رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
إن من نعم الله التي لا تحصى إفساح المجال للدعاة إلى الله كي يبثوا النور في أرجاء الظلمات وكي يبددوا الدلجة ويصلوا بأبناء الأمة لبر الأمان ويبلغوا بهم منازل الصالحين.
ومن تدبير الله تعالى لدينه أن ينفق أعداء الدين ليصدوا عن سبيل الله ثم يمكر الله تعالى بهم فيجعل ما أنفقوا في خدمة دعوته لتكون على أعداءه حسرة وندامة ولابد في نهاية المطاف من غلبة الحق وأهله وإلا فانتظر الساعة لأنها لا تقوم إلا على شرار الخلق وتقوم ولا يقال في الأرض الله الله.
ومن المعلوم يقينا أن وسائل الإعلام الحديثة مرئية ومسموعة ومقروءة خدمت أفكار وفلسفات صانعيها لعقود طويلة ولم يكن يتخيل أكبر المتفائلين أن يفسح المجال لدعاة الإسلام ليحاولوا إصلاح ما أحدثه أصحاب هذه الأدوات الإعلامية أنفسهم.
وقد سر الإسلاميون وعوام الأمة المحبين لدينهم بوجود مرئيات فضائية تقوم على أساس ديني وكانت صاحبة السبق في ذلك قناة المجد الفضائية حفظها الله وسدد القائمين عليها ثم تتابعت من بعدها الفضائيات الإسلامية بل تنوعت لغاتها بفضل الله تعالى.
وكل هذا من نعم الله ولا شك, فعوام المسلمين وصلهم من الوعظ والدعوة ما كان يحجزهم عنه ألف سد وسد, وما كان يمنعهم عنه المانعون بالتشويه تارة وبالتسفيه أخرى وبسم هؤلاء الدعاة بسمات الإرهاب والتطرف وتشويه صورتهم أمام العوام, فأذكر حتى أعوام قليلة في عقد التسعينيات كان الشباب في كثير من الدول العربية يتحمل المشاق حتى يستمع لمحاضرة للداعية الفلاني أو الشيخ الفلاني, وكان الاضطهاد الذي قد يصل إلى السجن لمجرد أن هذا الشاب أو ذاك حافظ على الحضور لمتابعة سلسلة فقهية أو عقدية على عالم معين.
وقد فتح الله باب خير أمام الجميع أسأل الله أن يجعله خيراً وبركة.
ولكن هل تسير الفضائيات الإسلامية الآن في مسارها الصحيح؟؟
الإجابة على هذا التساؤل تحتاج لتأمل, فهذه الفضائيات تخاطب الفئام من البشر بمختلف شرائحهم الفكرية, وقد قدمت الفضائيات الإسلامية الوعظ المكثف الذي يجذب عوام المسلمين باقتدار, وقد غيرت نظرة الكثير من عوام المسلمين نحو الدعاة والعلماء الإسلاميين الذين كانت صورتهم مشوهة أيما تشويه قبل وجود هذه الفضائيات, فحققت بذلك جسراً متميزاً بين الدعوة الإسلامية وعوام الأمة المحبين لدينهم ولسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
بينما ترى الشرائح التي مضت في طريق العلم الشرعي بعض الخطوات حتى أصبح لها من الأدوات ما تميز به الفاضل من المفضول وما يجب تقديمه وما ينبغى تأخيره, نظر هؤلاء للفضائيات الإسلامية على أنها تقدم القشور ولم تدخل للب الإسلام بعد, فهي بعيدة عن تكثيف الحديث عن العقائد وتصحيح الفاسد من العقائد المنتشرة بين العوام, كما أنها لم تقدم بشكل جيد ما يصحح عبادة هؤلاء العوام؟، كما أنها لم تنزل بثقلها لمقارعة البدع المحدثة التي اقتاتت نموها على دين العوام.
نعم هذا صحيح ولكن هل المطلوب من طلاب العلم مناصحة القنوات الفضائية وإسداء الرأي لأهلها - والذين نعلم عنهم الصلاح والخير في معظمهم - أم على طلاب العلم مخاصمة هذه القنوات والتي قد تصل إلى مقارعتها في بعض الأحيان.
بالطبع الجواب واضح بين وهو وجوب إسداء النصح والتواصل مع القائمين على الفضائيات الإسلامية, وعدم الملل من ذلك, فهذا سبيل الأنبياء وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة يوسف: 108].
فالأولى دعوة القائمين على هذه الثغور وعدم الفتور من أصلاح مسارهم فهم على ثغر وحملة رسالة وقد جعلهم الله سببا في انتشار المظهر الإسلامي الطيب في ديار الإسلام وفي اكتظاظ الكثير من المساجد بالشباب الصغير المقبل على دينه المحب لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
رسالة إلى جيل الشباب الإسلامي الناشىء:
هذا الجيل الفتي الذي يحمل في صدره وبين جنباته محبة واضحة لدين ربه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو ذخيرة مخزونة لأمة الإسلام تحتاج من يثقلها وهم جند مخلصون للرحمن يحتاجون لمن يأخذ بأيديهم ويصحح مسارهم، وهذا دور طلاب العلم الذي اكتفى الكثير منهم بتوبيخ الفضائيات على اكتفائها بالدور الوعظي (وإن كان معهم الكثير من الحق في ذلك)، ولكن على طلاب العلم الاضطلاع بدورهم في توجيه هذه النبتات الإيمانية الطاهرة التي انتشرت وكثرت ويبقى توجيهها لتقطف الأمة ثمرة الغرس الطيب, لذا فعلى الجميع أن تتكامل أدوارهم وأن يحرس كل منا ثغره دون أن يفتر.
أسأل الله الإعانة والتوفيق لجميع المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
محمد أبو الهيثم
ومن تدبير الله تعالى لدينه أن ينفق أعداء الدين ليصدوا عن سبيل الله ثم يمكر الله تعالى بهم فيجعل ما أنفقوا في خدمة دعوته لتكون على أعداءه حسرة وندامة ولابد في نهاية المطاف من غلبة الحق وأهله وإلا فانتظر الساعة لأنها لا تقوم إلا على شرار الخلق وتقوم ولا يقال في الأرض الله الله.
ومن المعلوم يقينا أن وسائل الإعلام الحديثة مرئية ومسموعة ومقروءة خدمت أفكار وفلسفات صانعيها لعقود طويلة ولم يكن يتخيل أكبر المتفائلين أن يفسح المجال لدعاة الإسلام ليحاولوا إصلاح ما أحدثه أصحاب هذه الأدوات الإعلامية أنفسهم.
وقد سر الإسلاميون وعوام الأمة المحبين لدينهم بوجود مرئيات فضائية تقوم على أساس ديني وكانت صاحبة السبق في ذلك قناة المجد الفضائية حفظها الله وسدد القائمين عليها ثم تتابعت من بعدها الفضائيات الإسلامية بل تنوعت لغاتها بفضل الله تعالى.
وكل هذا من نعم الله ولا شك, فعوام المسلمين وصلهم من الوعظ والدعوة ما كان يحجزهم عنه ألف سد وسد, وما كان يمنعهم عنه المانعون بالتشويه تارة وبالتسفيه أخرى وبسم هؤلاء الدعاة بسمات الإرهاب والتطرف وتشويه صورتهم أمام العوام, فأذكر حتى أعوام قليلة في عقد التسعينيات كان الشباب في كثير من الدول العربية يتحمل المشاق حتى يستمع لمحاضرة للداعية الفلاني أو الشيخ الفلاني, وكان الاضطهاد الذي قد يصل إلى السجن لمجرد أن هذا الشاب أو ذاك حافظ على الحضور لمتابعة سلسلة فقهية أو عقدية على عالم معين.
وقد فتح الله باب خير أمام الجميع أسأل الله أن يجعله خيراً وبركة.
ولكن هل تسير الفضائيات الإسلامية الآن في مسارها الصحيح؟؟
الإجابة على هذا التساؤل تحتاج لتأمل, فهذه الفضائيات تخاطب الفئام من البشر بمختلف شرائحهم الفكرية, وقد قدمت الفضائيات الإسلامية الوعظ المكثف الذي يجذب عوام المسلمين باقتدار, وقد غيرت نظرة الكثير من عوام المسلمين نحو الدعاة والعلماء الإسلاميين الذين كانت صورتهم مشوهة أيما تشويه قبل وجود هذه الفضائيات, فحققت بذلك جسراً متميزاً بين الدعوة الإسلامية وعوام الأمة المحبين لدينهم ولسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
بينما ترى الشرائح التي مضت في طريق العلم الشرعي بعض الخطوات حتى أصبح لها من الأدوات ما تميز به الفاضل من المفضول وما يجب تقديمه وما ينبغى تأخيره, نظر هؤلاء للفضائيات الإسلامية على أنها تقدم القشور ولم تدخل للب الإسلام بعد, فهي بعيدة عن تكثيف الحديث عن العقائد وتصحيح الفاسد من العقائد المنتشرة بين العوام, كما أنها لم تقدم بشكل جيد ما يصحح عبادة هؤلاء العوام؟، كما أنها لم تنزل بثقلها لمقارعة البدع المحدثة التي اقتاتت نموها على دين العوام.
نعم هذا صحيح ولكن هل المطلوب من طلاب العلم مناصحة القنوات الفضائية وإسداء الرأي لأهلها - والذين نعلم عنهم الصلاح والخير في معظمهم - أم على طلاب العلم مخاصمة هذه القنوات والتي قد تصل إلى مقارعتها في بعض الأحيان.
بالطبع الجواب واضح بين وهو وجوب إسداء النصح والتواصل مع القائمين على الفضائيات الإسلامية, وعدم الملل من ذلك, فهذا سبيل الأنبياء وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة يوسف: 108].
فالأولى دعوة القائمين على هذه الثغور وعدم الفتور من أصلاح مسارهم فهم على ثغر وحملة رسالة وقد جعلهم الله سببا في انتشار المظهر الإسلامي الطيب في ديار الإسلام وفي اكتظاظ الكثير من المساجد بالشباب الصغير المقبل على دينه المحب لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
رسالة إلى جيل الشباب الإسلامي الناشىء:
هذا الجيل الفتي الذي يحمل في صدره وبين جنباته محبة واضحة لدين ربه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو ذخيرة مخزونة لأمة الإسلام تحتاج من يثقلها وهم جند مخلصون للرحمن يحتاجون لمن يأخذ بأيديهم ويصحح مسارهم، وهذا دور طلاب العلم الذي اكتفى الكثير منهم بتوبيخ الفضائيات على اكتفائها بالدور الوعظي (وإن كان معهم الكثير من الحق في ذلك)، ولكن على طلاب العلم الاضطلاع بدورهم في توجيه هذه النبتات الإيمانية الطاهرة التي انتشرت وكثرت ويبقى توجيهها لتقطف الأمة ثمرة الغرس الطيب, لذا فعلى الجميع أن تتكامل أدوارهم وأن يحرس كل منا ثغره دون أن يفتر.
أسأل الله الإعانة والتوفيق لجميع المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
محمد أبو الهيثم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى