بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هناك اعتبارات إنسانية متأصلة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية تتجلى مع أي مناسبة، سعيدة كانت أم حزينة، نراها في الزواج مثلاً بالتجمع تعبيراًعن الفرح بهذه المناسبة، وكذلك في النجاح، وفي الترقية.. وعند تأليف كتاب.... كما نراها في العزاء.. والأمثلة كثيرة، وهذا ما ينطبق بصورة أكبر على مواسمنا العظيمة السنوية، كرمضان والعيدين، فإننا نجد كثيراً من ألوان تنشيط العلاقات وزيارة الأقارب؛ ما يدخل البهجة والسرور على أنفسنا ومن حولنا، ويعزز أواصرنا ويقويها.
وقد لا نستشعر عظمة هذه النعم التي اعتدنا عليها إلا عندما نرى صور التفكك الأسري والاجتماعي في المجتمعات الغربية، وإن كانوا في الأصل يشتركون معنا في كثير منها، إلا أننا نكاد نكون المنفردين بالتميز في هذا المجال الإنساني، والتواصل الذي نتقدم به عليهم في ظل تفوقهم علينا على عدد من الأصعدة.
قالت صديقة: في أثناء خروجي وزوجي من أحد المستشفيات في ولاية أمريكية، رأيت سيدة مفرطة البدانة برفقة فتاتيها اللتين كانتا تحاولان جاهدتين مساعدتها على دخول السيارة ولم تستطيعا، فما كان من زوجي إلا أن استأذنهما في المساعدة، وأدخلها السيارة، فأخذن جميعاً في البكاء، وقلن: نحن نقف هنا لمدة ساعة كاملة ننتظر من يساعدنا لكن لم يعرنا أحد اهتمامه، واستغربن هذا التصرف من زوجي كونه غريباً عنهم، ومع ذلك لم يتردد في المساعدة، فانتهز زوجي الفرصة وبيّن لهن أن هذا مما علمنا إياه ديننا، فقالت المرأة: إن لي أبناءً لا أراهم إلا في عيد الأم!.
أنا أجزم أن هذه الموقف لا يستمر أكثر من خمس دقائق في مجتمعاتنا ولله الحمد، إلا ما شُذ عن القاعدة، وأقسى أنواع الشذوذ عن القاعدة: أن تكون المواقف الجافية وقطع الأواصر مع الوالدين في هذه المواسم المباركات التي تجدد أواصرنا، ولا أقو ل توجدها، كونها متأصلة فينا بفضل الله، وقد غرسها نبي الرحمة في نفوسنا، وهو الذي كان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة، صلى الله عليه وسلم، وقد شهد بأخلاقه وتعاليمه حتى الغرب أنفسهم، كقول الدكتور شبرك النمساوي: إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها؛ إذ إنّه على الرغم من أُمّيته استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمّته.
نشر بجريدة الرياضي
بتصرف يسير من الصحيفة يوم السبت 22/9/1430ه العدد4610
بأواصرنا نتفوق عليهم..!
مرفت عبدالجبار
وقد لا نستشعر عظمة هذه النعم التي اعتدنا عليها إلا عندما نرى صور التفكك الأسري والاجتماعي في المجتمعات الغربية، وإن كانوا في الأصل يشتركون معنا في كثير منها، إلا أننا نكاد نكون المنفردين بالتميز في هذا المجال الإنساني، والتواصل الذي نتقدم به عليهم في ظل تفوقهم علينا على عدد من الأصعدة.
قالت صديقة: في أثناء خروجي وزوجي من أحد المستشفيات في ولاية أمريكية، رأيت سيدة مفرطة البدانة برفقة فتاتيها اللتين كانتا تحاولان جاهدتين مساعدتها على دخول السيارة ولم تستطيعا، فما كان من زوجي إلا أن استأذنهما في المساعدة، وأدخلها السيارة، فأخذن جميعاً في البكاء، وقلن: نحن نقف هنا لمدة ساعة كاملة ننتظر من يساعدنا لكن لم يعرنا أحد اهتمامه، واستغربن هذا التصرف من زوجي كونه غريباً عنهم، ومع ذلك لم يتردد في المساعدة، فانتهز زوجي الفرصة وبيّن لهن أن هذا مما علمنا إياه ديننا، فقالت المرأة: إن لي أبناءً لا أراهم إلا في عيد الأم!.
أنا أجزم أن هذه الموقف لا يستمر أكثر من خمس دقائق في مجتمعاتنا ولله الحمد، إلا ما شُذ عن القاعدة، وأقسى أنواع الشذوذ عن القاعدة: أن تكون المواقف الجافية وقطع الأواصر مع الوالدين في هذه المواسم المباركات التي تجدد أواصرنا، ولا أقو ل توجدها، كونها متأصلة فينا بفضل الله، وقد غرسها نبي الرحمة في نفوسنا، وهو الذي كان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة، صلى الله عليه وسلم، وقد شهد بأخلاقه وتعاليمه حتى الغرب أنفسهم، كقول الدكتور شبرك النمساوي: إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها؛ إذ إنّه على الرغم من أُمّيته استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمّته.
نشر بجريدة الرياضي
بتصرف يسير من الصحيفة يوم السبت 22/9/1430ه العدد4610
بأواصرنا نتفوق عليهم..!
مرفت عبدالجبار
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى