صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
دعاء
اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرحَمتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهرْتَ بِها كُلَّ شَيٍ ، وَخضَعَ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيٍْ ، وَبعَزَّتِكَ الَّتِي لا يَقُومُ لَها شَيٌْ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلاَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيٍْ ، وَبِوَجْهِكَ الباقِي بَعْدَ فَنأِ كُلِّ شَيٍْ ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتِي ملاَ َتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيٍْ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيٍْ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضأَ لَهُ كُلُّ شَيٍْ ، يا نوُرُ ياقُدُّوسُ ، ياأَوَّلَ الاوَّلِينَ ، وَيااَّخِرَ الاخِرينَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعأَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البَلاَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ كُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها . اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَاسْتَشفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجوُدِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ ، وأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ . اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي ، وَتَجْعَلَنِي بِقِسَمِكَ راضِياً قانِعاً ، وَفِي جَمِيعِ الاحْوالِ مُتَواضِعاً . اللّهُمَّ وَأَسأَلُكَ سُؤالَ مَنْ إِشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وَعَظُمَ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَلايُمْكِنُ الفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ . اللّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غافِراً وَلا لِقَبائِحِي ساتِراً ، وَلا لِشَيٍْ مِنْ عَمَلِيَ القَبِيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ ، لا إِلهَ إِلا أَنْتَ ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي ، وَمَنِّكَ عَلَيَّ . اللّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ البَلاِ أَقَلْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ ثَنأٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي ، وَأَفْرَطَ بِي سُؤُ حالِي ، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي ، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي ، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها ، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها ، وَمِطالِي ياسَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لايَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُؤُ عَمَلِي وَفِعالي ، وَلاتَفْضَحَنِي بِخَفِيِّ مااطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي ، وَلاتُعاجِلْنِي بِالعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُؤِ فِعْلِي وَإِسأَتِي ، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي ، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي ، وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الاحْوالِ رَؤُوفاً ، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الامُورِ عَطُوفاً . إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي . إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي ، فَغَرَّنِي بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضأُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلاحُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ ياإِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِنا مُعْتَرِفاً ، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي ، غَيْرَ قَبُوُلِكَ عُذْرِي وَإِدْخالِكَ إِيّايَ فِي سَعَةِ رَحْمَتِكَ . اللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي ، يارَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي ، وَرِقَّةَ جِلْدِي ، وَدِقَّةَ عَظْمِي ، يامَنْ بَدَأَ خَلْق ِيوَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي ، هَبْنِي لابْتِدأِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي ، ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي ، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ وَبَعْدَما انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانِي مِنْ ذِكْرِكَ ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ وَبَعْدَ صِدْقِ إِعْتِرافِي وَدُعائِي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ ، هَيْهاتَ ! أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ ، أَوْ تُبْعِدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلى البَلاِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ ، وَلَيْتَ شِعْرِي ياسَيِّدِي وَإِلهِي وَمَوْلايَ ! أَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقَةً وَبُشُكْرِكَ مادِحَةً ، وَعَلى قُلُوبٍ أَعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وَعَلَى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً ، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً ، وَأَشارَتْ بِإِسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً ؟! ماهكَذا الظَنُّ بِكَ وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ ياكَرِيمُ يارَبْ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها ، وَمايَجْرِي فِيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أَهْلِها ، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاٌ وَمَكْروهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ ، يَسِيرٌ بَقاؤهُ قَصِيٌر مُدَّتُهُ ، فَكَيْفَ إِحْتِمالِي لِبَلاِ الاخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ المَكارِهِ فِيها ، وَهُوَ بَلاٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلايُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ لاَنَّهُ لايَكُونُ إِلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ ؟! وَهذا ما لاتَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالارْضُ ، ياسَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ ؟! ياإِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ ، لايِّ الاُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو ، وَلِما مِنها أَضِجُّ وَأَبْكِي ، لاَلِيمِ العَذابِ وَشِدَّتِهِ ، أَمْ لِطُولِ البَلاِ وَمُدَّتِهِ ؟! فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ ؛ فَهَبْنِي ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي ، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ؟ ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ ؟ فَبِعِزَّتِكَ ياسَيِّدِي وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً ، لَئِنْ تَرَكْتَنِي ناطِقاً لاَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الامِلِينَ ، وَلاَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ المُسْتَصْرِخِينَ ، وَلاَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكأَ الفاقِدِينَ ، وَلاُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ ياوَلِيَّ المُؤْمِنِينَ ، ياغايَةَ اَّمالِ العارِفِينَ ، ياغِياثَ المُسْتَغِيثِينَ ، ياحَبِيبَ قُلوُبِ الصّادِقِينَ ، وَيا إِلهَ العالَمينَ ، أَفَتُراكَ ، سُبْحانَكَ ياإِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها بِمُخالَفَتِهِ ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ ، وَهُوَ يَضُجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، يامَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي العَذابِ وَهُوَ يَرْجوُ ماسَلفَ مِنْ حِلْمِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ ؟ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يارَبَّه ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها ؟ هَيْهاتَ ! ما ذَلِكَ الظَنُّ بِكَ وَلا المُعْروفُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَلامُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ المُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ ! فَبِالْيَقِينِ أَقَطَعُ ، لَولا ماحَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ ، لَجَعْلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً ، وَما كَانَ لاَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلامُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلاَها مِنَ الكافِرِينَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيها المُعانِدِينَ ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً ، وَتَطَوَّلْتَ بِالاِنْعامِ مُتَكَرِّماً : أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ . إِلهِي وَسَيِّدِي ، فَأَسأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها ، وَبِالقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها ، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها ، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعَلَنْتُهُ ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مايَكُونُ مِنِّي ، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيّ مَعَ جَوارِحِي ، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ ، أَوْ خَطأ تَسْتُرُهُ ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي ، يامَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي ، ياعَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي ، ياخَبِيراً بَفَقْرِي وَفاقَتِي ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، أَسأَلُكَ بِحَقِكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وأوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً ، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً . ياسَيِّدِي يامَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي ، يامَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، قَوِّ عَلى خَدْمَتِكَ جَوارِحِي وَاشْدُدْ عَلى العَزِيمَةِ جَوانِحِي ، وَهَبْ لِيَ الجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ ، وَالدَّوامَ فِي الاِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السابِقِينَ ، واُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البارِزِينَ ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي المُشْتاقِينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصِينَ ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ المُوقِنِينَ ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ . اللّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُؤٍ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ فِإِنَّهُ لايُنالُ ذلِكَ إِلا بِفَضْلِكَ ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بَمَجْدِكَ وَأَحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ ، وَأَجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً ، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَاغْفِرْ زَلَّتِي ، فَإِنَّكَ قَضيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاِجابَةَ ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ يارَبِّ مَدَدْتُ يَدِي ، فَبِعِزَّتِكَ أَسْتَجِبْ لِي دُعائِي ، وَبَلِّغْنِي مُنايَ ، وَلاتَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي ، وَاكْفِنِي شَرَّ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنْ أعْدائِي . ياسَرِيعَ الرِّضا إِغْفِرْ لِمَنْ لايَمْلِكُ إِلا الدُّعأَ ،فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشأُ ، يامَنْ إِسْمُهُ دَوأٌ ، وَذِكْرُهُ شِفأٌ ، وَطاعَتُهُ غِنىً ، إِرْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجأُ وَسِلاحُهُ البُكأُ ، ياسَابِغَ النِّعَمِ ، يادافِعَ النِّقَمِ ، يانُورَ المُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ ، ياعالِماً لايُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَفْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاَئِمَّةِ المَيامِينَ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .
دعاء
اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرحَمتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهرْتَ بِها كُلَّ شَيٍ ، وَخضَعَ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيٍْ ، وَبعَزَّتِكَ الَّتِي لا يَقُومُ لَها شَيٌْ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلاَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيٍْ ، وَبِوَجْهِكَ الباقِي بَعْدَ فَنأِ كُلِّ شَيٍْ ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتِي ملاَ َتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيٍْ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيٍْ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضأَ لَهُ كُلُّ شَيٍْ ، يا نوُرُ ياقُدُّوسُ ، ياأَوَّلَ الاوَّلِينَ ، وَيااَّخِرَ الاخِرينَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعأَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البَلاَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ كُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها . اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَاسْتَشفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجوُدِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ ، وأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ . اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي ، وَتَجْعَلَنِي بِقِسَمِكَ راضِياً قانِعاً ، وَفِي جَمِيعِ الاحْوالِ مُتَواضِعاً . اللّهُمَّ وَأَسأَلُكَ سُؤالَ مَنْ إِشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وَعَظُمَ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَلايُمْكِنُ الفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ . اللّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غافِراً وَلا لِقَبائِحِي ساتِراً ، وَلا لِشَيٍْ مِنْ عَمَلِيَ القَبِيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ ، لا إِلهَ إِلا أَنْتَ ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي ، وَمَنِّكَ عَلَيَّ . اللّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ البَلاِ أَقَلْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ ثَنأٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي ، وَأَفْرَطَ بِي سُؤُ حالِي ، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي ، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي ، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها ، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها ، وَمِطالِي ياسَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لايَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُؤُ عَمَلِي وَفِعالي ، وَلاتَفْضَحَنِي بِخَفِيِّ مااطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي ، وَلاتُعاجِلْنِي بِالعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُؤِ فِعْلِي وَإِسأَتِي ، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي ، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي ، وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الاحْوالِ رَؤُوفاً ، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الامُورِ عَطُوفاً . إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي . إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي ، فَغَرَّنِي بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضأُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلاحُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ ياإِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِنا مُعْتَرِفاً ، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي ، غَيْرَ قَبُوُلِكَ عُذْرِي وَإِدْخالِكَ إِيّايَ فِي سَعَةِ رَحْمَتِكَ . اللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي ، يارَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي ، وَرِقَّةَ جِلْدِي ، وَدِقَّةَ عَظْمِي ، يامَنْ بَدَأَ خَلْق ِيوَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي ، هَبْنِي لابْتِدأِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي ، ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي ، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ وَبَعْدَما انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانِي مِنْ ذِكْرِكَ ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ وَبَعْدَ صِدْقِ إِعْتِرافِي وَدُعائِي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ ، هَيْهاتَ ! أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ ، أَوْ تُبْعِدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلى البَلاِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ ، وَلَيْتَ شِعْرِي ياسَيِّدِي وَإِلهِي وَمَوْلايَ ! أَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقَةً وَبُشُكْرِكَ مادِحَةً ، وَعَلى قُلُوبٍ أَعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وَعَلَى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً ، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً ، وَأَشارَتْ بِإِسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً ؟! ماهكَذا الظَنُّ بِكَ وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ ياكَرِيمُ يارَبْ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها ، وَمايَجْرِي فِيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أَهْلِها ، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاٌ وَمَكْروهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ ، يَسِيرٌ بَقاؤهُ قَصِيٌر مُدَّتُهُ ، فَكَيْفَ إِحْتِمالِي لِبَلاِ الاخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ المَكارِهِ فِيها ، وَهُوَ بَلاٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلايُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ لاَنَّهُ لايَكُونُ إِلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ ؟! وَهذا ما لاتَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالارْضُ ، ياسَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ ؟! ياإِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ ، لايِّ الاُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو ، وَلِما مِنها أَضِجُّ وَأَبْكِي ، لاَلِيمِ العَذابِ وَشِدَّتِهِ ، أَمْ لِطُولِ البَلاِ وَمُدَّتِهِ ؟! فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ ؛ فَهَبْنِي ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي ، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ؟ ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ ؟ فَبِعِزَّتِكَ ياسَيِّدِي وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً ، لَئِنْ تَرَكْتَنِي ناطِقاً لاَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الامِلِينَ ، وَلاَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ المُسْتَصْرِخِينَ ، وَلاَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكأَ الفاقِدِينَ ، وَلاُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ ياوَلِيَّ المُؤْمِنِينَ ، ياغايَةَ اَّمالِ العارِفِينَ ، ياغِياثَ المُسْتَغِيثِينَ ، ياحَبِيبَ قُلوُبِ الصّادِقِينَ ، وَيا إِلهَ العالَمينَ ، أَفَتُراكَ ، سُبْحانَكَ ياإِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها بِمُخالَفَتِهِ ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ ، وَهُوَ يَضُجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، يامَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي العَذابِ وَهُوَ يَرْجوُ ماسَلفَ مِنْ حِلْمِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ ؟ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يارَبَّه ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها ؟ هَيْهاتَ ! ما ذَلِكَ الظَنُّ بِكَ وَلا المُعْروفُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَلامُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ المُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ ! فَبِالْيَقِينِ أَقَطَعُ ، لَولا ماحَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ ، لَجَعْلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً ، وَما كَانَ لاَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلامُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلاَها مِنَ الكافِرِينَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيها المُعانِدِينَ ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً ، وَتَطَوَّلْتَ بِالاِنْعامِ مُتَكَرِّماً : أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ . إِلهِي وَسَيِّدِي ، فَأَسأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها ، وَبِالقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها ، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها ، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعَلَنْتُهُ ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مايَكُونُ مِنِّي ، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيّ مَعَ جَوارِحِي ، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ ، أَوْ خَطأ تَسْتُرُهُ ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي ، يامَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي ، ياعَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي ، ياخَبِيراً بَفَقْرِي وَفاقَتِي ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، أَسأَلُكَ بِحَقِكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وأوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً ، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً . ياسَيِّدِي يامَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي ، يامَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، قَوِّ عَلى خَدْمَتِكَ جَوارِحِي وَاشْدُدْ عَلى العَزِيمَةِ جَوانِحِي ، وَهَبْ لِيَ الجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ ، وَالدَّوامَ فِي الاِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السابِقِينَ ، واُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البارِزِينَ ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي المُشْتاقِينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصِينَ ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ المُوقِنِينَ ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ . اللّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُؤٍ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ فِإِنَّهُ لايُنالُ ذلِكَ إِلا بِفَضْلِكَ ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بَمَجْدِكَ وَأَحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ ، وَأَجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً ، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَاغْفِرْ زَلَّتِي ، فَإِنَّكَ قَضيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاِجابَةَ ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ يارَبِّ مَدَدْتُ يَدِي ، فَبِعِزَّتِكَ أَسْتَجِبْ لِي دُعائِي ، وَبَلِّغْنِي مُنايَ ، وَلاتَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي ، وَاكْفِنِي شَرَّ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنْ أعْدائِي . ياسَرِيعَ الرِّضا إِغْفِرْ لِمَنْ لايَمْلِكُ إِلا الدُّعأَ ،فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشأُ ، يامَنْ إِسْمُهُ دَوأٌ ، وَذِكْرُهُ شِفأٌ ، وَطاعَتُهُ غِنىً ، إِرْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجأُ وَسِلاحُهُ البُكأُ ، ياسَابِغَ النِّعَمِ ، يادافِعَ النِّقَمِ ، يانُورَ المُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ ، ياعالِماً لايُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَفْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاَئِمَّةِ المَيامِينَ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .
بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سـلاح المـؤمن
و عـن عـلي بـن أبي طـالب كـرم الله وجهـه قـال : قـال رسـول الله صـلى الله عليـه و سـلم : (( الدعـاء سـلاح المـؤمن ، و عماد الدين ، و نور السموات والأرض )) . رواه الحاكم بسند صحيح .
و عــن ثوبـــان رضــي الله عنـــه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يرد القــدر إلا الدعاء ، و لا يزيد في العمر
إلا البِـــر )) . رواه الحاكم .
و قد يقول قائل : إن ما يدعو به المسلم إن كان قد قُدِّر فلا بدَّ من وقوعه ، دعـا به العبد أو لم يدع ، و إن لم يكن قُدِّر فلا يمكن أن يقع ، سواء دعا به المسـلم أم لم يدع ، فكيف يُرَدُّ القضاء بالدعاء ؟. و الجواب : إن الله الذي قدَّر الأشياء ، قدَّر لها أسباباً ، و الدعاء من أعظم الأسباب في النفع أو الدفع ، و الكل بقضاء من الله و قدر ، فمن أنكر تأثير الدعاء ، يلزمه إنكار ارتبـاط المسببات بالأسباب ، و هذا باطل شرعاً و عقلاً .. فبالقدر يُدفَع القدر ، و بالقدر نفرُّ إلى القدر ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما بلغه أن الطاعون قد وقع في الشام و عزم على الرجوع بعد التشاور ، فقال له أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه : أَ فراراً من قدر الله يا عمر ؟!. فقال عمر رضي الله عنه : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله .
و إذا كان الإنسان قد خُلق ضعيفاً ، فإنه لا بدَّ أن يلجأ إلى القوي ، إلا و إن هذا القوي هو الله عز و جل : ] أَ مَّـن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض أ إله مع الله [ . النمـل / 62 . و في آية أخــرى : ] فادعوا الله مخلصــين له الدين [ . غافر / 14 .
و عـن عـلي بـن أبي طـالب كـرم الله وجهـه قـال : قـال رسـول الله صـلى الله عليـه و سـلم : (( الدعـاء سـلاح المـؤمن ، و عماد الدين ، و نور السموات والأرض )) . رواه الحاكم بسند صحيح .
و عــن ثوبـــان رضــي الله عنـــه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يرد القــدر إلا الدعاء ، و لا يزيد في العمر
إلا البِـــر )) . رواه الحاكم .
و قد يقول قائل : إن ما يدعو به المسلم إن كان قد قُدِّر فلا بدَّ من وقوعه ، دعـا به العبد أو لم يدع ، و إن لم يكن قُدِّر فلا يمكن أن يقع ، سواء دعا به المسـلم أم لم يدع ، فكيف يُرَدُّ القضاء بالدعاء ؟. و الجواب : إن الله الذي قدَّر الأشياء ، قدَّر لها أسباباً ، و الدعاء من أعظم الأسباب في النفع أو الدفع ، و الكل بقضاء من الله و قدر ، فمن أنكر تأثير الدعاء ، يلزمه إنكار ارتبـاط المسببات بالأسباب ، و هذا باطل شرعاً و عقلاً .. فبالقدر يُدفَع القدر ، و بالقدر نفرُّ إلى القدر ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما بلغه أن الطاعون قد وقع في الشام و عزم على الرجوع بعد التشاور ، فقال له أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه : أَ فراراً من قدر الله يا عمر ؟!. فقال عمر رضي الله عنه : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله .
و إذا كان الإنسان قد خُلق ضعيفاً ، فإنه لا بدَّ أن يلجأ إلى القوي ، إلا و إن هذا القوي هو الله عز و جل : ] أَ مَّـن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض أ إله مع الله [ . النمـل / 62 . و في آية أخــرى : ] فادعوا الله مخلصــين له الدين [ . غافر / 14 .
بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
.. فإني قريب
والوصول إلى الله عز و جل يكون بالتوجه إليه وحده ، و لو تأملنا القرآن الكريم لوجدنا في جواب : ( يسألونك ) كلمة : ( قـل ) .. و من ذلك قول الله عز و جل : ] يسألونك عن الأهــلَّة قل هي مواقيت للناس و الحــج [ . البقـرة / 189 . و قوله : ] يسألونك عن الأنفـال قل الأنفـال لله و الرسول [ . الأنفـال / 1 . وقوله : ] و يسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا [ . الكهف / 83 .
أما في آية الدعاء : ] و إذا سـألك عبادي عني … [ . فقد جاء في جوابها : ] فإني قريب [ . تأكيداً على أنه ليس بين العبــد و ربه أي وسيط .
و في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما : (( إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله )) . رواه أحمــد .
و في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه عز و جل : / يــا عبادي ! لـو أن أولكم و آخركم و إنسـكم و جِنَّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر / .
و روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من فُتح له منكم باب الدعاء فُتحت له أبواب الرحمة ، و ما سُئل الله شيئاً أحب إليه من أن يُســأل العافية )) .
والوصول إلى الله عز و جل يكون بالتوجه إليه وحده ، و لو تأملنا القرآن الكريم لوجدنا في جواب : ( يسألونك ) كلمة : ( قـل ) .. و من ذلك قول الله عز و جل : ] يسألونك عن الأهــلَّة قل هي مواقيت للناس و الحــج [ . البقـرة / 189 . و قوله : ] يسألونك عن الأنفـال قل الأنفـال لله و الرسول [ . الأنفـال / 1 . وقوله : ] و يسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا [ . الكهف / 83 .
أما في آية الدعاء : ] و إذا سـألك عبادي عني … [ . فقد جاء في جوابها : ] فإني قريب [ . تأكيداً على أنه ليس بين العبــد و ربه أي وسيط .
و في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما : (( إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله )) . رواه أحمــد .
و في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه عز و جل : / يــا عبادي ! لـو أن أولكم و آخركم و إنسـكم و جِنَّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر / .
و روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من فُتح له منكم باب الدعاء فُتحت له أبواب الرحمة ، و ما سُئل الله شيئاً أحب إليه من أن يُســأل العافية )) .
بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
مفتـاح الرحمـة
و روى الديلمي عن ابن عباس مرفوعاً : (( الدعاء مفتاح الرحمة )) . و روى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنـه ، عن النبي صـلى الله عليه و سـلم قال : (( اطلبوا الخيرَ دهرَكم كلَّه ، و تعرَّضوا لنفحـات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، و سلوا الله أن يستر عوراتكم ، و أن يؤمِّن روعاتكم )) .
و إن أوقات النفحات تكمن في الأزمنة و الساعات ؛ ليداوم المؤمــن على الدعاء و الرجاء ، كما في ليلة القدر ، و وقت السحر ، و ساعة الجمعة ، و عقب الصلوات … فمن أدام التعرض لها يصادفها بإذن الله .
و في ( الصحيحين ) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله e قال :
(( ينـزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ))
بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
دعـاء الأنبيـاء
و عندما نستعرض آيات القرآن الكريم ، نجد أن الأنبياء والرسل الذين مُنحوا قدرات خارقة هم أكثر الناس تضرعاً إلى الله عز و جل ، فمن دعاء آدم و حواء عليهما السلام :
] قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين [ . الأعراف / 23 .
و من دعاء نوح عليه السلام ، بعد أن جاهد وكافح : ]… أني مغلوب فانتصِر . ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمر [. القمر /10-11 .
و من دعاء إبراهيم عليه السلام : ] ربِّ هب لي حكماً و ألحقني بالصالحين % و اجعل لي لسان صدق في الآخرين % و اجعلني من ورثة جنة النعيم [ . الشعراء / 83 - 85 .
و ربما من الناس من يقول : إن إبراهيـم وقع في مأزق لم يقع في نظيره أحد قبله و لا بعده ، و ذلك عندما حكمت محكمة نمرود بإحراقه يوم حطم أصنامهم ، فكان من المتوقع أن يدعو في مثل تلك الساعة ، و لكنْ لم يرد في الصحاح أنه دعا ، بل ورد أن جبريل عليه السلام جاءه مستأذناً ربه وقال : أ لَكَ حاجة ؟ قال : أمَّا إليك فلا ! قال : فَسَلْ ربَّك . قال : / حسبي الله و نعم الوكيل / . و ذلك ؛ لأن قصارى همِّه تمثَّــل في أن يرضى الله عنه ، و أن يجعل ذريته من بعده سائرة على النهج المســتقيم .
و من دعاء يونس عليه السـلام : ] … سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له و نجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين [ . الأنبياء / 87 -88 . و يونس عليه السلام بُعث إلى قومه فدعاهم فلم يستجيبوا فهجرهم مغاضباً … و لـعـل هذا الهجران ما كان ينبغي أن يتم ، فابتلاه الله بأن وجَّه إليه حوتاً ]… فنــادى في الظلمــات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ . الأنبياء / 87 . و مـن دعـاء شـعيب عليـه السلام : ] ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين [ . الأعراف / 89 . و من دعاء موسى عليه السلام : ] ربِّ إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير [. القصص /24 .
و من دعاء أيوب عليه السلام : ] أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين [ . الأنبياء /83 .
و مـن دعـاء عيسى عليه السلام : ] اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنـا و آخرنا و آية منـك و ارزقنـا و أنت خير الرازقين . قـال الله إني منـزلهـا عليكم ..[ . المائدة / 114- 115.
و من دعاء لوط عليه السلام : ] ربِّ انصرني على القومِ المفسدين [. العنكبوت/30 .
و من دعــاء زكريا عليه الســلام : ] ربِّ إني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيباً و لم أكن بدعـــائك ربِّ شــقيا . و إني خفت المـــوالي من ورائي و كانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك وليّا [. مريم/4-5 .
فاسـتجاب الله لـه :] يـا زكريا إنّا نبشرك بغـلام اسمه يحيى لم نجعـل له مـن قبل سَميّا [ . مريم / 7 . و من دعاء يوسف u عند المحن التي تتالت عليه : ] قال ربِّ السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه و إلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن و أكن من الجاهلين . فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم [ . يوسف / 33-34 .
من أدعية محمد e
و من الأدعيــة المأثورة عن رســول الله صلى الله عليه وسلم ، ما قاله لابنته فاطمــة رضي الله عنها بأن تكثر من قــول : (( يا حي يا قيوم برحمتك اســتغيث ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين )) .
و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أصاب أحداً قط همٌ و لا حُزْنٌ فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علَّمته أحداً من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، و نور صدري ، و جلاء حزني ، و ذهاب همِّي ، إلا أذهب الله هَمَّه و حُزْنَه ، و أبدله مكانه فرحاً )) . رواه أحمد و الحاكم .
و عن عائشــة رضي الله عنها قالت : قام رسول الله صالى الله عليه وسلم فأطال السجود حتى ظننت أنه قُبض ، فلمــا رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك ، فرجعت فســمعته يقول في سجوده : (( أعوذ بعفوك من عقابك ، و أعوذ برضاك من ســخطك ، و أعوذ بك منك إليك ، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك )) . رواه البيهقي .
و عن أم سـلمة رضي الله عنهـا قالت : هـذا ما سأل محمد صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أسألك خير المسألة ، و خير الدعاء ، و خير النجاح ، و خير العمل ، و خير الثواب ، و خير الحياة ، و خير الممات .. )) .
و عن عمر بن الخطـاب رضي الله عنه قال : قال رســول الله صلى الله عليه و سلم : (( اللهـم زدنا ولا تنقصنا ، و أكرمنا ولا تهنـا ، و أعطنا و لا تحرمنـا ، و آثرنا و لا تؤثر علينا ، و أرضنا و ارض عنا )) . رواه الحاكم و الترمذي .
و روى الترمــذي و غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا فقـال : (( اللهم انفعني بما علمتني ، و علِّمني ما ينفعني ، و زدني علما ، و الحمد لله على كل حال ، و أعوذ بك من حال أهل النــار )) .
و روى أبو داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال : (( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، و نعوذ بك من شرورهم )) . و كان عليه الصلاة و السلام إذا دخل قرية قال : (( اللهم إنا نسألك خير هذه القرية و خير أهلها ، و نعوذ بك من شرها و شر أهلها )) . رواه البخاري و ابن حبان .
و كان إذا رأى الهـلال قال : (( اللهم أهـلَّه علينا بالأمـن و الإيمان ، و السلامة و الإسـلام )) . رواه الطبراني . و كان إذا آوى إلى فراشـه قال : (( باسمك اللهم أحيا و أمــوت )) . رواه البخاري .
و إذا اسـتيقظ قـال : (( الحمـد لله الـذي أحيـانا بعـدمـا أمـاتنـا و إليه النشـور )) . رواه البخاري . و روى أبو داود عن معــاذ بن زهرة أنه بلغــه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أفطر قال :
(( اللهـم لك صمت ، و على رزقك أفطرت )) .
و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : (( ذهب الظمـأ ، و ابتلت العروق ، و ثبت الأجر إن شاء الله )) .
و عن أنس t عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر عند قوم دعا لهم فقـال : (( أفطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و صلَّت عليكم الملائــكة )) .
و روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها ؟. قال : (( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )) .
و من دعـائه e في أهم غزوة خاضها بوجـه المشركين : (( رب أن تهلك هذه العصابة - المؤمنة - فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم )) . فكان عاقبة هذا الدعاء : ] إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين [ . الأنفال / 9.
و ما من موقعة انتصر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا و كان سرُّ انتصاره - بعد الأخذ بالأسباب المادية - هو اللجوء إلى الله عز و جل .
فإذا كان الرسل و الأنبياء بهذه الحاجة إلى التضرع و الدعاء ، فما بالنا بالعامة من الناس ؟ . قال تعالى : ] قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم [ . الفرقان / 77 .
و توفيق الله عز وجل لا يأتي إلا بعد الدعاء الذي يملأ قلب الإنسان خوفاً و رجاءً ، و من ثم يفيض كلمات تدور على اللسان .
و الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها . قال تعالى : ] ادعوا ربكم تضرعاً و خفية إنه لا يحب المعتدين % و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و ادعوه خوفاً و طمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين [ . الأعـراف : 55 - 56 . و هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعي الدعاء : دعاء العبادة و دعاء المسألة . و دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الـداعي ، و لا يمـلك ذلك إلا الله : ] و لا تـدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضـرك [ . يونس : 106 . أما دعاء العبادة فهو الخوف و الرجاء ، و هذان النوعان متلازمان .. أما قوله تعالى : ] إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابة و لو اجتمعوا لـه [ . الحج : 73 . و قوله : ] إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون [ . الأنبياء : 98 . فهذا الدعاء هو دعاء المشــركين لآلهتهم . و لذلك قال عز مـن قائــل : } فادعـوا الله مخلصـين له الدين { . غافر : 14 . أي : اعبدوا الله وحده و أخلصوا عبادته و لا تعبدوا معه غيره .
و في دعاء المسألة يكون الإسرار . قال الحسن : " بين دعوة السر و دعوة العلانيـة سبعون ضـعفاً " . و قال تعـالى عن عبده زكريـا : ] إذ نادى ربه نداءً خفيا [ . مريم : 3 . فالله تعالى يسمع الدعاء الخفي ، و هو أعظم في الأدب ؛ لأن الملوك لا ترفع عندهم الأصوات ، و من رفع صوته عندهم مقتوه . و لله المثل الأعلى . و الدعاء الخفي هو روح الدعاء ؛ لأنه يتضمن الذل و الخشوع و السكن و تجريد الهمة ، و هو دال على قرب صاحبه للقريب . و في الحديث : (( .. فإنكم لا تدعون أصـماً و لا غائباً ، إنكم تدعون سميعاً قريباً أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته )) . و لهذا يوصي العارفون بحفظ السر مع الله .. و الله تعالى لا يحب المعتدين في الدعاء ، و فُسِّر الاعتداء برفع الصــوت
و عندما نستعرض آيات القرآن الكريم ، نجد أن الأنبياء والرسل الذين مُنحوا قدرات خارقة هم أكثر الناس تضرعاً إلى الله عز و جل ، فمن دعاء آدم و حواء عليهما السلام :
] قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين [ . الأعراف / 23 .
و من دعاء نوح عليه السلام ، بعد أن جاهد وكافح : ]… أني مغلوب فانتصِر . ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمر [. القمر /10-11 .
و من دعاء إبراهيم عليه السلام : ] ربِّ هب لي حكماً و ألحقني بالصالحين % و اجعل لي لسان صدق في الآخرين % و اجعلني من ورثة جنة النعيم [ . الشعراء / 83 - 85 .
و ربما من الناس من يقول : إن إبراهيـم وقع في مأزق لم يقع في نظيره أحد قبله و لا بعده ، و ذلك عندما حكمت محكمة نمرود بإحراقه يوم حطم أصنامهم ، فكان من المتوقع أن يدعو في مثل تلك الساعة ، و لكنْ لم يرد في الصحاح أنه دعا ، بل ورد أن جبريل عليه السلام جاءه مستأذناً ربه وقال : أ لَكَ حاجة ؟ قال : أمَّا إليك فلا ! قال : فَسَلْ ربَّك . قال : / حسبي الله و نعم الوكيل / . و ذلك ؛ لأن قصارى همِّه تمثَّــل في أن يرضى الله عنه ، و أن يجعل ذريته من بعده سائرة على النهج المســتقيم .
و من دعاء يونس عليه السـلام : ] … سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له و نجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين [ . الأنبياء / 87 -88 . و يونس عليه السلام بُعث إلى قومه فدعاهم فلم يستجيبوا فهجرهم مغاضباً … و لـعـل هذا الهجران ما كان ينبغي أن يتم ، فابتلاه الله بأن وجَّه إليه حوتاً ]… فنــادى في الظلمــات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ . الأنبياء / 87 . و مـن دعـاء شـعيب عليـه السلام : ] ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين [ . الأعراف / 89 . و من دعاء موسى عليه السلام : ] ربِّ إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير [. القصص /24 .
و من دعاء أيوب عليه السلام : ] أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين [ . الأنبياء /83 .
و مـن دعـاء عيسى عليه السلام : ] اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنـا و آخرنا و آية منـك و ارزقنـا و أنت خير الرازقين . قـال الله إني منـزلهـا عليكم ..[ . المائدة / 114- 115.
و من دعاء لوط عليه السلام : ] ربِّ انصرني على القومِ المفسدين [. العنكبوت/30 .
و من دعــاء زكريا عليه الســلام : ] ربِّ إني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيباً و لم أكن بدعـــائك ربِّ شــقيا . و إني خفت المـــوالي من ورائي و كانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك وليّا [. مريم/4-5 .
فاسـتجاب الله لـه :] يـا زكريا إنّا نبشرك بغـلام اسمه يحيى لم نجعـل له مـن قبل سَميّا [ . مريم / 7 . و من دعاء يوسف u عند المحن التي تتالت عليه : ] قال ربِّ السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه و إلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن و أكن من الجاهلين . فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم [ . يوسف / 33-34 .
من أدعية محمد e
و من الأدعيــة المأثورة عن رســول الله صلى الله عليه وسلم ، ما قاله لابنته فاطمــة رضي الله عنها بأن تكثر من قــول : (( يا حي يا قيوم برحمتك اســتغيث ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين )) .
و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أصاب أحداً قط همٌ و لا حُزْنٌ فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علَّمته أحداً من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، و نور صدري ، و جلاء حزني ، و ذهاب همِّي ، إلا أذهب الله هَمَّه و حُزْنَه ، و أبدله مكانه فرحاً )) . رواه أحمد و الحاكم .
و عن عائشــة رضي الله عنها قالت : قام رسول الله صالى الله عليه وسلم فأطال السجود حتى ظننت أنه قُبض ، فلمــا رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك ، فرجعت فســمعته يقول في سجوده : (( أعوذ بعفوك من عقابك ، و أعوذ برضاك من ســخطك ، و أعوذ بك منك إليك ، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك )) . رواه البيهقي .
و عن أم سـلمة رضي الله عنهـا قالت : هـذا ما سأل محمد صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أسألك خير المسألة ، و خير الدعاء ، و خير النجاح ، و خير العمل ، و خير الثواب ، و خير الحياة ، و خير الممات .. )) .
و عن عمر بن الخطـاب رضي الله عنه قال : قال رســول الله صلى الله عليه و سلم : (( اللهـم زدنا ولا تنقصنا ، و أكرمنا ولا تهنـا ، و أعطنا و لا تحرمنـا ، و آثرنا و لا تؤثر علينا ، و أرضنا و ارض عنا )) . رواه الحاكم و الترمذي .
و روى الترمــذي و غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا فقـال : (( اللهم انفعني بما علمتني ، و علِّمني ما ينفعني ، و زدني علما ، و الحمد لله على كل حال ، و أعوذ بك من حال أهل النــار )) .
و روى أبو داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال : (( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، و نعوذ بك من شرورهم )) . و كان عليه الصلاة و السلام إذا دخل قرية قال : (( اللهم إنا نسألك خير هذه القرية و خير أهلها ، و نعوذ بك من شرها و شر أهلها )) . رواه البخاري و ابن حبان .
و كان إذا رأى الهـلال قال : (( اللهم أهـلَّه علينا بالأمـن و الإيمان ، و السلامة و الإسـلام )) . رواه الطبراني . و كان إذا آوى إلى فراشـه قال : (( باسمك اللهم أحيا و أمــوت )) . رواه البخاري .
و إذا اسـتيقظ قـال : (( الحمـد لله الـذي أحيـانا بعـدمـا أمـاتنـا و إليه النشـور )) . رواه البخاري . و روى أبو داود عن معــاذ بن زهرة أنه بلغــه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أفطر قال :
(( اللهـم لك صمت ، و على رزقك أفطرت )) .
و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : (( ذهب الظمـأ ، و ابتلت العروق ، و ثبت الأجر إن شاء الله )) .
و عن أنس t عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر عند قوم دعا لهم فقـال : (( أفطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و صلَّت عليكم الملائــكة )) .
و روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها ؟. قال : (( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )) .
و من دعـائه e في أهم غزوة خاضها بوجـه المشركين : (( رب أن تهلك هذه العصابة - المؤمنة - فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم )) . فكان عاقبة هذا الدعاء : ] إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين [ . الأنفال / 9.
و ما من موقعة انتصر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا و كان سرُّ انتصاره - بعد الأخذ بالأسباب المادية - هو اللجوء إلى الله عز و جل .
فإذا كان الرسل و الأنبياء بهذه الحاجة إلى التضرع و الدعاء ، فما بالنا بالعامة من الناس ؟ . قال تعالى : ] قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم [ . الفرقان / 77 .
و توفيق الله عز وجل لا يأتي إلا بعد الدعاء الذي يملأ قلب الإنسان خوفاً و رجاءً ، و من ثم يفيض كلمات تدور على اللسان .
و الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها . قال تعالى : ] ادعوا ربكم تضرعاً و خفية إنه لا يحب المعتدين % و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و ادعوه خوفاً و طمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين [ . الأعـراف : 55 - 56 . و هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعي الدعاء : دعاء العبادة و دعاء المسألة . و دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الـداعي ، و لا يمـلك ذلك إلا الله : ] و لا تـدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضـرك [ . يونس : 106 . أما دعاء العبادة فهو الخوف و الرجاء ، و هذان النوعان متلازمان .. أما قوله تعالى : ] إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابة و لو اجتمعوا لـه [ . الحج : 73 . و قوله : ] إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون [ . الأنبياء : 98 . فهذا الدعاء هو دعاء المشــركين لآلهتهم . و لذلك قال عز مـن قائــل : } فادعـوا الله مخلصـين له الدين { . غافر : 14 . أي : اعبدوا الله وحده و أخلصوا عبادته و لا تعبدوا معه غيره .
و في دعاء المسألة يكون الإسرار . قال الحسن : " بين دعوة السر و دعوة العلانيـة سبعون ضـعفاً " . و قال تعـالى عن عبده زكريـا : ] إذ نادى ربه نداءً خفيا [ . مريم : 3 . فالله تعالى يسمع الدعاء الخفي ، و هو أعظم في الأدب ؛ لأن الملوك لا ترفع عندهم الأصوات ، و من رفع صوته عندهم مقتوه . و لله المثل الأعلى . و الدعاء الخفي هو روح الدعاء ؛ لأنه يتضمن الذل و الخشوع و السكن و تجريد الهمة ، و هو دال على قرب صاحبه للقريب . و في الحديث : (( .. فإنكم لا تدعون أصـماً و لا غائباً ، إنكم تدعون سميعاً قريباً أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته )) . و لهذا يوصي العارفون بحفظ السر مع الله .. و الله تعالى لا يحب المعتدين في الدعاء ، و فُسِّر الاعتداء برفع الصــوت
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى