عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ )
أحمد بن حسن المعلم
23 / 11 / 1432هـ
الموافق21/10/2011م
مسجد خالد بن الوليد
- خطبة الحاجة:
- الوصية بالتقوى:
يقول الله تبارك وتعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ).
هذه الآية أصل من أصول الحج وفيها فوائد عديدة، وتحتوي على أحكام وآداب متعلقة بالحج من جهات مختلفة.
وحسبنا أن نلقي الضوء على بعضٍ مما يهم الحجاج في ظروفهم الحاضرة، نسأل الله أن يحفظهم في حلهم وترحالهم، وأن يتقبل منهم، وأن يرزقهم السير على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أداء حجهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه في كل موطن: " خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا " وهو خطاب لنا جميعاً أن نتعلم مناسك حجنا قبل أن نذهب إليه؛ حتى لا نتعبد الله بجهل ونخرج من عبادتنا بدون فائدة.
أيها الإخوة الكرام:
قول الله تعال:ى ( فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ )
هذا توجيه كريم من رب العالمين سبحانه وتعالى يؤكد على أن الحاج يجب عليه أن يمتنع ويبتعد ويكف عن هذه الأمور:
أما الرفث فهو في الأصل الجماع أو مقدماته وما يؤدي إليه، ويدخل في ذلك كل ما يتعلق بالجماع؛ لأنه مفسد من مفسدات الحج، ومقدماته محرمة على الحاج مادام في إحرامه، فلا يجوز له أن يباشر امرأته ولا أن يكلمها الكلام المتعلق بالجماع وهما متلبسين بالإحرام، كما أن النظر إلى الزوجة بشهوة من الرفث فمن باب أولى النظر إلى النساء الأجنبيات من أجل الاستمتاع بمناظرهن في تلك الأماكن المهيبة، فإن ذلك شر عظيم ينقص أجر الحج ويمرض القلوب ويصرفها عن الانتفاع بنفحات الله وهباته التي ينزلها على الحجاج.
وأما الفسوق فالمقصود منه المعاصي، فلا يجوز للحاج أن يمارس أي نوع من أنواع المعصية، لا في الحج ولا في غيره لكنه في الحج آكد عليه.
وكذلك الجدال والمراء والاختلاف والإنسان محرم كل ذلك مما نهى الله عنه.
وفي قوله ( وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ ) حث للحاج على كثرة أعمال الخير، فمادام أن الذي تعمله إن كان ظاهراً أو كان باطناً إن أظهرته وإن أخفيته فالله يعلمه، فأكثِرْ من هذه الأعمال ليكتبها رب العالمين ويحصيها لك ويوفيك إياها يوم تلقاه، كما أن في هذا الآية إشارة إلى أمر مهم وهو أن الإنسان لا يريد بعمله إلا وجه الله، فإذا كان في القلب نظر إلى الخلق وتطلع إلى ثناء الناس ومدحهم وإلى أن يقولوا فلان حاج أو حج كذا وكذا مرة فإن الله يعلم ذلك والله َتَعَالَى يقول: " أنا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عن الشِّرْكِ من عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فيه مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ " رواه مسلم.
وقوله تعالى: (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) هذا أمر للمسلم الذي ينوي الحج، أن يتزود - أي يكون معه الزاد والمصاريف التي تكفيه في حال ذهابه وفي حال إقامته هناك وفي حال عودته- فإذا كان لا يملك ذلك فليس عليه حج لأن الله قال: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) فعليه أن يبحث عن المال الطيب والكسب الطيب، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً فلا يقبل الله حج المرتشين ولا حج السرق ولا حج الناهبين أو المتاجرين بالمحرمات، ونحذر من أن نجعل الحج وسيلة لسؤال الناس والتذلل لهم وإراقة ماء الوجه عندهم، فلابد من التزود، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: هذه الآية نزلت في قوم من أهل اليمن كانوا يخرجون إلى الحج بغير زاد، فإذا قيل لهم ألا تتزودون قالوا نحن المتوكلون ثم يسألون الناس في المناسك؛ فأنزل الله هذه الآية ( رواه البخاري)، فهؤلاء ليسوا متوكلين هؤلاء متأكِّلون يشوهون صورتهم ويسقطون سمعتهم.
ويشترط للمرأة أن يكون لها محرم، فإن لم يكن لها محرم فإنها غير مستطيعة؛ لأن كثيراً من النساء لديهن الحرص والشوق والعاطفة الجياشة للوقوف في تلك المواقف لكنها غير موفِّرة لشروط الاستطاعة، فلا يجب عليها، واليوم بحمد الله هي تشاهد الناس وتشاهد الحج والمشاعر فيكون شعارها كما قال الشاعر الأول:
يا راحلين إلى البيت الحـــرام لقـد ســــرتم جسوماً و سرنا نحن أرواحا
إنا أقمنـا على عـذر وعـن قــدر ومن أقام علـى عذر فقــد راحــا
وهناك أمر مهم وهو أمر الإحرام، والإحرام هو الدخول في النسك، فنية الدخول في النسك هي الإحرام أما الثياب التي يلبسها المحرم فهي اسمها ثياب الإحرام وليست هي الإحرام بذاته؛ فلذلك لو لبسها الإنسان في بيته لم يكن محرماً ما لم ينوي الدخول في النسك، فمتى ما نوى الدخول في النسك فقد أحرم.
مِن متى نبدأ ؟ نبدأ من حين وصول الميقات أو من محاذاته، فالذين يمشون بالبر سينزلهم السائق في الإحرام، فإذا وصلوا هناك فذاك هو الميقات وعليهم أن يحرموا منه، وأما الذي يأتي بالطائرة إذا حاذى الميقات أحرم ويأتي بسنن الإحرام يغتسل ويأخذ الزوائد من شعره الذي حُث على أخذه كشعر الشارب والإبطين والعانة وتقصير الأظفار ويتطيب في جسده وليس في ثيابه ثم بعد ذلك إذا توضأ يصلي سنة الوضوء، وإن كان في وقت فرض صلى الفرض، وإن دخل المسجد يصلي سنة تحية المسجد، ثم يحرم بعدها بأحد الأنساك الثلاثة: إما الإفراد، أو التمتع، أو القران، ثم يسير ويلازم التلبية وذكر الله.
وهنا أمر يسأل عنه كثير من الناس وهو بالنسبة للذين يذهبون مباشرة إلى المدينة، فهؤلاء عليهم أن يذهبوا إلى المدينة بغير إحرام فإذا قضى وطره من المدينة وأراد أن يرجع إلى مكة فعليه أن يحرم من ميقات أهل المدينة، وإحرامه صحيح وليس عليه شيء.
أمر آخر عند نهاية الحج أو العمرة وهو الحلق أو التقصير، كثير من الناس ينسون فينصرفون بغير حلق ولا تقصير، وهذا عند كثير من العلماء يكون باق على إحرامه، فعليه أن يبادر بالحلق أو التقصير ولا يتهاون لأنه سيلزمه الفدية.
أحمد بن حسن المعلم
23 / 11 / 1432هـ
الموافق21/10/2011م
مسجد خالد بن الوليد
- خطبة الحاجة:
- الوصية بالتقوى:
يقول الله تبارك وتعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ).
هذه الآية أصل من أصول الحج وفيها فوائد عديدة، وتحتوي على أحكام وآداب متعلقة بالحج من جهات مختلفة.
وحسبنا أن نلقي الضوء على بعضٍ مما يهم الحجاج في ظروفهم الحاضرة، نسأل الله أن يحفظهم في حلهم وترحالهم، وأن يتقبل منهم، وأن يرزقهم السير على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أداء حجهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه في كل موطن: " خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا " وهو خطاب لنا جميعاً أن نتعلم مناسك حجنا قبل أن نذهب إليه؛ حتى لا نتعبد الله بجهل ونخرج من عبادتنا بدون فائدة.
أيها الإخوة الكرام:
قول الله تعال:ى ( فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ )
هذا توجيه كريم من رب العالمين سبحانه وتعالى يؤكد على أن الحاج يجب عليه أن يمتنع ويبتعد ويكف عن هذه الأمور:
أما الرفث فهو في الأصل الجماع أو مقدماته وما يؤدي إليه، ويدخل في ذلك كل ما يتعلق بالجماع؛ لأنه مفسد من مفسدات الحج، ومقدماته محرمة على الحاج مادام في إحرامه، فلا يجوز له أن يباشر امرأته ولا أن يكلمها الكلام المتعلق بالجماع وهما متلبسين بالإحرام، كما أن النظر إلى الزوجة بشهوة من الرفث فمن باب أولى النظر إلى النساء الأجنبيات من أجل الاستمتاع بمناظرهن في تلك الأماكن المهيبة، فإن ذلك شر عظيم ينقص أجر الحج ويمرض القلوب ويصرفها عن الانتفاع بنفحات الله وهباته التي ينزلها على الحجاج.
وأما الفسوق فالمقصود منه المعاصي، فلا يجوز للحاج أن يمارس أي نوع من أنواع المعصية، لا في الحج ولا في غيره لكنه في الحج آكد عليه.
وكذلك الجدال والمراء والاختلاف والإنسان محرم كل ذلك مما نهى الله عنه.
وفي قوله ( وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ ) حث للحاج على كثرة أعمال الخير، فمادام أن الذي تعمله إن كان ظاهراً أو كان باطناً إن أظهرته وإن أخفيته فالله يعلمه، فأكثِرْ من هذه الأعمال ليكتبها رب العالمين ويحصيها لك ويوفيك إياها يوم تلقاه، كما أن في هذا الآية إشارة إلى أمر مهم وهو أن الإنسان لا يريد بعمله إلا وجه الله، فإذا كان في القلب نظر إلى الخلق وتطلع إلى ثناء الناس ومدحهم وإلى أن يقولوا فلان حاج أو حج كذا وكذا مرة فإن الله يعلم ذلك والله َتَعَالَى يقول: " أنا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عن الشِّرْكِ من عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فيه مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ " رواه مسلم.
وقوله تعالى: (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) هذا أمر للمسلم الذي ينوي الحج، أن يتزود - أي يكون معه الزاد والمصاريف التي تكفيه في حال ذهابه وفي حال إقامته هناك وفي حال عودته- فإذا كان لا يملك ذلك فليس عليه حج لأن الله قال: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) فعليه أن يبحث عن المال الطيب والكسب الطيب، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً فلا يقبل الله حج المرتشين ولا حج السرق ولا حج الناهبين أو المتاجرين بالمحرمات، ونحذر من أن نجعل الحج وسيلة لسؤال الناس والتذلل لهم وإراقة ماء الوجه عندهم، فلابد من التزود، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: هذه الآية نزلت في قوم من أهل اليمن كانوا يخرجون إلى الحج بغير زاد، فإذا قيل لهم ألا تتزودون قالوا نحن المتوكلون ثم يسألون الناس في المناسك؛ فأنزل الله هذه الآية ( رواه البخاري)، فهؤلاء ليسوا متوكلين هؤلاء متأكِّلون يشوهون صورتهم ويسقطون سمعتهم.
ويشترط للمرأة أن يكون لها محرم، فإن لم يكن لها محرم فإنها غير مستطيعة؛ لأن كثيراً من النساء لديهن الحرص والشوق والعاطفة الجياشة للوقوف في تلك المواقف لكنها غير موفِّرة لشروط الاستطاعة، فلا يجب عليها، واليوم بحمد الله هي تشاهد الناس وتشاهد الحج والمشاعر فيكون شعارها كما قال الشاعر الأول:
يا راحلين إلى البيت الحـــرام لقـد ســــرتم جسوماً و سرنا نحن أرواحا
إنا أقمنـا على عـذر وعـن قــدر ومن أقام علـى عذر فقــد راحــا
وهناك أمر مهم وهو أمر الإحرام، والإحرام هو الدخول في النسك، فنية الدخول في النسك هي الإحرام أما الثياب التي يلبسها المحرم فهي اسمها ثياب الإحرام وليست هي الإحرام بذاته؛ فلذلك لو لبسها الإنسان في بيته لم يكن محرماً ما لم ينوي الدخول في النسك، فمتى ما نوى الدخول في النسك فقد أحرم.
مِن متى نبدأ ؟ نبدأ من حين وصول الميقات أو من محاذاته، فالذين يمشون بالبر سينزلهم السائق في الإحرام، فإذا وصلوا هناك فذاك هو الميقات وعليهم أن يحرموا منه، وأما الذي يأتي بالطائرة إذا حاذى الميقات أحرم ويأتي بسنن الإحرام يغتسل ويأخذ الزوائد من شعره الذي حُث على أخذه كشعر الشارب والإبطين والعانة وتقصير الأظفار ويتطيب في جسده وليس في ثيابه ثم بعد ذلك إذا توضأ يصلي سنة الوضوء، وإن كان في وقت فرض صلى الفرض، وإن دخل المسجد يصلي سنة تحية المسجد، ثم يحرم بعدها بأحد الأنساك الثلاثة: إما الإفراد، أو التمتع، أو القران، ثم يسير ويلازم التلبية وذكر الله.
وهنا أمر يسأل عنه كثير من الناس وهو بالنسبة للذين يذهبون مباشرة إلى المدينة، فهؤلاء عليهم أن يذهبوا إلى المدينة بغير إحرام فإذا قضى وطره من المدينة وأراد أن يرجع إلى مكة فعليه أن يحرم من ميقات أهل المدينة، وإحرامه صحيح وليس عليه شيء.
أمر آخر عند نهاية الحج أو العمرة وهو الحلق أو التقصير، كثير من الناس ينسون فينصرفون بغير حلق ولا تقصير، وهذا عند كثير من العلماء يكون باق على إحرامه، فعليه أن يبادر بالحلق أو التقصير ولا يتهاون لأنه سيلزمه الفدية.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى