خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
في كل منا صفات حيوانية سلبية وإيجابية,فهناك من لا يؤمن شره كالأفاعي وهناك من يمكر كمكر الثعالب وهناك من له صبر الجمال ووفاء الكلاب ..وهكذا..والمرء مطالب بتقنين صفاته الإيجابية حتى لا يستغله الأشرار ,ومطالب بتهذيب صفاته السلبية وكبح جماحها حتى لا يستحيل إلى مستأسد ينتهك حقوق البعيد والجار.وميزان ذلك كله شريعة الملك الجبار"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"(الملك:14)
أن يحيا الإنسان براحة وسلام دائمين أمر محال .لأننا في دار ابتلاء وامتحان.فمكابدة الألام سنّة من سنن الخلق ,وتلوّن الأقدار من منافع ومضار ديدن هذه الدار,لكن الطامة الكبرى وقاصمة الظهر ,جالبة الأحزان أن تأتيك الألام والأكدار من الأهل والخلاّن ,فتعييك الحيلة ويصعب عليك النجاة بنفسك والفرار ,فلا يهنأ لك عيش ولا يقرّلك قرار وقد أبلغ الشاعر حين قال:
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة * على المرء من وقع الحسام المهند
والناس صنفان: مؤلم ومتألم. وصناعة الألم مهمّة يتقنها العاجزون عن الحب بلا شروط.
إنهم يضعون مقاييس دقيقة لمن يستحق أن يحظوه بمحبتهم والمفارقة أنهم لا يتمتعون بشيء من هذه المقاييس ؛ لذلك فأنا متأكدة أنهم لا يحبون حتى أنفسهم.
وإني والله لأعجب من هؤلاء. ألا يستمعون لأنفسهم وهم يتحدثون؟! ألا ينظرون في أعماقهم وقد غلفها السواد؟! ألا يرون القبح الذي يشع من وجوههم وتنطق به سلوكياتهم؟! لماذا لا يحاولون ولو مرة تقييم أنفسهم بمقاييس وموازين الشرع العادلة؟! وليسألوا أنفسهم: ماذا أضفنا إلى الحياة؟
من ينتفع بوجودنا؟ ترى متى سيدركون أنهم زحمة العيش وضجيجه يغلّون الأسعار ويمنعون الأمطار.إذا ابتليت بأمثال هؤلاء فلا تستعذب دور الضحية, ولا تحاول استدرار عاطفتهم وتحكيم عقولهم لأنهم قد استعذبوا صناعة الألم وطربوا لآهات المتألمين ,بل تعلّم أن تكون مؤلما أحيانا..
السعهم بما يكيلونه للآخرين لعل الحيوان المستأسد في أعماقهم يتروّض ويستأنس..
وفي شدة ألمك من لدغاتهم وطعناتهم ابتسم لأنك لست مثلهم,وإن بكيت فابك شفقة عليهم لأنهم محرومون من سموّ الإنسان عندما يقهر ذاته الشريرة ويكبح جماح صفاته السلبية فتكاد الملائكة تصافحه لخفّة روحه وصفاء قلبه ,محرومون من نشوة النصر على الشيطان.
تلك النشوة التي عندما تهتز في وجدان المرء يشعر أنه ممسك بزمام الدنيا,يشعر أن قدميه ثابتتان في سابع أرض وأن هامته ساجدة تحت العرش وروحه محلقة بين ذلك في فضاءات الرضا والسرور والحبور.
أيها المؤلمون: إنكم محبوسون في ظلمات ثلاث :ظلمة قلوبكم المسودة وظلمة ذواتكم المتضخمة وظلمة عقولكم المتقزمة.
مجلة الأسرة العدد(172)
صناعة الألم ولوم الضحية
نبيلة الوليدي
في كل منا صفات حيوانية سلبية وإيجابية,فهناك من لا يؤمن شره كالأفاعي وهناك من يمكر كمكر الثعالب وهناك من له صبر الجمال ووفاء الكلاب ..وهكذا..والمرء مطالب بتقنين صفاته الإيجابية حتى لا يستغله الأشرار ,ومطالب بتهذيب صفاته السلبية وكبح جماحها حتى لا يستحيل إلى مستأسد ينتهك حقوق البعيد والجار.وميزان ذلك كله شريعة الملك الجبار"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"(الملك:14)
أن يحيا الإنسان براحة وسلام دائمين أمر محال .لأننا في دار ابتلاء وامتحان.فمكابدة الألام سنّة من سنن الخلق ,وتلوّن الأقدار من منافع ومضار ديدن هذه الدار,لكن الطامة الكبرى وقاصمة الظهر ,جالبة الأحزان أن تأتيك الألام والأكدار من الأهل والخلاّن ,فتعييك الحيلة ويصعب عليك النجاة بنفسك والفرار ,فلا يهنأ لك عيش ولا يقرّلك قرار وقد أبلغ الشاعر حين قال:
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة * على المرء من وقع الحسام المهند
والناس صنفان: مؤلم ومتألم. وصناعة الألم مهمّة يتقنها العاجزون عن الحب بلا شروط.
إنهم يضعون مقاييس دقيقة لمن يستحق أن يحظوه بمحبتهم والمفارقة أنهم لا يتمتعون بشيء من هذه المقاييس ؛ لذلك فأنا متأكدة أنهم لا يحبون حتى أنفسهم.
وإني والله لأعجب من هؤلاء. ألا يستمعون لأنفسهم وهم يتحدثون؟! ألا ينظرون في أعماقهم وقد غلفها السواد؟! ألا يرون القبح الذي يشع من وجوههم وتنطق به سلوكياتهم؟! لماذا لا يحاولون ولو مرة تقييم أنفسهم بمقاييس وموازين الشرع العادلة؟! وليسألوا أنفسهم: ماذا أضفنا إلى الحياة؟
من ينتفع بوجودنا؟ ترى متى سيدركون أنهم زحمة العيش وضجيجه يغلّون الأسعار ويمنعون الأمطار.إذا ابتليت بأمثال هؤلاء فلا تستعذب دور الضحية, ولا تحاول استدرار عاطفتهم وتحكيم عقولهم لأنهم قد استعذبوا صناعة الألم وطربوا لآهات المتألمين ,بل تعلّم أن تكون مؤلما أحيانا..
السعهم بما يكيلونه للآخرين لعل الحيوان المستأسد في أعماقهم يتروّض ويستأنس..
وفي شدة ألمك من لدغاتهم وطعناتهم ابتسم لأنك لست مثلهم,وإن بكيت فابك شفقة عليهم لأنهم محرومون من سموّ الإنسان عندما يقهر ذاته الشريرة ويكبح جماح صفاته السلبية فتكاد الملائكة تصافحه لخفّة روحه وصفاء قلبه ,محرومون من نشوة النصر على الشيطان.
تلك النشوة التي عندما تهتز في وجدان المرء يشعر أنه ممسك بزمام الدنيا,يشعر أن قدميه ثابتتان في سابع أرض وأن هامته ساجدة تحت العرش وروحه محلقة بين ذلك في فضاءات الرضا والسرور والحبور.
أيها المؤلمون: إنكم محبوسون في ظلمات ثلاث :ظلمة قلوبكم المسودة وظلمة ذواتكم المتضخمة وظلمة عقولكم المتقزمة.
مجلة الأسرة العدد(172)
صناعة الألم ولوم الضحية
نبيلة الوليدي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى