بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
في حوار مع الإعلامي صلاح الغيدان: برنامج 99 قدم "أحدث" أنواع التوعية البرامجية في "العالم".
صلاح الغيدان للرسالة:
"برنامج 99 قدم أحدث نوع من أنواع التوعية البرامجية في (العالم) "...!
" بعض المسؤولين أثارت حفيظته الحلقات ولا يرغب في فتحها"...!
"كل ما يطرح في البرنامج هو من كتابتي؛ لأن المذيع الناجح يكتب لنفسه ولا يعتمد على الآخرين"
مرفت عبدالجبار_جدة
من منا لا يعرف صلاح الغيدان، الإعلامي البارز في القناة السعودية الرياضية، ومقدم برنامج تسعة وتسعين المعروف، والذي نال استحسان الكثير من المشاهدين والمتابعين، لتناوله قضايا اجتماعية ساخنة وحساسة، في طرح جريء ومتزن في الآن معاً، وقد فضح البرنامج العديد من المخططات المستترة في المجتمع، وأوصل صوت العديد من المواطنين لأهل الشأن والمهتمين. المذيع صلاح بن طالع بن ناصر الغيدان حصل على بكالوريـوس اللغـة العربـيـّة مـن جامعة الملك سعود بالرياض لعام 1424هـ/ 1425هـ، وحصل على دبلوم عالٍ تخصص فنّ الإلقاء والمقابلة - قسم الإعلام - من جامعة الملك سعود عام 1426هـ، وحصل على العديد من الدورات في العلاقات الدوليّة، وفنّ التعامل، ونظريات الاتصال الإعلامي، وغيرها، وهو الآن مذيع برامج اجتماعية حواريّة بالتلفزيون السعودي - القناة الرياضية – منذ انطلاقتها عام 1423هـ ومستشار إعلامي لقناة فضائية.
(التميز وأول المشوار)
حدثنا عن بدايتك، ومن خلف هذا التميز الذي يلمسه المشاهد إعلامياً ولغوياً؟!
بدأت مسيرتي الإعلامية بعد الثانوية، وكنت أحلم دائماَ أن أصبح مذيعاً ودخلت الجامعة وتم تدريبي، والتحقت بدورة مذيعين عبارة عن دبلوم ونجحت، وكان أول مشروع إعلامي بعد الدورة برنامج 99، وإذا كان البرنامج متميزاً فهو من تميز المشاهدين، والحقيقة أنا لا أعلم إن كنت متميزاً أو ناجحاً من غيره؛ لأن لدينا قواعد نمشي عليها وقاعدتنا الأساس: الإنجاز والسير المستمر والحكم للمشاهد، كما أن المسؤولين لم يقصروا معنا في الوزارة، وقد أعجب الجمهور إعجاباً شديداً بما يقدم لهم، وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل الرجال المخلصين الذين وقفوا خلف البرنامج من ضمنهم عادل عصام الدين مدير القناة، ووزير الثقافة والإعلام وعبدالله أبو داهش المستشار الإعلامي في وزارة الداخلية والمعد وصاحب فكرة 99، ودائماً أقول: لولا الله ثم أبو داهش لما ظهر برنامج 99، فالناس تشكر صلاح وأبو داهش سبب ظهور البرنامج.
وإن كان البرنامج متميزاً ربما لأنه حاكى أمراً في قلوب الناس، فأنا بحمد الله قريب من الناس، وأمشي مع جميع فئات المجتمع حتى العمالة الهندية والباكستانية، وأشعر الناس أن البرنامج منهم وفيهم وإليهم، فلا توجد رسالة تعلوهم، أو كلمة تطغى عليهم، أو جملة تستعصي عليهم.
أما التميز اللغوي فأنا تخصصي لغة عربية، ولو لم أخدم 99 بدراستي أربع أو خمس سنوات في اللغة العربية فكيف أخدم البرنامج؟! وكل ما يطرح في البرنامج هو من كتابتي؛ لأني أؤمن أن المذيع الناجح هو من يكتب لنفسه ولا يعتمد على الآخرين؛ لأن الآخرين لن يستمروا مع الشخص في كل حين، فربما حدث خلاف شخصي أو انشغال فيفتقد الشخص من كان يعتمد عليه، لكن عندما يخدم المذيع نفسه بنفسه ينجح في أي مكان يوضع فيه.
(99 والخط الأحمر).!
من يساهم في طرح المواضيع الساخنة التي يشاهدها المشاهد؟!
99 بحمد الله وفضله لم يخرج إلا بعد أن رأى تجارب الآخرين أين وصلت، فنحن بدأنا من حيث انتهى منه الآخرون، والذي أريد أن أوصله: أننا في الإعلام لدينا مساحة من الحرية، لكن لا أدري ما الذي نفتقده، هل نفتقد لقائد الرأي أو مشرع في إعلامنا؟! لا أدري! ونحن خطتنا في 99 لا تتنافى مع إعلامنا؛ لأن الإعلام يخدم الوطن والمواطن، و99 قائم على خدمة الوطن والمواطن، صحيح أن هناك أموراً كُشفت وعرت ولكن بأسلوب محترم، حتى المنشأة التي كشفت من بعد كشفها اتجهت للطريق الأصلح؛ لأن همنا المواطن، فمساحة الحرية كبيرة و99 قدم أشياء قال عنها جميع الناس أنها لامست خطا أحمر، بينما أرى أن 99 لم يلامس الخط الأحمر بعد! كما أن لدينا مواضيع لو طرحناها في عام 2008 لكنا لامسنا الخط الأحمر، ولكن ليس بعد، ومواضيع 2008 المطروحة كانت في 2006 من سابع المستحيلات أن تطرح، وما زلنا نأمل المزيد.
لماذا رقم 99 بالذات؟!
99 لأنه برنامج اجتماعي أمني يتماشى مع ما تقدمه وزارة الداخلية للناس وأرقام الدوائر التي تهم المواطن تبدأ بـ9، مثلا:999 الشرطة 994 أمن الطرق، 995 المخدرات، وهكذا... فأخذنا أول رقمين من هذه الأرقام لإبراز الحس الاجتماعي الموجود في البلد، وليكون يداً أخرى تخدم المواطنين.
(الغيدان والتهديد)
ألا تخشى التهديد من الحلقات الجريئة؟!
الحقيقة أنا حذر من الذهاب لأماكن تجمعات العمالة الوافدة؛ لأني أخشى أن يحصل اعتداء ومشاكل، خاصة بعد حلقة العمالة الوافدة! وقد أخبرني الكثير من الناس أن هؤلاء ليس لهم أمان! وقد أتاني في حلقات السحر تهديد علني أمام الناس، لكن بحمد الله اعتدت أن أخاف من الله تعالى وليس من الناس.
(صلاح في العناية المركزة)!
ما مدى تقبل العائلة لهذه المخاطرة؟!
والدتي تتمنى أن يأتي اليوم الذي أترك فيه البرنامج! ودائماً أتصل بها قبل الحلقة طالباً الدعاء، وبعد الحلقة سائلاً إياها عن رأيها في الحلقة، فعندما أسأل أحد الزملاء عن رأيه في الحلقة يقول لي حلقة جميلة ومبدعة، بينما والدتي تقول: لماذا تحدتث عن هذا الموضوع اترك هذه المواضيع! لأنها كأم تخشى على ولدها بطبيعة الحال، وعندما تدخل مكانا فيه معجبون بالبرنامج ويقولون لها ابنك قدم حلقة مميزة...إلخ، تقول لي: على قدر ما يعجبون على قدر ما أتألم داخلياً؛ لأنها تعرف أن ضريبة الحياة صعبة والحياة أخذ وعطاء، وعندما تشاهد التلفزيون في بعض الأحيان - وبخاصة القنوات الشعبية- تجد بعض الرسائل تدعو لصلاح، مرة رأت رسالة كتب فيها: ادعوا لصلاح فهو في العناية المركزة! كادت أن تجن واتصلت بي وكان هاتفي مغلقاً وأنا نائم لأني لست بقربها بأبها، كلمتها اليوم التالي وكادت تجن بسبب هذه الرسالة.
ما الذي أضافه لك 99؟!
أضاف لي حب الناس، فأنا لدي تواصل طيب مع الناس وبيني وبينهم تعاون، فمن لديه اقتراح يتصل بي ولا يجد أي حاجز، وفي إحدى المرات اتصل بي شخص وقال: أقسم بالله أني صحوت من نومي الساعة الثالثة فجراً ووجدت والدتي تدعو لك وتقول: اللهم وفق صلاح الغيدان! فيقول: أمي تدعو لك وهي لا تعرفك! فلو لم يضف لي 99 إلا الدعوات الطيبات من الناس في ظهر الغيب لكفى بها نعمة، والحمد لله.
(99 والبيت الأول)
هل لاختيار القناة الرياضية سبب لبث البرنامج؟!
أنا بدأت في القناة الرياضية من الصفر، كنت لا شيء وأصبحت إعلاميا أقدم شيئا للناس، فالقناة الرياضية أعتبرها ورشة العمل التي احتضنتني وأتاحت لي الفرصة وقدمت لي كل شيء وأظهرتني للناس، وهناك من قال إن 99 يتناسب مع الإخبارية ويتناسب مع الأولى، لكني أرى أنه يتناسب مع القناة الرياضية ورسالتها؛ لأنها تمثل المجتمع الشبابي، وهي أكثر قناة سعودية مشاهدة في مجموعة قنوات التلفزيون السعودي بحكم اهتمامها بالشباب، و90% من سكان المملكة شباب، فميولهم - دون أي إحصاء- تتجه للقناة الترفيهية، وقناة الترفيه هنا هي الرياضية، فليس من العدل أن يكون البرنامج متعوباً عليه ويذهب لقناة نسبة المشاهدة فيها تقل فيها عن الرياضية، فالرياضية هي الأنسب للبرنامج.
(الجيوب والعقول المفلسة)
ما رأيك في الإعلام العربي، وبخاصة الموجه للشباب؟!
نحتاج رسالة هادفة تنتشل الشباب من الوحل الذي يعيشه، تعلمين أن العولمة الآن أثرت على العالم العربي، والتلوث الفكري قائم عند الشباب بسبب هذا الانفتاح، فلو أخذت شريحة من الشباب وسألتهم عن همومهم وآمالهم تجدين من يقول لكِ: أريد أن أصبح تاجرا، وآخر يقول: أريد أن أصبح مثل الممثل الفلاني، وآخر: فيلا، وهكذا ونادراً ما تجدين واحداً منهم يقول: أتمنى أن (تتحرر فلسطين) في يوم من الأيام، أتمنى أن يكون الإسلام هو الدين الذي لا يمسه أحد، والمنتشر في العالم، وهذا كله بسبب هذه القنوات، فلو أتينا على برنامج مثل ستار أكاديمي مثلاً لوجدنا هدفها فقط نزف جيوبهم واستغلالهم برسائل sms والاتصالات التافهة، فهم في الحقيقة يمثلون برسالتهم الهابطة نزف جيوب الشباب والمحتوى الفارغ، وكل هذا ينصب في دائرة الترفيه التافه، فإلى متى نفتقد الرسالة الهادفة في إعلامنا العربي؟!.
(قصتي مع الخمر)
أصعب الحلقات التي واجهتك في البرنامج؟!
أصعب حلقة من ناحية الجهد والوقت والتأثير على الصحة حلقة العمالة الوافدة، فقد خرجنا مع رجال الأمن - جزاهم الله خيرا- أياماً متتالية، وأحد الأيام خرجنا من الساعة الواحدة ظهراً بجهد متواصل إلى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي! وأخذنا نصور ونلاحق، فقبضنا على أناس مروجين رائحة الخمر التي وجدت معهم أثرت على عينيّ لحوالي سبعة أيام أو ثمانية أيام، وهذا الجهد الكبير الذي نبذله والموجودة تغطياته في منتدانا وجدنا أن الناس راضية عنه بشكل كبير والحمد لله، سواءً على المستوى السياسي (وزارة الداخلية)، أو على مستوى الشعب (المواطنين).
(بصراحة)
ما مدى تفاعل المسؤولين مع القضايا التي تطرح في البرنامج؟!
هم على انقسام، يوجد مسؤولون كثر يكلمونني ويتفاعلون مع الحلقات، والبعض الآخر أثارت حفيظته بعض الحلقات ولا يرغب في طرحها وفتحها.
أكثر الحلقات التي نالت استحسان الجمهور؟!
حلقة العمالة الوافدة، وحلقات السحر، وندر أن يفضح أحد ساحراً على الهواء، وحلقات الأخطاء الطبية، والحلقات عندنا على أقسام: قسم يهتم بالحياة، كأن يحافظ الإنسان على حياته من الموت كالتفحيط والمخدرات، وحلقات تهتم بالمحافظة على الاستقرار الاجتماعي، كالصحة، والتربية والتعليم، والزواج، وغير ذلك، وحلقات أمنية بحتة كالتستر على العمالة.
طموحاتك المحققة إلى الآن وطموحات تسعى إلى تحقيقها؟!
بما أن 99 برز هذا البروز لدرجة أني عندما أقابل الناس يدعون لي، فهذا أفضل طموح حققته إلى الآن، وأفضل من كنوز الدنيا بأسرها، أما الطموحات المستقبلية فأتمنى أن ينتشر برنامج 99 لأني أعتبره إلى الآن لم يؤد ولا 10% من رسالته، فأنا أتمنى أن أنتشر في كل مكان، وأرى الأسر السعودية في الخارج كيف تعيش، وما مشاكلها.
(مجرمون على الهواء)...!
كيف أعطتك الجماهير الثقة للتحدث عن مشاكلها وهمومها وجرائمها على التلفاز؟!
أتوقع أن البرنامج قدم أحدث نوع من أنواع التوعية البرامجية في "العالم "، وهذه الثقة أتت لأني مستوعب الموضوع الذي أتحدث عنه، وأعيش القضية لهدف القضية ذاتها والبحث عن حلولها، وليس لهدف آخر كالمجد الشخصي، فالثقة منهم أتت من ثقتي بما أقدم عندما أستوعب وأعيش الموضوع وأشاركهم همومهم وآمالهم.
ما مدى مصداقية الناس الذين تستضيفونهم على الهواء كالمروجين والمعاكسين؟! وهل لهم مطلق العنان أم خاضعون للمراقبة؟!
عندما تناقشين قضية عن الغزل مثلاً كيف تجدين تاريخ الإعلام في تناوله لهذه القضية؟! كانوا يأتون بتربوي أو شيخ يتحدث ويبدأ يعظ ويحذر، فالمشاهد الآن لم يعد يتفاعل مع الأسلوب النمطي وإملاء الأفكار، فالبرنامج أتى بالمجرم نفسه وهو الذي كشف سر مهنته، وأقسم لكِ بالله لا يوجد به أي نوع من الفبركة! أما كيف حصلنا عليهم؟ أنا لا أدري إلى الآن كيف، إنما هذا من توفيق الله تعالى، وهم من يتصل بنا ويعرض علينا فكرة الظهور في البرنامج، وهو لن يكسب شهرة أو له غرض من هذا الظهور، إلا نكتة الخير التي وجدت في قلبه وحملته على هذا الظهور، والصورة بطبيعة الحال أبلغ من الكلام، فعندما يرى ويسمع المشاهد من المجرم نفسه سيكون الرادع أقوى، وأنا إعلامي وليس لي عليهم سلطة سجن، وأيهما أفضل: أن أبلغ عنهم، أم ندعهم يتحدثون أمام المشاهدين للتوعية؟، قال لي مدرس أنه اكتشف بعد هذه الحلقة أن 6 من طلابه مروجو مخدرات! وعندما حدثني اللواء عبدالرحمن المحرج توقعت أنه سينهرني ويقول: كيف تخرج مثل هؤلاء؟ لكنه قال: هذه البرامج لم أرها إلا في البرامج اللندنية، هذا وهو مدير مكافحة مخدرات! فإن دل هذا على شيء فيدل على وعيه، وأن هدفه ليس القبض والتجريم بقدر التوعية للناس حتى لا يقعوا في الخطأ نفسه! فالبرنامج هدفه أن يوعي من لم يقع في الخطأ ومراجعة من وقع فيه لنفسه.
في حوار مع الإعلامي صلاح الغيدان: برنامج 99 قدم "أحدث" أنواع التوعية البرامجية في "العالم".
مرفت عبدالجبار
صلاح الغيدان للرسالة:
"برنامج 99 قدم أحدث نوع من أنواع التوعية البرامجية في (العالم) "...!
" بعض المسؤولين أثارت حفيظته الحلقات ولا يرغب في فتحها"...!
"كل ما يطرح في البرنامج هو من كتابتي؛ لأن المذيع الناجح يكتب لنفسه ولا يعتمد على الآخرين"
مرفت عبدالجبار_جدة
من منا لا يعرف صلاح الغيدان، الإعلامي البارز في القناة السعودية الرياضية، ومقدم برنامج تسعة وتسعين المعروف، والذي نال استحسان الكثير من المشاهدين والمتابعين، لتناوله قضايا اجتماعية ساخنة وحساسة، في طرح جريء ومتزن في الآن معاً، وقد فضح البرنامج العديد من المخططات المستترة في المجتمع، وأوصل صوت العديد من المواطنين لأهل الشأن والمهتمين. المذيع صلاح بن طالع بن ناصر الغيدان حصل على بكالوريـوس اللغـة العربـيـّة مـن جامعة الملك سعود بالرياض لعام 1424هـ/ 1425هـ، وحصل على دبلوم عالٍ تخصص فنّ الإلقاء والمقابلة - قسم الإعلام - من جامعة الملك سعود عام 1426هـ، وحصل على العديد من الدورات في العلاقات الدوليّة، وفنّ التعامل، ونظريات الاتصال الإعلامي، وغيرها، وهو الآن مذيع برامج اجتماعية حواريّة بالتلفزيون السعودي - القناة الرياضية – منذ انطلاقتها عام 1423هـ ومستشار إعلامي لقناة فضائية.
(التميز وأول المشوار)
حدثنا عن بدايتك، ومن خلف هذا التميز الذي يلمسه المشاهد إعلامياً ولغوياً؟!
بدأت مسيرتي الإعلامية بعد الثانوية، وكنت أحلم دائماَ أن أصبح مذيعاً ودخلت الجامعة وتم تدريبي، والتحقت بدورة مذيعين عبارة عن دبلوم ونجحت، وكان أول مشروع إعلامي بعد الدورة برنامج 99، وإذا كان البرنامج متميزاً فهو من تميز المشاهدين، والحقيقة أنا لا أعلم إن كنت متميزاً أو ناجحاً من غيره؛ لأن لدينا قواعد نمشي عليها وقاعدتنا الأساس: الإنجاز والسير المستمر والحكم للمشاهد، كما أن المسؤولين لم يقصروا معنا في الوزارة، وقد أعجب الجمهور إعجاباً شديداً بما يقدم لهم، وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل الرجال المخلصين الذين وقفوا خلف البرنامج من ضمنهم عادل عصام الدين مدير القناة، ووزير الثقافة والإعلام وعبدالله أبو داهش المستشار الإعلامي في وزارة الداخلية والمعد وصاحب فكرة 99، ودائماً أقول: لولا الله ثم أبو داهش لما ظهر برنامج 99، فالناس تشكر صلاح وأبو داهش سبب ظهور البرنامج.
وإن كان البرنامج متميزاً ربما لأنه حاكى أمراً في قلوب الناس، فأنا بحمد الله قريب من الناس، وأمشي مع جميع فئات المجتمع حتى العمالة الهندية والباكستانية، وأشعر الناس أن البرنامج منهم وفيهم وإليهم، فلا توجد رسالة تعلوهم، أو كلمة تطغى عليهم، أو جملة تستعصي عليهم.
أما التميز اللغوي فأنا تخصصي لغة عربية، ولو لم أخدم 99 بدراستي أربع أو خمس سنوات في اللغة العربية فكيف أخدم البرنامج؟! وكل ما يطرح في البرنامج هو من كتابتي؛ لأني أؤمن أن المذيع الناجح هو من يكتب لنفسه ولا يعتمد على الآخرين؛ لأن الآخرين لن يستمروا مع الشخص في كل حين، فربما حدث خلاف شخصي أو انشغال فيفتقد الشخص من كان يعتمد عليه، لكن عندما يخدم المذيع نفسه بنفسه ينجح في أي مكان يوضع فيه.
(99 والخط الأحمر).!
من يساهم في طرح المواضيع الساخنة التي يشاهدها المشاهد؟!
99 بحمد الله وفضله لم يخرج إلا بعد أن رأى تجارب الآخرين أين وصلت، فنحن بدأنا من حيث انتهى منه الآخرون، والذي أريد أن أوصله: أننا في الإعلام لدينا مساحة من الحرية، لكن لا أدري ما الذي نفتقده، هل نفتقد لقائد الرأي أو مشرع في إعلامنا؟! لا أدري! ونحن خطتنا في 99 لا تتنافى مع إعلامنا؛ لأن الإعلام يخدم الوطن والمواطن، و99 قائم على خدمة الوطن والمواطن، صحيح أن هناك أموراً كُشفت وعرت ولكن بأسلوب محترم، حتى المنشأة التي كشفت من بعد كشفها اتجهت للطريق الأصلح؛ لأن همنا المواطن، فمساحة الحرية كبيرة و99 قدم أشياء قال عنها جميع الناس أنها لامست خطا أحمر، بينما أرى أن 99 لم يلامس الخط الأحمر بعد! كما أن لدينا مواضيع لو طرحناها في عام 2008 لكنا لامسنا الخط الأحمر، ولكن ليس بعد، ومواضيع 2008 المطروحة كانت في 2006 من سابع المستحيلات أن تطرح، وما زلنا نأمل المزيد.
لماذا رقم 99 بالذات؟!
99 لأنه برنامج اجتماعي أمني يتماشى مع ما تقدمه وزارة الداخلية للناس وأرقام الدوائر التي تهم المواطن تبدأ بـ9، مثلا:999 الشرطة 994 أمن الطرق، 995 المخدرات، وهكذا... فأخذنا أول رقمين من هذه الأرقام لإبراز الحس الاجتماعي الموجود في البلد، وليكون يداً أخرى تخدم المواطنين.
(الغيدان والتهديد)
ألا تخشى التهديد من الحلقات الجريئة؟!
الحقيقة أنا حذر من الذهاب لأماكن تجمعات العمالة الوافدة؛ لأني أخشى أن يحصل اعتداء ومشاكل، خاصة بعد حلقة العمالة الوافدة! وقد أخبرني الكثير من الناس أن هؤلاء ليس لهم أمان! وقد أتاني في حلقات السحر تهديد علني أمام الناس، لكن بحمد الله اعتدت أن أخاف من الله تعالى وليس من الناس.
(صلاح في العناية المركزة)!
ما مدى تقبل العائلة لهذه المخاطرة؟!
والدتي تتمنى أن يأتي اليوم الذي أترك فيه البرنامج! ودائماً أتصل بها قبل الحلقة طالباً الدعاء، وبعد الحلقة سائلاً إياها عن رأيها في الحلقة، فعندما أسأل أحد الزملاء عن رأيه في الحلقة يقول لي حلقة جميلة ومبدعة، بينما والدتي تقول: لماذا تحدتث عن هذا الموضوع اترك هذه المواضيع! لأنها كأم تخشى على ولدها بطبيعة الحال، وعندما تدخل مكانا فيه معجبون بالبرنامج ويقولون لها ابنك قدم حلقة مميزة...إلخ، تقول لي: على قدر ما يعجبون على قدر ما أتألم داخلياً؛ لأنها تعرف أن ضريبة الحياة صعبة والحياة أخذ وعطاء، وعندما تشاهد التلفزيون في بعض الأحيان - وبخاصة القنوات الشعبية- تجد بعض الرسائل تدعو لصلاح، مرة رأت رسالة كتب فيها: ادعوا لصلاح فهو في العناية المركزة! كادت أن تجن واتصلت بي وكان هاتفي مغلقاً وأنا نائم لأني لست بقربها بأبها، كلمتها اليوم التالي وكادت تجن بسبب هذه الرسالة.
ما الذي أضافه لك 99؟!
أضاف لي حب الناس، فأنا لدي تواصل طيب مع الناس وبيني وبينهم تعاون، فمن لديه اقتراح يتصل بي ولا يجد أي حاجز، وفي إحدى المرات اتصل بي شخص وقال: أقسم بالله أني صحوت من نومي الساعة الثالثة فجراً ووجدت والدتي تدعو لك وتقول: اللهم وفق صلاح الغيدان! فيقول: أمي تدعو لك وهي لا تعرفك! فلو لم يضف لي 99 إلا الدعوات الطيبات من الناس في ظهر الغيب لكفى بها نعمة، والحمد لله.
(99 والبيت الأول)
هل لاختيار القناة الرياضية سبب لبث البرنامج؟!
أنا بدأت في القناة الرياضية من الصفر، كنت لا شيء وأصبحت إعلاميا أقدم شيئا للناس، فالقناة الرياضية أعتبرها ورشة العمل التي احتضنتني وأتاحت لي الفرصة وقدمت لي كل شيء وأظهرتني للناس، وهناك من قال إن 99 يتناسب مع الإخبارية ويتناسب مع الأولى، لكني أرى أنه يتناسب مع القناة الرياضية ورسالتها؛ لأنها تمثل المجتمع الشبابي، وهي أكثر قناة سعودية مشاهدة في مجموعة قنوات التلفزيون السعودي بحكم اهتمامها بالشباب، و90% من سكان المملكة شباب، فميولهم - دون أي إحصاء- تتجه للقناة الترفيهية، وقناة الترفيه هنا هي الرياضية، فليس من العدل أن يكون البرنامج متعوباً عليه ويذهب لقناة نسبة المشاهدة فيها تقل فيها عن الرياضية، فالرياضية هي الأنسب للبرنامج.
(الجيوب والعقول المفلسة)
ما رأيك في الإعلام العربي، وبخاصة الموجه للشباب؟!
نحتاج رسالة هادفة تنتشل الشباب من الوحل الذي يعيشه، تعلمين أن العولمة الآن أثرت على العالم العربي، والتلوث الفكري قائم عند الشباب بسبب هذا الانفتاح، فلو أخذت شريحة من الشباب وسألتهم عن همومهم وآمالهم تجدين من يقول لكِ: أريد أن أصبح تاجرا، وآخر يقول: أريد أن أصبح مثل الممثل الفلاني، وآخر: فيلا، وهكذا ونادراً ما تجدين واحداً منهم يقول: أتمنى أن (تتحرر فلسطين) في يوم من الأيام، أتمنى أن يكون الإسلام هو الدين الذي لا يمسه أحد، والمنتشر في العالم، وهذا كله بسبب هذه القنوات، فلو أتينا على برنامج مثل ستار أكاديمي مثلاً لوجدنا هدفها فقط نزف جيوبهم واستغلالهم برسائل sms والاتصالات التافهة، فهم في الحقيقة يمثلون برسالتهم الهابطة نزف جيوب الشباب والمحتوى الفارغ، وكل هذا ينصب في دائرة الترفيه التافه، فإلى متى نفتقد الرسالة الهادفة في إعلامنا العربي؟!.
(قصتي مع الخمر)
أصعب الحلقات التي واجهتك في البرنامج؟!
أصعب حلقة من ناحية الجهد والوقت والتأثير على الصحة حلقة العمالة الوافدة، فقد خرجنا مع رجال الأمن - جزاهم الله خيرا- أياماً متتالية، وأحد الأيام خرجنا من الساعة الواحدة ظهراً بجهد متواصل إلى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي! وأخذنا نصور ونلاحق، فقبضنا على أناس مروجين رائحة الخمر التي وجدت معهم أثرت على عينيّ لحوالي سبعة أيام أو ثمانية أيام، وهذا الجهد الكبير الذي نبذله والموجودة تغطياته في منتدانا وجدنا أن الناس راضية عنه بشكل كبير والحمد لله، سواءً على المستوى السياسي (وزارة الداخلية)، أو على مستوى الشعب (المواطنين).
(بصراحة)
ما مدى تفاعل المسؤولين مع القضايا التي تطرح في البرنامج؟!
هم على انقسام، يوجد مسؤولون كثر يكلمونني ويتفاعلون مع الحلقات، والبعض الآخر أثارت حفيظته بعض الحلقات ولا يرغب في طرحها وفتحها.
أكثر الحلقات التي نالت استحسان الجمهور؟!
حلقة العمالة الوافدة، وحلقات السحر، وندر أن يفضح أحد ساحراً على الهواء، وحلقات الأخطاء الطبية، والحلقات عندنا على أقسام: قسم يهتم بالحياة، كأن يحافظ الإنسان على حياته من الموت كالتفحيط والمخدرات، وحلقات تهتم بالمحافظة على الاستقرار الاجتماعي، كالصحة، والتربية والتعليم، والزواج، وغير ذلك، وحلقات أمنية بحتة كالتستر على العمالة.
طموحاتك المحققة إلى الآن وطموحات تسعى إلى تحقيقها؟!
بما أن 99 برز هذا البروز لدرجة أني عندما أقابل الناس يدعون لي، فهذا أفضل طموح حققته إلى الآن، وأفضل من كنوز الدنيا بأسرها، أما الطموحات المستقبلية فأتمنى أن ينتشر برنامج 99 لأني أعتبره إلى الآن لم يؤد ولا 10% من رسالته، فأنا أتمنى أن أنتشر في كل مكان، وأرى الأسر السعودية في الخارج كيف تعيش، وما مشاكلها.
(مجرمون على الهواء)...!
كيف أعطتك الجماهير الثقة للتحدث عن مشاكلها وهمومها وجرائمها على التلفاز؟!
أتوقع أن البرنامج قدم أحدث نوع من أنواع التوعية البرامجية في "العالم "، وهذه الثقة أتت لأني مستوعب الموضوع الذي أتحدث عنه، وأعيش القضية لهدف القضية ذاتها والبحث عن حلولها، وليس لهدف آخر كالمجد الشخصي، فالثقة منهم أتت من ثقتي بما أقدم عندما أستوعب وأعيش الموضوع وأشاركهم همومهم وآمالهم.
ما مدى مصداقية الناس الذين تستضيفونهم على الهواء كالمروجين والمعاكسين؟! وهل لهم مطلق العنان أم خاضعون للمراقبة؟!
عندما تناقشين قضية عن الغزل مثلاً كيف تجدين تاريخ الإعلام في تناوله لهذه القضية؟! كانوا يأتون بتربوي أو شيخ يتحدث ويبدأ يعظ ويحذر، فالمشاهد الآن لم يعد يتفاعل مع الأسلوب النمطي وإملاء الأفكار، فالبرنامج أتى بالمجرم نفسه وهو الذي كشف سر مهنته، وأقسم لكِ بالله لا يوجد به أي نوع من الفبركة! أما كيف حصلنا عليهم؟ أنا لا أدري إلى الآن كيف، إنما هذا من توفيق الله تعالى، وهم من يتصل بنا ويعرض علينا فكرة الظهور في البرنامج، وهو لن يكسب شهرة أو له غرض من هذا الظهور، إلا نكتة الخير التي وجدت في قلبه وحملته على هذا الظهور، والصورة بطبيعة الحال أبلغ من الكلام، فعندما يرى ويسمع المشاهد من المجرم نفسه سيكون الرادع أقوى، وأنا إعلامي وليس لي عليهم سلطة سجن، وأيهما أفضل: أن أبلغ عنهم، أم ندعهم يتحدثون أمام المشاهدين للتوعية؟، قال لي مدرس أنه اكتشف بعد هذه الحلقة أن 6 من طلابه مروجو مخدرات! وعندما حدثني اللواء عبدالرحمن المحرج توقعت أنه سينهرني ويقول: كيف تخرج مثل هؤلاء؟ لكنه قال: هذه البرامج لم أرها إلا في البرامج اللندنية، هذا وهو مدير مكافحة مخدرات! فإن دل هذا على شيء فيدل على وعيه، وأن هدفه ليس القبض والتجريم بقدر التوعية للناس حتى لا يقعوا في الخطأ نفسه! فالبرنامج هدفه أن يوعي من لم يقع في الخطأ ومراجعة من وقع فيه لنفسه.
في حوار مع الإعلامي صلاح الغيدان: برنامج 99 قدم "أحدث" أنواع التوعية البرامجية في "العالم".
مرفت عبدالجبار
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى