رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير.
قصور المترفين وما قصور المترفين، فيها كل شخص سمين، وكل شيء ثمين، ولا يغيب عنها أي شيء، إلا آثار شرع القوي المتين، وسنة نبيه الصادق الأمين.
في وقت يختبر المؤمنون فيه في مشارق الأرض ومغاربها بشتى أنواع الابتلاءات، نجد منا من لا يبالي، وكأنه في برزخ إلى يوم يبعثون.
هذا يدخل في قائمة دولية للأرقام القياسية في البذخ، وهذا ينفق على الفجور بغير حساب، كأن الناس تركوا هملاً وسدى بغير حساب.
حدثني الثقة، بأن جاراً له من متوسطي الحال بإحدى دول الخليج، لبَّى دعوة لأحد أقاربه بالعاصمة الخليجية الكبرى، وإذا بصاحب الحفل يرمي بعد انتهاء العرس عشرة من الخراف المطهوة كاملة، يقول الرجل حتى هممت أحدثه بأني في حاجة لها لولا الحياء منعني من الطلب.
هذا يهدده جوع ينوء به *** وذاك ينعم بالرمان والتين
هذا يؤرقه فقر ألم به *** وذاك يهدر آلاف الملايين
قصور المترفين، وما أدراك ما قصور المترفين، فساقهم تعج قصورهم بالرقص والمغاني والزنا و الخنا، وكأن في آذانهم وقر وبينهم وبين آلام أمتهم حجاب.
أقطار إسلامية بكاملها لا تجد رغيف الخبز تسد بها جوعها، حتى روى بعض الدعاة أن من أعجب ما رأى بعض المسلمين في إفريقيا يتتبعون النمل إذا ما رأوه، أتعلمون لماذا؟ طمعاً في حبة القمح التي تخبئها النملة في جحرها، هكذا وصل الجوع ببعض المسلمين في وقت ينذر أحد الأثرياء مليون ريال سعودي لمن يستطيع أكل ستة عشر وجبة كاملة من أحد المطاعم الشهيرة، فتقدم رجل، وأكل منها ثلاثة عشر وبعدها حملوه إلى الإنعاش لإنقاذ حياته.
يدوس من أجل عينيها مبادئه *** يرغي ويزبد فيها كالمجانين
ويل له كيف ينسى حق خالقه *** ويستجيب لأبواق الشياطين
وكيف يغفل عن آلام أمته *** وكيف راق له قلب الموازين
إنا لله وإنا إليه راجعون، أين هؤلاء من قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف:31] وقوله: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖوَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء:27].
شباب غض مثل أغصان الزيتون، أمتهم في أشد الحاجة لجهودهم عشقوا الدنيا وفتنوا بها حتى أسلمهم حبهم إياها إلى الارتماء بين أحضان العاهرات، وصالات الخنا، وأماكن السكر والعربدة والزنا، واللعب بجنون السيارات، حتى أضحى كثيرٌ منهم في عداد الأموات، في وقت تجد فيه شباباً مثلهم نذروا أنفسهم لله، و وقفوا على ثغور الإسلام منافحين، بين مجاهد صامد، و داعية قائم بأمر الله، وآمر بالمعروف ناه عن المنكر قائم على حدود الله، وهم في أحوج الحاجة لما في أيدي المترفين ليذودوا عن حمى الإسلام بين حرب للمعتدين، وبين رفع للواء الشرع والسنة في وجه العلمانيين و أدرابهم من الملحدين، و بين الذب عن أعراض المسلمين، فيا أخي المترف الله الله في نفسك…الله الله في مالك…الله الله في أمتك، كيف تعصي الله بنعمه، وهو قادر على إزالتها في لمحة بصر؟
فالمال فتنة، وأي فتنة اختبر الله عز وجل بها بعض خلقه ليبلوهم فيها، فهلا أحسنت العمل، هلا تنازلت عن سنة قارون، خاصة وأنت تدرك تماماً أنك تاركها لا محالة ثم مسؤول عنها، من أين اكتسبتها و أين أنفقتها، يوم يقف الناس لرب العالمين وأنت أحوج ما تكون لدرهم تتصدق به ليبتعد بك عن النار، يوم يغمس أشد أهل الأرض ترفاً غمسة واحدة في جهنم بعدها يقول: ما رأيت خيراً قط !!!
أهكذا تعبث الدنيا بأنفسنا *** حتى كأنا نسينا منشأ الطين
لكنها فتنة الأحياء فتنتها *** تغري الذين اشتروها دون تثمين
في وقت تجد الأمة في أشد الحاجة لعقول أبناءها تخطط لمستقبلها، وتجتهد لبناء لبناتها من جديد، وإيقاظها من رقدتها تجد هؤلاء المترفين يخططون للدنيا ولسان حالهم يقول أنت أنت.
يسطرون لها في العشق ملحمة *** ويرسمون بتخطيط وتلوين
ويعقدون بها الآمال ما رغبوا *** عنها و ما أورثتهم غيرة الدين
يموت في ساحها العشاق وهي على *** مر العصور تنادي كل عنين
جميلة تستطيب النفس معشرها *** وترتمي في رباها دون تخمين
دماء المسلمين تبعثر في كل ناحية، وفي بقاع الأرض ينتهك للإسلام عرض أو تسلب أرض، وفي أيدي بعض أبناءها الخير الوفير، الذي لو بذل في حله، وفي سبيل نصر أمتهم لتغير بنا الحال، ولكن هيهات هيهات.
دماؤنا تحجب الآفاق حمرتها *** وجسمنا مزق بين الميادين
والذل مازال يكوينا بجمرته *** لأننا في سبيل المال والطين
دول إسلامية كاملة حباها الله تعالى بنعم وفيرة، وإثر هذه النعم، أتتهم الوفود من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، ومن كل دين وعرق، فما استغلوا النعم حق استغلالها ليكونوا بها سفراء للإسلام، وإنما والله كانوا شر سفير لدينهم بهذا المال، فهذا يجلب العمال ليبخسهم أجورهم، وذاك يأتي بالعاملات ليفعل الفاحشة، وتلك تضرب خادمتها حتى تقتلها بسبب تافه، وهكذا أصبح مال هؤلاء وبالاً على الدعوة بدلاً من أن يكون سبيلا لنشرها، في وقت نقرأ فيه أن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً بسبب اختلاطهم بأسلافنا لما ذهبوا للتجارة في بلاد الصين وغيرها.
نجد من المترفين من قد يمد يده للحرام حتى تلبس امرأته أغلى الثياب لحضور عرس من الأعراس، ومنهم من يغل من أموال المسلمين، ليحضر لابنه سيارة جديدة، ومنهم من يأكل مال الأجير ليقضي الصيف خارج البلاد، و منهم و منهم.
سبحان الله، الفارق بين هؤلاء وبين سلف الأمة كالفارق بين حال المسلمين الآن وحالهم من قبل، فلا نلومَنَّ إلا أنفسنا.
روى الذهبي : حدثني عبدة ابن عبد الرحيم قال : كنت عند الفضيل بن عياض وعنده ابن المبارك فقال قائل: إن أهلك وعيالك قد احتاجوا مجهودين لهذا المال، فاتق الله وخذ من هؤلاء القوم (يقصد الأمراء) فزجره ابن المبارك وأنشد يقول :
خذ من الجاروش والأرز والخبز الشعير *** واجعلن ذاك حلالاً تنج من حر السعير
وانأ ما استطعت هداك الله عن دار الأمير *** لتزرها واجتنبها إنها شر مزور
توهن الدين وتدنيك من الحوب الكبير *** قبل أن تسقط يا مغرور في حفرة بير
و ارض يا ويحك من دنياك بالقوت اليسير *** إنها دار بلاء وزوال وغرور
ما ترى قد صارعت قبلك أصحاب القصور *** كم ببطن الأرض من ثاو شريف ووزير
وصغير الشأن عبد خامل الذكر حقير *** لو تصفحت وجوه القوم في يوم نضير
لم تميزهم ولم تعرف غنيا من فقير *** خمدوا فالقوم صرعى تحت أشخاص الصخور
أو ما تحذر من يوم عبوس قمطرير *** أقنطر الشر فيه في عذاب الزمهرير.
فلما سمع الفضيل ذلك غشي عليه رحمه الله. فيا صاحب المال اتق الله في أمتك، واعمل بمالك فيما يرضي الله، ولا تجعل مالك حرباً عليك يوم القيامة، تذكر المسلمين في بقاع الأرض خاصة أيام الأعياد، يوم يمتلئ عليك قصرك بالخيرات، فتنفق في المباحات وغير المباحات، وعلى وجه الأرض من يقول للعيد ارجع فلا عيد لنا وكأن لسان حالهم يقول لهلال العيد :
غب يا هلال قالوا ستجلب نحونا العيد السعيد
عيد سعيد والأرض مازالت مبللة الثرى بدم الشهيد
والحرب ملت نفسها وتقززت ممن تبيد
عيد سعيد في قصور المترفين عيد شقي في خيام اللاجئين
هرمت خطانا يا هلال ومدى السعادة لم يزل عنا بعيد
غب يا هلالا تأت بالعيد السعيد مع الأنين
أنا لا أريد العيد مقطوع الوتين
أتظن أن العيد في حلوى وأثواب جديدة
أتظن أن العيد تهنئة تسطر في جريدة
غب يا هلال واطلع علينا حين يبتسم الزمن
وتموت نيران الفتن
اطلع علينا حين يورق بابتسامتنا المساء
ويذوب في طرقاتنا ثلج الشتاء
اطلع علينا بالشذى بالعز والنصر المبين
اطلع علينا بالتئام الشمل بين المسلمين
هذا هو العيد السعيد وسواه ليس لنا بعيد
غب يا هلال حتى ترى رايات أمتنا ترفرف في شمم
فهناك عيد أي عيد وهناك يبتسم الشقي مع السعيد
وأخيراً أخي المترف: بارك الله لك في مالك، فوالله ما نحب لك إلا البركة فيه، ونخشى أن تزول النعمة عنك أو تنقلب إلى نقمة، و اعلم أن الفرصة أمامك والباب مفتوح والعود أحمد.
أبو الهيثم
قصور المترفين وما قصور المترفين، فيها كل شخص سمين، وكل شيء ثمين، ولا يغيب عنها أي شيء، إلا آثار شرع القوي المتين، وسنة نبيه الصادق الأمين.
في وقت يختبر المؤمنون فيه في مشارق الأرض ومغاربها بشتى أنواع الابتلاءات، نجد منا من لا يبالي، وكأنه في برزخ إلى يوم يبعثون.
هذا يدخل في قائمة دولية للأرقام القياسية في البذخ، وهذا ينفق على الفجور بغير حساب، كأن الناس تركوا هملاً وسدى بغير حساب.
حدثني الثقة، بأن جاراً له من متوسطي الحال بإحدى دول الخليج، لبَّى دعوة لأحد أقاربه بالعاصمة الخليجية الكبرى، وإذا بصاحب الحفل يرمي بعد انتهاء العرس عشرة من الخراف المطهوة كاملة، يقول الرجل حتى هممت أحدثه بأني في حاجة لها لولا الحياء منعني من الطلب.
هذا يهدده جوع ينوء به *** وذاك ينعم بالرمان والتين
هذا يؤرقه فقر ألم به *** وذاك يهدر آلاف الملايين
قصور المترفين، وما أدراك ما قصور المترفين، فساقهم تعج قصورهم بالرقص والمغاني والزنا و الخنا، وكأن في آذانهم وقر وبينهم وبين آلام أمتهم حجاب.
أقطار إسلامية بكاملها لا تجد رغيف الخبز تسد بها جوعها، حتى روى بعض الدعاة أن من أعجب ما رأى بعض المسلمين في إفريقيا يتتبعون النمل إذا ما رأوه، أتعلمون لماذا؟ طمعاً في حبة القمح التي تخبئها النملة في جحرها، هكذا وصل الجوع ببعض المسلمين في وقت ينذر أحد الأثرياء مليون ريال سعودي لمن يستطيع أكل ستة عشر وجبة كاملة من أحد المطاعم الشهيرة، فتقدم رجل، وأكل منها ثلاثة عشر وبعدها حملوه إلى الإنعاش لإنقاذ حياته.
يدوس من أجل عينيها مبادئه *** يرغي ويزبد فيها كالمجانين
ويل له كيف ينسى حق خالقه *** ويستجيب لأبواق الشياطين
وكيف يغفل عن آلام أمته *** وكيف راق له قلب الموازين
إنا لله وإنا إليه راجعون، أين هؤلاء من قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف:31] وقوله: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖوَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء:27].
شباب غض مثل أغصان الزيتون، أمتهم في أشد الحاجة لجهودهم عشقوا الدنيا وفتنوا بها حتى أسلمهم حبهم إياها إلى الارتماء بين أحضان العاهرات، وصالات الخنا، وأماكن السكر والعربدة والزنا، واللعب بجنون السيارات، حتى أضحى كثيرٌ منهم في عداد الأموات، في وقت تجد فيه شباباً مثلهم نذروا أنفسهم لله، و وقفوا على ثغور الإسلام منافحين، بين مجاهد صامد، و داعية قائم بأمر الله، وآمر بالمعروف ناه عن المنكر قائم على حدود الله، وهم في أحوج الحاجة لما في أيدي المترفين ليذودوا عن حمى الإسلام بين حرب للمعتدين، وبين رفع للواء الشرع والسنة في وجه العلمانيين و أدرابهم من الملحدين، و بين الذب عن أعراض المسلمين، فيا أخي المترف الله الله في نفسك…الله الله في مالك…الله الله في أمتك، كيف تعصي الله بنعمه، وهو قادر على إزالتها في لمحة بصر؟
فالمال فتنة، وأي فتنة اختبر الله عز وجل بها بعض خلقه ليبلوهم فيها، فهلا أحسنت العمل، هلا تنازلت عن سنة قارون، خاصة وأنت تدرك تماماً أنك تاركها لا محالة ثم مسؤول عنها، من أين اكتسبتها و أين أنفقتها، يوم يقف الناس لرب العالمين وأنت أحوج ما تكون لدرهم تتصدق به ليبتعد بك عن النار، يوم يغمس أشد أهل الأرض ترفاً غمسة واحدة في جهنم بعدها يقول: ما رأيت خيراً قط !!!
أهكذا تعبث الدنيا بأنفسنا *** حتى كأنا نسينا منشأ الطين
لكنها فتنة الأحياء فتنتها *** تغري الذين اشتروها دون تثمين
في وقت تجد الأمة في أشد الحاجة لعقول أبناءها تخطط لمستقبلها، وتجتهد لبناء لبناتها من جديد، وإيقاظها من رقدتها تجد هؤلاء المترفين يخططون للدنيا ولسان حالهم يقول أنت أنت.
يسطرون لها في العشق ملحمة *** ويرسمون بتخطيط وتلوين
ويعقدون بها الآمال ما رغبوا *** عنها و ما أورثتهم غيرة الدين
يموت في ساحها العشاق وهي على *** مر العصور تنادي كل عنين
جميلة تستطيب النفس معشرها *** وترتمي في رباها دون تخمين
دماء المسلمين تبعثر في كل ناحية، وفي بقاع الأرض ينتهك للإسلام عرض أو تسلب أرض، وفي أيدي بعض أبناءها الخير الوفير، الذي لو بذل في حله، وفي سبيل نصر أمتهم لتغير بنا الحال، ولكن هيهات هيهات.
دماؤنا تحجب الآفاق حمرتها *** وجسمنا مزق بين الميادين
والذل مازال يكوينا بجمرته *** لأننا في سبيل المال والطين
دول إسلامية كاملة حباها الله تعالى بنعم وفيرة، وإثر هذه النعم، أتتهم الوفود من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، ومن كل دين وعرق، فما استغلوا النعم حق استغلالها ليكونوا بها سفراء للإسلام، وإنما والله كانوا شر سفير لدينهم بهذا المال، فهذا يجلب العمال ليبخسهم أجورهم، وذاك يأتي بالعاملات ليفعل الفاحشة، وتلك تضرب خادمتها حتى تقتلها بسبب تافه، وهكذا أصبح مال هؤلاء وبالاً على الدعوة بدلاً من أن يكون سبيلا لنشرها، في وقت نقرأ فيه أن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً بسبب اختلاطهم بأسلافنا لما ذهبوا للتجارة في بلاد الصين وغيرها.
نجد من المترفين من قد يمد يده للحرام حتى تلبس امرأته أغلى الثياب لحضور عرس من الأعراس، ومنهم من يغل من أموال المسلمين، ليحضر لابنه سيارة جديدة، ومنهم من يأكل مال الأجير ليقضي الصيف خارج البلاد، و منهم و منهم.
سبحان الله، الفارق بين هؤلاء وبين سلف الأمة كالفارق بين حال المسلمين الآن وحالهم من قبل، فلا نلومَنَّ إلا أنفسنا.
روى الذهبي : حدثني عبدة ابن عبد الرحيم قال : كنت عند الفضيل بن عياض وعنده ابن المبارك فقال قائل: إن أهلك وعيالك قد احتاجوا مجهودين لهذا المال، فاتق الله وخذ من هؤلاء القوم (يقصد الأمراء) فزجره ابن المبارك وأنشد يقول :
خذ من الجاروش والأرز والخبز الشعير *** واجعلن ذاك حلالاً تنج من حر السعير
وانأ ما استطعت هداك الله عن دار الأمير *** لتزرها واجتنبها إنها شر مزور
توهن الدين وتدنيك من الحوب الكبير *** قبل أن تسقط يا مغرور في حفرة بير
و ارض يا ويحك من دنياك بالقوت اليسير *** إنها دار بلاء وزوال وغرور
ما ترى قد صارعت قبلك أصحاب القصور *** كم ببطن الأرض من ثاو شريف ووزير
وصغير الشأن عبد خامل الذكر حقير *** لو تصفحت وجوه القوم في يوم نضير
لم تميزهم ولم تعرف غنيا من فقير *** خمدوا فالقوم صرعى تحت أشخاص الصخور
أو ما تحذر من يوم عبوس قمطرير *** أقنطر الشر فيه في عذاب الزمهرير.
فلما سمع الفضيل ذلك غشي عليه رحمه الله. فيا صاحب المال اتق الله في أمتك، واعمل بمالك فيما يرضي الله، ولا تجعل مالك حرباً عليك يوم القيامة، تذكر المسلمين في بقاع الأرض خاصة أيام الأعياد، يوم يمتلئ عليك قصرك بالخيرات، فتنفق في المباحات وغير المباحات، وعلى وجه الأرض من يقول للعيد ارجع فلا عيد لنا وكأن لسان حالهم يقول لهلال العيد :
غب يا هلال قالوا ستجلب نحونا العيد السعيد
عيد سعيد والأرض مازالت مبللة الثرى بدم الشهيد
والحرب ملت نفسها وتقززت ممن تبيد
عيد سعيد في قصور المترفين عيد شقي في خيام اللاجئين
هرمت خطانا يا هلال ومدى السعادة لم يزل عنا بعيد
غب يا هلالا تأت بالعيد السعيد مع الأنين
أنا لا أريد العيد مقطوع الوتين
أتظن أن العيد في حلوى وأثواب جديدة
أتظن أن العيد تهنئة تسطر في جريدة
غب يا هلال واطلع علينا حين يبتسم الزمن
وتموت نيران الفتن
اطلع علينا حين يورق بابتسامتنا المساء
ويذوب في طرقاتنا ثلج الشتاء
اطلع علينا بالشذى بالعز والنصر المبين
اطلع علينا بالتئام الشمل بين المسلمين
هذا هو العيد السعيد وسواه ليس لنا بعيد
غب يا هلال حتى ترى رايات أمتنا ترفرف في شمم
فهناك عيد أي عيد وهناك يبتسم الشقي مع السعيد
وأخيراً أخي المترف: بارك الله لك في مالك، فوالله ما نحب لك إلا البركة فيه، ونخشى أن تزول النعمة عنك أو تنقلب إلى نقمة، و اعلم أن الفرصة أمامك والباب مفتوح والعود أحمد.
أبو الهيثم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى