صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
:ثث:
:123:
الجبار
ا
ا سم الجبار اسم من أسماء الله الحسنى، وقد ورد في آية: }هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ [الحشر: 23].
تتداخل أحياناً صفات الإنسان مع صفات الخالق فلا بد من التوضيح بأن هناك صفات إذا نسبت للخالق فهي صفات كمال أما إذا نسبت إلى المخلوق فهي صفات نقص، فإذا وصفنا إنساناً بأنه جبار فهذه صفة نقص فيه، لماذا؟ إن وجود الإنسان مستعار، وهو مستمد من الله عز وجل، خلق الإنسان ضعيفاً، خلق الإنسان عجولاً، خلق الإنسان هلوعا، هذا الإنسان الذي يوصف بأنه جبار هل بإمكانه أن يضمن استمرار حياته ثانية واحدة؟ عشرات الأشخاص كل يوم يموتون بسبب وبلا سبب ومع تقدم العلم أصبح يقول الطبيب: سكته دماغية أو سكته قلبية أو هبوط مفاجئ في وظائف الكليتين، أو تشمّع في الكبد، ونحن بين أظهرنا أشخاص كثيرون كانت لهم آمال طويلة جداً كل هذه الآمال تبددت لأن خللاً طفيفاً جداً أصاب أجهزتهم.
شاب كان في الصف الرابع في كلية الطب وكان من أذكى الطلاب ومن أصحهم جسماً ومن ألينهم عوداً يتمتع بصفات في شبابه نادرة ومن أسرة ميسورة، فجأة شعر بوهن في جسمه وبضعف في قواه، وبدا اصفرار في وجهه، الطبيب الأول قال: هناك فقر في الدم، وكذلك أكد الطبيب الثاني، بأن هناك فقرا في الدم، ليس لهذا الفقر أسباب، شاب في ريعان الشباب، من أسرة ميسورة، أي فقر دم هذا؟ ثم اكتشف في النهاية أن في طحاله نشاطاً زائداً.
الطحال مستودع للدم، ومعمل احتياطي لكرات الدم، ومقبرة لكرات الدم الميتة، ففي الثانية الواحدة يموت في جسم الإنسان مليونان ونصف كرية دم، هذه الكريات التي ماتت تذهب إلى الطحال وفي الطحال وبطريقة اقتصادية تُهدَّم هذه الكريات وتعاد إلى أصول تكوينها: حديد وهيموغلوبين، الحديد يرسل ثانية إلى معامل كريات الدم الحمراء في نقي العظام ليعاد تصنيعه والهيموغلوبين يذهب إلى الكبد ليشكل الصفراء، أُخذت خزعة من طحال هذا الشاب وأرسلت إلى بلد غربي متقدم، فكان الجواب أن الطحال يقوم بنشاط زائد يأخذ الكرية الحمراء الميتة ويحللها ويأخذ الكرية الحية ويميتها ويحللها، فأصبح هناك نقص مستمر في كريات الدم الحمراء وانتهى أجله ومات في ريعان الشباب، فإذا قال: أنا! من أنت؟ فالطحال لأنه عمل بنشاط أكبر كان سببا في إنهاء حياة الإنسان.
شخص آخر أصيب بمرض نادر فقر دم لا مُصَّنِع أي: إن معامل كريات الدم الحمراء تكف ذاتياً عن صنع هذه الكريات، وهذا المرض العضال مجهول الأسباب، ويعد سببا في إنهاء حياة الإنسان، وهناك الهبوط المفاجئ في وظائف الكليتين مرض عضال يجعل حياة الإنسان جحيما لا يطاق، وهناك التشمع في الكبد... فالإنسان لا تستمر حياته بلا كبد أكثر من ثلاث ساعات، وهناك نقطة دم تتجمد في بعض شرايين المخ، في مكان ما يصاب الإنسان بالصمم، في مكان آخر يصاب الإنسان بالعمى، في مكان ثالث يصاب الإنسان بفقد الذاكرة، في مكان رابع يصاب الإنسان بالشلل، فهذا الذي يقول: أنا... هو أحمق لمجرد أن يقول: أنا، فإذا وصف الإنسان بأنه جبار هذه صفة ذم في الإنسان لأن وجود الإنسان مفتقر إلى إمداد الله عز وجل، وجود الإنسان تابع لمشيئة الله، قوة الإنسان تابعة لمشيئة الله، محاكمة الإنسان تابعة لمشيئة الله، عقل الإنسان تابع لمشيئة الله، فإذا قلنا: فلان جبار فإننا نصفه بالحمق لأنه يدعي ما ليس له، يدعي حجماً ليس له، يدعي قوة ليست قوته، أما إذا وصفنا خالق الكون الواحد الأحد الفرد الصمد الحي القيوم الذي لا راد لحكمه إذا وصفنا خالق الكون بأنه جبار فهذه صفة مدح وصفة تنزيه من جهة وصفة من صفات الذات لله عز وجل
[/b]
:ثث:
:123:
الجبار
ا
ا سم الجبار اسم من أسماء الله الحسنى، وقد ورد في آية: }هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ [الحشر: 23].
تتداخل أحياناً صفات الإنسان مع صفات الخالق فلا بد من التوضيح بأن هناك صفات إذا نسبت للخالق فهي صفات كمال أما إذا نسبت إلى المخلوق فهي صفات نقص، فإذا وصفنا إنساناً بأنه جبار فهذه صفة نقص فيه، لماذا؟ إن وجود الإنسان مستعار، وهو مستمد من الله عز وجل، خلق الإنسان ضعيفاً، خلق الإنسان عجولاً، خلق الإنسان هلوعا، هذا الإنسان الذي يوصف بأنه جبار هل بإمكانه أن يضمن استمرار حياته ثانية واحدة؟ عشرات الأشخاص كل يوم يموتون بسبب وبلا سبب ومع تقدم العلم أصبح يقول الطبيب: سكته دماغية أو سكته قلبية أو هبوط مفاجئ في وظائف الكليتين، أو تشمّع في الكبد، ونحن بين أظهرنا أشخاص كثيرون كانت لهم آمال طويلة جداً كل هذه الآمال تبددت لأن خللاً طفيفاً جداً أصاب أجهزتهم.
شاب كان في الصف الرابع في كلية الطب وكان من أذكى الطلاب ومن أصحهم جسماً ومن ألينهم عوداً يتمتع بصفات في شبابه نادرة ومن أسرة ميسورة، فجأة شعر بوهن في جسمه وبضعف في قواه، وبدا اصفرار في وجهه، الطبيب الأول قال: هناك فقر في الدم، وكذلك أكد الطبيب الثاني، بأن هناك فقرا في الدم، ليس لهذا الفقر أسباب، شاب في ريعان الشباب، من أسرة ميسورة، أي فقر دم هذا؟ ثم اكتشف في النهاية أن في طحاله نشاطاً زائداً.
الطحال مستودع للدم، ومعمل احتياطي لكرات الدم، ومقبرة لكرات الدم الميتة، ففي الثانية الواحدة يموت في جسم الإنسان مليونان ونصف كرية دم، هذه الكريات التي ماتت تذهب إلى الطحال وفي الطحال وبطريقة اقتصادية تُهدَّم هذه الكريات وتعاد إلى أصول تكوينها: حديد وهيموغلوبين، الحديد يرسل ثانية إلى معامل كريات الدم الحمراء في نقي العظام ليعاد تصنيعه والهيموغلوبين يذهب إلى الكبد ليشكل الصفراء، أُخذت خزعة من طحال هذا الشاب وأرسلت إلى بلد غربي متقدم، فكان الجواب أن الطحال يقوم بنشاط زائد يأخذ الكرية الحمراء الميتة ويحللها ويأخذ الكرية الحية ويميتها ويحللها، فأصبح هناك نقص مستمر في كريات الدم الحمراء وانتهى أجله ومات في ريعان الشباب، فإذا قال: أنا! من أنت؟ فالطحال لأنه عمل بنشاط أكبر كان سببا في إنهاء حياة الإنسان.
شخص آخر أصيب بمرض نادر فقر دم لا مُصَّنِع أي: إن معامل كريات الدم الحمراء تكف ذاتياً عن صنع هذه الكريات، وهذا المرض العضال مجهول الأسباب، ويعد سببا في إنهاء حياة الإنسان، وهناك الهبوط المفاجئ في وظائف الكليتين مرض عضال يجعل حياة الإنسان جحيما لا يطاق، وهناك التشمع في الكبد... فالإنسان لا تستمر حياته بلا كبد أكثر من ثلاث ساعات، وهناك نقطة دم تتجمد في بعض شرايين المخ، في مكان ما يصاب الإنسان بالصمم، في مكان آخر يصاب الإنسان بالعمى، في مكان ثالث يصاب الإنسان بفقد الذاكرة، في مكان رابع يصاب الإنسان بالشلل، فهذا الذي يقول: أنا... هو أحمق لمجرد أن يقول: أنا، فإذا وصف الإنسان بأنه جبار هذه صفة ذم في الإنسان لأن وجود الإنسان مفتقر إلى إمداد الله عز وجل، وجود الإنسان تابع لمشيئة الله، قوة الإنسان تابعة لمشيئة الله، محاكمة الإنسان تابعة لمشيئة الله، عقل الإنسان تابع لمشيئة الله، فإذا قلنا: فلان جبار فإننا نصفه بالحمق لأنه يدعي ما ليس له، يدعي حجماً ليس له، يدعي قوة ليست قوته، أما إذا وصفنا خالق الكون الواحد الأحد الفرد الصمد الحي القيوم الذي لا راد لحكمه إذا وصفنا خالق الكون بأنه جبار فهذه صفة مدح وصفة تنزيه من جهة وصفة من صفات الذات لله عز وجل
[/b]
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فبعد توضيح المعنى الدقيق للجبار هل للإنسان علاقة مع غير الله عز وجل، هل يوجد جهة غير الله عز وجل أهل لأن تسأل وأن تخاف.
قال أحد العارفين: "يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو أحداً غيرك، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين على أمر بأحد غيرك، وعجبت لمن يعرفك كيف يلتفت لأحد غيرك".
بعضهم قال: "الجبار من لا يرقى إليه وهم ولا يشرف عليه فهم ولا يلحقه إدراك، ينفذ أمره في كل شيء ولا ينفذ فيه أمر شيء، من أصلح الأشياء بلا اعوجاج وأمر بالطاعة بلا احتياج".
هذا من تعاريف اسم الجبار.
وإذا كان الإنسان جباراً بالمعنى المذموم لا بد من أن يقصمه الله عز وجل، لكن يمكن للإنسان أن يكون جبارا من زاوية واحدة، فمن لم يكن أسيراً لحب المال، والجاه، لأن كل إنسان يحب المال يصبح حب المال نقطة ضعف فيه، أصبح ضعيفاً، مفتاحه المال، يقولون: فلان مفتاحه المال، فلان تعظّمه، فيلين معك، هذا يحب الجاه، فكل إنسان أسير للمال أو الجاه هذا إنسان ضعيف، فإذا تنزه الإنسان عن حب المال، وحب الجاه أصبح جباراً بالمعنى الذي يليق بالإنسان، لم يبق إنساناً ضعيفا تستطيع أن تملك مفتاحه.
فالمؤمن مفتاحه الحق لا يوصل إليه لا بالمال ولا بالمديح، لا تصل إليه إلا بالحق، فإذا كان هناك مؤمن أحب أن يتخلق باسم الجبار لا بمعنى المتكبر، ولا بمعنى القهار، ولا بمعنى الذي ينفذ مشيئته، بل بمعنى أنه ليس محتاجا إلى مديح ولا إلى ثناء ولا إلى مال.
ففي كل شخص مهما كان قوياً، نقطتا ضعف، المال والنساء، ولا يوجد إنسان يتآمر على إنسان إلا بهاتين النقطتين، إما بامرأة تغريه فيسقط، وإما بمال يأخذه حراما فيسقط، فإذا كان الإنسان محصناً من المال والنساء، لا يستطيع أعداؤه النيل منه.
فالجبار من الناس الذي يجبر الخلق بهيئته وصورته وأمانته وصدقه وعفته واستقامته على أن يقتدوا به، يفيد ولا يستفيد، ويؤثر ولا يتأثر، هذا هو النبي عليه الصلاة والسلام، بلغ من الكمال درجة أنه يعطي ولا يأخذ، ينفع الخلق كلهم ولا ينتفع منهم، يؤثر فيهم ولا يتأثر، روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتى قومه، فقال: أي قوم! أسلموا، فوالله! إن محمدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر.
إذاً الجبار إذا أمكن لإنسان أن يكون كريما فعليه أن يتنزه عن حب المال، وعن حب المديح والجاه.
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى