رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
قد هوينا لما هوت وأعدوا وأعدوا من الردى ترياقُ
واقتلعنا الأيمانَ فاســودت الدنيا علينا واسودت الأعماقُ
وإذا الجدرُ مات في باطن الأرضِ تموتُ الأغصانُ والأوراقُ
*****
آ ه ٍ يا مسلمون متنا قرونا والمحاقُ الأعمى يليه مُحاقُ
أى شىءٍ فى عالم الغاب نحنُ؟ آدميون أم نعاجٌ نُســــــــــاقُ
نحنُ لحمٌ للوحشِ والطيــــــرِ منا الجثث الحمرُ والدمُ الدفاقُ
وعلى المحصناتِ تبكى البواكى يااا لعرض الأسلامِ كيف يُراقُ
شعوب فضلت الانشغال بلقمة ملوثة من الخبز عن المطالبة بشرع الله ولو اختارت شرع ربها لفتحت عليهم بركات الأرض والسماء، وحكام التصقوا بكراسيهم ودافعوا ويدافعوا عنها بدلاً من الدفاع عن أوطانهم التي أصبحت كرامتها في مهب الريح، ولكن العزم المخنث جمع بين الشعوب وحكامها، فكانت النتيجة الحتمية هي ما نراه من تلاعب أبناء القردة والخنازير بدماء المسلمين في غزة وسائر فلسطين، وتلاعب كلاب أمريكا بأعراض المسلمات في العراق وبدماء الشهداء في أفغانستان، فيا شهداء غزة لكم الله، ويا دماء المسلمين وأعراضهم في كل مكان وا إسلاماااااااه...
يا أمة هبي ودافعي عن دمك وعرضك واركعي لربك دونما سواه...
يا أمة الإسلام أما آن أوان التغيير الشامل للأفراد والجماعات والرؤوس الفاسدة، أما آن أوان تحاكم الأمة لشرع ربها واختيارها للصالحين من أبناءها ليرفعوا لوائها، أما آن أوان قيادة العلماء لزمام المواقف وتوجيه القلوب المتوهجة.
أما آن لشعوب ارتضت بالزرع وأذناب البقر أن تهب لرفع الراية وإصلاح الفساد العام والضعف المذل الهين الذي أضحى عاراً في جبين الأمة كلها قادها إليه منافقون ومعهم صفوف لا تحصى من مخنثي العزم والمخذلين.
قال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة: 41].
قال ابن كثير: أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِالنَّفِيرِ الْعَامّ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ عَام غَزْوَة تَبُوك لِقِتَالِ أَعْدَاء اللَّه مِنْ الرُّوم الْكَفَرَة مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَحَتَّمَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي الْخُرُوج مَعَهُ عَلَى كُلّ حَال فِي الْمَنْشَط وَالْمَكْرَه وَالْعُسْر وَالْيُسْر فَقَالَ: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، وَقَالَ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ أَنَس عَنْ أَبِي طَلْحَة: "كُهُولًا وَشُبَّانًا مَا سَمِعَ اللَّه عُذْر أَحَد"، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّام فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَفِي رِوَايَة قَرَأَ أَبُو طَلْحَة سُورَة بَرَاءَة فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَة: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسكُمْ فِي سَبِيل اللَّه} فَقَالَ: "أَرَى رَبّنَا اِسْتَنْفَرَنَا شُيُوخًا وَشُبَّانًا، جَهِّزُونِي يَا بَنِيَّ"، فَقَالَ بَنُوهُ: "يَرْحَمك اللَّه قَدْ غَزَوْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ، وَمَعَ أَبِي بَكْر حَتَّى مَاتَ، وَمَعَ عُمَر حَتَّى مَاتَ، فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْك"، فَأَبَى فَرَكِبَ الْبَحْر فَمَاتَ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَة يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلَّا بَعْد تِسْعَة أَيَّام، فَلَمْ يَتَغَيَّر، فَدَفَنُوهُ فِيهَا.
وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَأَبِي صَالِح وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَسُهَيْل بْن عَطِيَّة وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَالشَّعْبِيّ وَزَيْد بْن أَسْلَم أَنَّهُمْ قَالُوا فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}:" كُهُولًا وَشُبَّانًا". وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَغَيْر وَاحِد، وَقَالَ مُجَاهِد: "شُبَّانًا وَشُيُوخًا، وَأَغْنِيَاء وَمَسَاكِين"، وَكَذَا قَالَ أَبُو صَالِح وَغَيْره، قَالَ الْحَكَم بْن عُتَيْبَة: "مَشَاغِيل وَغَيْر مَشَاغِيل".
وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}: "يَقُول اِنْفِرُوا نِشَاطًا وَغَيْر نِشَاط"، وَكَذَا قَالَ قَتَادَة، وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، "قَالُوا: فَإِنَّ فِينَا الثَّقِيل وَذُو الْحَاجَة وَالضَّيْعَة وَالشَّغِل وَالْمُتَيَسِّر بِهِ أَمْره فَأَنْزَلَ اللَّه وَأَبَى أَنْ يَعْذُرهُمْ دُون أَنْ يَنْفِرُوا {خِفَافًا وَثِقَالًا} أَيْ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ".
وَقَالَ الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن الْبَصْرِيّ: "أَيْضًا فِي الْعُسْر وَالْيُسْر"، وَهَذَا كُلّه مِنْ مُقْتَضَيَات الْعُمُوم فِي الْآيَة وَهَذَا اِخْتِيَار اِبْن جَرِير. وَقَالَ الْإِمَام أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ: "إِذَا كَانَ النَّفِير إِلَى دُرُوب الرُّوم نَفَر النَّاس إِلَيْهَا خِفَافًا وَرُكْبَانًا، وَإِذَا كَانَ النَّفِير إِلَى هَذِهِ السَّوَاحِل نَفَرُوا إِلَيْهَا خِفَافًا وَثِقَالًا وَرُكْبَانًا وَمُشَاة" وَهَذَا تَفْصِيل فِي الْمَسْأَلَة، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُحَمَّد بْن كَعْب وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَغَيْرهمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} [سورة التوبة: 120]، وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه.
وَقَالَ السُّدِّيّ: "قَوْله {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} يَقُول غَنِيًّا وَفَقِيرًا وَقَوِيًّا وَضَعِيفًا، فَجَاءَهُ رَجُل يَوْمئِذٍ زَعَمُوا أَنَّهُ الْمِقْدَاد وَكَانَ عَظِيمًا سَمِينًا فَشَكَى إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَن لَهُ فَأَبَى فَنَزَلَتْ يَوْمئِذٍ {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة اِشْتَدَّ عَلَى النَّاس فَنَسَخَهَا اللَّه تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَج إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُوله} [سورة التوبة: 91].
وَقَالَ اِبْن جَرِير: "حَدَّثَنِي يَعْقُوب حَدَّثَنَا اِبْن عُلَيَّة حَدَّثَنَا أَيُّوب عَنْ مُحَمَّد قَالَ: شَهِدَ أَبُو أَيُّوب مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّف عَنْ غَزَاة لِلْمُسْلِمِينَ إِلَّا عَامًا وَاحِدًا، قَالَ وَكَانَ أَبُو أَيُّوب يَقُول: قَالَ اللَّه تَعَالَى: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} فَلَا أَجِدنِي إِلَّا خَفِيفًا أَوْ ثَقِيلًا"، وَقَالَ اِبْن جَرِير: "حَدَّثَنِي سَعِيد بْن عُمَر السَّكُونِيّ حَدَّثَنَا بَقِيَّة حَدَّثَنَا جَرِير حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَيْسَرَة حَدَّثَنِي أَبُو رَاشِد الْحَرَّانِيّ قَالَ: وَافَيْت الْمِقْدَام بْن الْأَسْوَد فَارِس رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ جَالِسًا عَلَى تَابُوت مِنْ تَوَابِيت الصَّيَارِفَة بِحِمْص وَقَدْ فَصَلَ عَنْهَا مِنْ عِظَمه يُرِيد الْغَزْو فَقُلْت لَهُ قَدْ أَعْذَرَ اللَّه إِلَيْك فَقَالَ أَتَتْ عَلَيْنَا سُورَة الْبُعُوث {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، وَقَالَ اِبْن جَرِير: "حَدَّثَنِي حَيَّان بْن زَيْد الشَّرْعِيّ قَالَ: نَفَرنَا مَعَ صَفْوَان بْن عَمْرو وَكَانَ وَالِيًا عَلَى حِمْص قَبْل الْأُفْسُوس إِلَى الجراجمة فَرَأَيْت شَيْخًا كَبِيرًا هَمًّا قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ أَهْل دِمَشْق عَلَى رَاحِلَته فِيمَنْ أَغَارَ، فَأَقْبَلْت إِلَيْهِ فَقُلْت: "يَا عَمّ لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّه إِلَيْك"، قَالَ: "فَرَفَعَ حَاجِبِيهِ فَقَالَ يَا ابْن أَخِي اِسْتَنْفَرَنَا اللَّه خِفَافًا وَثِقَالًا أَلَا إِنَّهُ مَنْ يُحِبّهُ اللَّه يَبْتَلِيه ثُمَّ يُعِيدهُ اللَّه فَيُبْقِيه، وَإِنَّمَا يَبْتَلِي اللَّه مِنْ عِبَادِهِ مَنْ شَكَرَ وَصَبَرَ وَذَكَرَ وَلَمْ يَعْبُد إِلَّا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ".
ثُمَّ رَغَّبَ تَعَالَى فِي النَّفَقَة فِي سَبِيله وَبَذْل الْمُهَج فِي مَرْضَاته وَمَرْضَاة رَسُوله فَقَالَ: {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسكُمْ فِي سَبِيل اللَّه ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة التوبة: 41]، أَيْ هَذَا خَيْر لَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لِأَنَّكُمْ تَغْرَمُونَ فِي النَّفَقَة قَلِيلًا فَيُغْنِمكُمْ اللَّه أَمْوَال عَدُوّكُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِر لَكُمْ مِنْ الْكَرَامَة فِي الْآخِرَة، كَمَا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تكفل الله لمن جاهد في سبيله، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته، بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة» [رواه البخاري]، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَال وَهُوَ كُرْه لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْر لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرّ لَكُمْ وَاَللَّه يَعْلَم وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 216]. أ هـ من (تفسير ابن كثير).
إن غزة اليوم بين مطارق عدة؛ فأمامها أعدائها، وخلفها المنافقين من أبناء أمتها ممن باعوا دينهم ووالوا أعدائهم وصاورا سياجاً لتشديد الحصار على المسلمين، وبين متخاذل مخنث العزم قد جعل نفسه خارج الدائرة فلم يهتم لحال المسلمين ولم يبال بآلامهم فهو ليس منهم.
يا أمة هبي لله وقومي وانتفضي فالخير فيك إلى يوم القيامة، فأخرجي خيرك وذودي عن عرينك ودافعي عن دماء أبنائك، يا أمة عودي إلى الله عوداً صادقاً فلا خير لك ولا فيكِ دون عودة صادقة لربك الكريم.
يا أبناء الإسلام توحيد صادق خالص، وإعداد حقيقي للقوة والرمي، واقتصاد إسلامي جاد، وتوجه واع صادق يقوده العلماء، تقوم الأمة بإذن ربها من كبوتها.
يا أمة كلنا غداً أمام الله مسؤولون فماذا فعلنا؟، وماذا قدمنا لنصرة الدماء والأعراض ورفع راية التوحيد؟!
يا علماء الإسلام: اجهروا بالحق، وقودوا الناس، وتقدموا الصفوف، ووجهوا أبناء الأمة المخلصين لسبيل النصر والتمكين.
يا أئمة المساجد: القنوت القنوت، والدعاء الدعاء في كل صلاة، فأين أنتم من قنوت النوازل؟!
يا شباب الأمة: انفضوا غبار المعصية، وأفيقوا وارتموا في أحضان العلماء، وتربوا على التوحيد، واحملوا اللواء، فرب واحد منكم يستقل جهده يصبح هو قائد الأمة وحامل لوائها للنصر والتمكين، فلا تستقل جهدك، ولكن بادر بترك المعاصي وبادر بالطاعات وأولها تعلم التوحيد والدعوة إليه.
يا نساء الأمة: بادرن بالطهر والعفاف والحجاب والصلاة، بارزن الشيطان وانصرن الرحمن، وعليكن بالدعاء الصادق لنصرة إخوانكم وأخواتكم في غزة وفي كل مكان.
يا جيوش الإسلام: إن لم تهب الجيوش العربية اليوم لنصرة دماء غزة فمتى؟؟!!
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم انصر إخواننا في غزة واحقن دمائهم وتقبل شهدائهم وانصرهم على عدوك وعدوهم يارب العالمين، اللهم عليك باليهود المعتدين وكل من عاونهم وهاودهم، اللهم مزقهم وفرق شملهم واجعلهم غنيمة للمسلمين.
واقتلعنا الأيمانَ فاســودت الدنيا علينا واسودت الأعماقُ
وإذا الجدرُ مات في باطن الأرضِ تموتُ الأغصانُ والأوراقُ
*****
آ ه ٍ يا مسلمون متنا قرونا والمحاقُ الأعمى يليه مُحاقُ
أى شىءٍ فى عالم الغاب نحنُ؟ آدميون أم نعاجٌ نُســــــــــاقُ
نحنُ لحمٌ للوحشِ والطيــــــرِ منا الجثث الحمرُ والدمُ الدفاقُ
وعلى المحصناتِ تبكى البواكى يااا لعرض الأسلامِ كيف يُراقُ
شعوب فضلت الانشغال بلقمة ملوثة من الخبز عن المطالبة بشرع الله ولو اختارت شرع ربها لفتحت عليهم بركات الأرض والسماء، وحكام التصقوا بكراسيهم ودافعوا ويدافعوا عنها بدلاً من الدفاع عن أوطانهم التي أصبحت كرامتها في مهب الريح، ولكن العزم المخنث جمع بين الشعوب وحكامها، فكانت النتيجة الحتمية هي ما نراه من تلاعب أبناء القردة والخنازير بدماء المسلمين في غزة وسائر فلسطين، وتلاعب كلاب أمريكا بأعراض المسلمات في العراق وبدماء الشهداء في أفغانستان، فيا شهداء غزة لكم الله، ويا دماء المسلمين وأعراضهم في كل مكان وا إسلاماااااااه...
يا أمة هبي ودافعي عن دمك وعرضك واركعي لربك دونما سواه...
يا أمة الإسلام أما آن أوان التغيير الشامل للأفراد والجماعات والرؤوس الفاسدة، أما آن أوان تحاكم الأمة لشرع ربها واختيارها للصالحين من أبناءها ليرفعوا لوائها، أما آن أوان قيادة العلماء لزمام المواقف وتوجيه القلوب المتوهجة.
أما آن لشعوب ارتضت بالزرع وأذناب البقر أن تهب لرفع الراية وإصلاح الفساد العام والضعف المذل الهين الذي أضحى عاراً في جبين الأمة كلها قادها إليه منافقون ومعهم صفوف لا تحصى من مخنثي العزم والمخذلين.
قال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة: 41].
قال ابن كثير: أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِالنَّفِيرِ الْعَامّ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ عَام غَزْوَة تَبُوك لِقِتَالِ أَعْدَاء اللَّه مِنْ الرُّوم الْكَفَرَة مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَحَتَّمَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي الْخُرُوج مَعَهُ عَلَى كُلّ حَال فِي الْمَنْشَط وَالْمَكْرَه وَالْعُسْر وَالْيُسْر فَقَالَ: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، وَقَالَ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ أَنَس عَنْ أَبِي طَلْحَة: "كُهُولًا وَشُبَّانًا مَا سَمِعَ اللَّه عُذْر أَحَد"، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّام فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَفِي رِوَايَة قَرَأَ أَبُو طَلْحَة سُورَة بَرَاءَة فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَة: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسكُمْ فِي سَبِيل اللَّه} فَقَالَ: "أَرَى رَبّنَا اِسْتَنْفَرَنَا شُيُوخًا وَشُبَّانًا، جَهِّزُونِي يَا بَنِيَّ"، فَقَالَ بَنُوهُ: "يَرْحَمك اللَّه قَدْ غَزَوْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ، وَمَعَ أَبِي بَكْر حَتَّى مَاتَ، وَمَعَ عُمَر حَتَّى مَاتَ، فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْك"، فَأَبَى فَرَكِبَ الْبَحْر فَمَاتَ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَة يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلَّا بَعْد تِسْعَة أَيَّام، فَلَمْ يَتَغَيَّر، فَدَفَنُوهُ فِيهَا.
وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَأَبِي صَالِح وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَسُهَيْل بْن عَطِيَّة وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَالشَّعْبِيّ وَزَيْد بْن أَسْلَم أَنَّهُمْ قَالُوا فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}:" كُهُولًا وَشُبَّانًا". وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَغَيْر وَاحِد، وَقَالَ مُجَاهِد: "شُبَّانًا وَشُيُوخًا، وَأَغْنِيَاء وَمَسَاكِين"، وَكَذَا قَالَ أَبُو صَالِح وَغَيْره، قَالَ الْحَكَم بْن عُتَيْبَة: "مَشَاغِيل وَغَيْر مَشَاغِيل".
وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}: "يَقُول اِنْفِرُوا نِشَاطًا وَغَيْر نِشَاط"، وَكَذَا قَالَ قَتَادَة، وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، "قَالُوا: فَإِنَّ فِينَا الثَّقِيل وَذُو الْحَاجَة وَالضَّيْعَة وَالشَّغِل وَالْمُتَيَسِّر بِهِ أَمْره فَأَنْزَلَ اللَّه وَأَبَى أَنْ يَعْذُرهُمْ دُون أَنْ يَنْفِرُوا {خِفَافًا وَثِقَالًا} أَيْ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ".
وَقَالَ الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن الْبَصْرِيّ: "أَيْضًا فِي الْعُسْر وَالْيُسْر"، وَهَذَا كُلّه مِنْ مُقْتَضَيَات الْعُمُوم فِي الْآيَة وَهَذَا اِخْتِيَار اِبْن جَرِير. وَقَالَ الْإِمَام أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ: "إِذَا كَانَ النَّفِير إِلَى دُرُوب الرُّوم نَفَر النَّاس إِلَيْهَا خِفَافًا وَرُكْبَانًا، وَإِذَا كَانَ النَّفِير إِلَى هَذِهِ السَّوَاحِل نَفَرُوا إِلَيْهَا خِفَافًا وَثِقَالًا وَرُكْبَانًا وَمُشَاة" وَهَذَا تَفْصِيل فِي الْمَسْأَلَة، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُحَمَّد بْن كَعْب وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَغَيْرهمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} [سورة التوبة: 120]، وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه.
وَقَالَ السُّدِّيّ: "قَوْله {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} يَقُول غَنِيًّا وَفَقِيرًا وَقَوِيًّا وَضَعِيفًا، فَجَاءَهُ رَجُل يَوْمئِذٍ زَعَمُوا أَنَّهُ الْمِقْدَاد وَكَانَ عَظِيمًا سَمِينًا فَشَكَى إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَن لَهُ فَأَبَى فَنَزَلَتْ يَوْمئِذٍ {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة اِشْتَدَّ عَلَى النَّاس فَنَسَخَهَا اللَّه تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَج إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُوله} [سورة التوبة: 91].
وَقَالَ اِبْن جَرِير: "حَدَّثَنِي يَعْقُوب حَدَّثَنَا اِبْن عُلَيَّة حَدَّثَنَا أَيُّوب عَنْ مُحَمَّد قَالَ: شَهِدَ أَبُو أَيُّوب مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّف عَنْ غَزَاة لِلْمُسْلِمِينَ إِلَّا عَامًا وَاحِدًا، قَالَ وَكَانَ أَبُو أَيُّوب يَقُول: قَالَ اللَّه تَعَالَى: {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} فَلَا أَجِدنِي إِلَّا خَفِيفًا أَوْ ثَقِيلًا"، وَقَالَ اِبْن جَرِير: "حَدَّثَنِي سَعِيد بْن عُمَر السَّكُونِيّ حَدَّثَنَا بَقِيَّة حَدَّثَنَا جَرِير حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَيْسَرَة حَدَّثَنِي أَبُو رَاشِد الْحَرَّانِيّ قَالَ: وَافَيْت الْمِقْدَام بْن الْأَسْوَد فَارِس رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ جَالِسًا عَلَى تَابُوت مِنْ تَوَابِيت الصَّيَارِفَة بِحِمْص وَقَدْ فَصَلَ عَنْهَا مِنْ عِظَمه يُرِيد الْغَزْو فَقُلْت لَهُ قَدْ أَعْذَرَ اللَّه إِلَيْك فَقَالَ أَتَتْ عَلَيْنَا سُورَة الْبُعُوث {اِنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، وَقَالَ اِبْن جَرِير: "حَدَّثَنِي حَيَّان بْن زَيْد الشَّرْعِيّ قَالَ: نَفَرنَا مَعَ صَفْوَان بْن عَمْرو وَكَانَ وَالِيًا عَلَى حِمْص قَبْل الْأُفْسُوس إِلَى الجراجمة فَرَأَيْت شَيْخًا كَبِيرًا هَمًّا قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ أَهْل دِمَشْق عَلَى رَاحِلَته فِيمَنْ أَغَارَ، فَأَقْبَلْت إِلَيْهِ فَقُلْت: "يَا عَمّ لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّه إِلَيْك"، قَالَ: "فَرَفَعَ حَاجِبِيهِ فَقَالَ يَا ابْن أَخِي اِسْتَنْفَرَنَا اللَّه خِفَافًا وَثِقَالًا أَلَا إِنَّهُ مَنْ يُحِبّهُ اللَّه يَبْتَلِيه ثُمَّ يُعِيدهُ اللَّه فَيُبْقِيه، وَإِنَّمَا يَبْتَلِي اللَّه مِنْ عِبَادِهِ مَنْ شَكَرَ وَصَبَرَ وَذَكَرَ وَلَمْ يَعْبُد إِلَّا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ".
ثُمَّ رَغَّبَ تَعَالَى فِي النَّفَقَة فِي سَبِيله وَبَذْل الْمُهَج فِي مَرْضَاته وَمَرْضَاة رَسُوله فَقَالَ: {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسكُمْ فِي سَبِيل اللَّه ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة التوبة: 41]، أَيْ هَذَا خَيْر لَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لِأَنَّكُمْ تَغْرَمُونَ فِي النَّفَقَة قَلِيلًا فَيُغْنِمكُمْ اللَّه أَمْوَال عَدُوّكُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِر لَكُمْ مِنْ الْكَرَامَة فِي الْآخِرَة، كَمَا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تكفل الله لمن جاهد في سبيله، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته، بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة» [رواه البخاري]، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَال وَهُوَ كُرْه لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْر لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرّ لَكُمْ وَاَللَّه يَعْلَم وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 216]. أ هـ من (تفسير ابن كثير).
إن غزة اليوم بين مطارق عدة؛ فأمامها أعدائها، وخلفها المنافقين من أبناء أمتها ممن باعوا دينهم ووالوا أعدائهم وصاورا سياجاً لتشديد الحصار على المسلمين، وبين متخاذل مخنث العزم قد جعل نفسه خارج الدائرة فلم يهتم لحال المسلمين ولم يبال بآلامهم فهو ليس منهم.
يا أمة هبي لله وقومي وانتفضي فالخير فيك إلى يوم القيامة، فأخرجي خيرك وذودي عن عرينك ودافعي عن دماء أبنائك، يا أمة عودي إلى الله عوداً صادقاً فلا خير لك ولا فيكِ دون عودة صادقة لربك الكريم.
يا أبناء الإسلام توحيد صادق خالص، وإعداد حقيقي للقوة والرمي، واقتصاد إسلامي جاد، وتوجه واع صادق يقوده العلماء، تقوم الأمة بإذن ربها من كبوتها.
يا أمة كلنا غداً أمام الله مسؤولون فماذا فعلنا؟، وماذا قدمنا لنصرة الدماء والأعراض ورفع راية التوحيد؟!
يا علماء الإسلام: اجهروا بالحق، وقودوا الناس، وتقدموا الصفوف، ووجهوا أبناء الأمة المخلصين لسبيل النصر والتمكين.
يا أئمة المساجد: القنوت القنوت، والدعاء الدعاء في كل صلاة، فأين أنتم من قنوت النوازل؟!
يا شباب الأمة: انفضوا غبار المعصية، وأفيقوا وارتموا في أحضان العلماء، وتربوا على التوحيد، واحملوا اللواء، فرب واحد منكم يستقل جهده يصبح هو قائد الأمة وحامل لوائها للنصر والتمكين، فلا تستقل جهدك، ولكن بادر بترك المعاصي وبادر بالطاعات وأولها تعلم التوحيد والدعوة إليه.
يا نساء الأمة: بادرن بالطهر والعفاف والحجاب والصلاة، بارزن الشيطان وانصرن الرحمن، وعليكن بالدعاء الصادق لنصرة إخوانكم وأخواتكم في غزة وفي كل مكان.
يا جيوش الإسلام: إن لم تهب الجيوش العربية اليوم لنصرة دماء غزة فمتى؟؟!!
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم انصر إخواننا في غزة واحقن دمائهم وتقبل شهدائهم وانصرهم على عدوك وعدوهم يارب العالمين، اللهم عليك باليهود المعتدين وكل من عاونهم وهاودهم، اللهم مزقهم وفرق شملهم واجعلهم غنيمة للمسلمين.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى