عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سُورة هُـــــــــــــــود
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر والثواب : ذكر مافي صدر سورة هود من العلوم :
الأول : علم معرفة الله : ذكر انه حكيم .
الثانية : أنه خبير .
الثالثة : أنه قدير .
الرابعة : أنه ذكر شيئا من تفصيل العلم في قوله : ( ألا إنهم يثنون صدورهم ) الآية .
الخامسة : ذكر شيئاً من تفصيل القدرة في قوله : ( وما من دابة ) الآية .
السادسة : خلق السموات والأرض في ستة أيام .
السابعة : كون عرشة على الماء .
الثامنة: ذكر شيء من تفصيل الحكمة في قوله: ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ).
التاسعة كونه وكيلا عن كل شيء .
الثاني الإيمان باليوم الآخر ، وذكر أنه إليه المرجع .
الثانية : ( ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ) .
الثالثة : ذكر الجنة والنار .
الرابعة : ذكر العرض عليه .
الخامسة : كلام الأشهاد .
السادسة : ضل عنهم افتراؤهم .
السابعة : كونهم الأخسرون في الآخرة .
الثالث : تقرير الرسالة .
ذكر أولا المسألة الكبرى .
الثانية : أنه نذير من الله وبشير لنا .
الثالثة : تقرير صحة رسالته باعتراضهم بقولهم : إنها ( سحر مبين ) مع موافقتها للعقل .
الرابعة : تقريرها بقولهم : ( لولا أنزل عليه كنز ) .
الخامسة : تقريرها بمعرفة العلماء بها .
السادسة : تقريرها بالتحدي .
السابعة : تقريرها بأنها الحق من الله .
الرابع : ذكر الوعد والوعيد .
وذكر المتاع الحسن لمن قبله .
الثانية : ذكر عذاب اليوم الكبير لمن أبي .
الثالثة : ( يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم ) .
الرابعة : وعيد من أراد الدنيا .
الخامسة : ووعيد من افترى عليه .
السادسة : وعد المؤمنين المخبتين .
السابعة : وعيد من استهزأ بالقرآن .
الخامس : ذكر الأمر والنهي .
فذكر النهي عن الشرك والأمر بالإخلاص .
الثانية : الأمر بالاستغفار والتوبة .
الثالثة : الأمر بالمضي على أمر الله ، وان اعترضوا بالشبهة الفاسدة .
الرابعة : أمره بالتحدي .
الخامسة : نهيه عن الفرية فيه .
السادس : أمور مدحها لنفعها .
منها الصبر .
الثانية : عمل الصالحات .
الثالثة : مدح العلم الصادر عن اليقين .
الرابعة : مدح معرفة القرآن .
الخامسة : ذكر نتيجة الأمرين .
السادسة : الإيمان .
السابعة : الإخبارات إلى الله .
السابع : أمور كرهها ذكرها لتترك .
منها التولي .
الثانية : ثني الصدر .
الثالثة : الأعتراض على الحق الصريح بالجهل الصريح .
الرابعة : استبطاء وعيد الله .
الخامسة : كون الإنسان يئوساً عند الضراء .
السادسة : كونه كفوراً عندها .
السابعة : كونه فرحاً عند النعماء .
الثامنة : فخوراً عندها ولو كانت بعد ضراء والتى قبلها ولو كانت يعد سراء .
التاسعة : نتيجة معرفة الآية .
العاشرة : فائدة النتيجة .
الحادية عشرة :كونه يريد الدنيا .
الثانية عشرة : كونه يفتري على الله الكذب .
الثالثة عشرة : من المكروه الصد عن سبيل الله .
الرابعة عشرة : بغى العوج لها .
الثامن : المنثور .
ذكر أن الأكثر لايؤمنون .
الثانية : ذكر مثل المؤمنين .
الثالثة : ذكر مثل الكافرين .
الرابعة : التنبية على التذكير بالحالين .
الخامسة : كونهم لايستطيعون السمع .
السادسة : الفرق بين العالم والجاهل .
السابعة : كون عرشه على الماء .
الثامنة : من الوعد ( أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) .
وقال أيضاً الشيخ محمد رحم الله تعالى ، قال الله تعالى : {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون }
وقد ذكر عن السلف من أهل العلم فيها أنواع مما يفعل الناس اليوم ولايعرفون معناه .
الأول : من ذلك العمل الصالح الذي يفعل كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقه وصلاة وإحسان على الناس ونحو ذلك ، وكذلك ترك الظلم او كلام في عرض ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصا لله ، لكنه لايريد ثوابه في الآخرة إنما يريد أن الله يجازيه بحفظ ماله وتنميته ، وحفظ أهله وعياله وإدامه النعمة عليهم ونحو ذلك ولاهمه له وطلب الجنة ولا الهرب من النار فهذا يعُطي ثواب عمله في الدنيا ، وليس له في الآخرة نصيب ، وهذا النوع ذكر عن ابن عباس في تفسير الآية .
وقد غلط بعض مشائخنا بسبب عبارة في شرح الإقناع في أول لاب النية لما قسم الإخلاص مراتب وذكر هذا منها ظن انه يسميه إخلاصا مدحا له وليس كذلك ، وإنما أراد أنه لايسمى رياء وإلا فهو عمل حابط في الآخرة .
والنوع الثاني : وهو أكبر من الأول وأخوف وهو الذي ذكر مجاهد أن الآية نزلت فيه ، وهو أن يعمل أعمالا صالحة ونيته رئاء الناس لاطلب ثواب الآخره ، وهو يظهر أنه أراد وجه الله وإنما صلى أو صام أو تصدق او طلب العلم لأجل أن الناس يمدحونه ويجل في أعينهم ، فإن الجاه من أعظم انواع الدنيا ، ولما ذكر لمعاوية حديث أبي هريرة في الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار وهم : الذي تعلم العلم ليقال عالم حتى قيل ، وتصدق ليقال جواد ، وجاهد ليقال شجاع ، بكى معاوية بكاءً شديداً ثم قرأ هذه الآية .
النوع الثالث : أن يعمل الأعمال الصالحة ومقصده بها مالاً مثل أن يحج لمال يأخذه لا لله ، او يهاجر لدنيا يصيبها أو امراة ينكحها ، أو يجاهد لأجل المغنم فقد ذكر هذا النوع أيضا في تفسير هذه الآية كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة " الخ . وكما يتعلم العلم لأجل مدرسة أهله أو مكسبهم أو رياستهم ، او يقرأ القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد كما هو واقع كثيراً ، وهؤلاء أعقل من الذين قبلهم لأنهم عملوا المصلحة يحصلونها ، والذين قبلهم عملوا لأجل المدح والجلالة في أعين الناس ولايحصل لهم طائل ، والنوع الأول أعقل من هؤلاء كلهم لأنهم عملوا لله وحده لاشريك له ، لكن لم يطلبوا منه الخير العظيم وهو الجنة ، ولم يهربوا من الشر العظيم وهو العذاب في الآخرة .
النوع الرابع : أن يعمل الإنسان بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لاشريك له ، لكنه على عمل يكفره كفراً يخرجه عن الإسلام مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله ، وتصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم شرك أكبر أو كفر أكبر يخرجهم عن الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله فى الدار الآخرة ، لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام ، وتمنع قبول أعماتلهم فهذا النوع أيضا قد ذكر في الآية عن أنس بن مالك وغيره ، وكان السلف يخافون منه كما قال بعضهم : لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت لأن الله يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) فهذا قصد وجه الله والدار الآخرة ، لكن فيه من حب الدنيا والرياسة والمال ماحمله على ترك كثير من أمر الله ورسوله أو أكثره فصارت الدنيا أكبر قصده ، فذلك قيل قصد الدنيا وصار ذلك القليل كأنه لم يكن كقوله صلى الله عليه وسلم : "صل فإنك لم تصل " والأول أطاع الله ابتغاء وجهه لكن أراد من الله الثواب في الدنيا ، وخاف على الحظ والعيال مثل مايقول الفسقة فصح أن يقال : قصد الدنيا والثاني والثالث واضح .
لكن بقي أن يقال : إذا عمل الرجل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج ابتغاء وجه الله طالباً ثواب الآخرة ، ثم بعد ذلك عمل أعمالاً كثيرة او قليلة قاصداً بها الدنيا مثل أن يحج فرضه لله ثم يحج بعده لأجل الدنيا كما هم الواقع كثيراً فالجواب أن هذا عمل للدنيا والآخرة ولاندري مايفعل الله في خلقه ، والظاهر أن الحسنات السيئات تدافعا وهو لما غلب عليه منهما ، وقد قال بعضهم : أن القرآن كثيراً ما يذكر أهل الجنة الخلص واهل النار الخلص ، ويسكت عن صاحب الشائبتين ، وهو هذا وأمثاله ، ولهذا خاف السلف من حبوط الأعمال ، وأما الفرق بين الحبوط والبطلان فلا أعلم بينهما فرقاً بيناً والله أعلم .
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في قوله عز وجل لما ذكر قصة نوح : ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ماكنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ) إذا تأمل الإنسان حاله اولا ، وماتعلم من العلوم من أهله ثم تفكر في هذه القصة هلي علم منها زيادة على ماعنده أولا عرف المسائل:
الأولى : عظمة الشرك عند الله ولو قصد صاحبه التقرب إلى الله ، وذلك مما فعل الله بأهل الأرض لما عبدوا ودا ، وسواعاً ، ويغوث ، ويعوق ، ونسراً .
الثانية : شدة بطش الله وعقوبته حيث أرسل الطوفان فأهلك الطيور والدواب وغير ذلك .
الثالثة : معرفة آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وافق ماقسه مع كونه لم يعلم ولم يأخذ عمن يعلم ماعند أهل الكتاب ، فلم يستطيعوا ان يردوا عليه مع شدة العداوة .
الرابعة : التحقيق بكون المخلوق ليس له من الأمر شيء ولو كان نبيا ً مرسلا بسبب مافيها من قصة ابن نوح .
الخامسة : تبين الله الحجيج الباطلة والتحذير منها ، مع أنها عندنا أوهام وعند أكثر الناس حجج صحيحة .
السادسة : تبرؤ الرسل من دعوى ان عندهم خزائن الله وعلم الغيب مع ان الطواغيت في زمننا ادَّعوا ذلك ، وصدقوا وعبدوا لأجل ذلك .
السابعة : التحذير من استحقار الفقراء والضعفاء لقوله : ( ولاأقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً الله أعلم بما في أنفسهم إني إذاً لمن الظالمين ) مع أنه سائغ ممن يدعي العلم ويستحسنه الناس منهم .
الثامنة : وهي من أعظم الفوائد التحذير من الشبهة التي أدخلت أكثر الناس النار وهي السواد الأعظم والنفرة من القليل لقوله : ( وما آمن معه إلاقليل ) .
التاسعة : معرفة شيء من عظمة الله في تأديبه الرسل لما قال لنوح إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) .
العاشرة : وهي من أهمها أن فيها شاهداً لقول الحسن : نضحك ولعل الله أطلع على بعض أعمالنا فقال : لاأغفر لكم وذلك من قوله : ( إنه لن يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن ) مع سخريتهم منه .
الحادية عشرة : التحذير من اتباع رؤساء الدنيا وقبول حججهم لقوله ( قال الملأ ) وهم الأشراف والرؤساء .
الثانية عشرة : بيان الله تعالى لتلك الحجج فقولهم : ( ما نراك
إلا بشرا مثلنا ) فيه القياس الفاسد وقولهم: ( وما نراك اتبعك إلا الذين
هم أراذلنا ) احتجاج بما ليس حجة وقولهم : ( بادي الرأي ) أي ليسوا
بأهل دقة نظر في أمور الدنيا احتجاج بما ليس بحجة وقولهم: ( وما نرى
لكم علينا من فضل ) احتجاج برؤيتهم وهو من أفسد الحجج وقولهم .
( بل نظنكم كاذبين ) احتجاج بالظن .
الثالثة عشرة : أنهم لم يصرحوا بأن هذا الذي عليه نوح وأتباعه أمر الله ,
ثم جاهروا بعصيانه , قالوا : ( بل نظنكم كاذبين ) وقالوا : ( ولو شاء الله
لأنزل ملائكة ) وغير ذلك » وأنت ترى الذين يكونون من أهل العلم
والعبادة كيف يقرون ويجاهرون بالكفر ( ويحسبون أنهم مهتد ون ).
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر والثواب : ذكر مافي صدر سورة هود من العلوم :
الأول : علم معرفة الله : ذكر انه حكيم .
الثانية : أنه خبير .
الثالثة : أنه قدير .
الرابعة : أنه ذكر شيئا من تفصيل العلم في قوله : ( ألا إنهم يثنون صدورهم ) الآية .
الخامسة : ذكر شيئاً من تفصيل القدرة في قوله : ( وما من دابة ) الآية .
السادسة : خلق السموات والأرض في ستة أيام .
السابعة : كون عرشة على الماء .
الثامنة: ذكر شيء من تفصيل الحكمة في قوله: ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ).
التاسعة كونه وكيلا عن كل شيء .
الثاني الإيمان باليوم الآخر ، وذكر أنه إليه المرجع .
الثانية : ( ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ) .
الثالثة : ذكر الجنة والنار .
الرابعة : ذكر العرض عليه .
الخامسة : كلام الأشهاد .
السادسة : ضل عنهم افتراؤهم .
السابعة : كونهم الأخسرون في الآخرة .
الثالث : تقرير الرسالة .
ذكر أولا المسألة الكبرى .
الثانية : أنه نذير من الله وبشير لنا .
الثالثة : تقرير صحة رسالته باعتراضهم بقولهم : إنها ( سحر مبين ) مع موافقتها للعقل .
الرابعة : تقريرها بقولهم : ( لولا أنزل عليه كنز ) .
الخامسة : تقريرها بمعرفة العلماء بها .
السادسة : تقريرها بالتحدي .
السابعة : تقريرها بأنها الحق من الله .
الرابع : ذكر الوعد والوعيد .
وذكر المتاع الحسن لمن قبله .
الثانية : ذكر عذاب اليوم الكبير لمن أبي .
الثالثة : ( يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم ) .
الرابعة : وعيد من أراد الدنيا .
الخامسة : ووعيد من افترى عليه .
السادسة : وعد المؤمنين المخبتين .
السابعة : وعيد من استهزأ بالقرآن .
الخامس : ذكر الأمر والنهي .
فذكر النهي عن الشرك والأمر بالإخلاص .
الثانية : الأمر بالاستغفار والتوبة .
الثالثة : الأمر بالمضي على أمر الله ، وان اعترضوا بالشبهة الفاسدة .
الرابعة : أمره بالتحدي .
الخامسة : نهيه عن الفرية فيه .
السادس : أمور مدحها لنفعها .
منها الصبر .
الثانية : عمل الصالحات .
الثالثة : مدح العلم الصادر عن اليقين .
الرابعة : مدح معرفة القرآن .
الخامسة : ذكر نتيجة الأمرين .
السادسة : الإيمان .
السابعة : الإخبارات إلى الله .
السابع : أمور كرهها ذكرها لتترك .
منها التولي .
الثانية : ثني الصدر .
الثالثة : الأعتراض على الحق الصريح بالجهل الصريح .
الرابعة : استبطاء وعيد الله .
الخامسة : كون الإنسان يئوساً عند الضراء .
السادسة : كونه كفوراً عندها .
السابعة : كونه فرحاً عند النعماء .
الثامنة : فخوراً عندها ولو كانت بعد ضراء والتى قبلها ولو كانت يعد سراء .
التاسعة : نتيجة معرفة الآية .
العاشرة : فائدة النتيجة .
الحادية عشرة :كونه يريد الدنيا .
الثانية عشرة : كونه يفتري على الله الكذب .
الثالثة عشرة : من المكروه الصد عن سبيل الله .
الرابعة عشرة : بغى العوج لها .
الثامن : المنثور .
ذكر أن الأكثر لايؤمنون .
الثانية : ذكر مثل المؤمنين .
الثالثة : ذكر مثل الكافرين .
الرابعة : التنبية على التذكير بالحالين .
الخامسة : كونهم لايستطيعون السمع .
السادسة : الفرق بين العالم والجاهل .
السابعة : كون عرشه على الماء .
الثامنة : من الوعد ( أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) .
وقال أيضاً الشيخ محمد رحم الله تعالى ، قال الله تعالى : {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون }
وقد ذكر عن السلف من أهل العلم فيها أنواع مما يفعل الناس اليوم ولايعرفون معناه .
الأول : من ذلك العمل الصالح الذي يفعل كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقه وصلاة وإحسان على الناس ونحو ذلك ، وكذلك ترك الظلم او كلام في عرض ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصا لله ، لكنه لايريد ثوابه في الآخرة إنما يريد أن الله يجازيه بحفظ ماله وتنميته ، وحفظ أهله وعياله وإدامه النعمة عليهم ونحو ذلك ولاهمه له وطلب الجنة ولا الهرب من النار فهذا يعُطي ثواب عمله في الدنيا ، وليس له في الآخرة نصيب ، وهذا النوع ذكر عن ابن عباس في تفسير الآية .
وقد غلط بعض مشائخنا بسبب عبارة في شرح الإقناع في أول لاب النية لما قسم الإخلاص مراتب وذكر هذا منها ظن انه يسميه إخلاصا مدحا له وليس كذلك ، وإنما أراد أنه لايسمى رياء وإلا فهو عمل حابط في الآخرة .
والنوع الثاني : وهو أكبر من الأول وأخوف وهو الذي ذكر مجاهد أن الآية نزلت فيه ، وهو أن يعمل أعمالا صالحة ونيته رئاء الناس لاطلب ثواب الآخره ، وهو يظهر أنه أراد وجه الله وإنما صلى أو صام أو تصدق او طلب العلم لأجل أن الناس يمدحونه ويجل في أعينهم ، فإن الجاه من أعظم انواع الدنيا ، ولما ذكر لمعاوية حديث أبي هريرة في الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار وهم : الذي تعلم العلم ليقال عالم حتى قيل ، وتصدق ليقال جواد ، وجاهد ليقال شجاع ، بكى معاوية بكاءً شديداً ثم قرأ هذه الآية .
النوع الثالث : أن يعمل الأعمال الصالحة ومقصده بها مالاً مثل أن يحج لمال يأخذه لا لله ، او يهاجر لدنيا يصيبها أو امراة ينكحها ، أو يجاهد لأجل المغنم فقد ذكر هذا النوع أيضا في تفسير هذه الآية كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة " الخ . وكما يتعلم العلم لأجل مدرسة أهله أو مكسبهم أو رياستهم ، او يقرأ القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد كما هو واقع كثيراً ، وهؤلاء أعقل من الذين قبلهم لأنهم عملوا المصلحة يحصلونها ، والذين قبلهم عملوا لأجل المدح والجلالة في أعين الناس ولايحصل لهم طائل ، والنوع الأول أعقل من هؤلاء كلهم لأنهم عملوا لله وحده لاشريك له ، لكن لم يطلبوا منه الخير العظيم وهو الجنة ، ولم يهربوا من الشر العظيم وهو العذاب في الآخرة .
النوع الرابع : أن يعمل الإنسان بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لاشريك له ، لكنه على عمل يكفره كفراً يخرجه عن الإسلام مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله ، وتصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم شرك أكبر أو كفر أكبر يخرجهم عن الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله فى الدار الآخرة ، لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام ، وتمنع قبول أعماتلهم فهذا النوع أيضا قد ذكر في الآية عن أنس بن مالك وغيره ، وكان السلف يخافون منه كما قال بعضهم : لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت لأن الله يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) فهذا قصد وجه الله والدار الآخرة ، لكن فيه من حب الدنيا والرياسة والمال ماحمله على ترك كثير من أمر الله ورسوله أو أكثره فصارت الدنيا أكبر قصده ، فذلك قيل قصد الدنيا وصار ذلك القليل كأنه لم يكن كقوله صلى الله عليه وسلم : "صل فإنك لم تصل " والأول أطاع الله ابتغاء وجهه لكن أراد من الله الثواب في الدنيا ، وخاف على الحظ والعيال مثل مايقول الفسقة فصح أن يقال : قصد الدنيا والثاني والثالث واضح .
لكن بقي أن يقال : إذا عمل الرجل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج ابتغاء وجه الله طالباً ثواب الآخرة ، ثم بعد ذلك عمل أعمالاً كثيرة او قليلة قاصداً بها الدنيا مثل أن يحج فرضه لله ثم يحج بعده لأجل الدنيا كما هم الواقع كثيراً فالجواب أن هذا عمل للدنيا والآخرة ولاندري مايفعل الله في خلقه ، والظاهر أن الحسنات السيئات تدافعا وهو لما غلب عليه منهما ، وقد قال بعضهم : أن القرآن كثيراً ما يذكر أهل الجنة الخلص واهل النار الخلص ، ويسكت عن صاحب الشائبتين ، وهو هذا وأمثاله ، ولهذا خاف السلف من حبوط الأعمال ، وأما الفرق بين الحبوط والبطلان فلا أعلم بينهما فرقاً بيناً والله أعلم .
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في قوله عز وجل لما ذكر قصة نوح : ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ماكنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ) إذا تأمل الإنسان حاله اولا ، وماتعلم من العلوم من أهله ثم تفكر في هذه القصة هلي علم منها زيادة على ماعنده أولا عرف المسائل:
الأولى : عظمة الشرك عند الله ولو قصد صاحبه التقرب إلى الله ، وذلك مما فعل الله بأهل الأرض لما عبدوا ودا ، وسواعاً ، ويغوث ، ويعوق ، ونسراً .
الثانية : شدة بطش الله وعقوبته حيث أرسل الطوفان فأهلك الطيور والدواب وغير ذلك .
الثالثة : معرفة آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وافق ماقسه مع كونه لم يعلم ولم يأخذ عمن يعلم ماعند أهل الكتاب ، فلم يستطيعوا ان يردوا عليه مع شدة العداوة .
الرابعة : التحقيق بكون المخلوق ليس له من الأمر شيء ولو كان نبيا ً مرسلا بسبب مافيها من قصة ابن نوح .
الخامسة : تبين الله الحجيج الباطلة والتحذير منها ، مع أنها عندنا أوهام وعند أكثر الناس حجج صحيحة .
السادسة : تبرؤ الرسل من دعوى ان عندهم خزائن الله وعلم الغيب مع ان الطواغيت في زمننا ادَّعوا ذلك ، وصدقوا وعبدوا لأجل ذلك .
السابعة : التحذير من استحقار الفقراء والضعفاء لقوله : ( ولاأقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً الله أعلم بما في أنفسهم إني إذاً لمن الظالمين ) مع أنه سائغ ممن يدعي العلم ويستحسنه الناس منهم .
الثامنة : وهي من أعظم الفوائد التحذير من الشبهة التي أدخلت أكثر الناس النار وهي السواد الأعظم والنفرة من القليل لقوله : ( وما آمن معه إلاقليل ) .
التاسعة : معرفة شيء من عظمة الله في تأديبه الرسل لما قال لنوح إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) .
العاشرة : وهي من أهمها أن فيها شاهداً لقول الحسن : نضحك ولعل الله أطلع على بعض أعمالنا فقال : لاأغفر لكم وذلك من قوله : ( إنه لن يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن ) مع سخريتهم منه .
الحادية عشرة : التحذير من اتباع رؤساء الدنيا وقبول حججهم لقوله ( قال الملأ ) وهم الأشراف والرؤساء .
الثانية عشرة : بيان الله تعالى لتلك الحجج فقولهم : ( ما نراك
إلا بشرا مثلنا ) فيه القياس الفاسد وقولهم: ( وما نراك اتبعك إلا الذين
هم أراذلنا ) احتجاج بما ليس حجة وقولهم : ( بادي الرأي ) أي ليسوا
بأهل دقة نظر في أمور الدنيا احتجاج بما ليس بحجة وقولهم: ( وما نرى
لكم علينا من فضل ) احتجاج برؤيتهم وهو من أفسد الحجج وقولهم .
( بل نظنكم كاذبين ) احتجاج بالظن .
الثالثة عشرة : أنهم لم يصرحوا بأن هذا الذي عليه نوح وأتباعه أمر الله ,
ثم جاهروا بعصيانه , قالوا : ( بل نظنكم كاذبين ) وقالوا : ( ولو شاء الله
لأنزل ملائكة ) وغير ذلك » وأنت ترى الذين يكونون من أهل العلم
والعبادة كيف يقرون ويجاهرون بالكفر ( ويحسبون أنهم مهتد ون ).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى