات خطأ من تخالفه بطرقك الخاصة التي تمتد أحياناًً (لخبر مكذوب أو تناول لعرض أو تشويهاً لسمعة أو خوضاً في عقيدة ونوايا... الخ) فكر أنك مسؤول أمام الله تعالى عن هذه الأحرف, هل تبتغي بها وجه الله تعالى والإصلاح – بعلم -, أم هو هوى في النفس والفرح بانتقاص المخالف، لأجل الخلاف!
فا الذي تتكلم فيه ليس باليهودي ولا النصراني, إنه أخ لك في العقيدة قبل أن يكون من يكون! أخ لك حرام العرض والدم والمال, فكيف بعالم مسموم اللحم!
فمتى يفقه بعض الكُتاب في هذه الشبكات الفرق بين نقد الفكرة وتجريح الأشخاص؟!
لسنا مع تقديس أهل العلم أو تلميعهم على حساب الحق بطبيعة الحال, كما أننا لسنا مع النيل من عرض زيد وعبيد منهم, والجرأة عليهم كما هو ملاحظ في مواقع الانترنت الكبيرة منها خاصة ،التي كان حرياً بكتابها التمسك بأدب الخلاف والتزامه, لأن أحرفهم واقعة تحت نظر الكبير والصغير, العالم والجاهل... فلا يليق بهذه المنابر خاصة المنسوبة للعلم وأهله أن يهوى بها أصحابها تبعاً لحظوظ النفس والتشفي!
الرأي حرية شخصية, ولا يستطيع أي أحد كائناً من كان! كبتها أو قمعها مادامت تتماشى مع الضوابط الشرعية للخلاف, والذوقية.. خاصة مع ((أهل العلم)).
لكن إن دل هذا الانتقاص والجرأة – بالوضعية التي ذُكرت -, من أصحابه على شيء فإنه يدل على فعل أهوج وتصرف غير مسؤول!
ينبئ عن إفلاس في الذوقيات العامة التي عُهد بها المجتمع الإسلامي خاصة وعُني بها!
وكان حري بمن ينتسب لأهل العلم, طلباً أو دعوة خاصة وغيرهم عامة امتثال هذه القيم التي ربانا عليها الدين, لأن القيم والتعاليم انبثقت من هنا, من بلد من قال : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صلوات ربي وسلامه عليه لا الجناية على الخلاف وآدابه..
كما ينطبق هذا الكلام على غير أهل العلم, فأياً كان الشخص ينبغي أن ننتقد تصرفه وقوله الذي لا يتماشى مع الدين والذوق!, لا شخصه ونسبه... الخ
فيا أخي إن كنت حقاً مبتغ للحق والحق فقط؛ أما لك في سلف الأمة خير مثال على أساليب الخلاف؟؟
وقد علمت أنهم كانوا يختلفون في المجلس الواحد حتى يكاد الناظر لحالهم يجزم بقرب اشتباكهم ثم لا تراهم بعد ذلك, إلا أخوة متحابين هاشين وباشين..
لماذا؟؟ لأن الحق والحق فقط هو غايتهم ومنتهاهم..
لا لغرض شخصي وتصفية حسابات وتحزب ما أنزل الله تعالى به من سلطان.. كما هو حاصل اليوم!
أهل العلم \" خاصة \" ليسوا كغيرهم من الناس!
فهم صمام الأمان في الأمة... وإن لم يروق لك بعض صنيعهم, فماذا عليك لو نصحت لهم وشجبت واستنكرت بطريقة تثبت صدق نيتك أمام الله تعالى ثم الناس؟؟
بدون التشهير واختلاق الأكاذيب لأي حجة كانت!
فكم هو محزن والله, أن تقرأ جرأة على عالم في صحيفة! وافتراء على آخر في موقع!
واتهام لمجتهد! ونيل من مخلص!
وأخلاقيات لا تليق مع مستوى الهدف المقصود إن كان هناك هدف، غير المصالح الذاتية!
فما لمسنا إلا الفتنة والتصنيف واستباحة اللحوم وتسميم العقول! إلا من رحم الله تعالى وحفظ الجنان, وكف اللسان, ورد بشاف البيان, بلا رذية أو جحود أو نقصان! مما يدل على سلامة المخبر وحسن المظهر
وصاحب هذا المبدأ يستشعر في النهاية أن قلمه يمثله, وينبئ عن باطنه ومعتقده, وبالتالي ظهر للعلن سمو أخلاقه من دنوها! فحري بالكُتاب عامة, وكتاب الانترنت خاصة التحلي بأدب الخلاف والبعد عن الفرقة والاختلاف..
لسانك يكبو والبلاء سبيله **** وأنت تعد الذم منك صلاحا
تناسيت أقواما أغاروا بنابهم **** فكانت بلاياهم عليك مراحا
وما إن تبسم آخرون رميتهم **** وأشهرت فيهم مقتلا وسلاحا.
نشر بمجلة الأسرة العدد 191 صفر 1430 ه
اضرب بمطرقتك على سندان أهل العلم..!
مرفت عبدالجبار
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى