صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
وقد قيل: "كاد الحليم أن يكون نبياً".
فما هذه الصفة التي إذا اتصف بها العبد كاد أن يكون نبياً؟ إنها الحلم والحلم سيد الأخلاق، والله سبحانه وتعالى حليم، أمّا الآية التي في القرآن الكريم والتي يُستنبط منها اسم الحليم في قوله تعالى:
}وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً{ [فاطر: 45].
هذه الآية يُستنبط منها اسم الحليم، وفي سورة النحل أيضاً الآية الواحدة والستون، قد يستنبط منها اسم الحليم.
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ)، إذاً هم ظالمون، وهناك مؤاخذة، فما تعريف اسم الحليم؟ هناك إنسان ظالم، وهناك عقوبة لهذا، والله سبحانه وتعالى حليم، فكيف تجلى حلمه؟ هناك ظالم أو عاصٍ متلبس بظلم، وهناك عقوبة مختصة بهذا الظلم أو هذه المعصية.
لكن الله سبحانه وتعالى حليم بمعنى: أنه يؤخّر العقوبة، لماذا يؤخر العقوبة؟ وهذا السؤال وجيه!! فلو أن الله سبحانه وتعالى عجّلَ العقاب لكل مذنب حين يقع في ذنب لما كان هناك حلم، ولو أن الله عز وجل أخّرَ العِقاب ويريد بعد تأخير العقاب أن يوقع بهذا الإنسان أشد العقاب، فهذا هو الحقد، وحاشا لله فالحاقد يمتلئ شعوراً بالغيظ لكنه يؤخر تنفيذ عقابه لسبب أو لآخر، قد يكون ضعيفاً وحقده عن ضعف، وقد يكون قوياً ولكن يحب هذا الظالم لهذا المسيء أن تزداد إساءته ليأخذه بأكبر ذنوبه، فحينما يؤخّر إنسان العقوبة لضعفه فهو الحاقد، وحينما يؤخر إنسان العقوبة ليجعل خصمه يقع في ذنب أكبر فيوقع به أشد العقاب، فهذا أيضاً حاقد، وهو حاقد قوي، فهناك إذاً حاقد قوي وهناك حاقد ضعيف.
وتأخير العقاب من قبل الله عز وجل ليس له علاقة بهذا المعنى إطلاقاً، فلو أنه ألغى العِقاب فهل يسمى حليماً؟ لا، فماذا يُسمى إذاً؟ .. يسمى عفواً غفوراً، وإذا أخّرَ العِقاب ليُعطي هذا الإنسان فُرصةً ليعود فهذا هو الحلم.
مثل بسيط يمكن أن يوضح هذه الحقيقة: أنشأنا مدرسة هدفها الأول التعليم والتهذيب والتربية والتثقيف والتقويم وما إلى ذلك، ولهذه المدرسة نظام داخلي، ومن بنود هذا النظام أن الطالب إذا غاب عن هذه المدرسة أسبوعين يُفصل، فلو أن المدير كلما رأى طالباً غاب أسبوعين فصله، لفصل كثيراً من الطلاب في فترة وجيزة، لكن هناك مديرون يحلمون، يطلب من الطالب أن يأتي بوليّه، وأن يأتي بتقرير طبي، يتغاضى أحياناً، يتغافل أحياناً، لا يُطالب الموجّه بتقديم بيان بالغائبين، لأن الهدف من إنشاء هذه المدرسة نبيلٌ جداً، ليس القصد أن يفصلهم ولكن القصد أن يعلمهم، لذلك ربنا عز وجل قال: }وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى{ [طه: 129].
ما هذه الكلمة؟ لولا هذه الكلمة لكان لزاماً أن يوقع العقاب عليهم ويعجله، لولا هذه الكلمة لكان لزاماً أن يهلكهم، لولا هذه الكلمة لكان لزاماً أن يأخذهم، ما هذه الكلمة التي أخرّت العِقاب، وأخرّت الهلاك، وأخرّت الجزاء؟ ما هذه الكلمة؟ .. إنها الرحمة أراد أن يرحمهم، يؤكد هذه الحقيقة؟ "سبقت رحمتي غضبي"، [متفق عليه] "إن رحمتي تغلب غضبي" [الترمذي من حديث أبي هريرة].
}وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف: 156].
}إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{ [هود: 119].
[size=24]
:ثث:
:124:
الاسم الذي نحن في رحابه "الحليم"، ومعلوم أن من أسماء الله الحسنى ما لا يُسمى الإنسان بها كاسم الخالق، ومن أسماء الله الحسنى ما يسمى الإنسان بها كالرحيم والحليم والعفو، فمِمَا يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال أشج عبد القيس فيما رواه مسلم في صحيحه: إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة.
:ثث:
:124:
الاسم الذي نحن في رحابه "الحليم"، ومعلوم أن من أسماء الله الحسنى ما لا يُسمى الإنسان بها كاسم الخالق، ومن أسماء الله الحسنى ما يسمى الإنسان بها كالرحيم والحليم والعفو، فمِمَا يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال أشج عبد القيس فيما رواه مسلم في صحيحه: إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة.
وقد قيل: "كاد الحليم أن يكون نبياً".
فما هذه الصفة التي إذا اتصف بها العبد كاد أن يكون نبياً؟ إنها الحلم والحلم سيد الأخلاق، والله سبحانه وتعالى حليم، أمّا الآية التي في القرآن الكريم والتي يُستنبط منها اسم الحليم في قوله تعالى:
}وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً{ [فاطر: 45].
هذه الآية يُستنبط منها اسم الحليم، وفي سورة النحل أيضاً الآية الواحدة والستون، قد يستنبط منها اسم الحليم.
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ)، إذاً هم ظالمون، وهناك مؤاخذة، فما تعريف اسم الحليم؟ هناك إنسان ظالم، وهناك عقوبة لهذا، والله سبحانه وتعالى حليم، فكيف تجلى حلمه؟ هناك ظالم أو عاصٍ متلبس بظلم، وهناك عقوبة مختصة بهذا الظلم أو هذه المعصية.
لكن الله سبحانه وتعالى حليم بمعنى: أنه يؤخّر العقوبة، لماذا يؤخر العقوبة؟ وهذا السؤال وجيه!! فلو أن الله سبحانه وتعالى عجّلَ العقاب لكل مذنب حين يقع في ذنب لما كان هناك حلم، ولو أن الله عز وجل أخّرَ العِقاب ويريد بعد تأخير العقاب أن يوقع بهذا الإنسان أشد العقاب، فهذا هو الحقد، وحاشا لله فالحاقد يمتلئ شعوراً بالغيظ لكنه يؤخر تنفيذ عقابه لسبب أو لآخر، قد يكون ضعيفاً وحقده عن ضعف، وقد يكون قوياً ولكن يحب هذا الظالم لهذا المسيء أن تزداد إساءته ليأخذه بأكبر ذنوبه، فحينما يؤخّر إنسان العقوبة لضعفه فهو الحاقد، وحينما يؤخر إنسان العقوبة ليجعل خصمه يقع في ذنب أكبر فيوقع به أشد العقاب، فهذا أيضاً حاقد، وهو حاقد قوي، فهناك إذاً حاقد قوي وهناك حاقد ضعيف.
وتأخير العقاب من قبل الله عز وجل ليس له علاقة بهذا المعنى إطلاقاً، فلو أنه ألغى العِقاب فهل يسمى حليماً؟ لا، فماذا يُسمى إذاً؟ .. يسمى عفواً غفوراً، وإذا أخّرَ العِقاب ليُعطي هذا الإنسان فُرصةً ليعود فهذا هو الحلم.
مثل بسيط يمكن أن يوضح هذه الحقيقة: أنشأنا مدرسة هدفها الأول التعليم والتهذيب والتربية والتثقيف والتقويم وما إلى ذلك، ولهذه المدرسة نظام داخلي، ومن بنود هذا النظام أن الطالب إذا غاب عن هذه المدرسة أسبوعين يُفصل، فلو أن المدير كلما رأى طالباً غاب أسبوعين فصله، لفصل كثيراً من الطلاب في فترة وجيزة، لكن هناك مديرون يحلمون، يطلب من الطالب أن يأتي بوليّه، وأن يأتي بتقرير طبي، يتغاضى أحياناً، يتغافل أحياناً، لا يُطالب الموجّه بتقديم بيان بالغائبين، لأن الهدف من إنشاء هذه المدرسة نبيلٌ جداً، ليس القصد أن يفصلهم ولكن القصد أن يعلمهم، لذلك ربنا عز وجل قال: }وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى{ [طه: 129].
ما هذه الكلمة؟ لولا هذه الكلمة لكان لزاماً أن يوقع العقاب عليهم ويعجله، لولا هذه الكلمة لكان لزاماً أن يهلكهم، لولا هذه الكلمة لكان لزاماً أن يأخذهم، ما هذه الكلمة التي أخرّت العِقاب، وأخرّت الهلاك، وأخرّت الجزاء؟ ما هذه الكلمة؟ .. إنها الرحمة أراد أن يرحمهم، يؤكد هذه الحقيقة؟ "سبقت رحمتي غضبي"، [متفق عليه] "إن رحمتي تغلب غضبي" [الترمذي من حديث أبي هريرة].
}وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف: 156].
}إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{ [هود: 119].
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فلعله قال مدركاً: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) ولم يقل بالدرجة نفسها: (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فلذلك الافتقار إلى الله عز وجل هو المعين. وكان لأبي حنيفة جار مغنٍ، وهو تارك الصلاة ويشرب الخمر ويلهو بالغناء يومه كله، وكانت أغنيته المفضلة:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
فهذا المغني ملأ الحي صخباً وضجيجاً وآذى الجيران، وذات ليلة لم يسمع صوته، فسأل عنه، قالوا: أُلقيَ القبضُ عليه، فأبو حنيفة النعمان بقدره العظيم وشأنه الجليل توجه إلى الأمير رجاء أن يعفو عنه، الأمير لم يتوقع أن يأتي أبو حنيفة بذاته وحين علم قال: ايذنوا له وأقبلوا عليه وأقبلوا به راكبا ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط ببغلته، وإكراماً له أفرج عنه وعن كل من ألقي عليه القبض في ذاك اليوم، فساقه أبو حنيفة من يده قائلاً: يا فتى هل أضعناك؟ تقول: أضاعوني وأي فتىً أضاعوا .. فقال: لا، بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا عن حرمة الجوار ورعاية الحق وكان هذا الموقف سبب توبته، فإذا حلمت على رجل عاصٍ فقد يكون حلمك سبب توبته، أما إذا كفّرته وفسقّته ولعنته وسببته فقد يكون هذا الموقف سبباً لاستطالته في فجورِهِ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث لعاناً حتى نلعن الناس، ولسنا قضاة لنحاسب الناس، ولكننا دعاة إلى الله عز وجل.
إن الحِلم حارس أمين يحول دون حماقات كبيرة جداً، قد تتردى فيها، وتكون عاقبتها مدمرة، والعكس صحيح، إذ قد يكون الحِلم سبباً لتكون هادياً وداعياً إلى الله سبحانه، والحِلم محبوب، إذ كاد الحليم أن يكون نبياً، والحلم سيد الأخلاق.
بالحِلم تتبوّأ أسمى المكانة في قلوب الناس، فلهذا قال مالك بن دينار: كان لي جار يتعاطى من الفواحش الكثير وجيرانه يتأذون منه ويمقتونه، فشكوا منه إلي، فأحضرناه ونصحته إما أن تتوب وإما أن ترحل من المحلة، فأبى أن يفعل واحداً منهما، فقلنا: نشكوك إلى السلطان، فقال: السلطان يعرفني، فقلنا: ندعو الله عليك، فقال: الله أرحم بي منكم، فغاظني ذلك فلما أمسيت قمت وصليت ودعوت عليه، قال: فوقع في قلبي: لا تدع عليه، بل ادع له بالتوفيق. يبدو أن هذا الشاب تاب توبةً نصوحاً وعاد إلى الله واتفق أن رآه مالك في موسم الحج يطوف ويبكي.
وواقعة أخرى شبيهه يقول مالك بن دينار: بينما هو ماشٍ في الطريق رأى رجلاً مخموراً طرحته الخمرة أرضاً والزبد على شفتيه ويقول: الله، الله، وهو في حالة هذيان، فعظم على هذا الإمام الكبير أن يخرج هذا الاسم العظيم من فمٍ نجس، فتَلَطّفَ معه ومسح فمه وأكرمه على رغم من سكره، وبعد أن صحا قيل له: أتدري من اعتنى بك واهتم بحالك؟ إنه الإمام مالك، ويبدو أن هذه العناية اللطيفة بهذا العاصي أثارت حساسية نفسه، فبكى تأثراً وندماً، وبالمناسبة فالعصاة أكثرهم فيهم رقة تحملهم على البكاء، ونام الإمام مالك ليلته تلك فسمع في منامه صوتاً يخاطبه: يا مالك طهّرت فمه من أجلنا فطهّرنا قلبه من أجلك، وخرج مالك إلى المسجد فرأى رجلاً يبكي ويصلي ويتهجد قال: من أنت يرحمك الله، قال: إن الذي هداني أخبرك بحالي.
إنك لا تعرف عمق شعور المؤمن الصادق إذا استطاع أن يهدي رجلاً ضائعاً منحرفاً يعتقد بأن الله ليس عادلاً، فإذا قدرت أن تُقنع إنساناً بعيداً وتروِّضَه على طاعة الله، وتروِّضَه شيئاً فشيئاً إلى أن يستقيم على الطريق الصحيحة فهذا عمل بطولي، بل إنك أنت البطل.
أحد العلماء قال لتلميذه كلمة ذات معنى إيجابي دقيق جداً، قال: "يا بني الشخص الصالح الجيد لا يحتاج إليك في موعظة، وإنما يحتاج إليك السيئ المنحرف" بطولتك ليست مع الصالحين، ولكن بطولتك مع المنحرفين والعاصين، وتلك البغي التي رأت كلباً يلهث ويأكل الثرى من العطش سقته فغفر الله لها، أنموذج للعودة إلى الله والعمل الصالح حتى ولو كان مع حيوان بهيم.
قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم:
}رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{ [الشعراء: 83].
فأجاب الله دعاءه بقوله: (فبشّرناه بغلامٍ حليم)، والعلماء قالوا هذه الخلاصة: "الحليم من كان صفّاحاً عن الذنوب ستاراً للعيوب"، الحليم هو الذي غَفَرَ بعد ما ستر، الحليم يحفظ الوِدّ ويُحسِنُ العَهد، ويُنجِزُ الوعد، الحليم يُسبِل سِتَرَ عفوهِ على العُصاة ويسحب ذيلَ عفوهِ على الفُجّار، الحليم الذي لا يستخفّهُ عصيانُ عاصِ، ولا يستفزّهُ طُغيانُ طاغٍ.
المؤمن الصادق إن رأى عاصياً يرأف ويحنو ولا يتكبر، ويحدث نفسه: لعل هذا العاصي يتوب توبةً نصوحاً، ويَصدُق مع الله أكثر مني فيسبقني، لا تحتقرنَّ عاصياً ادعُ له بالهِداية، وتلطف معه والطف به، وما أمر وحشيٍّ عنك بخافٍ فقد فعل ما فعل، ولما رجع إلى الله تاب عليه.
وكذلك سهيل بن عمرو الذي تمنى سيدنا عمر أن يضرب عنقه بالسيف، حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قال: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب: محمد بن عبد الله [متفق عليه]، كان في منتهى الغِلظة والقسوة، وسيدنا عمر همَّ به حينما أسر سهيل بعد معركة بدر فقال: يا رسول الله دعني أنزع ثنية سهيل بن عمرو يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا، قال عليه الصلاة والسلام: "إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه" تسمع منه كلاما تحمده عليه، والحقيقة أنه قال كلاما بعد موت النبي يكتب بماء الذهب حينما ثبت الناس على الدين الحنيف في مرحلة الردة.
دخل عمير بن وهب على رسول الله فقال عمر: "لقد جاء عمير وإنه لأضل من خنزير ثم خرج وهو أحب إلي من ولدي".
نضرع إلى الله عزّ وجل أن يرزُقُنا الحِلم، فهو زين، ونحن نتعلم أسماء الله الحسنى أملاً في أن نتخلّقَ بِها.
:124:
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى