رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ولا تهنوا
25 /6 / 1427هـ
خطبة الحاجة:
الوصية بالتقوى:
عباد الله :
لقد جرت على المسلمين نكبات وأصابتهم قروح، وذاقوا بأس العدو في مواطن كثيرة، كما حصل لهم النصر والفتح والعزة والسيادة في مواطن أكثر، وهكذا شأن الأمم: ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) والمنهج الواضح الذي سارت عليه أمة محمد أنها لا تهنُ لما أصابها، ولا تفرح بما آتاها الله تعالى من نصر وعزة، فرحاً يؤدي إلى البطر وكفر النعمة؛ كما أدبها ربها سبحانه بقوله ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).
ومن أوائل النكبات التي أصابت المسلمين في تاريخهم ما جرى عليهم يوم أحد مما هو معروف، وبعد تلك النكبة العظيمة والفاقرة الكبيرة أنزل الله تعالى آيات يعزي بها الأمة، ويصًبرها ويضع أيديها على مواطن الخلل التي أدت إلى ذلك، ويرسم لها النهج الصحيح القويم الذي يجب أن تسير عليه حتى لا تتكرر النكبات، وحتى يحصل لها الفتح المبين والنصر العزيز، والوصول إلى التمكين الذي كتبه سبحانه وتعالى لها.
وبما أن التاريخ يعيد نفسه وهو من أقوى الدروس وأبلغ العبر، وبما أن الأمة الإسلامية اليوم تمر بأخطر مراحلها وأسوأ نكباتها، وتكتنفها الفتن الداخلية والخارجية، فإننا بحاجة إلى استعراض بعض الآيات التي نزلت في أعقاب غزوة أحد؛ حتى نتسلى ونتعزى بها من جهة، ونتأسى ونتبصر بها من جهة أخرى.
ابتدأ الله الحديث عن غزوة أحد، وما جرى فيها بلفت النظر إلى الاعتبار بالتاريخ، والنظر فيما جرى للأمم السابقة، فقال تعالى: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) "تعليق على الآية"
ثم تلا ذلك بقوله تعالى: (هذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) "تعليق"
ثم نهى عن أخطر سبب من أسباب الهزيمة وأسباب الاستسلام للواقع، والقنوط من إعادة الكرة ومن استعادة النصر فقال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) "تعليق"
وبعد بضعة آيات يعيد التذكير بما سبق في صورة أخرى، يذكر المثل الذي يجب أن يتأسى به المؤمنون، وهو من سبقهم من الأنبياء والصالحين في مواجهة الكفرة والظالمين، وكيف كان موقفهم من أعدائهم وصبرهم على ما أصابهم وماذا كانت النتائج؟ فقال عز وجل: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) "تعليق"
سبب آخر هو من أقوى أسباب الهزيمة، بل وأسباب الانحراف والخروج عن صراط الله المستقيم، ألا وهو طاعة الأعداء وتوليهم، وبين لهم مولاهم الحق الذي هو خير الناصرين وهو الله سبحانه فيقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ) "تعليق"
والنتيجة الحاسمة إذا الأمة تبرأت من أعدائها، وتخلت عن طاعتهم وتولت ربها وإخوانها المؤمنين ،-النتيجة الحاسمة والتي لا تتخلف هي نصر هذه الأمة وتمكينها، ولذلك أسباب كثيرة منها الرعب الذي يجعله في قلوب أعدائها قال تعالى: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ) .فالرعب هو أقوى الأسلحة على الإطلاق، بل إن جميع الدول لتصنع الأسلحة الحربية، وتعززها بالإعلام القوي والدعاية العظيمة من أجل زرع الرعب في قلوب الأعداء.
فما الذي ردع أمريكا عن التصدي للإتحاد السوفيتي في أزمة كوبا إلا الرعب من سلاحها النووي وصواريخها العابرة للقارات والتي إلى اليوم لم تستخدمها.
ما الذي يجعل دول العالم اليوم ترضخ ذليلة تحت أقدام أمريكا إلا الرعب من سلاحها وقوتها التي صورها الإعلام بأضعاف أضعاف ما هي عليه في الحقيقة.
ما الذي جعل العالم كله يقف مكتوف الأيدي أمام كوريا الشمالية إلا الرعب مما لديها من قوة،
و ما الذي جعل العالم كله يهتم ذلك الاهتمام الكبير الذي لا مثيل لها من مجموعة صغيرة من المجاهدين إلا الرعب.
ما الذي جعل الدنيا تتمايل طرباً لمصرع الزرقاوي وشامل باسييف إلا الرعب الذي كانوا مصابين به منهما، واليوم ما الذي يجعل أمريكا تجبن عن الدخول مباشرة في حرب في الصومال مع وجود عدو حقيقي لها وهم المجاهدون، إنه الرعب الذي زرعه الله في نفسها من الجهاد والمجاهدين.
فلماذا لا يجرب قادة العرب والمسلمين اليوم أن يستجيبوا لأمر الله، فينزعوا أيديهم من طاعة الذين كفروا، ويتبرءوا منهم كما أمرهم الله، ويتولوا الله ورسوله والمؤمنين؛ حتى يحقق لهم وعده بإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، ومن خصائص هذه الأمة أن الرعب أحد أسلحتها، فلماذا لا نعمل على امتلاكه بدل أن يكون في قلوبنا من أعدائنا ؟!.
الخطبة الثانية
الحمد والثناء:
عباد الله :
إننا عندما نتحدث عن مصائب الأمة ونكباتها يجب أن نتحدث عنها من منظور شامل، وأن نلم بجميع أطرافها دون أن ينسينا آخرها أولها، فالأمة اليوم منكوبة ومهانة ومستعبدة في جميع شؤونها وفي شتى نواحيها، وحتى الغزو الحربي والعدوان السافر فإنه ليس مقصوراً على بلد دون آخر، فهو في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها ووسطها، وما الذي يجري في لبنان وفلسطين إلا حلقة واحدة من تلك النكبات، وأمتنا أمامها النور، وهي تؤثِرُ أن تمشي في الظلام،
وتحت أقدامها الماء، وهي تموت من العطش .
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماءُ فوق ظهورها محمول
زمزم فينا ولكن أين من يقنع الدنيا بجدوى زمزم
إن سبيل الخروج من هذه الأزمات:
1 - تصحيح عقيدتنا.
2 - تصحيح إتباعنا للنبي صلى الله عليه وسلم.
3 -تصحيح أصل الولاء والبراء.
4 - الاعتصام بحبل الله ونبذ التفرق وإصلاح الحكام مع شعوبها.
5 - الأخذ بأسباب القوة.
عباد الله :
إن الذي يجري اليوم على أرض فلسطين ولبنان، إنما هو ثمرة من ثمرات ضعف الأمة وتمزقها وهوانها وانحرافها عن منهج الله تعالى.
وهو في نفس الوقت دليل صادق على اجتماع جميع أمم الكفر على عداوة المسلمين بشتى مللهم، فالواجب مواجهة أولئك الأعداء على ذلك الأساس، والذي يجب التنبيه له أنه بينما الأمة مستهدفة من قبل أعدائها ومنشغلة بهم يتسلط عليهم عدو من أنفسهم ...الخ.
25 /6 / 1427هـ
خطبة الحاجة:
الوصية بالتقوى:
عباد الله :
لقد جرت على المسلمين نكبات وأصابتهم قروح، وذاقوا بأس العدو في مواطن كثيرة، كما حصل لهم النصر والفتح والعزة والسيادة في مواطن أكثر، وهكذا شأن الأمم: ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) والمنهج الواضح الذي سارت عليه أمة محمد أنها لا تهنُ لما أصابها، ولا تفرح بما آتاها الله تعالى من نصر وعزة، فرحاً يؤدي إلى البطر وكفر النعمة؛ كما أدبها ربها سبحانه بقوله ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).
ومن أوائل النكبات التي أصابت المسلمين في تاريخهم ما جرى عليهم يوم أحد مما هو معروف، وبعد تلك النكبة العظيمة والفاقرة الكبيرة أنزل الله تعالى آيات يعزي بها الأمة، ويصًبرها ويضع أيديها على مواطن الخلل التي أدت إلى ذلك، ويرسم لها النهج الصحيح القويم الذي يجب أن تسير عليه حتى لا تتكرر النكبات، وحتى يحصل لها الفتح المبين والنصر العزيز، والوصول إلى التمكين الذي كتبه سبحانه وتعالى لها.
وبما أن التاريخ يعيد نفسه وهو من أقوى الدروس وأبلغ العبر، وبما أن الأمة الإسلامية اليوم تمر بأخطر مراحلها وأسوأ نكباتها، وتكتنفها الفتن الداخلية والخارجية، فإننا بحاجة إلى استعراض بعض الآيات التي نزلت في أعقاب غزوة أحد؛ حتى نتسلى ونتعزى بها من جهة، ونتأسى ونتبصر بها من جهة أخرى.
ابتدأ الله الحديث عن غزوة أحد، وما جرى فيها بلفت النظر إلى الاعتبار بالتاريخ، والنظر فيما جرى للأمم السابقة، فقال تعالى: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) "تعليق على الآية"
ثم تلا ذلك بقوله تعالى: (هذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) "تعليق"
ثم نهى عن أخطر سبب من أسباب الهزيمة وأسباب الاستسلام للواقع، والقنوط من إعادة الكرة ومن استعادة النصر فقال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) "تعليق"
وبعد بضعة آيات يعيد التذكير بما سبق في صورة أخرى، يذكر المثل الذي يجب أن يتأسى به المؤمنون، وهو من سبقهم من الأنبياء والصالحين في مواجهة الكفرة والظالمين، وكيف كان موقفهم من أعدائهم وصبرهم على ما أصابهم وماذا كانت النتائج؟ فقال عز وجل: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) "تعليق"
سبب آخر هو من أقوى أسباب الهزيمة، بل وأسباب الانحراف والخروج عن صراط الله المستقيم، ألا وهو طاعة الأعداء وتوليهم، وبين لهم مولاهم الحق الذي هو خير الناصرين وهو الله سبحانه فيقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ) "تعليق"
والنتيجة الحاسمة إذا الأمة تبرأت من أعدائها، وتخلت عن طاعتهم وتولت ربها وإخوانها المؤمنين ،-النتيجة الحاسمة والتي لا تتخلف هي نصر هذه الأمة وتمكينها، ولذلك أسباب كثيرة منها الرعب الذي يجعله في قلوب أعدائها قال تعالى: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ) .فالرعب هو أقوى الأسلحة على الإطلاق، بل إن جميع الدول لتصنع الأسلحة الحربية، وتعززها بالإعلام القوي والدعاية العظيمة من أجل زرع الرعب في قلوب الأعداء.
فما الذي ردع أمريكا عن التصدي للإتحاد السوفيتي في أزمة كوبا إلا الرعب من سلاحها النووي وصواريخها العابرة للقارات والتي إلى اليوم لم تستخدمها.
ما الذي يجعل دول العالم اليوم ترضخ ذليلة تحت أقدام أمريكا إلا الرعب من سلاحها وقوتها التي صورها الإعلام بأضعاف أضعاف ما هي عليه في الحقيقة.
ما الذي جعل العالم كله يقف مكتوف الأيدي أمام كوريا الشمالية إلا الرعب مما لديها من قوة،
و ما الذي جعل العالم كله يهتم ذلك الاهتمام الكبير الذي لا مثيل لها من مجموعة صغيرة من المجاهدين إلا الرعب.
ما الذي جعل الدنيا تتمايل طرباً لمصرع الزرقاوي وشامل باسييف إلا الرعب الذي كانوا مصابين به منهما، واليوم ما الذي يجعل أمريكا تجبن عن الدخول مباشرة في حرب في الصومال مع وجود عدو حقيقي لها وهم المجاهدون، إنه الرعب الذي زرعه الله في نفسها من الجهاد والمجاهدين.
فلماذا لا يجرب قادة العرب والمسلمين اليوم أن يستجيبوا لأمر الله، فينزعوا أيديهم من طاعة الذين كفروا، ويتبرءوا منهم كما أمرهم الله، ويتولوا الله ورسوله والمؤمنين؛ حتى يحقق لهم وعده بإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، ومن خصائص هذه الأمة أن الرعب أحد أسلحتها، فلماذا لا نعمل على امتلاكه بدل أن يكون في قلوبنا من أعدائنا ؟!.
الخطبة الثانية
الحمد والثناء:
عباد الله :
إننا عندما نتحدث عن مصائب الأمة ونكباتها يجب أن نتحدث عنها من منظور شامل، وأن نلم بجميع أطرافها دون أن ينسينا آخرها أولها، فالأمة اليوم منكوبة ومهانة ومستعبدة في جميع شؤونها وفي شتى نواحيها، وحتى الغزو الحربي والعدوان السافر فإنه ليس مقصوراً على بلد دون آخر، فهو في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها ووسطها، وما الذي يجري في لبنان وفلسطين إلا حلقة واحدة من تلك النكبات، وأمتنا أمامها النور، وهي تؤثِرُ أن تمشي في الظلام،
وتحت أقدامها الماء، وهي تموت من العطش .
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماءُ فوق ظهورها محمول
زمزم فينا ولكن أين من يقنع الدنيا بجدوى زمزم
إن سبيل الخروج من هذه الأزمات:
1 - تصحيح عقيدتنا.
2 - تصحيح إتباعنا للنبي صلى الله عليه وسلم.
3 -تصحيح أصل الولاء والبراء.
4 - الاعتصام بحبل الله ونبذ التفرق وإصلاح الحكام مع شعوبها.
5 - الأخذ بأسباب القوة.
عباد الله :
إن الذي يجري اليوم على أرض فلسطين ولبنان، إنما هو ثمرة من ثمرات ضعف الأمة وتمزقها وهوانها وانحرافها عن منهج الله تعالى.
وهو في نفس الوقت دليل صادق على اجتماع جميع أمم الكفر على عداوة المسلمين بشتى مللهم، فالواجب مواجهة أولئك الأعداء على ذلك الأساس، والذي يجب التنبيه له أنه بينما الأمة مستهدفة من قبل أعدائها ومنشغلة بهم يتسلط عليهم عدو من أنفسهم ...الخ.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى