لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

ولا تكن للخائنين خصيما Empty ولا تكن للخائنين خصيما {الأربعاء 26 أكتوبر - 11:33}

ولا تكن للخائنين خصيما

10\6\1432 هـ

مسجد خالد بن الوليد

الحمد لله الذي حمّل كل عاقل مسئولية ما اقترفت يداه، وأبلغ أنه سيحاسبه على ذلك بعد أن خيَّره بين النجدين وهداه، وشرحَ لنا حالَ الأتباع والمتبوعين من عصاةِ عباده وعِداه.

والصلاة والسلام على من حكم أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا جدال عن خائن ولا ظالم ولا فاسق.

وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

عباد الله:

لا يخفى عليكم ما تفعله القوى العسكرية والأمنية القابعة للأنظمة في بعض البلاد العربية هذه الأيام، من قمعٍ وتنكيلٍ وتعذيبٍ وتقتيلٍ، بحجة الدفاع عن الشرعية وحفظ الأمن والنظام، وغير ذلك من الحجج، فإذا خوطب أحدهم كيف تفعل ذلك؟ قال: أنا عبد مأمور!

والجواب على هؤلاء: هو أنكم وقادتكم وأمراؤكم ورؤسائكم وكل مخلوقات في السماء أو في الأرض كلهم عبيدٌ لله تعالى، كما قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم:93-95].

إنك أيها الجندي الصغير أو الضعيف في نظرك أو نظر قادتك مساوٍ تماماً لأكبر قائد، بل لأكبر ملك أو رئيس عند الله، بل قد تكون أقرب منهم إلى الله وأكرم عنده قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13].

فاعتز بعبوديتك لله، وحررْ نفسك من العبودية لغيره، ولا تكن كقوم فرعون الذين قال الله عنه وعنهم: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلآخِرِينَ} [الزخرف:54-56] فلا يكن هؤلاء سلفك، وليكن سلفك من كان مبدؤه: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» كما قال صلى الله عليه وسلم.

واعلم أن الله ورسوله قد نهياك عن طاعة الظالمين والمفسدين والمعتدين وإن كانوا أمراء أو رؤساء أو ملوكاً، كما قال تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان:24] وقال صلى الله عليه وسلم: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» [متفق عليه].

وقد قرر الله تعالى أن هؤلاء الذين تطيعهم في معصية الله، وتتابعهم على أهوائهم وما يريدون مما هو مخالف لأمر الله، سوف يتبرءون منك، ويرجعون اللوم عليك، ويعتبرونك أنت المجرم والظالم دونهم: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة:166-167].

وقال تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} [إبراهيم:21].

وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سبأ:30-33].

وهذه الآيات وإن كانت في الكافرين، إلا أنها تشمل الظالمين من الأتباع والمتبوعين وكلٌّ بحسبه.

عباد الله!

من الغبن الكبير والخسارة العظيمة أن يبيع المسلم دينه بدنيا غيره، أو أن يتخلى عن شرفه ومروءته وأخلاقه من أجل مالٍ قليل أو جاه زائل أو منصب لا يدوم.

عباد الله!

إن المسلم الحق هو من أسلم وجهه له، فأحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله وغضب لله ورضي لله؛ امتثالاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162]، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ» [رواه أبو داود وغيره عن أبي أمامة، وصححه الألباني].

عباد الله!

وإن من أعظم المعصية أذية المسلمين بالضرب والتجريح والإيذاء البدني أو النفسي، ومن باب أولى القتل.

فيجب أن يعقِل من يمارسون شيئاً من ذلك، أن ذلك حرام عليه مهما كانت الذرائع.

الخطبة الثانية:

الحمد والثناء.

عباد الله!

ليس الأمر مقصوراً في مناصرة الظالمين باليد، فهناك من يناصرهم بيده، وهناك من يناصرهم بعقله، وهناك من يناصرهم بلسانه، وكل ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أمراء يكونون في آخر الزمان وما فيهم من ظلم جور وانحراف، ثم قال: «فمن صدَّقهم بكذبهم، ومن أعانهم على ظلمهم؛ فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، ويرد علي الحوض» [رواه أحمد وغيره بإسناد جيد].

التعاون على الإثم والعدوان لم يعُدْ فقط في جانب الأمراء والرؤساء والوزراء والحكومات والأنظمة، بل في كثير من الجوانب، لقد كان في الجاهلية التي كان شعارها:

وما أنا إلا من غزيةَ إن غوت


غويتُ وإن ترشد غزية أرشدِ

هذه الحالة أصبحت سائدةً عند كثير من الناس، فهو يعين من يحب، مِن قبيلته أومذهبه أو فئته وطائفته، أو من حزبه وجماعته أو ممن له فيهم مصلحة، يعينهم بالحق والباطل، وبشتى أنواع الإعانات، وهذا ظلم واضح وتعاون على الإثم والعدوان كما سمعتم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2] لكنَّ الشائع اليوم في ظل الحروب المختلفة والفتن العاصفة والجدال المستمر، الذي لا يُراد به إحقاق الحق في كثير من الأحيان وإبطال الباطل، بل يراد إحقاق الهوى وما تشتهيه الأنفس، وما تقتضيه المصالح، هذا أصبح هو السائد؛ لذلك أحببتُ أن أذكركم، وأذكر نفسي وأذكر من يبلغه كلامي في كل مكان، وخصوصاً الإعلاميين الذين يُسخَّرون لقلب الحقائق، وإبطال الحق، وإحقاق الباطل، وإشاعة الكذب، وتحريف الكلم عن مواضعه، هذا شأن كثير منهم، أنا لا أعم الجميع، ولكن في كل طرف من هؤلاء الإعلاميين والسياسيين مَن هو كذلك، وهذا الكلام موجَّهٌ إليهم جميعاً؛ لأن الحق حق من أي طرف جاء، والباطل باطل ومرفوض ومردود من أي طرف كان، حتى نحن كذلك من معشر الشعوب والناس والمواطنين قد نكون كذلك من حيث نشعر أو لا نشعر، فنزينُ باطلاً أو نشوِّهُ حقاً أو نقلبُ حقائق، وذلك خدمة لغيرنا من غير أن يكون لنا مصلحة بذلك، يقول الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا * وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء:107-111].



في الآية الأولى ينهانا الله عز وجل أن نجادلَ عن الخائنين، تعلمُ أن إنساناً خانَ أو ظلمَ أو أجرم أو انحرف ثم تذهب تبرئه، وتزينُ فعله، وتردُّ عنه، وتحاولُ أن تقنعَ الناس بأن باطَله حق، وانحرافَه استقامة، وخبثَ نفسِه وسوءَ عملِه حق وصواب وخير، ينهاك الله عن ذلك، أياً كان ذلك الخائن، وفي أي موقع كان، ومهما ظننت أنك ستجد من مصلحةٍ من ورائه، فإن مصلحةَ الوقوف مع الحق أعظمُ من كل مصلحة، ورذيلةَ الوقوف مع الباطلِ وتزيينه لا تساويها خسارة ولا مفسدة، ثم بيّن حقيقةَ الأمر وقبح تصرف هؤلاء وحمقهم، حيث أنهم إذا استطاعوا أن يستخفُوا من الناس، فيزيفوا الحقائق عليهم، ويظهروا أنهم لم يقترفوا إثماً، ولم يتآمروا على أحد، أنهم بذلك ينجون ويصبحون أولياء لله. نعم قد تتزيف الحقائقُ على الناس ولكنها لا تتزيف على الله، وسوف يفضحهم يوم القيامة على رؤؤس الأشهاد.

كذلك يخاطبُ الله أولئك المجادلين بالباطل عن أهل الباطل، عن الخائنين والظالمين والمعتدين، بأي صورةٍ من الجدال، سواءً بمقالة في صحيفة، أو ببرنامج وتحليل في تلفاز، أو حديث في مجلس، يخاطبهم ربهم العالمين فيقول: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} استطعتم أن تخدعوا ضعافَ العقول، وأن تقلبوا الحقائق على الجهال، فصدقوكم واقتنعوا بأن الباطل حق، والمجرم هو المصلح، فمَن يجادل الله عنهم يوم القيامة إذا جاءوا وقد كُتبت جميعُ أعمالِهم وألفاظِهم وتصرفاتهم وغدراتهم وفَجَراتِهم؟؟ مَن الذي يجادل الله عنهم؟ أتاتون أنتم هناك وتجادلون الله تعالى؟

إذاً: فلمَ التعب لم يعرض الإنسان نفسه للوم والإثم، ويكون خصماً للحق ومؤيداً للباطل، ثم يفتحُ الله بابَ الأمل لمن يريد أن يرجع ويتوب؛ فيقول {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}.

فيا من يُجرم! ويا من يذنب! ويا من يظلم ويعمل أعمال السوء هذه التي نشاهدها ونسمع بها ونرى آثارها، يا هؤلاء جميعاً! إن الله يدعوكم أن تتوبوا وتستغفروا وترجعوا، ويخبركم أنه قابل وغافر لكل ذلك، ثم يحذرنا أخيراً عن أمر في غايةِ السوء والقبح: وهو أن الإنسان يعمل السوءَ ثم يرمي به غيرَه ويحيلُه إلى سواه، ويوهمُ الناسَ أنه بريءٌ من ذلك، وهو الذي أجرم وقتل، هو الذي أطلق النار، هو الذي تسبب في الأذية، هو الذي سرق، هو الذي حرق كيبل الكهرباء، هذا قد يمر عن الناس ويخفى عليهم، لكنه لا يخفى على الله: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} سوف يجده في ميزانه وصحيفته المظلمة التي يأخذها بشماله، وهناك سيقول: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحاقة:29].

فلنتقِ الله ولا تعصف بنا الفتن، ولا تخرجنا عن عبوديتنا لله، لا تخرجنا عن مروءتنا وعن فاضل أخلاقنا، لا ترمِ بنا إلى مزابل التاريخ؛ فإن هذه هي النهاية، إما أن يصفو الإنسان ويتنقى ويرتقي إلى الدرجات العلى في الدنيا والآخرة بعد المحنة والفتن، وإما أن يهبط في الدنيا إلى مزابل التاريخ، وفي الآخرة إلى قعر الجحيم، نسأل الله أن يعافينا ويعافيكم ويجنب بلادنا الفتن والمحن.
< السابق التالي >
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى