خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحوار في الحياة الزوجية”.. كان هذا عنوان الحلقة الأخيرة التي قدّمتها في إذاعة محليّة في برنامج أُعِدّه وأُقدِّمه.. وما إن انتهى بث البرنامج حتى عاجلني أخ بقوله: “كله كلام”.. ويوم إعادة الحلقة وصلتني رسالة على الجوال وفيها: “كله تنظير”.. فتوقفت عند العبارتين وجالت في فكري أسئلة وراودت قلبي خواطر.. أين يكمن الخطأ؟!
إن كان ما يُعرَض هو ما “يُفتَرَض” أن يكون بين الزوجين.. فلِم يستثقل الناس تطبيقه؟!
هل هو الرهاب من التغيير حتى لو كان إيجابياً؟ هل هو العجز عن التطبيق؟ هل هو التشبث بالعادات؟! هل هو الزهد بالنتيجة؟! هل هو يأس؟! هل هو جهل؟! هل هو ضعف الثقة بالنفس؟! هل هو فقد للإمكانات النفسية والاجتماعية؟!
وتخيّلت.. لو أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ركنوا إلى ما اعتادوه في حياتهم قبل الإسلام.. ولم يستجيبوا للحبيب عليه الصلاة والسلام ولم يتحرّكوا للتغيير وتبليغ الدعوة.. هل كانت لتقوم دولة الإسلام وتنتشر في أقاصيها؟!
ترى الكثير من الأزواج يعانون الملل القاتل في حياتهم الزوجية.. والروتين المحبِط.. والخرس الزوجي والطلاق الصامت والشلل العاطفي.. وتجد التعاسة تغلِّف كيانهم من ألِفه إلى يائه وبالرغم من ذلك لا يحرّكون ساكناً.. قد يعتبرون أن هذا الأمر طبيعي بعد فترة من الزواج ومشاغل الحياة والضغوط والمسؤوليات.. و إن انتبهوا إلى الحال المأساوي الذي يعيشون ففي أحسن الأحوال تندب الزوجة حظها.. ويبكي الزوج مأساته.. فإن كان ميسوراً فتّش عن أُخرى يجدّد معها شبابه ومشاعره.. وإلا بقيا على هذا الحال حتى يأذن الله تعالى بأمرٍ من عنده.. ويكون اعتياد واستسلام حتى دون التفكير بالتغيير!
هل هذا ما يريده الإسلام من كينونة العائلة ومن الزواج؟ هل هذه هي المودة والرحمة والسكن التي ينشدها الدِّين في حياة الزوجين؟ هل هذا ما كان عليه قدوتنا وحبيبنا الذي نتغنى بحبه صلوات ربي وسلامه عليه؟! لا ورب الكعبة!
لطالما ردّدنا ونردّد الآية الكريمة التي تناولت التغيير بشكل واضح حيث يقول رب العزة سبحانه وتعالى: “إن الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم” .. ولكن المشكلة الكبرى هي عدم الوعي أو عدم الرغبة في تغيير الواقع الزوجي حين يكون متدهوراً.. وهذه معضلة! فلا بد أن يبدأ التغيير من دواخلنا.. من أنفسنا.. من قلوبنا ومن عقولنا!
يذكرني حال غالبية الأزواج بالفيل الأبيض نيلسون.. فقد رُوِيَ أنّ فيلاً صغيراً وقع في فخ الصيادين في أفريقيا وكان عمره شهرين.. بيع لرجل ثري يملك حديقة حيوانات وأطلق عليه اسم نيلسون.. وفي حديقة الحيوانات ربطوا رجل نيلسون بسلسلة حديدية قوية في نهايتها كرة حديدية كبيرة.. شعر نيلسون بالغضب الشديد وعزم على تحرير نفسه من هذا الأسر.. ولكنه كلما حاول أن يتحرك بشدّ السلسلة الحديدية كانت الأوجاع تزداد عليه فيحاول مجدداً ثم يتعب وينام.. وفي اليوم التالي يعيد نفس القصة.. ومع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله قرر نيلسون أن يتقبّل الواقع ولم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى على الرغم من أنه يزداد كل يوم قوة وحجماً.. وفي إحدى الليالي قاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة إلى كرة خشبية صغيرة.. لم يحاول نيلسون التخلص من الكرة مع سهولة ذلك لأنه كان قد تبرمج على أن محاولاته ستبوء بالفشل!
وما يعيشه الأزواج ألا يشبه بشكل كبير هذه البرمجة لنيلسون؟! لا بد من تغيير هذه البرمجة وهذا يتطلب تغييراً في المدارك، في الأفهام والتصورات وطرق التفكير لينتج تغييراً في السلوك والتصرفات.. يقول الدكتور جاسم سلطان في كلامه عن النهضة “لا بد من باعث نفسي داخلي كبير، ليتم تغيير الواقع الخارجي”.. وهل يمكن أن تكون نهضة في الأمّة إن لم تسبقها نهضة في أنفسنا وفي بيوتنا؟!
ابتدأ الخطأ منذ الصِغَر.. بناء أُسري وتربوي ضعيف.. ثم عدم تهيئة نفسية وثقافية قبل الولوج في عالم الزواج.. لتكتمل فصول المسرحية في بيت الزوجية لتكون الحياة تعيسة مملة.. على غير الهدي النبوي..
سؤال يراودني: هل من الصعب أن يجلس الزوجان مع بعضهما ويعيا ما هم فيه.. يأخذان الفوائد والخبرات والعِبَر من الماضي.. وبعد ذلك يقومان بتوصيف حاضرهما ثم يستكشفان مواطن الضعف والخلل في حياتهما ليضعا خطة تغيير وتأهيل وتجويد وتطوير ليصلا في نهاية الطريق إلى ما يصبو إليه كل زوج وزوجة في هذه الحياة؟! مودةٌ ورحمة وسكن..
قناعةٌ.. فنِيَّةٌ.. فعزمٌ.. فتخطيط.. فسعادة ومودة ورحمة!
ألا تستحق حياتنا السعادة؟ ألا يستحق أطفالنا بيوتاً عامرة بالثقة والأمل والحنان والدفء؟ ألا يستحق ديننا أن نطبّقه في علاقاتنا مع الله تعالى ابتداءاً ثم مع أنفسنا وأزواجنا والآخرين؟
هذا ليس تنظيراً.. هذه حقيقة يجب أن نبدأ التفكير فيها حتى لو مرت أعوام على الزواج.. علينا التفكير بالتغيير من خلال إصلاح الانحراف في العلاقة أو تطويرها إن كانت حسنة..
الطريق طويل ويحتاج صبراً وإصرارا.. والمحبطات كثيرة.. وشياطين الإنس والجنّ حاضرة لإجهاض المحاولات التصحيحية.. ولكن بالمقابل هناك الإيمان والقناعة بضرورة التغيير والثقة بالله جل وعلا ثم بالنفس وهناك أيضاً تحسس لذة الإنجاز والسعادة القادمة بإذنه..
فبادر أخي الزوج.. وأختي الزوجة إلى عملية التغيير الإصلاحي في علاقةٍ يُراد لها أن توصِلنا لنهضة أمّة ودخول جنّة..
أفلا يستحق هذا الزواج الإنقاذ؟!
وليكن الشعار للمرحلة القادمة.. “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله”
ألا يستحق زواجك الإنقاذ؟!
أ.سحر المصري
إن كان ما يُعرَض هو ما “يُفتَرَض” أن يكون بين الزوجين.. فلِم يستثقل الناس تطبيقه؟!
هل هو الرهاب من التغيير حتى لو كان إيجابياً؟ هل هو العجز عن التطبيق؟ هل هو التشبث بالعادات؟! هل هو الزهد بالنتيجة؟! هل هو يأس؟! هل هو جهل؟! هل هو ضعف الثقة بالنفس؟! هل هو فقد للإمكانات النفسية والاجتماعية؟!
وتخيّلت.. لو أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ركنوا إلى ما اعتادوه في حياتهم قبل الإسلام.. ولم يستجيبوا للحبيب عليه الصلاة والسلام ولم يتحرّكوا للتغيير وتبليغ الدعوة.. هل كانت لتقوم دولة الإسلام وتنتشر في أقاصيها؟!
ترى الكثير من الأزواج يعانون الملل القاتل في حياتهم الزوجية.. والروتين المحبِط.. والخرس الزوجي والطلاق الصامت والشلل العاطفي.. وتجد التعاسة تغلِّف كيانهم من ألِفه إلى يائه وبالرغم من ذلك لا يحرّكون ساكناً.. قد يعتبرون أن هذا الأمر طبيعي بعد فترة من الزواج ومشاغل الحياة والضغوط والمسؤوليات.. و إن انتبهوا إلى الحال المأساوي الذي يعيشون ففي أحسن الأحوال تندب الزوجة حظها.. ويبكي الزوج مأساته.. فإن كان ميسوراً فتّش عن أُخرى يجدّد معها شبابه ومشاعره.. وإلا بقيا على هذا الحال حتى يأذن الله تعالى بأمرٍ من عنده.. ويكون اعتياد واستسلام حتى دون التفكير بالتغيير!
هل هذا ما يريده الإسلام من كينونة العائلة ومن الزواج؟ هل هذه هي المودة والرحمة والسكن التي ينشدها الدِّين في حياة الزوجين؟ هل هذا ما كان عليه قدوتنا وحبيبنا الذي نتغنى بحبه صلوات ربي وسلامه عليه؟! لا ورب الكعبة!
لطالما ردّدنا ونردّد الآية الكريمة التي تناولت التغيير بشكل واضح حيث يقول رب العزة سبحانه وتعالى: “إن الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم” .. ولكن المشكلة الكبرى هي عدم الوعي أو عدم الرغبة في تغيير الواقع الزوجي حين يكون متدهوراً.. وهذه معضلة! فلا بد أن يبدأ التغيير من دواخلنا.. من أنفسنا.. من قلوبنا ومن عقولنا!
يذكرني حال غالبية الأزواج بالفيل الأبيض نيلسون.. فقد رُوِيَ أنّ فيلاً صغيراً وقع في فخ الصيادين في أفريقيا وكان عمره شهرين.. بيع لرجل ثري يملك حديقة حيوانات وأطلق عليه اسم نيلسون.. وفي حديقة الحيوانات ربطوا رجل نيلسون بسلسلة حديدية قوية في نهايتها كرة حديدية كبيرة.. شعر نيلسون بالغضب الشديد وعزم على تحرير نفسه من هذا الأسر.. ولكنه كلما حاول أن يتحرك بشدّ السلسلة الحديدية كانت الأوجاع تزداد عليه فيحاول مجدداً ثم يتعب وينام.. وفي اليوم التالي يعيد نفس القصة.. ومع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله قرر نيلسون أن يتقبّل الواقع ولم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى على الرغم من أنه يزداد كل يوم قوة وحجماً.. وفي إحدى الليالي قاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة إلى كرة خشبية صغيرة.. لم يحاول نيلسون التخلص من الكرة مع سهولة ذلك لأنه كان قد تبرمج على أن محاولاته ستبوء بالفشل!
وما يعيشه الأزواج ألا يشبه بشكل كبير هذه البرمجة لنيلسون؟! لا بد من تغيير هذه البرمجة وهذا يتطلب تغييراً في المدارك، في الأفهام والتصورات وطرق التفكير لينتج تغييراً في السلوك والتصرفات.. يقول الدكتور جاسم سلطان في كلامه عن النهضة “لا بد من باعث نفسي داخلي كبير، ليتم تغيير الواقع الخارجي”.. وهل يمكن أن تكون نهضة في الأمّة إن لم تسبقها نهضة في أنفسنا وفي بيوتنا؟!
ابتدأ الخطأ منذ الصِغَر.. بناء أُسري وتربوي ضعيف.. ثم عدم تهيئة نفسية وثقافية قبل الولوج في عالم الزواج.. لتكتمل فصول المسرحية في بيت الزوجية لتكون الحياة تعيسة مملة.. على غير الهدي النبوي..
سؤال يراودني: هل من الصعب أن يجلس الزوجان مع بعضهما ويعيا ما هم فيه.. يأخذان الفوائد والخبرات والعِبَر من الماضي.. وبعد ذلك يقومان بتوصيف حاضرهما ثم يستكشفان مواطن الضعف والخلل في حياتهما ليضعا خطة تغيير وتأهيل وتجويد وتطوير ليصلا في نهاية الطريق إلى ما يصبو إليه كل زوج وزوجة في هذه الحياة؟! مودةٌ ورحمة وسكن..
قناعةٌ.. فنِيَّةٌ.. فعزمٌ.. فتخطيط.. فسعادة ومودة ورحمة!
ألا تستحق حياتنا السعادة؟ ألا يستحق أطفالنا بيوتاً عامرة بالثقة والأمل والحنان والدفء؟ ألا يستحق ديننا أن نطبّقه في علاقاتنا مع الله تعالى ابتداءاً ثم مع أنفسنا وأزواجنا والآخرين؟
هذا ليس تنظيراً.. هذه حقيقة يجب أن نبدأ التفكير فيها حتى لو مرت أعوام على الزواج.. علينا التفكير بالتغيير من خلال إصلاح الانحراف في العلاقة أو تطويرها إن كانت حسنة..
الطريق طويل ويحتاج صبراً وإصرارا.. والمحبطات كثيرة.. وشياطين الإنس والجنّ حاضرة لإجهاض المحاولات التصحيحية.. ولكن بالمقابل هناك الإيمان والقناعة بضرورة التغيير والثقة بالله جل وعلا ثم بالنفس وهناك أيضاً تحسس لذة الإنجاز والسعادة القادمة بإذنه..
فبادر أخي الزوج.. وأختي الزوجة إلى عملية التغيير الإصلاحي في علاقةٍ يُراد لها أن توصِلنا لنهضة أمّة ودخول جنّة..
أفلا يستحق هذا الزواج الإنقاذ؟!
وليكن الشعار للمرحلة القادمة.. “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله”
ألا يستحق زواجك الإنقاذ؟!
أ.سحر المصري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى