رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
(( قيــل وقـــال )) الحلف واللغو
رش أبو عادل الماء أمام بيته، وجلس على كرسي كعادته يستنشق الهواء المشبع بالرطوبة.. وإذ بأبي عزيز يطل من أول الحارة، وأبو عزيز رجل مسن بدين، مشهور عند أهل الحي بقلة سمعه.. استقبله صاحبه أبو عادل:
أهلا... أهلا أبا عزيز،. أقسمت عليك بالله أن تجلس. والله العظيم أنا ذاهب لأبتاع بعض الحاجات للبيت. علي الطلاق: ستشرب معي كأساً من الشاي النادر. نادر؟؟ والله ما شاهدته منذ مدة طويلة.. السلام عليكم. استحلفك بالله أن تقعد.. بصحتي بعافيتي لا تنسى طعمه اللذيذ. وعزيز؟؟ لقد زارني ابني منذ أيام.. من أجل خاطري.. أقسمت عليك بالرسول أن تجلس. لا حول ولا قوة إلا بالله.. بشرفي إني مشغول يا أبا عادل. يا عادل " ابريقا من الشاي الخمير.. بسرعة.. رفع المؤذن صوته لصلاة العصر.. أسرع أبو عادل للمسجد وصلى صلاة السنة.. وريثما تقام الصلاة أسند ظهره للمنبر بجانب أبي راشد ودار بينهما الحديث التالي: سمعت أنك تنوي بيع السيارة يا أبا را شد؟ أي والله، أحلف بالقرآن الكريم أني دفعت لتصليحها أكثر من ثمنها. إن نوعها رديء.. بأولادي بعيوني: اشتر قاطرة أفضل لك. والله العظيم.. وحياة الرسول ما كان لي رغبة بشرائها قط، على كل لا أنصح بابتياع القاطرة. يا سيدي ربح القاطرة مضمون أكثر من.. - لا.. لا.. جربها الكثيرون.. ولم يشكروها. ! وما زالا يتجادلان: ممتازة. غير جيدة.. مربحة.. لا غير مربحة.. حتى دخل رجل المسجد وهو يصيح يا مؤمنون ... يا مسلمون.. فقدت ساعة يد.. هل عثر أحد؟ قال إمام المسجد وهو عالم متفقه: لا ردها الله عليك. ثم التفت الإمام إلى المصلين وقال: هكذا أمرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول لمن يبحث عن ضالته في المسجد، إن بيت الله للعبادة والعلم والذكر. وبعد انتهاء الصلاة.. خرج أبو راشد من حرم المسجد لينتعل حذاءه، ولم يكد يدخل قدمه في حذائه حتى طفح منه الماء إنها لعبة من أبي عادل الذي كان يسير خلفه ويضحك ملء شدقيه وبصوت عال. غضب إمام المسجد وظهر ذلك على وجهه وأسرها حتى الغد. فغداً خطبة الجمعة.. فماذا قال الخطيب يا ترى؟ "... ولذا فإن الحلف بغير الله لا يجوز أبداً كالحلف بالصحة وبالشوارب والأولاد والأولياء.. أردد على مسامعكم حديث رسول الله: "فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليسكت ".. لم يكد الخطيب يجلس بين الخطبتين إلا ومال أبو راشد نحو أبي عادل وسأله: بكم اشتريت الزيت البارحة؟ لم أتفق مع البائع. لكن قل لي ما وزع جاركم في الفرح ليلة أمس؟ وقف الخطيب.. وأتم كلامه. إن الكلام اللغو في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب هذا إن كان لغواً فكيف إن كان غيبة أو نميمة؟! أيها المؤمنون: انتبهوا إلى مراعاة آداب المسجد وحرمته، وأذكركم مرة ثانية بالأيمان: لا تحلف.. وإن كنت حالفاً فبالله. بعد انتهاء الخطبة وقف أبو عادل في صحن المسجد وقال لصحبه: (والله.. أقسم بالله.. أقسم بالله العظيم لا أحلف بعد يومي هذا). ثم خطر بباله أن يتحرى عن الماء في حذائه - خشية أن يثأر أبو راشد لمقلب الأمس - لكن المفاجأة أن أبا عادل لم يعثر على حذائه قط .
حصائد الألسن تأليف محمد موفق سليمة – محي الدين سليمة – د. محمد سالم سليمة
رش أبو عادل الماء أمام بيته، وجلس على كرسي كعادته يستنشق الهواء المشبع بالرطوبة.. وإذ بأبي عزيز يطل من أول الحارة، وأبو عزيز رجل مسن بدين، مشهور عند أهل الحي بقلة سمعه.. استقبله صاحبه أبو عادل:
أهلا... أهلا أبا عزيز،. أقسمت عليك بالله أن تجلس. والله العظيم أنا ذاهب لأبتاع بعض الحاجات للبيت. علي الطلاق: ستشرب معي كأساً من الشاي النادر. نادر؟؟ والله ما شاهدته منذ مدة طويلة.. السلام عليكم. استحلفك بالله أن تقعد.. بصحتي بعافيتي لا تنسى طعمه اللذيذ. وعزيز؟؟ لقد زارني ابني منذ أيام.. من أجل خاطري.. أقسمت عليك بالرسول أن تجلس. لا حول ولا قوة إلا بالله.. بشرفي إني مشغول يا أبا عادل. يا عادل " ابريقا من الشاي الخمير.. بسرعة.. رفع المؤذن صوته لصلاة العصر.. أسرع أبو عادل للمسجد وصلى صلاة السنة.. وريثما تقام الصلاة أسند ظهره للمنبر بجانب أبي راشد ودار بينهما الحديث التالي: سمعت أنك تنوي بيع السيارة يا أبا را شد؟ أي والله، أحلف بالقرآن الكريم أني دفعت لتصليحها أكثر من ثمنها. إن نوعها رديء.. بأولادي بعيوني: اشتر قاطرة أفضل لك. والله العظيم.. وحياة الرسول ما كان لي رغبة بشرائها قط، على كل لا أنصح بابتياع القاطرة. يا سيدي ربح القاطرة مضمون أكثر من.. - لا.. لا.. جربها الكثيرون.. ولم يشكروها. ! وما زالا يتجادلان: ممتازة. غير جيدة.. مربحة.. لا غير مربحة.. حتى دخل رجل المسجد وهو يصيح يا مؤمنون ... يا مسلمون.. فقدت ساعة يد.. هل عثر أحد؟ قال إمام المسجد وهو عالم متفقه: لا ردها الله عليك. ثم التفت الإمام إلى المصلين وقال: هكذا أمرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول لمن يبحث عن ضالته في المسجد، إن بيت الله للعبادة والعلم والذكر. وبعد انتهاء الصلاة.. خرج أبو راشد من حرم المسجد لينتعل حذاءه، ولم يكد يدخل قدمه في حذائه حتى طفح منه الماء إنها لعبة من أبي عادل الذي كان يسير خلفه ويضحك ملء شدقيه وبصوت عال. غضب إمام المسجد وظهر ذلك على وجهه وأسرها حتى الغد. فغداً خطبة الجمعة.. فماذا قال الخطيب يا ترى؟ "... ولذا فإن الحلف بغير الله لا يجوز أبداً كالحلف بالصحة وبالشوارب والأولاد والأولياء.. أردد على مسامعكم حديث رسول الله: "فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليسكت ".. لم يكد الخطيب يجلس بين الخطبتين إلا ومال أبو راشد نحو أبي عادل وسأله: بكم اشتريت الزيت البارحة؟ لم أتفق مع البائع. لكن قل لي ما وزع جاركم في الفرح ليلة أمس؟ وقف الخطيب.. وأتم كلامه. إن الكلام اللغو في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب هذا إن كان لغواً فكيف إن كان غيبة أو نميمة؟! أيها المؤمنون: انتبهوا إلى مراعاة آداب المسجد وحرمته، وأذكركم مرة ثانية بالأيمان: لا تحلف.. وإن كنت حالفاً فبالله. بعد انتهاء الخطبة وقف أبو عادل في صحن المسجد وقال لصحبه: (والله.. أقسم بالله.. أقسم بالله العظيم لا أحلف بعد يومي هذا). ثم خطر بباله أن يتحرى عن الماء في حذائه - خشية أن يثأر أبو راشد لمقلب الأمس - لكن المفاجأة أن أبا عادل لم يعثر على حذائه قط .
حصائد الألسن تأليف محمد موفق سليمة – محي الدين سليمة – د. محمد سالم سليمة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى