خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
“لم نذهب إلى اليابان للتمجيد ولا للتقليد ولكن لنأخذ منهم كل مفيد” أحمد الشقيري..
الجملة التي تتكرر في بداية كل حلقة من خواطر 5 والتي اختار فريق عمل البرنامج أن تكون اليابان وجهته هذه السنة..
كثيرون سألوني: هل تابعتِ البرنامج؟ حتى أصبح عندي فضول لأفهم ما سر اليابان وما سر هذا اللغط حول الخواطر بين مؤيدين كثر ومعارضين قلّة.. وبالفعل تابعت إحدى الحلقات في مجموعة خواطر على الفايسبوك فلم أستطع أن أمسك نفسي عن تكملة العديد من الحلقات ضمن الوقت المتاح لي.. وفهمت وسعدت وتألمت واحترقت!
لِم اليابان؟ لأنهم أمّة ذاقت ويلات الحروب ولعنة هيروشيما التي أبادت ولكنها خرجت من المحنة لتتطوَّر وتتقدّم وتزدهر حتى وصلت إلى المرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي..
لِم اليابان؟ لأنهم أمّة حافظت على عاداتها وتقاليدها وقِيَمها وأخلاقها حتى وصلت إلى قمّة ازدهارها.. ولعل ذاك كان سبب أساس في تميزها وتطورّها..
لِم اليابان؟ لأنهم رفعوا شعار “كايزن” في كل نواحي حياتهم ما معناه التغيير للأفضل والتطوير المستمر..
لِم اليابان؟ لأنهم أمّة يحترمون إنسانية الإنسان ويصونون كرامته.. ويقدِّرون المِهن مهما كان مستواها ويفكرون بمن حولهم وما حولهم من طبيعة وآثار وأرض! فالإنسان عندهم له قيمة ولذلك هم يحافظون عليه ويعتبرونه ثروة للمجتمع!
لِم اليابان؟ لأنهم أمّة الجدّ والاجتهاد والنظام والاحترام والإتقان والإخلاص والأمانة والتفاني..
هل بالغ الشقيري في عرض الأمور؟ أقول: وهل أتى بشيءٍ من عنده أم كان مجرد ناقل لما هو موجود فعلياً على الأرض؟ وقد رأيناه بأمّ أعيننا!
طبعاً قد يكون ما خُفِي من مجتمعاتهم معيباً ولكن هذا لا يعنينا بشيء لأن ما يهمنا هو محاولة إبراز ما هو جيد لنعلم أنه بالإمكان التطبيق.. وقد تكون اليابان منهارة في جزئيات معينة ولكن ما يهمنا هو ما شاهدناه ليحثنا على التغيير والتطوير..
علّق البعض أنه بالإمكان أن يتم إنتاج برنامج –بمقابل الخواطر اليابانية- يُظهِر كل ما هو جميل في البلاد العربية حتى يكاد يحسد المرء نفسه أنه في بلد عربي! فلا ينقل إلا الأشياء الايجابية ويعطي صورة زاهية عن مجتمعنا الإسلامي.. وطبعاً هذا شيء ممكن ولكن هل هذا هو واقع الحال فعلياً في مجتمعاتنا؟ فإن كنا نتكلم عن الأخلاق والأمانة والجدّ وغيرها مما نتغنى به في اليابان فهو موجود بلا أدنى شك في بلادنا ولكن هل هو ظاهرة عامة أم مخصوصة؟ هنا السؤال! فللأسف المواطن العربي يشعر بأنه مهان وغير محترم ومضطهد من الأنظمة، ويعاني في العمل والمؤسسات والتنظيمات! وأكثر!
كما عاب البعض على الشقيري دخوله في متاهات المقارنات بين ما هو على “الكوكب الآخر” وبين ما هو في بلاد العرب.. ومرة أُخرى أقول هل أتى بشيء من عنده أو هو مجرد ناقل لواقع مؤلمٍ مبكٍ محرِق؟!
أحياناً تكون الحقيقة صفعة مؤلمة ولكنها ضرورية ليتم التنبّه إلى ضرورة إعادة صياغة الحياة والمبادئ وتطبيق القِيَم الإسلامية التي أكرمنا الله جل وعلا بها والتي شرّعها لنا والتي تفوق قِيَم أي أمّة مهما بلغ حجم ازدهارها وتطوّرها..
حقيقة لم أستغرب كثيراً ما رأيته ولو أنه أدهشني.. فقد سبق أن قرأت عن الإدارة اليابانية وكنت مبهورة بها إلى أقصى الحدود.. فشتّان شتّان بين إداراتنا العربية وإداراتهم اليابانية.. ففي حين تجد الموظف هناك يشعر بالأمن الوظيفي وبالولاء للمؤسسة ويشارك في اتخذا القرار ويحس أنه في المؤسسة بين أسرته وأهله ما يزيد من إنتاجيته تراه في بلادنا العربية مشتتاً، ينتظر قراراً تعسفياً بفصله، يشعر بتسلّط ودكتاتورية الإدارة وإتقانها أحياناً بمبدأ “التطفيش” ما يجعل انتاجه وولاءه ضعيفين!
نملك نحن المسلمون التراث الزاخر بالقِيَم ولكننا لا نطبقها بينما أمّة كاليابان تفتقد بأغلبها إلى الدِّين والتوحيد والتشريع ولكن تَراهم يعيشون القِيَم والرقي في واقع حياتهم بسلاسة وتلقائية.. فنجد الأخلاق النبوية مطبّقة هناك ومفقودة في شريحة كبيرة من بلادنا العربية.. لِم؟!
ألسنا أحقّ منهم بهذا الازدهار والتطوير والأخلاق ونحن أمّة محمد صلى الله عليه وسلّم؟
ما الذي يجعلنا نتيه في حياة نعلم أن منتهاها قريب وأنها لعب ولهو وأن الآخرة خير وأبقى! هل نفقد العلم؟ أم الهمّة؟ أم القدوة؟ أم البوصلة؟ أم ربما هي جميعها نحن لها فاقدون؟! وهل يا تُرى ما نراه في الخواطر سيحرّك في كوامن أنفسنا حب التغيير إن لم تحرّكه قِيَمنا الإسلامية ابتداءا؟! ليتنا على الأقل نقتبس منهم الرغبة في تطبيق هذه القِيم التي نملك والإصرار على التغيير للأفضل!
إن هدف البرنامج هو ليس تمجيد اليابان كما قال الشقيري، وإنما رفع المعايير ورؤية شعب يطبّق فعلياً ما يدعو إليه الإسلام.. هو برنامج للتأكيد على أن العلم والأخلاق والعمل يُحدِثوا النهضة التي ترفع الأُمّة.. فكيف إن أُضيف إليها الإيمان بالله جل وعلا؟!
علينا أن نبدأ بأنفسنا فنتغيّر لما يرضي الله تعالى ونغيِّر ثقافة التفكير عند أبنائنا ونوجّه مَن هم في كنفنا ونرشد طلابنا إلى أن تبرز حكوماتنا وتتبنّى أسساً للتغيير الاجتماعي بشكل منظّم ومدروس ومطبّق على كافة الشرائح.. مع التركيز على الأطفال لأنهم نواة المجتمع القادم وغرس المبادئ والقِيَم منذ الصغر سيضمن بإذن الله تعالى مستقبلاً واعداً لهذه الأمّة.. إذاً هي منظومة متكاملة تعتمد على كل الشرائح والمؤسسات والأفراد..
كما علينا التفكير في التحوّل من مجتمع مستهلك ومستورد إلى مجتمع مصدِّر ومنتِج.. ولا شك أن هذا بحاجة إلى خطط وتضافر جهود وهمم تناطح السحاب وتكاتف قلوب ورؤى من أعلى الهرم إلى أسفله.. فتنطلق الورش في البيت والمدرسة والمحيط والدولة لنصل إلى التغيير الذي نصبو إليه سلوكياً وأخلاقياً وتربية وثقافة.. على أن نوجِد منهجية التغيير النافعة والصائبة في مجتمعاتنا ليكون أسرع وأنجع..
اليابان ليست في كوكبٍ آخر.. واليابانيون ليسوا أذكى وأفهَم من العرب.. ولكنهم قومٌ حددوا الهدف وسعوا له سعيه!
قد دق ناقوس الخطر منذ زمن.. وأمامنا ما يحثنا على التطبيق.. ومن ورائنا تراث هائل.. فماذا ننتظر لنتغيّر؟
الكوكب الآخر..
أ.سحر المصري
الجملة التي تتكرر في بداية كل حلقة من خواطر 5 والتي اختار فريق عمل البرنامج أن تكون اليابان وجهته هذه السنة..
كثيرون سألوني: هل تابعتِ البرنامج؟ حتى أصبح عندي فضول لأفهم ما سر اليابان وما سر هذا اللغط حول الخواطر بين مؤيدين كثر ومعارضين قلّة.. وبالفعل تابعت إحدى الحلقات في مجموعة خواطر على الفايسبوك فلم أستطع أن أمسك نفسي عن تكملة العديد من الحلقات ضمن الوقت المتاح لي.. وفهمت وسعدت وتألمت واحترقت!
لِم اليابان؟ لأنهم أمّة ذاقت ويلات الحروب ولعنة هيروشيما التي أبادت ولكنها خرجت من المحنة لتتطوَّر وتتقدّم وتزدهر حتى وصلت إلى المرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي..
لِم اليابان؟ لأنهم أمّة حافظت على عاداتها وتقاليدها وقِيَمها وأخلاقها حتى وصلت إلى قمّة ازدهارها.. ولعل ذاك كان سبب أساس في تميزها وتطورّها..
لِم اليابان؟ لأنهم رفعوا شعار “كايزن” في كل نواحي حياتهم ما معناه التغيير للأفضل والتطوير المستمر..
لِم اليابان؟ لأنهم أمّة يحترمون إنسانية الإنسان ويصونون كرامته.. ويقدِّرون المِهن مهما كان مستواها ويفكرون بمن حولهم وما حولهم من طبيعة وآثار وأرض! فالإنسان عندهم له قيمة ولذلك هم يحافظون عليه ويعتبرونه ثروة للمجتمع!
لِم اليابان؟ لأنهم أمّة الجدّ والاجتهاد والنظام والاحترام والإتقان والإخلاص والأمانة والتفاني..
هل بالغ الشقيري في عرض الأمور؟ أقول: وهل أتى بشيءٍ من عنده أم كان مجرد ناقل لما هو موجود فعلياً على الأرض؟ وقد رأيناه بأمّ أعيننا!
طبعاً قد يكون ما خُفِي من مجتمعاتهم معيباً ولكن هذا لا يعنينا بشيء لأن ما يهمنا هو محاولة إبراز ما هو جيد لنعلم أنه بالإمكان التطبيق.. وقد تكون اليابان منهارة في جزئيات معينة ولكن ما يهمنا هو ما شاهدناه ليحثنا على التغيير والتطوير..
علّق البعض أنه بالإمكان أن يتم إنتاج برنامج –بمقابل الخواطر اليابانية- يُظهِر كل ما هو جميل في البلاد العربية حتى يكاد يحسد المرء نفسه أنه في بلد عربي! فلا ينقل إلا الأشياء الايجابية ويعطي صورة زاهية عن مجتمعنا الإسلامي.. وطبعاً هذا شيء ممكن ولكن هل هذا هو واقع الحال فعلياً في مجتمعاتنا؟ فإن كنا نتكلم عن الأخلاق والأمانة والجدّ وغيرها مما نتغنى به في اليابان فهو موجود بلا أدنى شك في بلادنا ولكن هل هو ظاهرة عامة أم مخصوصة؟ هنا السؤال! فللأسف المواطن العربي يشعر بأنه مهان وغير محترم ومضطهد من الأنظمة، ويعاني في العمل والمؤسسات والتنظيمات! وأكثر!
كما عاب البعض على الشقيري دخوله في متاهات المقارنات بين ما هو على “الكوكب الآخر” وبين ما هو في بلاد العرب.. ومرة أُخرى أقول هل أتى بشيء من عنده أو هو مجرد ناقل لواقع مؤلمٍ مبكٍ محرِق؟!
أحياناً تكون الحقيقة صفعة مؤلمة ولكنها ضرورية ليتم التنبّه إلى ضرورة إعادة صياغة الحياة والمبادئ وتطبيق القِيَم الإسلامية التي أكرمنا الله جل وعلا بها والتي شرّعها لنا والتي تفوق قِيَم أي أمّة مهما بلغ حجم ازدهارها وتطوّرها..
حقيقة لم أستغرب كثيراً ما رأيته ولو أنه أدهشني.. فقد سبق أن قرأت عن الإدارة اليابانية وكنت مبهورة بها إلى أقصى الحدود.. فشتّان شتّان بين إداراتنا العربية وإداراتهم اليابانية.. ففي حين تجد الموظف هناك يشعر بالأمن الوظيفي وبالولاء للمؤسسة ويشارك في اتخذا القرار ويحس أنه في المؤسسة بين أسرته وأهله ما يزيد من إنتاجيته تراه في بلادنا العربية مشتتاً، ينتظر قراراً تعسفياً بفصله، يشعر بتسلّط ودكتاتورية الإدارة وإتقانها أحياناً بمبدأ “التطفيش” ما يجعل انتاجه وولاءه ضعيفين!
نملك نحن المسلمون التراث الزاخر بالقِيَم ولكننا لا نطبقها بينما أمّة كاليابان تفتقد بأغلبها إلى الدِّين والتوحيد والتشريع ولكن تَراهم يعيشون القِيَم والرقي في واقع حياتهم بسلاسة وتلقائية.. فنجد الأخلاق النبوية مطبّقة هناك ومفقودة في شريحة كبيرة من بلادنا العربية.. لِم؟!
ألسنا أحقّ منهم بهذا الازدهار والتطوير والأخلاق ونحن أمّة محمد صلى الله عليه وسلّم؟
ما الذي يجعلنا نتيه في حياة نعلم أن منتهاها قريب وأنها لعب ولهو وأن الآخرة خير وأبقى! هل نفقد العلم؟ أم الهمّة؟ أم القدوة؟ أم البوصلة؟ أم ربما هي جميعها نحن لها فاقدون؟! وهل يا تُرى ما نراه في الخواطر سيحرّك في كوامن أنفسنا حب التغيير إن لم تحرّكه قِيَمنا الإسلامية ابتداءا؟! ليتنا على الأقل نقتبس منهم الرغبة في تطبيق هذه القِيم التي نملك والإصرار على التغيير للأفضل!
إن هدف البرنامج هو ليس تمجيد اليابان كما قال الشقيري، وإنما رفع المعايير ورؤية شعب يطبّق فعلياً ما يدعو إليه الإسلام.. هو برنامج للتأكيد على أن العلم والأخلاق والعمل يُحدِثوا النهضة التي ترفع الأُمّة.. فكيف إن أُضيف إليها الإيمان بالله جل وعلا؟!
علينا أن نبدأ بأنفسنا فنتغيّر لما يرضي الله تعالى ونغيِّر ثقافة التفكير عند أبنائنا ونوجّه مَن هم في كنفنا ونرشد طلابنا إلى أن تبرز حكوماتنا وتتبنّى أسساً للتغيير الاجتماعي بشكل منظّم ومدروس ومطبّق على كافة الشرائح.. مع التركيز على الأطفال لأنهم نواة المجتمع القادم وغرس المبادئ والقِيَم منذ الصغر سيضمن بإذن الله تعالى مستقبلاً واعداً لهذه الأمّة.. إذاً هي منظومة متكاملة تعتمد على كل الشرائح والمؤسسات والأفراد..
كما علينا التفكير في التحوّل من مجتمع مستهلك ومستورد إلى مجتمع مصدِّر ومنتِج.. ولا شك أن هذا بحاجة إلى خطط وتضافر جهود وهمم تناطح السحاب وتكاتف قلوب ورؤى من أعلى الهرم إلى أسفله.. فتنطلق الورش في البيت والمدرسة والمحيط والدولة لنصل إلى التغيير الذي نصبو إليه سلوكياً وأخلاقياً وتربية وثقافة.. على أن نوجِد منهجية التغيير النافعة والصائبة في مجتمعاتنا ليكون أسرع وأنجع..
اليابان ليست في كوكبٍ آخر.. واليابانيون ليسوا أذكى وأفهَم من العرب.. ولكنهم قومٌ حددوا الهدف وسعوا له سعيه!
قد دق ناقوس الخطر منذ زمن.. وأمامنا ما يحثنا على التطبيق.. ومن ورائنا تراث هائل.. فماذا ننتظر لنتغيّر؟
الكوكب الآخر..
أ.سحر المصري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى