عابر سبيل
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سنن الطواف
للطواف مطلوبات غير ما تقدم هي سنن له وبعض الفقهاء يرى بعضها واجبا ، وإليك بيانها :
(1) المشي عند الطواف للقادر عليه
قال المالكية والأحناف : إن المشي عند الطواف واجب على القادر عليه ، وجائز لغير القادر أن يركب ، أو يحمل ، وهو رواية لأحمد ، فإن ركب أو حمل لغير عذر صح طوافه وعليه دم عند مالك . وقال أبو حنيفة : عليه الإعادة ما دام بمكة ، فإن سافر فعليه دم .
وقال أحمد في رواية ثانية : من طاف ماشيا لغير عذر بطل طوافه ، فالمشي عنده شرط .
وقال الشافعي وابن المنذر ، وهي رواية عن أحمد ثالثة : إن طواف الماشي أفضل فقط وطواف الراكب جائز لا شيء فيه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكبا ، ولأن الله تعالى أمر بالطواف مطلقا ، ولم يقيده بالمشي .
والذي يظهر أن رأي الأحناف والمالكية أقوى والله أعلم... ولا رمل على من طاف راكبا أو محمولا .
و الركوب في السعي جائز عند الجميع ولو كان لغير عذر .
وواضح أن الركوب في الطواف الآن غير ممكن لمنع دخول الدواب إلى المسجد الذي صار محيطا بالبيت ، أما الحمل فهو الموجود الآن .
(2) الاضطباع للرجال عند الطواف لا قبله
وكيفيته أن يجعل الطائف وسط ردائه تحت إبطه الأيمن ، وطرفيه على كتفه الأيسر ، وهو سنة عند الأحناف والشافعي وأحمد وجمهور العلماء ؛ لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت مضطبعا وعليه برد أخضر أخرجه الترمذي وصححه كما أخرجه غيره، فهو عندهم سنة لطواف العمرة ، ولطواف واحد من أطوفة الحج ، ولا يسن في صلاة الطواف . كما أنه غير معقول شرعيته للمرأة.. وقال مالك : لا يسن الاضطباع ، وليس مشروعا .
(3) الرمل للرجال
الرمل بفتح الراء والميم هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطو وتحريك المنكبين : وهو سنة في الأشواط الثلاثة الأول بالإجماع ، ويكون الرمل من الحجر الأسود إلى أن يعود إليه على الصحيح ، وقال قوم : يمشي بين الركنين ، لكن الثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل في حجة الوداع من الحجر إلى الحجر في الأشواط الثلاثة الأول .
والرمل لا يسن إلا في طواف العمرة ، وفي طواف يعقبه سعي في الحج ، وهو طواف القدوم أو الزيارة ، ولو تركه في الثلاثة الأول لا يقضيه في الباقي ولا شيء عليه .
(4) بدء الطواف باستقبال الحجر الأسود واستلامه وتقبيله وغير ذلك
يستحب أن يستقبل الحجر الأسود بوجهه ، ويقرب منه فيستلمه ثم يقبله من غير صوت يظهر في القبلة ، ويسجد عليه ويكرر التقبيل والسجود عليه ثلاثا ، ويبكي إن وجد بكاء ، ويهلل ويكبر، ويدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة رافعا يديه كالصلاة عند أبي حنيفة والشافعي وأحمد . فإن لم يستطع استلامه اتجه إليه بصدره وأشار إليه بيده ، أو بعصا في يده ولا يزاحم حتى يتضرر الناس من زحامه ، ولا يدخل بين النساء ويدافعهن ، أو يلاصقهن ، فإن ذلك يوقعه في إثم وذنب ، بينما هو يريد سنة . وليعلم أن السنة عند ذلك هي الإشارة عن بعد وليس التزاحم ، وإن استطاع مس الحجر بشيء كعصا ثم قبله كان حسنا ، كما يستحب تقبيل ما يشير به .
(هذا) ويلاحظ عند بدء الطواف أن يكون كل الحجر محاذيا لجسمه بحيث لا يكون شيء من الحجر جهة شمال المستقبل فيكون المستقبل قد ترك جزءا لم يطف به ، فيبطل الطواف ببطلان الطوفة الأولى ، فليحذر الطائف ذلك الخطأ .
وإليك الأدلة على ما ذكر :
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر واستلمه ، ثم وضع شفتيه يبكي طويلا ، فالتفت فإذا عمر يبكي فقال : يا عمر هاهنا تسكب العبرات أخرجه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ، وأقره الذهبي .
وعن عابس بن ربيعة عن عمر رضي الله عنه ، أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك أخرجه السبعة وقال الترمذي فيه : حسن صحيح . وقال نافع : رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده ثم قبل يده وقال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله أخرجه مسلم .
وعن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف.. إن وجدت خلوة فاستلمه ، وإلا فاستقبله فهلل وكبر أخرجه الشافعي وأحمد وفيه راو لم يسم .
و تقبيل الحجر الأسود واستلامه ووضع الخد عليه خاص بالرجال دون النساء ، إلا عند الخلو من الرجال . وقد استدل الأحناف والشافعية والحنابلة والجمهور على وضع الخد والجبهة على الحجر بما قاله سويد بن غفلة : رأيت عمر قبل الحجر والتزمه وقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا أخرجه مسلم والنسائي والبيهقي والدعاء الوارد عند استلام الحجر أو الإشارة إليه في كل طوفة هو : باسم الله والله أكبر ، اللهم إيمانا بك ، وتصديقا بكتابك ، ووفاء بعهدك ، واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم قال الشافعي رحمه الله : ويقول : الله أكبر ولا إله إلا الله قال : وإن ذكر الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فحسن .
(5) استلام الركن اليماني
يسن استلام الركن اليماني ، وهو الركن الغربي الجنوبي الذي قبل ركن الحجر الأسود ، وهو مع ركن الحجر الأسود الذي في الجنوب الشرقي يقال لهما : الركنان اليمانيان .
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ما تركت استلام هذين الركنين : اليماني والحجر الأسود منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما في شدة ولا في رخاء أخرجه مسلم والنسائي والبيهقي .
وقال ابن عمر : لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يمس من الأركان إلا اليمانيين أخرجه الطحاوي والسبعة إلا الترمذي .
والسبب في اقتصاره صلى الله عليه وسلم على استلام هذين الركنين هو أن ركن الحجر الأسود فيه فضيلتان... كونه على قواعد إبراهيم ووجود الحجر فيه ، ولذا يستلم ويقبل ، والركن اليماني فيه فضيلة واحدة : هي أنه على قواعد إبراهيم ولذا يستلم فقط ، وأما الركنان الآخران فليس فيهما شيء من ذلك ، ولذا لا يستلمان ولا يقبلان .
(6) الذكر والدعاء أثناء الطواف
يسن الدعاء بالوارد والذكر أثناء الطواف بالبيت ، وإليك طائفة مما يقال أثناء الطواف من الأدعية والأذكار الواردة .
رب قنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلف علي كل غائبة لي بخير .
اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا ، وسعيا مشكورا .
اللهم اغفر وارحم ، واعف عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
ولا بأس بقراءة القرآن في الطواف عند الأحناف والشافعي والمشهور عن أحمد ، وعن مالك وأحمد أنه تكره قراءة القرآن في الطواف .
ويستحب ألا ينطق أثناء الطواف إلا بخير؛ لحديث : الطواف بالبيت صلاة ، ولكن الله أحل فيه المنطق ، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير أخرجه الطبراني والحاكم والبيهقي .
(7) القرب من الكعبة أثناء الطواف للرجال
يسن الدنو والقرب من الكعبة أثناء الطواف بشرط عدم المزاحمة كما سبق وهذا بالنسبة للرجال ، أما النساء فالأفضل لهن الطواف في أطراف المطاف حتى لا يزدحمن بالرجال ، ولا يلتصقن بهم فيقعن في الحرام ، ولذا كان الأفضل لهن تحري الأوقات الخالية من الرجال أو التي يكون الرجال فيها قليلين فقد كان نساء النبي يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال أخرجه البخاري (هذا) ومحافظة الرجال على الرمل ولو مع البعد أفضل من تركه مع القرب من الكعبة .
ويسن أن يكون الطائف خاشعا متواضعا ذليلا لربه حاضر القلب معه ، ذاكرا ذنبه ، ضارعا إلى ربه أن يغفر له ، وأن يرحم ضعفه وذله وحاجته .
(8) صلاة ركعتين عند المقام
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة طاف بالبيت سبعا ، وأتى المقام فقرأ :
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فصلى خلف المقام ، ثم أتى الحجر فاستلمه أخرجه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه النسائي وفيه ، فصلى ركعتين ، والمقام بينه وبين البيت .
وهذه الصلاة تصح في أي مكان عند الجمهور ، وهي واجبة عند الأحناف ، وهو قول لمالك والشافعي ، ومن تركهما ليس عليه دم على الصحيح . وهما سنة عند الآخرين كأحمد والأصح عند الشافعية ، ومالك يقول : هما تابعتان للطواف ، فإن كان واجبا فهما واجبتان ، وإن كان سنة فهما سنة .
ويسن أن يقرأ المصلي في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد كما جاء في حديث رواه النسائي.
ولا يقوم مقام صلاة الطواف غيرها من الصلوات كركعتي الفجر مثلا عند الأحناف ومالك وقول للشافعي .
ومشهور مذهب أحمد أن المكتوبة تكفي عنهما ، وهو الصحيح عند الشافعية .
وتؤدى هذه الصلاة في أي وقت عند الشافعي وأحمد وبعض الأحناف لحديث : يا بني عبد مناف ، لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار أخرجه الشافعي وأحمد والثلاثة وصححه الترمذي .
وقال أبو حنيفة ومالك : لا تصلى في الأوقات المنهى عن الصلاة فيها واستدلا بأثرين عن عمر وعائشة .
وهذه الصلاة تدخل فيها النيابة ، فمن حج عن غيره صلاها وتقع عن المحجوج عنه على الأصح ، ومن طاف بالصبي ثم صلى الركعتين ، وقعتا عن الصبي على الأصح .
(9) الدعاء خلف المقام عقب الصلاة
يستحب الدعاء خلف المقام عقب صلاة الطواف بما أحب من أمر الدنيا والآخرة ، والدعاء بما جاء في الكتاب والسنة أفضل في كل حال .
للطواف مطلوبات غير ما تقدم هي سنن له وبعض الفقهاء يرى بعضها واجبا ، وإليك بيانها :
(1) المشي عند الطواف للقادر عليه
قال المالكية والأحناف : إن المشي عند الطواف واجب على القادر عليه ، وجائز لغير القادر أن يركب ، أو يحمل ، وهو رواية لأحمد ، فإن ركب أو حمل لغير عذر صح طوافه وعليه دم عند مالك . وقال أبو حنيفة : عليه الإعادة ما دام بمكة ، فإن سافر فعليه دم .
وقال أحمد في رواية ثانية : من طاف ماشيا لغير عذر بطل طوافه ، فالمشي عنده شرط .
وقال الشافعي وابن المنذر ، وهي رواية عن أحمد ثالثة : إن طواف الماشي أفضل فقط وطواف الراكب جائز لا شيء فيه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكبا ، ولأن الله تعالى أمر بالطواف مطلقا ، ولم يقيده بالمشي .
والذي يظهر أن رأي الأحناف والمالكية أقوى والله أعلم... ولا رمل على من طاف راكبا أو محمولا .
و الركوب في السعي جائز عند الجميع ولو كان لغير عذر .
وواضح أن الركوب في الطواف الآن غير ممكن لمنع دخول الدواب إلى المسجد الذي صار محيطا بالبيت ، أما الحمل فهو الموجود الآن .
(2) الاضطباع للرجال عند الطواف لا قبله
وكيفيته أن يجعل الطائف وسط ردائه تحت إبطه الأيمن ، وطرفيه على كتفه الأيسر ، وهو سنة عند الأحناف والشافعي وأحمد وجمهور العلماء ؛ لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت مضطبعا وعليه برد أخضر أخرجه الترمذي وصححه كما أخرجه غيره، فهو عندهم سنة لطواف العمرة ، ولطواف واحد من أطوفة الحج ، ولا يسن في صلاة الطواف . كما أنه غير معقول شرعيته للمرأة.. وقال مالك : لا يسن الاضطباع ، وليس مشروعا .
(3) الرمل للرجال
الرمل بفتح الراء والميم هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطو وتحريك المنكبين : وهو سنة في الأشواط الثلاثة الأول بالإجماع ، ويكون الرمل من الحجر الأسود إلى أن يعود إليه على الصحيح ، وقال قوم : يمشي بين الركنين ، لكن الثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل في حجة الوداع من الحجر إلى الحجر في الأشواط الثلاثة الأول .
والرمل لا يسن إلا في طواف العمرة ، وفي طواف يعقبه سعي في الحج ، وهو طواف القدوم أو الزيارة ، ولو تركه في الثلاثة الأول لا يقضيه في الباقي ولا شيء عليه .
(4) بدء الطواف باستقبال الحجر الأسود واستلامه وتقبيله وغير ذلك
يستحب أن يستقبل الحجر الأسود بوجهه ، ويقرب منه فيستلمه ثم يقبله من غير صوت يظهر في القبلة ، ويسجد عليه ويكرر التقبيل والسجود عليه ثلاثا ، ويبكي إن وجد بكاء ، ويهلل ويكبر، ويدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة رافعا يديه كالصلاة عند أبي حنيفة والشافعي وأحمد . فإن لم يستطع استلامه اتجه إليه بصدره وأشار إليه بيده ، أو بعصا في يده ولا يزاحم حتى يتضرر الناس من زحامه ، ولا يدخل بين النساء ويدافعهن ، أو يلاصقهن ، فإن ذلك يوقعه في إثم وذنب ، بينما هو يريد سنة . وليعلم أن السنة عند ذلك هي الإشارة عن بعد وليس التزاحم ، وإن استطاع مس الحجر بشيء كعصا ثم قبله كان حسنا ، كما يستحب تقبيل ما يشير به .
(هذا) ويلاحظ عند بدء الطواف أن يكون كل الحجر محاذيا لجسمه بحيث لا يكون شيء من الحجر جهة شمال المستقبل فيكون المستقبل قد ترك جزءا لم يطف به ، فيبطل الطواف ببطلان الطوفة الأولى ، فليحذر الطائف ذلك الخطأ .
وإليك الأدلة على ما ذكر :
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر واستلمه ، ثم وضع شفتيه يبكي طويلا ، فالتفت فإذا عمر يبكي فقال : يا عمر هاهنا تسكب العبرات أخرجه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ، وأقره الذهبي .
وعن عابس بن ربيعة عن عمر رضي الله عنه ، أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك أخرجه السبعة وقال الترمذي فيه : حسن صحيح . وقال نافع : رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده ثم قبل يده وقال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله أخرجه مسلم .
وعن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف.. إن وجدت خلوة فاستلمه ، وإلا فاستقبله فهلل وكبر أخرجه الشافعي وأحمد وفيه راو لم يسم .
و تقبيل الحجر الأسود واستلامه ووضع الخد عليه خاص بالرجال دون النساء ، إلا عند الخلو من الرجال . وقد استدل الأحناف والشافعية والحنابلة والجمهور على وضع الخد والجبهة على الحجر بما قاله سويد بن غفلة : رأيت عمر قبل الحجر والتزمه وقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا أخرجه مسلم والنسائي والبيهقي والدعاء الوارد عند استلام الحجر أو الإشارة إليه في كل طوفة هو : باسم الله والله أكبر ، اللهم إيمانا بك ، وتصديقا بكتابك ، ووفاء بعهدك ، واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم قال الشافعي رحمه الله : ويقول : الله أكبر ولا إله إلا الله قال : وإن ذكر الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فحسن .
(5) استلام الركن اليماني
يسن استلام الركن اليماني ، وهو الركن الغربي الجنوبي الذي قبل ركن الحجر الأسود ، وهو مع ركن الحجر الأسود الذي في الجنوب الشرقي يقال لهما : الركنان اليمانيان .
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ما تركت استلام هذين الركنين : اليماني والحجر الأسود منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما في شدة ولا في رخاء أخرجه مسلم والنسائي والبيهقي .
وقال ابن عمر : لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يمس من الأركان إلا اليمانيين أخرجه الطحاوي والسبعة إلا الترمذي .
والسبب في اقتصاره صلى الله عليه وسلم على استلام هذين الركنين هو أن ركن الحجر الأسود فيه فضيلتان... كونه على قواعد إبراهيم ووجود الحجر فيه ، ولذا يستلم ويقبل ، والركن اليماني فيه فضيلة واحدة : هي أنه على قواعد إبراهيم ولذا يستلم فقط ، وأما الركنان الآخران فليس فيهما شيء من ذلك ، ولذا لا يستلمان ولا يقبلان .
(6) الذكر والدعاء أثناء الطواف
يسن الدعاء بالوارد والذكر أثناء الطواف بالبيت ، وإليك طائفة مما يقال أثناء الطواف من الأدعية والأذكار الواردة .
رب قنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلف علي كل غائبة لي بخير .
اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا ، وسعيا مشكورا .
اللهم اغفر وارحم ، واعف عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
ولا بأس بقراءة القرآن في الطواف عند الأحناف والشافعي والمشهور عن أحمد ، وعن مالك وأحمد أنه تكره قراءة القرآن في الطواف .
ويستحب ألا ينطق أثناء الطواف إلا بخير؛ لحديث : الطواف بالبيت صلاة ، ولكن الله أحل فيه المنطق ، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير أخرجه الطبراني والحاكم والبيهقي .
(7) القرب من الكعبة أثناء الطواف للرجال
يسن الدنو والقرب من الكعبة أثناء الطواف بشرط عدم المزاحمة كما سبق وهذا بالنسبة للرجال ، أما النساء فالأفضل لهن الطواف في أطراف المطاف حتى لا يزدحمن بالرجال ، ولا يلتصقن بهم فيقعن في الحرام ، ولذا كان الأفضل لهن تحري الأوقات الخالية من الرجال أو التي يكون الرجال فيها قليلين فقد كان نساء النبي يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال أخرجه البخاري (هذا) ومحافظة الرجال على الرمل ولو مع البعد أفضل من تركه مع القرب من الكعبة .
ويسن أن يكون الطائف خاشعا متواضعا ذليلا لربه حاضر القلب معه ، ذاكرا ذنبه ، ضارعا إلى ربه أن يغفر له ، وأن يرحم ضعفه وذله وحاجته .
(8) صلاة ركعتين عند المقام
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة طاف بالبيت سبعا ، وأتى المقام فقرأ :
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فصلى خلف المقام ، ثم أتى الحجر فاستلمه أخرجه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه النسائي وفيه ، فصلى ركعتين ، والمقام بينه وبين البيت .
وهذه الصلاة تصح في أي مكان عند الجمهور ، وهي واجبة عند الأحناف ، وهو قول لمالك والشافعي ، ومن تركهما ليس عليه دم على الصحيح . وهما سنة عند الآخرين كأحمد والأصح عند الشافعية ، ومالك يقول : هما تابعتان للطواف ، فإن كان واجبا فهما واجبتان ، وإن كان سنة فهما سنة .
ويسن أن يقرأ المصلي في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد كما جاء في حديث رواه النسائي.
ولا يقوم مقام صلاة الطواف غيرها من الصلوات كركعتي الفجر مثلا عند الأحناف ومالك وقول للشافعي .
ومشهور مذهب أحمد أن المكتوبة تكفي عنهما ، وهو الصحيح عند الشافعية .
وتؤدى هذه الصلاة في أي وقت عند الشافعي وأحمد وبعض الأحناف لحديث : يا بني عبد مناف ، لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار أخرجه الشافعي وأحمد والثلاثة وصححه الترمذي .
وقال أبو حنيفة ومالك : لا تصلى في الأوقات المنهى عن الصلاة فيها واستدلا بأثرين عن عمر وعائشة .
وهذه الصلاة تدخل فيها النيابة ، فمن حج عن غيره صلاها وتقع عن المحجوج عنه على الأصح ، ومن طاف بالصبي ثم صلى الركعتين ، وقعتا عن الصبي على الأصح .
(9) الدعاء خلف المقام عقب الصلاة
يستحب الدعاء خلف المقام عقب صلاة الطواف بما أحب من أمر الدنيا والآخرة ، والدعاء بما جاء في الكتاب والسنة أفضل في كل حال .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى