خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
(بسم الله الرحمن الرحيم)
هل تولد القناعات أم تصنع؟؟؟
أحيانا أقف لأتساءل :هل أحيا قناعاتي؟؟؟
والسؤال الأكبر والأهم : هل أنا هو أنا وكما أريد؟؟
عندما كنت جنينا تعاركت جينات والديّ الوراثية فيّ وتزاحمت كل يريد وضع بصمته عليّ وتشكيل ذاتي الهلامية . وما إن نزلت إلى الأرض وارتطم رأسي الصغير بإحدى بقاعها ,حتى امتزجت روحي بعبق هوائها وخالط حبها شغاف قلبي الغض الطري .وعندما بدأت أبصر ما حولي بدا لي وجه أمي باهتا ,وبدأت أرضع مع لبنها آهاتها وضجيج أحزانها المتلاطمة كأمواج في قلبها ,وحتى رنين ضحكاتها وهمس أمنياتها:
أريدك طفلا طيبا مطيعا
أريدك هادئا قنوعا
أريدك باسما بشوشا...
تريدني ككل شيء إلا كهذه الحياة والتي كلما كبرت ازداد وعيي بمدى وعورتها وتعقيدها وقسوتها.
وفي أول مراحل وعيي بدأ والدي يقترب مني ويكلمني ويداعبني وأحيانا يلاعبني. لقد اقتنع أخيرا أني إنسان وأن لي قلب وإحساس وذلك بعدما صرت أناديه (بابا) .
بعدها أدركت قوة سلطة لساني ,صوتي ,صراخي...
وهنا ولدت في أعماقي الحيرة, فتارة كانوا يرضخون لهذه السلطة فأجدني محمولة على الأكتاف حيث يبدو كل شيء تحتي صغيرا حتى وجه أبي الضخم وهو يرفعني ويقذف بي في الهواء ثم يسقطني بين ذراعيه ويضمني بحنان ويقبلني.
وأحيانا أخرى كنت أتلقى ضربات قاسية على رأسي وقرصات مؤلمة على ساقي إن لوحت باستعمال سلطة صوتي!
فأتساءل : ترى متى يجب عليّ الصراخ ومتى عليّ التزام الصمت؟؟؟!!
وكلما كبرت تكبر هذه الحيرة في داخلي..
حتى توصلت في مراحل عمري الأولى إلى قناعة أن الكلام الكثير وطرح الأسئلة ومحاولة الفهم سيجلب لي مزيدا من المتاعب فقررت السكوت رغم حيرتي..
لكن بعدها اتهمت بالغباء والبلادة ,وولدت داخلي قناعة مضادة أنه يجب عليّ حتى أسترجع مكانتي واحترام الجميع لي أن أتكلم وأتكلم وأرفع صوتي عاليا.
وكم شعرت بالصداع وألم في حلقي بسبب ذلك .وبقيت هكذا إلى أن جاء من يقول: إن رفع الصوت علامة ضعف .فكانت تلك أفضل مقولة طرقت مسامعي حينها. لقد صار بوسعي خفض صوتي وأنا أشعر بالفخر والتقدير لذاتي ,سمعني الآخرون أم لم يسمعوني لا يهم..المهم أني تخلصت أخيرا من الصداع ألممض وألم الحلق..
أوه!!! لكن يجب أن أبقى إنسانا مقنعا ومؤثرا, لذا لابد أن أتقن استعمال طبقات صوتي لأصنع هذا التأثير.لقد فعلت ذلك وأتقنته, إلا أني أحيانا أقف وأتساءل:
لماذا عليّ إقناع الآخرين بما لديّ؟؟!!
لماذا هم لا يسعون إلى هذه القناعات ويصلون إليها بأنفسهم؟
وهل أنا من صنع قناعاتي تلك؟ لماذا علينا صناعة القناعات وإطعامها للآخرين؟؟
وهل هم يقبلون على هذه القناعات لإيمانهم بها ؟؟ أم لأنها قدمت لهم على طبق من ذهب ؟؟؟!!
أم لأنها وسيلة لقبول الآخرين لهم؟؟!!
كم هي حياتنا بائسة إن لم نجد لهذه الأسئلة إجابات مقنعة!!!
فبراير_2009م
((وجه القناعات الأخر!))
نبيلة الوليدي
هل تولد القناعات أم تصنع؟؟؟
أحيانا أقف لأتساءل :هل أحيا قناعاتي؟؟؟
والسؤال الأكبر والأهم : هل أنا هو أنا وكما أريد؟؟
عندما كنت جنينا تعاركت جينات والديّ الوراثية فيّ وتزاحمت كل يريد وضع بصمته عليّ وتشكيل ذاتي الهلامية . وما إن نزلت إلى الأرض وارتطم رأسي الصغير بإحدى بقاعها ,حتى امتزجت روحي بعبق هوائها وخالط حبها شغاف قلبي الغض الطري .وعندما بدأت أبصر ما حولي بدا لي وجه أمي باهتا ,وبدأت أرضع مع لبنها آهاتها وضجيج أحزانها المتلاطمة كأمواج في قلبها ,وحتى رنين ضحكاتها وهمس أمنياتها:
أريدك طفلا طيبا مطيعا
أريدك هادئا قنوعا
أريدك باسما بشوشا...
تريدني ككل شيء إلا كهذه الحياة والتي كلما كبرت ازداد وعيي بمدى وعورتها وتعقيدها وقسوتها.
وفي أول مراحل وعيي بدأ والدي يقترب مني ويكلمني ويداعبني وأحيانا يلاعبني. لقد اقتنع أخيرا أني إنسان وأن لي قلب وإحساس وذلك بعدما صرت أناديه (بابا) .
بعدها أدركت قوة سلطة لساني ,صوتي ,صراخي...
وهنا ولدت في أعماقي الحيرة, فتارة كانوا يرضخون لهذه السلطة فأجدني محمولة على الأكتاف حيث يبدو كل شيء تحتي صغيرا حتى وجه أبي الضخم وهو يرفعني ويقذف بي في الهواء ثم يسقطني بين ذراعيه ويضمني بحنان ويقبلني.
وأحيانا أخرى كنت أتلقى ضربات قاسية على رأسي وقرصات مؤلمة على ساقي إن لوحت باستعمال سلطة صوتي!
فأتساءل : ترى متى يجب عليّ الصراخ ومتى عليّ التزام الصمت؟؟؟!!
وكلما كبرت تكبر هذه الحيرة في داخلي..
حتى توصلت في مراحل عمري الأولى إلى قناعة أن الكلام الكثير وطرح الأسئلة ومحاولة الفهم سيجلب لي مزيدا من المتاعب فقررت السكوت رغم حيرتي..
لكن بعدها اتهمت بالغباء والبلادة ,وولدت داخلي قناعة مضادة أنه يجب عليّ حتى أسترجع مكانتي واحترام الجميع لي أن أتكلم وأتكلم وأرفع صوتي عاليا.
وكم شعرت بالصداع وألم في حلقي بسبب ذلك .وبقيت هكذا إلى أن جاء من يقول: إن رفع الصوت علامة ضعف .فكانت تلك أفضل مقولة طرقت مسامعي حينها. لقد صار بوسعي خفض صوتي وأنا أشعر بالفخر والتقدير لذاتي ,سمعني الآخرون أم لم يسمعوني لا يهم..المهم أني تخلصت أخيرا من الصداع ألممض وألم الحلق..
أوه!!! لكن يجب أن أبقى إنسانا مقنعا ومؤثرا, لذا لابد أن أتقن استعمال طبقات صوتي لأصنع هذا التأثير.لقد فعلت ذلك وأتقنته, إلا أني أحيانا أقف وأتساءل:
لماذا عليّ إقناع الآخرين بما لديّ؟؟!!
لماذا هم لا يسعون إلى هذه القناعات ويصلون إليها بأنفسهم؟
وهل أنا من صنع قناعاتي تلك؟ لماذا علينا صناعة القناعات وإطعامها للآخرين؟؟
وهل هم يقبلون على هذه القناعات لإيمانهم بها ؟؟ أم لأنها قدمت لهم على طبق من ذهب ؟؟؟!!
أم لأنها وسيلة لقبول الآخرين لهم؟؟!!
كم هي حياتنا بائسة إن لم نجد لهذه الأسئلة إجابات مقنعة!!!
فبراير_2009م
((وجه القناعات الأخر!))
نبيلة الوليدي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى