لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

طريق الحق Empty طريق الحق {الثلاثاء 4 أكتوبر - 18:41}

اصطفى الله- عز وجل- من خلقه أمة الإسلام لتسلك سبيل الحق وكلفها بدعوة سائر الأمم لسلوكه، فشرفها سبحانه بحمل أمانة هذا السبيل عملاً وكلفها بأداء الحق أمانة في عنقها.

فمن طوائف الأمة من تمسك بشرف هذه الأمانة تحملاً و أداءً، ومن طوائفها من شط في فهم الصراط فسلك غير طريق الحق ودعا الناس إلى ما هو عليه من باطل مبتدع، ومن الأمة من قعد فلا هو تحمل الأمانة كما ينبغي ولا هو أداها إلى من يستحقها.



وقد خص الله- تعالى- بالنضرة والحبور كل من أدى إلى الناس كلمة الله ودعا إلى سبيله، فقد أخرج أبو داوود في باب فضل نشر العلم بسنده عن زيد بن ثابت قال: سَمِعْتُ رَسُولَ- اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ».

وقد أخبر الله- عز وجل- عن حسن إسلام من سلك هذا السبيل وعمل صالحاً ودعا الناس إلى طريق الحق، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33].



قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: يقول عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ} أي: دعا عباد الله إليه، {وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي: وهو في نفسه مهتد بما يقوله فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعد وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه، وينهون عن المنكر ويأتونه بل يأتمر بالخير ويترك الشر ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى وهذه عامة في كل من دعا إلى خير وهو في نفسه مهتد ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- أولى الناس بذلك .ا.هـ.

والحق واحد لا يتجزأ هو صراط الله المستقيم وسبيل المؤمنين وطريق محمد خير المرسلين- صلى الله عليه وعلى آله أتم التسليم- والحق له اتجاه واحد بين واضح لا عوج فيه؛ فالحق لا يعرف إلا بالحق، لا يعرف بالرجال، بل الرجال هم الذين يعرفون ويوزنون من خلال ميزان الحق والشرع.



قال الغزالي- رحمه الله-: "فاعلم أن من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال، فاعرف الحق تعرف أهله إن كنت سالكاً طريق الحق وإن قنعت بالتقليد والنظر إلى ما اشتهر من درجات الفضل بين الناس، فلا تغفل الصحابة وعلو منصبهم" الإحياء: 1/29.

وهذا الكلام يورد في ذم التقليد المذهبي الأعمى دون بصيرة ودليل، أما الاقتداء بأئمة العدل من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من علماء الأمة إلى عصرنا هذا ففيه الخير والنجاة شريطة أن يكون العالم قد دل ميزان الحق على عدالته ووثوق حاله وجلالة علمه.



قال الشاطبي- رحمه الله-: "إذا ثبت أن الحق هو المعتبر دون الرجال فالحق أيضا لا يعرف دون وسائطهم، بل بهم يتوصل إليه وهم الأدلاء على طريقه" الاعتصام: 548.

وقال شيخ الإسلام- رحمه الله-: ".. فأئمة المسلمين الذين اتبعوهم وسائل وطرق وأدلة بين الناس وبين الرسول- عليه الصلاة والسلام-، يبلغونهم ما قاله ويفهمونهم مراده بحسب اجتهادهم واستطاعتهم" الفتاوى: 20/224.



قال ابن الجوزي- رحمه الله- ذاماً للتقليد الأعمى على غير اتباع للحق: "واعلم أن عموم أصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعون قوله من غير تدبر لما قال وهذا عين الضلال؛ لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول لا إلى القائل كما قال علي- رضي الله عنه- لحارث بن حوط وقد قال له: أتظن أن طلحة والزبير كانا على باطل؟ فقال له: يا حارث! إنه ملبوس عليك إن الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله".ا.هـ. تلبيس إبليس وانظر أقاويل الثقات: 228، وصيد الخاطر36-37.



فالحق- إذا- لا يوزن بالرجال وإنما يوزن الرجال بالحق بل كل قول يُحْتَجُّ له خلا قول النبي- عليه الصلاة والسلام- فإنه يحتج به.

فعض على هذا الأصل بالنواجذ واحذر أن يلتبس عليك الأمر.

وفقنا الله وسائر المسلمين لما فيه رضاه.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى