عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحمد لله الذي رفَعَ درجات أهل العلم والإيمان، ومَنَّ عليهم بالتوفيق والعِرفان، وجزاهم في الآخرة بالإكرام والرضوان.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله؛ جعَل الحياة الدنيا دارَ مَمرٍّ، وجعَل الآخرة دارَ مقام ومَقر، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا محمدًا عبده ورسوله؛ أدَّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونصَح الأمة، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحابته، واجْزه عنَّا خيرَ ما جزيْتَ نبيًّا عن أُمَّته، واحشرْنا تحت لوائه في أعز زُمرته، ولا تحرِمْنا اللهم من حوْضه وقُرْبه ونَيْل شفاعته.
أما بعدُ:
فيا إخوة الإيمان والعقيدة، منذ يومين عاد أبناؤنا التلاميذ بدفاتر أعدادهم، يحملون نتائج امتحاناتهم للثلاثي الأول، فمنهم مَن عاد إلى أهله مسرورًا؛ دفتر الأعداد مثقل بالامتياز، فأفرَحَ أهله، وأراهم نتيجة كَدِّه واجتهاده، فعاشوا معه بهجة الفوز والنجاح، وشجَّعوه على مواصلة طريق المثابرة والاجتهاد، ومنهم مَن عاد إلى أهله مُهانًا؛ دفتر الأعداد يحمل ضَعفه، ويُظْهر نتيجة إهماله وكَسَله، فأحْزَن ذَوِيه، وخَيَّب أمَلَهم فيه، ومع النتيجتين يقف المؤمن متأمِّلاً، متبصِّرًا، متسائلاً: أمَا تمثِّل امتحانات أبنائنا في مدارسهم امتحانًا عظيمًا ينتظر الجميع؟ أمَا يكون حالهم اليومَ هو حالَ كل الناس يوم القيامة؟ ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [إبراهيم: 48].
ذلك اليوم الذي لا ريبَ فيه، والذي أمرَنا الله أن نتقِيَه بطاعة الله، وبالأعمال الصالحة، فقال - جلَّ جلاله -: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281].
وَلَوْ أَنَّا إِذَا مِتْنَا تُرِكْنَا لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنَا وَنُسْأَلُ بَعْدَهَا عَنْ كُلِّ شَيِّ
أورد الإمام مسلم في صحيحه قول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُنزِل الله مطرًا كأنَّه الطَّلُّ، فتَنْبُت منه أجسادُ الناس، ثم يُنْفَخ فيه أُخرى، فإذا هم قيام ينظرون)).
يزدحم الناس على أرض المحشر، الشمس فوق الرؤوس، العَرَق إلى الأذقان؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقوله في صحيح مسلم: ((فيكون الناس على قدْر أعمالهم في العَرَق؛ فمنهم مَن يكون إلى كَعْبيه، ومنهم مَن يكون إلى رُكْبتيه، ومنهم مَن يكون إلى حَقْويه، ومنهم مَن يُلْجِمه العَرَق إلجامًا))، وينزل عرقُهم في الأرض؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن العَرَق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعًا، وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس)).
ذلك اليوم كَتَب الله في قضائه وقدره أن نكون من أهله؛ ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الواقعة: 49 - 50].
ذلك يوم الامتحان الكبير، فكيف نغفُل عنه وما حياتنا في هذه الدنيا إلا سويعات قليلة؟
يوم سألَ المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة، أجابَهم ربُّ العزة - تبارك وتعالى - بقوله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ [النازعات: 42 - 46].
في ذلك اليوم ذي الخمسين ألف سنة، توضَع الموازين، وتبلغ القلوب الحناجر، وكل إنسان ينتظر مصيره؛ يقول - جل جلاله -: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].
فينادي ربُّ العزة - تبارك وتعالى - أوَّل إنسان خلَقه؛ جاء في صحيح مسلم، يقول الله - عز وجل -: ((يا آدم، فيقول: لبَّيك وسَعْديك، والخير في يديك، فيقول: أخرِجْ بَعْثَ النار، قال: وما بعْثُ النار؟ قال: مِن كلِّ ألف تسعمائة وتسعةً وتسعين)).
امتحانات الدنيا نسبة النجاح فيها تتجاوز الخمسين في المائة، وقد تصل مائة في المائة، أمَّا يوم القيامة، فنسبة النجاح فيه واحد من الألف؛ من أجْل ذلك ارتعدتْ فرائص الصحابة وانتابَهم خوفٌ شديد؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فذاك حين يشيب الصغير، ﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]))، فاشتدَّ ذلك على الصحابة، فقالوا: يا رسول الله، أيُّنا ذلك الرجل؟ لكنَّه الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عنده من الله البشارة، قال لصحابته ومنهم لأُمَّته: ((أبشروا؛ فإن مِن يأجوج ومأجوج ألفًا، ومنكم رجل))، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا رُبع أهل الجنة))، قال الصحابي أبو سعيد: فحمِدْنا الله وكبَّرْنا، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثُلُث أهل الجنة))، فحَمِدْنا الله وكبَّرْنا، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شَطْر أهل الجنة)).
وامتحان الدنيا أسئلته محدودة، يسأل التلميذ عن موادَّ دَرَسَها، لا يتعدَّى عددُها عدَّ الأصابع، أمَّا امتحان الآخرة، فالأسئلة عن كل صغيرة وكبيرة، من بداية البلوغ إلى لحظة الرجوع، يجد الإنسان ذلك في عِلْم الله، ويشهد على ذلك كتابٌ نسخَه الكِرام الكاتبون؛ ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾ [الانفطار: 10 - 11].
كل ما يفعل الإنسان، كل ما يقول الإنسان، يعلمه الله، ويكتبه الكَتَبة؛ ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16 - 18].
فماذا تفعل أيها الإنسان والله في عَلْيائه يراك، والكاتبان عن اليمين وعن الشمال يسجلان؟ فقبل أن تقومَ بالعمل وقبل أن تنطقَ بالقول، اسأل نفسك: هل هذا يرضي ربِّي؟ هل جلوسي في هذا المكان يقبله الله؟ هل كلامي هذا يحبه الله؟ هل فعلي هذا في مَرْضاة ربي؟ هل أرضى أن يكتبه الملكان، وأنْ ألقاه في كتابي يوم القيامة؟
احرِص أيُّها المؤمن أن تذكرَ ذلك في كل حين؛ لأن ذلك الحين قد نحسبه بعيدًا، وعند الله قريب؛ ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 77].
فلِمَ الغفلة والتيار يجرف الإنسان نحو ساعته؟ ولِمَ الغفلة والأهل والأحباب يفارقوننا في كل لحظة؟
وأشهد أنْ لا إله إلا الله؛ جعَل الحياة الدنيا دارَ مَمرٍّ، وجعَل الآخرة دارَ مقام ومَقر، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا محمدًا عبده ورسوله؛ أدَّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونصَح الأمة، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحابته، واجْزه عنَّا خيرَ ما جزيْتَ نبيًّا عن أُمَّته، واحشرْنا تحت لوائه في أعز زُمرته، ولا تحرِمْنا اللهم من حوْضه وقُرْبه ونَيْل شفاعته.
أما بعدُ:
فيا إخوة الإيمان والعقيدة، منذ يومين عاد أبناؤنا التلاميذ بدفاتر أعدادهم، يحملون نتائج امتحاناتهم للثلاثي الأول، فمنهم مَن عاد إلى أهله مسرورًا؛ دفتر الأعداد مثقل بالامتياز، فأفرَحَ أهله، وأراهم نتيجة كَدِّه واجتهاده، فعاشوا معه بهجة الفوز والنجاح، وشجَّعوه على مواصلة طريق المثابرة والاجتهاد، ومنهم مَن عاد إلى أهله مُهانًا؛ دفتر الأعداد يحمل ضَعفه، ويُظْهر نتيجة إهماله وكَسَله، فأحْزَن ذَوِيه، وخَيَّب أمَلَهم فيه، ومع النتيجتين يقف المؤمن متأمِّلاً، متبصِّرًا، متسائلاً: أمَا تمثِّل امتحانات أبنائنا في مدارسهم امتحانًا عظيمًا ينتظر الجميع؟ أمَا يكون حالهم اليومَ هو حالَ كل الناس يوم القيامة؟ ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [إبراهيم: 48].
ذلك اليوم الذي لا ريبَ فيه، والذي أمرَنا الله أن نتقِيَه بطاعة الله، وبالأعمال الصالحة، فقال - جلَّ جلاله -: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281].
وَلَوْ أَنَّا إِذَا مِتْنَا تُرِكْنَا لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنَا وَنُسْأَلُ بَعْدَهَا عَنْ كُلِّ شَيِّ
أورد الإمام مسلم في صحيحه قول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُنزِل الله مطرًا كأنَّه الطَّلُّ، فتَنْبُت منه أجسادُ الناس، ثم يُنْفَخ فيه أُخرى، فإذا هم قيام ينظرون)).
يزدحم الناس على أرض المحشر، الشمس فوق الرؤوس، العَرَق إلى الأذقان؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقوله في صحيح مسلم: ((فيكون الناس على قدْر أعمالهم في العَرَق؛ فمنهم مَن يكون إلى كَعْبيه، ومنهم مَن يكون إلى رُكْبتيه، ومنهم مَن يكون إلى حَقْويه، ومنهم مَن يُلْجِمه العَرَق إلجامًا))، وينزل عرقُهم في الأرض؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن العَرَق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعًا، وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس)).
ذلك اليوم كَتَب الله في قضائه وقدره أن نكون من أهله؛ ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الواقعة: 49 - 50].
ذلك يوم الامتحان الكبير، فكيف نغفُل عنه وما حياتنا في هذه الدنيا إلا سويعات قليلة؟
يوم سألَ المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة، أجابَهم ربُّ العزة - تبارك وتعالى - بقوله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ [النازعات: 42 - 46].
في ذلك اليوم ذي الخمسين ألف سنة، توضَع الموازين، وتبلغ القلوب الحناجر، وكل إنسان ينتظر مصيره؛ يقول - جل جلاله -: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].
فينادي ربُّ العزة - تبارك وتعالى - أوَّل إنسان خلَقه؛ جاء في صحيح مسلم، يقول الله - عز وجل -: ((يا آدم، فيقول: لبَّيك وسَعْديك، والخير في يديك، فيقول: أخرِجْ بَعْثَ النار، قال: وما بعْثُ النار؟ قال: مِن كلِّ ألف تسعمائة وتسعةً وتسعين)).
امتحانات الدنيا نسبة النجاح فيها تتجاوز الخمسين في المائة، وقد تصل مائة في المائة، أمَّا يوم القيامة، فنسبة النجاح فيه واحد من الألف؛ من أجْل ذلك ارتعدتْ فرائص الصحابة وانتابَهم خوفٌ شديد؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فذاك حين يشيب الصغير، ﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]))، فاشتدَّ ذلك على الصحابة، فقالوا: يا رسول الله، أيُّنا ذلك الرجل؟ لكنَّه الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عنده من الله البشارة، قال لصحابته ومنهم لأُمَّته: ((أبشروا؛ فإن مِن يأجوج ومأجوج ألفًا، ومنكم رجل))، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا رُبع أهل الجنة))، قال الصحابي أبو سعيد: فحمِدْنا الله وكبَّرْنا، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثُلُث أهل الجنة))، فحَمِدْنا الله وكبَّرْنا، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شَطْر أهل الجنة)).
وامتحان الدنيا أسئلته محدودة، يسأل التلميذ عن موادَّ دَرَسَها، لا يتعدَّى عددُها عدَّ الأصابع، أمَّا امتحان الآخرة، فالأسئلة عن كل صغيرة وكبيرة، من بداية البلوغ إلى لحظة الرجوع، يجد الإنسان ذلك في عِلْم الله، ويشهد على ذلك كتابٌ نسخَه الكِرام الكاتبون؛ ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾ [الانفطار: 10 - 11].
كل ما يفعل الإنسان، كل ما يقول الإنسان، يعلمه الله، ويكتبه الكَتَبة؛ ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16 - 18].
فماذا تفعل أيها الإنسان والله في عَلْيائه يراك، والكاتبان عن اليمين وعن الشمال يسجلان؟ فقبل أن تقومَ بالعمل وقبل أن تنطقَ بالقول، اسأل نفسك: هل هذا يرضي ربِّي؟ هل جلوسي في هذا المكان يقبله الله؟ هل كلامي هذا يحبه الله؟ هل فعلي هذا في مَرْضاة ربي؟ هل أرضى أن يكتبه الملكان، وأنْ ألقاه في كتابي يوم القيامة؟
احرِص أيُّها المؤمن أن تذكرَ ذلك في كل حين؛ لأن ذلك الحين قد نحسبه بعيدًا، وعند الله قريب؛ ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 77].
فلِمَ الغفلة والتيار يجرف الإنسان نحو ساعته؟ ولِمَ الغفلة والأهل والأحباب يفارقوننا في كل لحظة؟
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى