ام كلثوم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
مغامرة منتصف الليل
في قصص الطلاق الشائعة ... لا بد لأحد الطرفين أن يكون وراء وقوع الطلاق ... ولكن من النادر أن يكون للزوجين معا اليد في وقوعه ..! وهذا ما ستجدونه في سياق قصة طلاقي ... التي كان سببها طيشي ومتابعتي لصديقات السوء ، مما أوقعتني في براثن زوج خداع ومزواج !!
فأحيانا يكون لطيش الفتاة، السبب الأكيد في ضياعها أو جرها إلى طريق تكون نهايته الضياع كما حصل معي ...فأنا مقتنعة بأن ما أوصلني إلى ما أنا فيه كان نتيجة مالم نراه أنا وصديقاتي ، عمل طائش ... وذلك لأننا كنا في سن من السهل أن تقع فيها الفتاة في المخاطر، إن لم تكن متسلحة بالوازع الديني، والتربية الصحيحة، والمتابعة اللصيقة من الأم، ومن كل المسئولين عنها .. فقد كنا نقوم أنا وصديقاتي بإجراء مكالمات تلفونية هاتفية ليلا...بعد أن نتأكد من أن كل أهل المنزل قد خلدوا إلى النوم ... فتأخذ الواحدة منا الهاتف إلى غرفتها ونقوم بمغامرات، نسميها "مغامرة منتصف الليل" وكنا تلتقي في مغامرتنا هذه عبر التلفون، بشباب أو شياب من هواة إضاعة الوقت والتسلية، فنتعرف بهم ونعطيهم أسماء وهمية، وتدور الأحاديث بيننا حول الكثير من الموضوعات، مع الميل إلى الكذب الذي كنا نستعذبه، خصوصا حينما نحس أن من يحادثنا بدأ في تصديق كل ما نقوله ...
وكنا حينما نلتقي أنا وصديقاتي، تقص كل واحدة منا، ما جرى في مغامرتها، استمرت مغامرتنا التي حددنا لها ليلة الخميس من كل أسبوع...فلا تسلية لنا ولا أحاديث سوى عن تلك المغامرات، وعن المواقف المضحكة التي نضع فيها الشباب والشياب الذين نحادثهم وأحيانا كنا نحدد مع أحدهم مكانا مثل أحد الأسواق لنلتقيه فيه، ونلتقي لنتسوق أنا وصديقاتي، ولنرى من بعيد، من ينتظر مجيىء من ضربت له موعداً...مصلوبا...نمر بجواره دون أن يعلم ونضحك لمنظره، وهكذا ... إلى أن جاء ذاك اليوم ... في ليلة خميس لا لون لها ... وكالمعتاد ... أدرت أزرار الهاتف ... ليأتي صوت هز كياني ... وككل مغامرة تعرفت عليه ... وطالت محادثتنا ... فلم أتبين الوقت ولم أشعر بالمكان، وجدت أنه يأخذني إليه بكلماته ... أحسست لصوته قوة وسطوة وتأثير لم أعهده من قبل... وختمت مغامراتي على وعد مني بمكالمة أخرى قريبا ... وعلى غير عادتي في مغامراتي السابقة لم أحدث صديقاتي عنه ... واكتفيت بالاستماع إلى مغامراتهن ، وتحججت بأن أهلي سهروا إلى وقت متأخراً وقد غلبني النعاس ، فنمت ... وهكذا ... ولم أنتظر إلى يوم الخميس ... كانت تتملكني الرغبة في محادثته ، وفي المساء حملت الهاتف إلى غرفتي خلسة، ... وأدرت الرقم ....! وجاءني صوته ... لتصبح بعدها مغامراتي معه يوميا،
صرنا نتحادث لساعات كان يسمعني أحلى الكلام فأحس بأنني ألامس النجوم ....! استمرت مغامراتي ما يقارب الثلاثة أشهر، دون أن يعلم بها أحد حتى صديقاتي، ولم أكتف بالمكالمات الليلية ، إبتعت ( جوالا ) وأصبحت أحادثه طوال اليوم ... وزاد تعلقي به ، إلى أن فاجأني يوما بأنه يريد التعرف إلى أهلي ، لأنه يريد أن تصبح علاقتنا رسمية ، فصارحت والدتي ، التي لم تعارض ، وهنأتني ومهدت للموضوع لدى والدي وإخواني ، الذين وافقوا على مقابلته حينما أخبرتهم أمي ، أنه قريب إحدى صديقاتي ، التي رشحتني له ، وجاء والتقى بوالدي ، الذي أول ما لاحظ هو فارق السن ولا حظت عدم رضاه عن فكرة زواجي ، متعللا بصغر سني ، وأنه يرى ضرورة إكمالي لتعليمي، وعدم تورطي بزيجة قد تهدد مستقبلي ، أو تدخلني في مشاكل لا قبل لي بها ...! ولكن أمام إصراري ، ووقوف أمي إلى جواري ، وافق أبي على مضض،... وهكذا تم كل شيء في عجل ...كنت كالمنومة ، أحثهم على الإسراع في كل شيء ، ولكن لم أكن أدري أنني أتعجل المصير العجيب الذي ينتظرني ... كان زواجي ولا في الأحلام ...! بيت وكأنه الجنة ، شهر عسل شمل سبع دول ... أسكرتني الفرحة ولم أعزم صديقاتي ... فقد تم كل شيء بسرعة عجيبة ومرت الأيام...
وذات يوم دق جرس الباب .. كان زوجي في الدوام ... جاءتني الشغالة قائلة ( مدام فيه حرمة تبغاك ) فقلت أدخليها ... فقالت هي دخلت وتنتظر بالصالون ... وحيث بها كانت امرأة في الثلاثين متوسطة الجمال ... أنيقة في غير إسراف ...، تصطحب طفلتين جميلتين ، لم تتوقف عن مطالعاتي ، ولم يرف لها جفن ، كنت أحس بنظراتها كالسياط ،... استغربت نظراتها وصمتها الذي قطعته الشغالة التي جاءت تحمل العصير ، فقلت : تفضلي ، ولكنها أبعدت الكوب قائلة أنا ما جاية أتضايف! شكرا !.. ثم أنا لا أشرب في بيت ضرتي،...! ثم أردفت آسفة نسيت أعرفك على نفسي، أنا مرت رجالك، والطفلتان هول بناتنا ... أي أنا وزوجك...! وأرجو أن لا أكون قد صدمتك بهذه الحقيقة ، قالت عباراتها الأخيرة بعد أن لا حظت الدهشة التي بدت على وجهي الذي اكتسى بكل الألوان ، ثم تابعت ... تأكدي يا حبيبتي ، إنه راح يتزوج عليك ، فمن يتزوج على أم عياله في السر ، راح يسويها مرة ومرتين بعد...!
صدمتني المفاجأة وشلت لساني ، فلم أتفوه بكلمة ، ورأيتها تسحب بناتها خلفها ... وقبل أن تصل الباب إلتفتت إلي قائلة: مبروك يا عروس .. راجلي ... مرت ساعات اليوم علي كالدهر ، لم أنطق ولم أفارق مكاني الذي تركتني فيه تلك المرأة ، إلى أن دخل علي زوجي يحمل مسبحة لا تفارق يده ، حياني ، فرددت التحية بفتور لفت انتباهه ، سألني عما بي ، فأخبرته عن تلك المرأة ... لم يندهش ولم يتفاجأ .. وضحك في اضطراب قائلا : جاءت الساعة المنتظرة !... زاد استغرابي ، فلم ينكر ، بل أكد لي فعلا أنه متزوج ، ثم قال : وما العيب في كوني متزوج أنا لم ولم أقصر في حقك ، وكل واحدة سوف أقوم بواجبها
ولن تشعر إحداكن بوجود الأخرى ، أنا لك حينما أكون معك... بهت ، وسكت .. فلم أدري ماذا أقول ! ... وسارعت إلى أمي التي حاولت تهدئتي كما ذكرتني بتسرعي وإصراري على الارتباط به ، وقامت بتلقيني ، ألف باء الاستحواذ على قلب الزوج وكيفية إمكانية أن أنسيه زوجته الأخرى قائلة لي : ( إن اتبعتي كلامي ونفذتيه ، راح ينسى حتى أمه ، مو بناته وزوجته وبس ))
وأسقط في يدي ... فرضخت واستسلمت لواقعي ...بوجود زوجة أخرى وبنات ، وبيت ثاني يتقاسمه معي ، فقد أصبح كل شيء في العلن الآن ، لا يمكنني أن أتذمر ، فالبنات في حاجاته وعلي أن أرضى بيومين في الأسبوع ، ... فأصبت بالملل من الجلوس لوحدي ، كما مللت ذهابي المستمر إلى بيت أهلي ، وكثرت مشاغل زوجي فجأة ... وين لا أراه إلا مرة في الأسبوع أحيانا ! وبينما أنا على هذه الحال ... رن جرس الهاتف مبددا بسكوت المكان ، رفعت السماعة .. كانت المتحدثة فتاة ، سألتني عن زوجي ، فقلت غير موجود ، فسألتني عن رقم جواله ... فأحسست أنها تريد المعاكسة فأقفلت ( التلفون )، كررت الاتصال مرات ومرات فقمت بفصل سلك ( التلفون )
،... ليدق جوالي .... وإذا بها هي ... الصوت نفسه ، فقلت والغيظ يكاد يقتلني من أنت وماذا تريدين ؟ فقالت حابة أتعرف!... فقلت يبدو أنك فارغة ولا هم لك سوى معاكسة الناس ، فقالت : شوفو مين اللي تتحدث عن معاكسة الناس ، سقى الله أيامك الخوالي ، بدا لي الصوت مو غريب فقلت صوتك مو غريب علي ... فقالت ما علينا المهم وين زوجك ؟ قصدي زوجنا...!... خرمت كلمتها الأخيرة أذني ، وكاد الجوال يسقط من يدي ... وأحسست بفمي يرتعش وأنا أصرخ فيها بتساؤل .... زوجنا ؟ !! ماذا تقصدين ؟ فقالت : طبعا ما راح تصدقين ، لذلك إن أردتي معرفة الحقيقة ، تعالي إلى هذا العنوان .. وضعت السماعة وأنا غير مصدقة ، وجلست أفكر لساعات ، ووجدت أن ذلك غير بعيد على زوجي ، وقررت أن أصل إلى نهاية ، خصوصا وأن زوجي متغيب علي منذ ثلاثة أيام...!
فتحمست واتصلت بأخي وأخبرته بما حدث، فقال لي : إن أردتي رأيي ، فلا تذهبي ، فمثل زوجك يستبعد عنه الزواج ، ولكن إن كنت مصرة ، فسأذهب معك ، ... وذهبنا إلى العنوان قرعت الجرس وكل أوصالي ترتعد ، لحظات وفتح الباب.. و.. لدهشتي ... كانت صديقتي ... إحدى رفيقات المغامرات الليلية.... مغامرات الهاتف ... إنها ليلى ..نعم ليلى وبملابس النوم ، تبدو عروس في أبها حلتها .. كنت أنظر إليها بذهول ، فأخرجتني من ذهولي حينما قالت : أهلا مدام زوجي الثانية .. وأردفت أنت الثانية وأنا الثالثة، ثم ضحكت قائلة : لا تستغربي.. فأنا صدمتي لم تكن أقل من صدمتك حينما عرفت الحقيقة ، وقادتني عبر رواق في آخر غرفة ، كنت أجر أقدامي في تثاقل ... تقدمتني وفتحت باب الغرفة ، ولكن فاجأتني ، كان زوجي مستلقيا يتوسط سرير النوم ، ينتظرها... اندهش لمرآي وبهت ثم هب كالملسوع ... وقالت ليلى ضاحكة : أعرفك على زوجنا ...!
ولم أسمع بقية ما قالت .. وصحوت والكل متحلق حولي ، أمي وأبي وأخواني ... وزوجي... حاولت الكلام فأسكتتني أمي قائلة : بعدين .. فأنتي محتاجة للراحة .. إنتي حامل ... الجنين في خطر سقوطك في بيت ... ولم تكمل ، خوفا من أن تزيد ألمي لو أكملت عبارتك ((بيت ضرتك )) ...!
بعد شهور ولدت ابني ، لم أستطع مسامحة زوجي لخداعه لي ، لم أحتمل خداعه مرتين، وكان قد أكد لي أن زواجه من ابنة عمه غصبا عنه وبحكم التقاليد ، وأنه لم يعرف معها الحب الذي وجده معي ، ولكن ما عذره ليتزوج للمرة الثالثة ...! ، وهكذا حصلت على الطلاق وعلمت أنه قد طلق زوجته الجديدة ، وربما يكون طلق أخريات ،قصدت أن أدون قصتي هذه لتكون عبرة للفتيات ولمن يتبعن صديقات السوء ويجرين وراء اللهو ، ويسئن استعمال بعض الحرية التي يعطيها لهن الأهل ... فشراك الذئاب أمثال زوجي منصوبة لأمثالهن ، فتجر الواحدة لنفسها مأساة وتلصق بها كلمة مطلقة ، فأنا لم أبلغ العشرين ، وبعضهم يطلق علي اسم أم عبد المحسن المطلقة ...
في قصص الطلاق الشائعة ... لا بد لأحد الطرفين أن يكون وراء وقوع الطلاق ... ولكن من النادر أن يكون للزوجين معا اليد في وقوعه ..! وهذا ما ستجدونه في سياق قصة طلاقي ... التي كان سببها طيشي ومتابعتي لصديقات السوء ، مما أوقعتني في براثن زوج خداع ومزواج !!
فأحيانا يكون لطيش الفتاة، السبب الأكيد في ضياعها أو جرها إلى طريق تكون نهايته الضياع كما حصل معي ...فأنا مقتنعة بأن ما أوصلني إلى ما أنا فيه كان نتيجة مالم نراه أنا وصديقاتي ، عمل طائش ... وذلك لأننا كنا في سن من السهل أن تقع فيها الفتاة في المخاطر، إن لم تكن متسلحة بالوازع الديني، والتربية الصحيحة، والمتابعة اللصيقة من الأم، ومن كل المسئولين عنها .. فقد كنا نقوم أنا وصديقاتي بإجراء مكالمات تلفونية هاتفية ليلا...بعد أن نتأكد من أن كل أهل المنزل قد خلدوا إلى النوم ... فتأخذ الواحدة منا الهاتف إلى غرفتها ونقوم بمغامرات، نسميها "مغامرة منتصف الليل" وكنا تلتقي في مغامرتنا هذه عبر التلفون، بشباب أو شياب من هواة إضاعة الوقت والتسلية، فنتعرف بهم ونعطيهم أسماء وهمية، وتدور الأحاديث بيننا حول الكثير من الموضوعات، مع الميل إلى الكذب الذي كنا نستعذبه، خصوصا حينما نحس أن من يحادثنا بدأ في تصديق كل ما نقوله ...
وكنا حينما نلتقي أنا وصديقاتي، تقص كل واحدة منا، ما جرى في مغامرتها، استمرت مغامرتنا التي حددنا لها ليلة الخميس من كل أسبوع...فلا تسلية لنا ولا أحاديث سوى عن تلك المغامرات، وعن المواقف المضحكة التي نضع فيها الشباب والشياب الذين نحادثهم وأحيانا كنا نحدد مع أحدهم مكانا مثل أحد الأسواق لنلتقيه فيه، ونلتقي لنتسوق أنا وصديقاتي، ولنرى من بعيد، من ينتظر مجيىء من ضربت له موعداً...مصلوبا...نمر بجواره دون أن يعلم ونضحك لمنظره، وهكذا ... إلى أن جاء ذاك اليوم ... في ليلة خميس لا لون لها ... وكالمعتاد ... أدرت أزرار الهاتف ... ليأتي صوت هز كياني ... وككل مغامرة تعرفت عليه ... وطالت محادثتنا ... فلم أتبين الوقت ولم أشعر بالمكان، وجدت أنه يأخذني إليه بكلماته ... أحسست لصوته قوة وسطوة وتأثير لم أعهده من قبل... وختمت مغامراتي على وعد مني بمكالمة أخرى قريبا ... وعلى غير عادتي في مغامراتي السابقة لم أحدث صديقاتي عنه ... واكتفيت بالاستماع إلى مغامراتهن ، وتحججت بأن أهلي سهروا إلى وقت متأخراً وقد غلبني النعاس ، فنمت ... وهكذا ... ولم أنتظر إلى يوم الخميس ... كانت تتملكني الرغبة في محادثته ، وفي المساء حملت الهاتف إلى غرفتي خلسة، ... وأدرت الرقم ....! وجاءني صوته ... لتصبح بعدها مغامراتي معه يوميا،
صرنا نتحادث لساعات كان يسمعني أحلى الكلام فأحس بأنني ألامس النجوم ....! استمرت مغامراتي ما يقارب الثلاثة أشهر، دون أن يعلم بها أحد حتى صديقاتي، ولم أكتف بالمكالمات الليلية ، إبتعت ( جوالا ) وأصبحت أحادثه طوال اليوم ... وزاد تعلقي به ، إلى أن فاجأني يوما بأنه يريد التعرف إلى أهلي ، لأنه يريد أن تصبح علاقتنا رسمية ، فصارحت والدتي ، التي لم تعارض ، وهنأتني ومهدت للموضوع لدى والدي وإخواني ، الذين وافقوا على مقابلته حينما أخبرتهم أمي ، أنه قريب إحدى صديقاتي ، التي رشحتني له ، وجاء والتقى بوالدي ، الذي أول ما لاحظ هو فارق السن ولا حظت عدم رضاه عن فكرة زواجي ، متعللا بصغر سني ، وأنه يرى ضرورة إكمالي لتعليمي، وعدم تورطي بزيجة قد تهدد مستقبلي ، أو تدخلني في مشاكل لا قبل لي بها ...! ولكن أمام إصراري ، ووقوف أمي إلى جواري ، وافق أبي على مضض،... وهكذا تم كل شيء في عجل ...كنت كالمنومة ، أحثهم على الإسراع في كل شيء ، ولكن لم أكن أدري أنني أتعجل المصير العجيب الذي ينتظرني ... كان زواجي ولا في الأحلام ...! بيت وكأنه الجنة ، شهر عسل شمل سبع دول ... أسكرتني الفرحة ولم أعزم صديقاتي ... فقد تم كل شيء بسرعة عجيبة ومرت الأيام...
وذات يوم دق جرس الباب .. كان زوجي في الدوام ... جاءتني الشغالة قائلة ( مدام فيه حرمة تبغاك ) فقلت أدخليها ... فقالت هي دخلت وتنتظر بالصالون ... وحيث بها كانت امرأة في الثلاثين متوسطة الجمال ... أنيقة في غير إسراف ...، تصطحب طفلتين جميلتين ، لم تتوقف عن مطالعاتي ، ولم يرف لها جفن ، كنت أحس بنظراتها كالسياط ،... استغربت نظراتها وصمتها الذي قطعته الشغالة التي جاءت تحمل العصير ، فقلت : تفضلي ، ولكنها أبعدت الكوب قائلة أنا ما جاية أتضايف! شكرا !.. ثم أنا لا أشرب في بيت ضرتي،...! ثم أردفت آسفة نسيت أعرفك على نفسي، أنا مرت رجالك، والطفلتان هول بناتنا ... أي أنا وزوجك...! وأرجو أن لا أكون قد صدمتك بهذه الحقيقة ، قالت عباراتها الأخيرة بعد أن لا حظت الدهشة التي بدت على وجهي الذي اكتسى بكل الألوان ، ثم تابعت ... تأكدي يا حبيبتي ، إنه راح يتزوج عليك ، فمن يتزوج على أم عياله في السر ، راح يسويها مرة ومرتين بعد...!
صدمتني المفاجأة وشلت لساني ، فلم أتفوه بكلمة ، ورأيتها تسحب بناتها خلفها ... وقبل أن تصل الباب إلتفتت إلي قائلة: مبروك يا عروس .. راجلي ... مرت ساعات اليوم علي كالدهر ، لم أنطق ولم أفارق مكاني الذي تركتني فيه تلك المرأة ، إلى أن دخل علي زوجي يحمل مسبحة لا تفارق يده ، حياني ، فرددت التحية بفتور لفت انتباهه ، سألني عما بي ، فأخبرته عن تلك المرأة ... لم يندهش ولم يتفاجأ .. وضحك في اضطراب قائلا : جاءت الساعة المنتظرة !... زاد استغرابي ، فلم ينكر ، بل أكد لي فعلا أنه متزوج ، ثم قال : وما العيب في كوني متزوج أنا لم ولم أقصر في حقك ، وكل واحدة سوف أقوم بواجبها
ولن تشعر إحداكن بوجود الأخرى ، أنا لك حينما أكون معك... بهت ، وسكت .. فلم أدري ماذا أقول ! ... وسارعت إلى أمي التي حاولت تهدئتي كما ذكرتني بتسرعي وإصراري على الارتباط به ، وقامت بتلقيني ، ألف باء الاستحواذ على قلب الزوج وكيفية إمكانية أن أنسيه زوجته الأخرى قائلة لي : ( إن اتبعتي كلامي ونفذتيه ، راح ينسى حتى أمه ، مو بناته وزوجته وبس ))
وأسقط في يدي ... فرضخت واستسلمت لواقعي ...بوجود زوجة أخرى وبنات ، وبيت ثاني يتقاسمه معي ، فقد أصبح كل شيء في العلن الآن ، لا يمكنني أن أتذمر ، فالبنات في حاجاته وعلي أن أرضى بيومين في الأسبوع ، ... فأصبت بالملل من الجلوس لوحدي ، كما مللت ذهابي المستمر إلى بيت أهلي ، وكثرت مشاغل زوجي فجأة ... وين لا أراه إلا مرة في الأسبوع أحيانا ! وبينما أنا على هذه الحال ... رن جرس الهاتف مبددا بسكوت المكان ، رفعت السماعة .. كانت المتحدثة فتاة ، سألتني عن زوجي ، فقلت غير موجود ، فسألتني عن رقم جواله ... فأحسست أنها تريد المعاكسة فأقفلت ( التلفون )، كررت الاتصال مرات ومرات فقمت بفصل سلك ( التلفون )
،... ليدق جوالي .... وإذا بها هي ... الصوت نفسه ، فقلت والغيظ يكاد يقتلني من أنت وماذا تريدين ؟ فقالت حابة أتعرف!... فقلت يبدو أنك فارغة ولا هم لك سوى معاكسة الناس ، فقالت : شوفو مين اللي تتحدث عن معاكسة الناس ، سقى الله أيامك الخوالي ، بدا لي الصوت مو غريب فقلت صوتك مو غريب علي ... فقالت ما علينا المهم وين زوجك ؟ قصدي زوجنا...!... خرمت كلمتها الأخيرة أذني ، وكاد الجوال يسقط من يدي ... وأحسست بفمي يرتعش وأنا أصرخ فيها بتساؤل .... زوجنا ؟ !! ماذا تقصدين ؟ فقالت : طبعا ما راح تصدقين ، لذلك إن أردتي معرفة الحقيقة ، تعالي إلى هذا العنوان .. وضعت السماعة وأنا غير مصدقة ، وجلست أفكر لساعات ، ووجدت أن ذلك غير بعيد على زوجي ، وقررت أن أصل إلى نهاية ، خصوصا وأن زوجي متغيب علي منذ ثلاثة أيام...!
فتحمست واتصلت بأخي وأخبرته بما حدث، فقال لي : إن أردتي رأيي ، فلا تذهبي ، فمثل زوجك يستبعد عنه الزواج ، ولكن إن كنت مصرة ، فسأذهب معك ، ... وذهبنا إلى العنوان قرعت الجرس وكل أوصالي ترتعد ، لحظات وفتح الباب.. و.. لدهشتي ... كانت صديقتي ... إحدى رفيقات المغامرات الليلية.... مغامرات الهاتف ... إنها ليلى ..نعم ليلى وبملابس النوم ، تبدو عروس في أبها حلتها .. كنت أنظر إليها بذهول ، فأخرجتني من ذهولي حينما قالت : أهلا مدام زوجي الثانية .. وأردفت أنت الثانية وأنا الثالثة، ثم ضحكت قائلة : لا تستغربي.. فأنا صدمتي لم تكن أقل من صدمتك حينما عرفت الحقيقة ، وقادتني عبر رواق في آخر غرفة ، كنت أجر أقدامي في تثاقل ... تقدمتني وفتحت باب الغرفة ، ولكن فاجأتني ، كان زوجي مستلقيا يتوسط سرير النوم ، ينتظرها... اندهش لمرآي وبهت ثم هب كالملسوع ... وقالت ليلى ضاحكة : أعرفك على زوجنا ...!
ولم أسمع بقية ما قالت .. وصحوت والكل متحلق حولي ، أمي وأبي وأخواني ... وزوجي... حاولت الكلام فأسكتتني أمي قائلة : بعدين .. فأنتي محتاجة للراحة .. إنتي حامل ... الجنين في خطر سقوطك في بيت ... ولم تكمل ، خوفا من أن تزيد ألمي لو أكملت عبارتك ((بيت ضرتك )) ...!
بعد شهور ولدت ابني ، لم أستطع مسامحة زوجي لخداعه لي ، لم أحتمل خداعه مرتين، وكان قد أكد لي أن زواجه من ابنة عمه غصبا عنه وبحكم التقاليد ، وأنه لم يعرف معها الحب الذي وجده معي ، ولكن ما عذره ليتزوج للمرة الثالثة ...! ، وهكذا حصلت على الطلاق وعلمت أنه قد طلق زوجته الجديدة ، وربما يكون طلق أخريات ،قصدت أن أدون قصتي هذه لتكون عبرة للفتيات ولمن يتبعن صديقات السوء ويجرين وراء اللهو ، ويسئن استعمال بعض الحرية التي يعطيها لهن الأهل ... فشراك الذئاب أمثال زوجي منصوبة لأمثالهن ، فتجر الواحدة لنفسها مأساة وتلصق بها كلمة مطلقة ، فأنا لم أبلغ العشرين ، وبعضهم يطلق علي اسم أم عبد المحسن المطلقة ...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى