رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
توبة الشيخ عادل الكليباني
جامع الملك خالد بأم الحمام من المعالم البارزة في مدينة الرياض, مئات المصلين يقصدون هذا المسجد في رمضان وغيره,ليستمعوا إلى الشيخ عادل الكليباني (إمام المسجد) بصوته الخاشع الجميل, ونبرته الحزينة المؤثرة, وكغيره من شباب الصحوة كانت له قصة مع الهداية, يرويها لنا فيقول:
"لم أكن ضالا بدرجة كبيرة, نعم.. كانت هناك كبائر وهفوات أرجعها إالى نفسي أولا , ثم إلى الأسرة والمجتمع
لم يأمرني أحد بالصلاة يوما , لم ألتحق بحلقة أحفظ فيها كتاب الله, عشت طفولتي كأي طفل في تلك الحقبة , لعب ولهو وتلفاز,ونتعلق بالسيارات, ونجوب مجرى البطحاء, ونتسكع في الشوارع بعد خروجنا من المدرسة, ونسهر على التلفاز, والرحلات وغيرها.
لم نكن نعرف الله إلا سماعا , ومن كانت هذه طفولته فلا بد أن يشب على اللهو والمتعة والرحلات وغيرها, وهكذا كان.
وأعتذرعن التفصيل والاسترسال. وأنتقل بكم إلى بداية التعرف على الله تعالى, ففي يوم من الأيام قمت بإصال والدتي لزيارة إحدى صديقاتها لمناسبة ما_ لاأذكر الآن_,المهم أني ظللت أنتظر خروجها في السيارة , وأدرت المذياع , فوصل المؤشر_قدرا_ إلى إذاعة القرآن الكريم,وإذا بصوت شجي حزين , يرتل آيات وقعت في قلبي موقعها السديد لأني أسمعها لأول مرة (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)).صوت محمد صديق المنشاوي_رحمه الله_ كان مؤثرا جدا.
صحيح أني لم أهتد بعدها مباشرة, لكنها كانت اللبنة الأولى لهدايتي, وكانت تلك السنة سنةالموت, مات فيها عدد من العظماء والسياسيين والمغنين, وظل معي هاجس الموت حتى كدت أصاب بالجنون افزع من نومي طار النوم من عيني , فلا أنام إلا بعد أن يبلغ الجهد مني مبلغه.أقرأ جميع الأدعية, وأفعل جميع الأسباب ولكن لايزال الهاجس.
بدأت أحافظ على الصلاة في وقتها مع الجماعة, وكنت فيها متساهلا, ولكن كنت أهرب من الصلاة, أقطعها, خوفا من الموت.
كيف أهرب من الموت؟كيف أحيد منه؟.. لم أجد إلا مفرا واحدا, أن أفر إلى الله, من هو الله؟ إنه ربي .. إذن فلأ تعرف عليه.
تفكـرت في القيامة.. في الحشروالنشر.. في السماء ذات البروج.. في الشمس وضحاها.. في القمر إذا تلاها, وكنت أقرأ كثيرا, علما أني كنت محبا لكتاب الله حتى وأنا في الضلالة.. ربما تستغربون أني حفظت بعض السور في مكان لا يذكر بالله أبدا.
عشت هذ الفترة العصيبة التي بلغت سنين عددا حتى شمرت عن ساعدا الجد ورأيت لا ملجأمن الله إلا إليه, وأن الموت آت لا ريب فيه, فليكن المرء منا مستعدا لهذا(ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) . تفكروا _إخواني_ في هذه الآية تروا عجبا , تفكروا في كل ما حولكم من آيات الله, وفي أنفسكم ,أفلا تبصرون؟ عقلا ستدركون أن الساعة آتية لا ريب فيها , وأن الله يبعث من القبور.. فكيف _ إذن _يكون الحل؟.. أن تعود إلى الله , أن نتوب إليه, أن نعمل بطاعته.
المهم أني عدت إالى الله, وأحببت كلامه سبحانه , ومع بداية الهداية بدأ ارتباطي الحقيقي بكتاب الله العظيم , كنت كلما صليت خلف إمام أعجبتني قراءته أو الآيات التي قرأها, أعود مباشرة إلى البيت لأحفظها , ثم عينت إماما بجامع صلاح الدين بالسليمانية, وصليت بالناس في رمضان صلاة التراويح لعام1405هـ نظرا من المصحف, وبعد انتهاء الشهر, عاهدت الله ثم نفسي أن أحفظ القرآن وأقرؤه عن ظهر قلب في العام القادم بحول الله وقوته, وتحقق ذلك, فقد وضعت لنفسي جدولا لحفظ القرآن بدأ من فجر العاشرمن شهر شوا ل من ذلك العام, واستمر حتى منتصف شهر جمادى الآخرة من العام الذي بعده(1406هـ), في هذه الفتره أتممت حفظ كتاب الله_ ولله الحمد والمنة_.
وقد كانت((نومة بعد الفجر)) عائقا كبيرا في طريقي آنذاك, كنت لا أستطيع تركها إطلاقا إلى أن أعانني الله, وعالجتها بالجد والمثابرة والمصابرة, ومع الإصرار والمجاهدة أصبحت الآن لا أستطيع النوم بعد صلاة الفجر إطلاقا.
ثم وفقني الله فعرضت المصحف على شيخي فضيلة الشيخ أحمد أبو حسين المدرس بكلية أصول الدين بالرياض,وفرغت من ذلك يوم الثلاثاء19 رمضان1407هـ , وكتب لي الشيخ إجازة بسندها إالى رسول الله , صلى الله عليه وسلم, برواية حفص عن عاصم, ولعـل الله أن يوفقني لإتمام العشر بحوله وقوته.
هذه قصتي مع القرآن, ونصيحتي لكل من يريد أن يحفظ القرآن أن يحفظ القرآن.
وكلمة في ذيل القصة أشير فيها إ لى مسؤليةالأسرة في تربية الابـن, ومسئولية المجتمع , ومسئولية الفرد في التفكير والبحث عن الحقيقة والعمل بها.
ثم أشير إ لى أ همية كتاب الله , هذا الكتاب العظيم الذي يطبع بالملاين, وتصدر التسجيلات الإسلا مية مئات الأشرطة منه.. تريدون الخيرفي الدنيا عليكم به, تريدون الخير في الأخره عليكم به.. فوالله الذي رفع السموات بغير عمد لا أجد في شخصي شيئا أستحق به أن أصدر في المجالس, أو أن يشار إلي ببنان مسلم, أو أن يحبني شخص وهو لم يرني .. إلا بفضل كتاب الله علي .. ما أهون هذا العبد الأسود على الناس لو لا كتاب الله بين جنبيه .. وكلما تذكرت هذا لا أملك إلا دمعة حرى تسيل على مقلتي فألجأإلى الله داعيا أن يكون هذا القرآن أنيسا لي يوم أموت, وحين أوسد في التراب
دفينا , وحين أبعث من قبري إلى العرض على ربي .
أرجواه_ جلت قدرته_ أن يقال لي : إقرأ وارق , ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها .
وأسأله _ جلت قدرته _ أن أكون مع السفرة الكرام البررة , وأن يجعل حب الناس لي عنوان محبته , ورفعهم لي رفعة لدرجتي في الجنة إنه جواد كريم .
*ثم اسمعوا ما قاله القحطاني _ رحمه الله _ في نو نيته:
أنت الذي أدنيتني وحبوتني وهديتني من حيرة الخذلان
وزعت لي بين القلوب محبة والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا وسترت عن أبصار عصياني
وجعلت ذكرى في البرية شائعا حتى جعلت جميعهم إخوانــــــي
والله لو علموا قبيح سريرتي لأبي الســـلام علي من يلقاني
أخوكم
العبد الفقير إلى رحمة ربه المنان
أبو عبدالاله عادل بن سالم الكلباني
__________________________________________________
_*من كتاب العائدون الى الله (لمحمد بن عبدالعزيز المسند) "
جامع الملك خالد بأم الحمام من المعالم البارزة في مدينة الرياض, مئات المصلين يقصدون هذا المسجد في رمضان وغيره,ليستمعوا إلى الشيخ عادل الكليباني (إمام المسجد) بصوته الخاشع الجميل, ونبرته الحزينة المؤثرة, وكغيره من شباب الصحوة كانت له قصة مع الهداية, يرويها لنا فيقول:
"لم أكن ضالا بدرجة كبيرة, نعم.. كانت هناك كبائر وهفوات أرجعها إالى نفسي أولا , ثم إلى الأسرة والمجتمع
لم يأمرني أحد بالصلاة يوما , لم ألتحق بحلقة أحفظ فيها كتاب الله, عشت طفولتي كأي طفل في تلك الحقبة , لعب ولهو وتلفاز,ونتعلق بالسيارات, ونجوب مجرى البطحاء, ونتسكع في الشوارع بعد خروجنا من المدرسة, ونسهر على التلفاز, والرحلات وغيرها.
لم نكن نعرف الله إلا سماعا , ومن كانت هذه طفولته فلا بد أن يشب على اللهو والمتعة والرحلات وغيرها, وهكذا كان.
وأعتذرعن التفصيل والاسترسال. وأنتقل بكم إلى بداية التعرف على الله تعالى, ففي يوم من الأيام قمت بإصال والدتي لزيارة إحدى صديقاتها لمناسبة ما_ لاأذكر الآن_,المهم أني ظللت أنتظر خروجها في السيارة , وأدرت المذياع , فوصل المؤشر_قدرا_ إلى إذاعة القرآن الكريم,وإذا بصوت شجي حزين , يرتل آيات وقعت في قلبي موقعها السديد لأني أسمعها لأول مرة (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)).صوت محمد صديق المنشاوي_رحمه الله_ كان مؤثرا جدا.
صحيح أني لم أهتد بعدها مباشرة, لكنها كانت اللبنة الأولى لهدايتي, وكانت تلك السنة سنةالموت, مات فيها عدد من العظماء والسياسيين والمغنين, وظل معي هاجس الموت حتى كدت أصاب بالجنون افزع من نومي طار النوم من عيني , فلا أنام إلا بعد أن يبلغ الجهد مني مبلغه.أقرأ جميع الأدعية, وأفعل جميع الأسباب ولكن لايزال الهاجس.
بدأت أحافظ على الصلاة في وقتها مع الجماعة, وكنت فيها متساهلا, ولكن كنت أهرب من الصلاة, أقطعها, خوفا من الموت.
كيف أهرب من الموت؟كيف أحيد منه؟.. لم أجد إلا مفرا واحدا, أن أفر إلى الله, من هو الله؟ إنه ربي .. إذن فلأ تعرف عليه.
تفكـرت في القيامة.. في الحشروالنشر.. في السماء ذات البروج.. في الشمس وضحاها.. في القمر إذا تلاها, وكنت أقرأ كثيرا, علما أني كنت محبا لكتاب الله حتى وأنا في الضلالة.. ربما تستغربون أني حفظت بعض السور في مكان لا يذكر بالله أبدا.
عشت هذ الفترة العصيبة التي بلغت سنين عددا حتى شمرت عن ساعدا الجد ورأيت لا ملجأمن الله إلا إليه, وأن الموت آت لا ريب فيه, فليكن المرء منا مستعدا لهذا(ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) . تفكروا _إخواني_ في هذه الآية تروا عجبا , تفكروا في كل ما حولكم من آيات الله, وفي أنفسكم ,أفلا تبصرون؟ عقلا ستدركون أن الساعة آتية لا ريب فيها , وأن الله يبعث من القبور.. فكيف _ إذن _يكون الحل؟.. أن تعود إلى الله , أن نتوب إليه, أن نعمل بطاعته.
المهم أني عدت إالى الله, وأحببت كلامه سبحانه , ومع بداية الهداية بدأ ارتباطي الحقيقي بكتاب الله العظيم , كنت كلما صليت خلف إمام أعجبتني قراءته أو الآيات التي قرأها, أعود مباشرة إلى البيت لأحفظها , ثم عينت إماما بجامع صلاح الدين بالسليمانية, وصليت بالناس في رمضان صلاة التراويح لعام1405هـ نظرا من المصحف, وبعد انتهاء الشهر, عاهدت الله ثم نفسي أن أحفظ القرآن وأقرؤه عن ظهر قلب في العام القادم بحول الله وقوته, وتحقق ذلك, فقد وضعت لنفسي جدولا لحفظ القرآن بدأ من فجر العاشرمن شهر شوا ل من ذلك العام, واستمر حتى منتصف شهر جمادى الآخرة من العام الذي بعده(1406هـ), في هذه الفتره أتممت حفظ كتاب الله_ ولله الحمد والمنة_.
وقد كانت((نومة بعد الفجر)) عائقا كبيرا في طريقي آنذاك, كنت لا أستطيع تركها إطلاقا إلى أن أعانني الله, وعالجتها بالجد والمثابرة والمصابرة, ومع الإصرار والمجاهدة أصبحت الآن لا أستطيع النوم بعد صلاة الفجر إطلاقا.
ثم وفقني الله فعرضت المصحف على شيخي فضيلة الشيخ أحمد أبو حسين المدرس بكلية أصول الدين بالرياض,وفرغت من ذلك يوم الثلاثاء19 رمضان1407هـ , وكتب لي الشيخ إجازة بسندها إالى رسول الله , صلى الله عليه وسلم, برواية حفص عن عاصم, ولعـل الله أن يوفقني لإتمام العشر بحوله وقوته.
هذه قصتي مع القرآن, ونصيحتي لكل من يريد أن يحفظ القرآن أن يحفظ القرآن.
وكلمة في ذيل القصة أشير فيها إ لى مسؤليةالأسرة في تربية الابـن, ومسئولية المجتمع , ومسئولية الفرد في التفكير والبحث عن الحقيقة والعمل بها.
ثم أشير إ لى أ همية كتاب الله , هذا الكتاب العظيم الذي يطبع بالملاين, وتصدر التسجيلات الإسلا مية مئات الأشرطة منه.. تريدون الخيرفي الدنيا عليكم به, تريدون الخير في الأخره عليكم به.. فوالله الذي رفع السموات بغير عمد لا أجد في شخصي شيئا أستحق به أن أصدر في المجالس, أو أن يشار إلي ببنان مسلم, أو أن يحبني شخص وهو لم يرني .. إلا بفضل كتاب الله علي .. ما أهون هذا العبد الأسود على الناس لو لا كتاب الله بين جنبيه .. وكلما تذكرت هذا لا أملك إلا دمعة حرى تسيل على مقلتي فألجأإلى الله داعيا أن يكون هذا القرآن أنيسا لي يوم أموت, وحين أوسد في التراب
دفينا , وحين أبعث من قبري إلى العرض على ربي .
أرجواه_ جلت قدرته_ أن يقال لي : إقرأ وارق , ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها .
وأسأله _ جلت قدرته _ أن أكون مع السفرة الكرام البررة , وأن يجعل حب الناس لي عنوان محبته , ورفعهم لي رفعة لدرجتي في الجنة إنه جواد كريم .
*ثم اسمعوا ما قاله القحطاني _ رحمه الله _ في نو نيته:
أنت الذي أدنيتني وحبوتني وهديتني من حيرة الخذلان
وزعت لي بين القلوب محبة والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا وسترت عن أبصار عصياني
وجعلت ذكرى في البرية شائعا حتى جعلت جميعهم إخوانــــــي
والله لو علموا قبيح سريرتي لأبي الســـلام علي من يلقاني
أخوكم
العبد الفقير إلى رحمة ربه المنان
أبو عبدالاله عادل بن سالم الكلباني
__________________________________________________
_*من كتاب العائدون الى الله (لمحمد بن عبدالعزيز المسند) "
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى