عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة يونس
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله تعالى : قوله تعالى : ( قل يأيها الناس إن كنتم في شك من دينى فلا أعبد اللذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن اكون من المؤمنين . وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولاتكونن من المشركين ولاتدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فغنك إذا من الظالمين ) فيه ثمان حالات :
الأولى : ترك عبادة غير الله مطلقاً ولو حاوله أبوه وأمه بالطمع الجليل وافخافة الثقيلة كما جرى لسعد مع امه .
الحال الثانية : ان كثيرا من الناس إذا عرف الشرك وأبغضة وتركه لايفطن لما يريد الله من قلبه من إجلاله وإعظامه وهيبته ، فذكر هذه الحال ( ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم ) .
الحال الثالثة : إن قدرنا أنه ظن وجود الشرك والفعل منه فلا بد من تصريحه منه بأنه من هذه الطائفة ، ولو لم يقض هذا الغرض إلا بالهرب عن بلاد كثير من الطواغيث الذيم لايبلغون الغاية في العداوة حتى يصرح بأنه من هذه الطائفة المحاربة لهم .
الحال الرابعة : إن قدرنا انه ظن وجود هذه الثلاث فقد لايبلغ الجد في العمل بالدين ، والجد والصدق هو إقامة الوجه للدين .
الحال الخامسة : إن قدرنا انه ظن وجود الحالات الأربع فلابد له من مذهب ينتسب إليه ، فأمر ان يكون مذهبه الحنفية وترك كل مذهب سواها ولو كان صحيحاً ، ففي الحنفية عنه غنية .
الحال السادسة : إن قدرنا انه ظن وجود الحالات الخمس فلابد أن يتبرأ من المشركين فلا يكثر سوادهم .
الحال السابعة : إن قدرنا أنه ظن وجود الحالات الست فقد يدعو من قلبه نبياً أو غيره لشيء من مقاصده ، ولو كان ديناً سظن عن نطق بذلك من غير قلبه لجل كذا وكذا خصوصاً عند الخوف أنه لايدخل في هذا الحال .
الحال الثامنة : إن ظن سلامته من ذلك كله ولكن غيره من إخوانه فعله خوفاً او لغرض من الأغراض ، هل يصدق الله أن هذا ولو كان أصلح الناس قد صار من الظالمين ؟ أو يقول : كيف أكفره وهو يحب الدين ويبغض الشرك وما أعز من يتخلص من هذا ، بل ما أعز من يفهمه وإن لم يعمل به ، بل ما أعز من لايظنه جنوناً والله أعلم .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله تعالى : قوله تعالى : ( قل يأيها الناس إن كنتم في شك من دينى فلا أعبد اللذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن اكون من المؤمنين . وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولاتكونن من المشركين ولاتدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فغنك إذا من الظالمين ) فيه ثمان حالات :
الأولى : ترك عبادة غير الله مطلقاً ولو حاوله أبوه وأمه بالطمع الجليل وافخافة الثقيلة كما جرى لسعد مع امه .
الحال الثانية : ان كثيرا من الناس إذا عرف الشرك وأبغضة وتركه لايفطن لما يريد الله من قلبه من إجلاله وإعظامه وهيبته ، فذكر هذه الحال ( ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم ) .
الحال الثالثة : إن قدرنا أنه ظن وجود الشرك والفعل منه فلا بد من تصريحه منه بأنه من هذه الطائفة ، ولو لم يقض هذا الغرض إلا بالهرب عن بلاد كثير من الطواغيث الذيم لايبلغون الغاية في العداوة حتى يصرح بأنه من هذه الطائفة المحاربة لهم .
الحال الرابعة : إن قدرنا انه ظن وجود هذه الثلاث فقد لايبلغ الجد في العمل بالدين ، والجد والصدق هو إقامة الوجه للدين .
الحال الخامسة : إن قدرنا انه ظن وجود الحالات الأربع فلابد له من مذهب ينتسب إليه ، فأمر ان يكون مذهبه الحنفية وترك كل مذهب سواها ولو كان صحيحاً ، ففي الحنفية عنه غنية .
الحال السادسة : إن قدرنا انه ظن وجود الحالات الخمس فلابد أن يتبرأ من المشركين فلا يكثر سوادهم .
الحال السابعة : إن قدرنا أنه ظن وجود الحالات الست فقد يدعو من قلبه نبياً أو غيره لشيء من مقاصده ، ولو كان ديناً سظن عن نطق بذلك من غير قلبه لجل كذا وكذا خصوصاً عند الخوف أنه لايدخل في هذا الحال .
الحال الثامنة : إن ظن سلامته من ذلك كله ولكن غيره من إخوانه فعله خوفاً او لغرض من الأغراض ، هل يصدق الله أن هذا ولو كان أصلح الناس قد صار من الظالمين ؟ أو يقول : كيف أكفره وهو يحب الدين ويبغض الشرك وما أعز من يتخلص من هذا ، بل ما أعز من يفهمه وإن لم يعمل به ، بل ما أعز من لايظنه جنوناً والله أعلم .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى