لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
حنه
حنه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الدرس الأول من كتاب فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للشيخ اسحاق الحوينى Empty الدرس الأول من كتاب فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للشيخ اسحاق الحوينى {الثلاثاء 8 نوفمبر - 19:27}

محاضرات
فك الوثاق
بشرح كتاب الرقاق
فضيلة الشيخ
أبي إسحاق الحويني
حفظه الله
[1]
ترجمة الإمام أبي عبد الله البخاري وثناء شيوخه عليه.
_____________________________

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
____________________________________
أخرج الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه في أول كتاب الجزية والموازعة من حديث جبير بن حية -رحمه الله- قال:" ندبنا عمرُُ بن الخطابِ -رضي الله عنه- إلى غزو كسرى، وأمر علينا النعمان بن مقرن، فلما وصلنا إلى أرض العدو خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا وقال لترجُمانِهِ: ليكلمني أحد منكم، فقال له المغيرةُ بن شعبه -رضي الله عنه- سل عما شئت، قال ما أنتم؟ _ولم يقل لهم من أنتم احتقارًا لهم_ فقال المغيرة نحن ناسٌ من العرب كنا في بلاءٍ شديد وشقاءٍ شديد، فبينما نحن كذلك إذ بعث رب السماوات والأرضيين تعالى ذكره وجلت عظمته رسولاً من أنفسِنا نعرفُ أباه وأمه فدعانا إلى عبادة الله -سبحانه وتعالى- قال: كنا نلبَس الشعر ُوالوبر ونعبدُ الشجرَ والحجر حتى أتانا رسول ربِنا تعالى ذكرُهُ وجلت عظمته فدعانا إلى الله -سبحانه وتعالى- وأمرنا أن نقاتلَكُم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- عن رسالة ربنا -تبارك وتعالى- أن من مات منا دخل جنةً لم ير مثلها قط، ومن عاش منا ملك رِقَابَكُم.
من آخر كلام المغيرة -رضي الله عنه- آخذ الخيط في هذه الحلقة التي أجعلها مقدمة بين يدي شرحي لكتاب الرقاق من صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري _رحمه الله تعالى ورضي عنه_.
مشكلتنا الكبيرة هي ضعف الانتماء. نحن أمة ولادة، ليست هناك أمةٌ من الأمم على الإطلاق فيها من نباهة الرجال وصدق انتمائهم مثل ما لأمتنا.
تلخيص المغيرة القضية كلها وتبين دور الأمة وما بعثت له.
لخص المغيرة القضية كلها وبين دور هذه الأمة وأنها بعثت لتعم عبادة الله -عز وجل- الأرض، وأنه لا يجوز أن يرفع رأسه في الأرض إلا هذه الأمة التي وحدت ربها -عز وجل- وأن الكافر لا يجوز أن يرفع رأسه لأنه لا يستحق أن يأكل وأن يشرب من هذا الخير الذي جعله الله -عز وجل- بين يديه إما أن يدفع الجزية صاغرًا وإما أن يعبد الله -تبارك وتعالى
هذه الرجولة والرجولة معنى كبير ليست مرادفة للذكورة، إن بعض النساء فيه من صفات الرجولة ما ليس عند الذكور.
الرجولة:نباهةٌ وفداءٌ ونجدةٌ ونبلٌ ومروءة.
كان الصحابة الأوائل الذين قاموا بهذا الدين رجالاً كما وصفهم الله -عز وجل-﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾.... (الأحزاب23) وفي مسند الإمام أحمد -رحمه الله- بسندٍ صحيحٍ وصححه بن حبان وغيره من حديث جابر -رضي الله عنه- قال( ظل رسول الله ﷺ عشر سنين يدعو الله الناس إلى الله ويتتبع الناس في بيوتهم وفي المواسم –أي في مواسم الحج- يقول من يؤويني ومن ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؛ حتى إن الرجل ليخرج من مُضَرَ فيأتيه قومه فيقولون له احذر غلام قريش لا يفتنك، وكان يمشي بينهم يدعوا إلى الله -عز وجل- يشيرون إليه بالأصابع –أي احتقارًا له- كما قال الله تعالى ﴿﴿وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾(القلم51).
( يُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ )أي ينظرون إليكم النظر الشظر احتقارًا ويقولون إنه لمجنون.
قال جابر -رضي الله عنه- (حتى بعثنا الله -عز وجل- إليه من يثرب، فأتيناه فآمنا به وصدقناه، وكان الرجل منا يسمع منه الكلام فينقلب إلى أهله فيتلوه عليهم فقل بيت من بيوت المدينة –طيبة- إلا وفيه نفر من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم إإتمرنا جميعًا وكانوا سبعين رجلاً فقلنا إلى متى يُطرد النبي ﷺ فيه جبال مكة ويُخاف. _هذا معنى الرجولة: إلى متى يطرد وإلى متى يخاف_ فواعدناه شعب العقبة فلما وافوه في موسم الحج، قالوا يا رسول الله علام تبايعنا؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ولا تخافون في الله لومة لائم، وإذا أتيت إليكم تمنعوني مما تمنعون منه نساءَكُم وأبناءَكُم ولكم الجنة؛ فقام أسعد بن ظُرارة –وكان أصغر السبعين- فقال: هلم، قال: للذين معه على رسلكم، فوالله إنا لم نضرب إليه آباط المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ولكن إخراجه هو مفارقة العرب كافة وقتل خيارِكم وأن تعضَكُم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وإما إذا آنستم منكم جبنًا فيبنوا فهو أعذر لكم.
المراد بكلام أسعد بن زرارة -رضي الله عنه-:
هذا كلام أسعد يقول إن تبني هذه الدعوة معناها أننا سنفارق العرب وسنقاتل العرب فيقتل خيارنا وأن تمسنا السيوف، إما أنكم رجال تصبرون على ذلك ولكم الجنة، وإذا خشيتم من أنفسكم جبنًا فبينوا من الآن حتى يكون أعذر لكم عند الله -عز وجل- أي لا تقل أنا رجل ولست برجل لا تقل أنا أستطيع وأنت غير مستطيع.
فلما قال أسعد ذلك قالوا أمط عنا يدك يا أسعد فوالله لا نقيل هذه البيعة ولا نسليها فقمنا إليه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة.
أمتنا أمة ولادة، نحن أمة متخصصة في صناعة الرجال، نحن أمة جنباتها ملآنة بالمواهب فما الذي جرى؟! إننا نسمع اليوم أصوتًا ينعق أصحابها بسب السلف الأوائل، وتحقيرهم وإظهارهم كأنهم قوم لا يفهمون،
يحدث فضيلة الشيخ ,عن برنامج رآه في بعض القنوات الفضائية عن الإمام البخاري عنوان الحلقة (النقل والعقل)
قبل أن آتي إلى هنا كنت عند بعض إخواني فرأيت في بعض القنوات الفضائية برنامجًا يعني لم يستغرق نظري إليه أكثر من خمس دقائق ثم انصرفت عنه، في هذه الدقائق الخمس كان الحوار عن الإمام البخاري، وكانت الحلقة فيما يبدو عن النقل والعقل،.
فأورد المتحدث مسألتين، وتكلم عن البخاري وأن ليس كل كلام جاء في البخاري نسلم به..
المقطع الأول من كلامه كان يتعلق بحديث المسور بن مخرمة وهو مروان بن الحكم في صلح الحديبية،.
هذا حديث رواه الإمام البخاري -رحمه الله- في هذا الحديث لما جاء عروة بن مسعود الثقفي وكان إذ ذاك كافرًا وكان فيه مفاوضات بديل بن ورقاء جاء قبل عروة بن مسعود وفاوض النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال له ما قالت قريش، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لبديل نحن ما جئنا لقتال وإن شاءت قريش ماددتهم مدة أخرى على أن يخلوا بيني وين البيت، بيني وبين الناس، وإلا والله لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرج سالفتي –أي صفحة العنق- سأقاتلهم ولو لم يبق معي أحد، ولو قاتلت أنا وحدي، سأقاتل على هذا الأمر؛ قال بُديل: سأبلغهم ما قلت؛ ثم جاء الدور على عروة بن مسعود الثقفي، قبل أن ينطلق عروة جاء أشراف قريش، قال لهم: ألستم بالوالد –أنتم مني بمنزلة الوالد- قالوا بلى، قال: ألست بالولد-أنا منكم بمنزلة الولد- قالوا بلى، قال هل تتهمونني، قالوا لا، قال دعوني حتى أذهب إليه، فجاء عروة بن مسعود الثقفي إلى النبي ﷺ وهو جالس مع أصحابه وفيهم أبو بكر -رضي الله عنه- فبدأ عروة كلامه متنفخًا متبجحًا قال: يا محمد إنها واحدة من ثنتين سيحدث حرب وقتال بينك وبين قومك، فهل رأيت أحدًا اجتاح قومه قبلك؟ وإن كانت الأخرى فوالله ما أرى حولك إلا أوباشًا خليقًا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر أنحن نفر وندعه! انصص بظر اللات، فلما سمع عروة هذا الكلام انزعج فهذا سب بليغ لآلهتهم فقال من هذا؟ قال النبي ﷺ إنه ابن أبي قحافة، فقال عروة له لولا أن لك علي يدًا لأجبتك انتهى الكلام .
رأى عروة أعجب من العجب.
جيء بوضوء، النبي -عليه الصلاة والسلام- يتوضأ، رأى عروة أعجب من العجب، ما سقطت قطرة ماء على الأرض، الصحابة يتلقفون بقايا وضوءه ﷺ ما تنخم النبي ﷺ نخامة فوقعت في يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده، ولا يرفعون الصوت عنده، ولا يحدون النظر إليه تعظيمًا له، رأى عروة هذا المنظر فرجع إلى قومه –
أن تستحضر الآن طريقة كلامه الأولى، كما قلت جاء متنفخًا من مركز قوة، قريش منعته عن الوصول إلى البيت وحبسته-
رجع عروة إلى قريش ورفع التقرير التالي:[ قال يا قوم والله لقد وفدت على الملوك وفدت على كسرى وقيصر والنجاشي فوالله ما رأيت أصحاب ملك يعظمون مليكهم كتعظيم أصحاب محمدٍ محمدًا، فوالله ما سقطت قطرة ماء على الأرض، ولا تنخم نخامة فوقعت في يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده، ولا يحدون النظر إليه تعظيمًا له، ولا يرفعون الصوت عنده، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها].
من قليل كان يقول لمحمد _صلي الله عليه وسلم _ ما أرى حولك إلا أوباشا أي لا تتكثر بهم فإنهم أوباش من رعاع الناس وسقطتهم فلا تتكئ عليهم فلما رأى هذا المنظر علم أن أمثال الذين يتقاتلون على نخامته ﷺ لا يسلمونه أبدًا حتى تخرج الروح.
اعتراض المتكلم علي الحديث وسبب تكذيبه له:
اعتراض المتكلم، يقول بأي شيء نقدم الإسلام إلى الناس نخامة! هذا شيء يقرف، تقع النخامة في يد رجل يدلك بها وجهه وجهه وجلده! هذا شيء يقرف ! هذا الحديث مكذوب .
لماذا كذبه؟
لأنه لم يذق طعم الحب الذي ذاقه الصحابة ومن ذاق عرف، ويا لائمي لو كان قلبك عند قلبي لعذرتني.
ثم ضرب_ فضيلة الشيخ_ مثلاً في دنيا الناس.
مثلا في دنيا الناس الآن الأم لما أبنها الصغير يلفظ الطعام من فمه, ومع ذلك تأكله الأم ولا تشعر بهذا القرف الذي يتكلم عنه هذا المتكلم. الإنسان العاشق، الإنسان المحب لا يسيره إلا مراضي من يحب، كل شيء يأتيه من حبيبه فهو حسن، لا يرى في حبيبه عيبًا إذا كانت محبته كاملة، فمن رأى في حبيبه عيبًا فمحبته معلولة،.
أكثر الذين يعترضون على أحاديث النبي ﷺ بلا كتاب منير ولا بينة واضحة.
فيعترض بمثل هذا، لكنه كما قلت لا ذاق ولا عرف. إن أكثر هؤلاء يعترضون على أحاديث النبي ﷺ بلا كتاب منير ولا بينة واضحة وليس عندهم من الأصول العلمية التي كانت عند علمائنا ما يتكئون عليه في تسديد الفهم، لم يقرءوا بل لعل واحد من هؤلاء لا يحسن أن يقرأ في كتاب الله آية على الوجه الذي نزلت به
الحديث الثاني - الذي كذبه: وقال هذا مكذوب حديث عمرو بن ميمون- قال:" رأيت الرجم في الجاهلية –قبل أن يسلم- رأيت قردة زنت، فاجتمعت القرود ورجمتها ورجمتها معهم" يقول هذا الكلام مكذوب, لأن الرجم في بني آدم وليس في الحيوانات وليس في القرود،.
القصة هكذا أوردها الإمام البخاري مختصرة، لكن هذه القصة أوردها –أبو بكر الإسماعيلي- في مستخرجه على البخاري من طريق آخر عن عمرو بن ميمون مطولة.
الشاهد:
هل يمكن لإنسان أن يتصور أن البخاري -رحمه الله- مع ما رزقه من الفهم العالي جدًا كما سيمر بنا وسترون إن شاء الله -عز وجل- العجب العاجب من تبويبات البخاري ومن فهم الإمام البخاري لأحاديث النبي ﷺ هذا الإمام الذي عقدت عليه الخناصر وصار كلمة إجماع وصار اسمه مع مدار القرون كالشمس في رابعة النهار يجهل أن الحيوانات غير مكلفة!؟
في أي موضع روى البخاري هذا الحديث؟
هل أورده في كتاب الحدود مثلاً في باب الرجم؟
حتى يُقال أورده في باب الرجم إذاً هو يرى أن القرود لما رجمت كانت مكلفة! لا.
أين وضع البخاري هذا الحديث في صحيحه،؟
وضعه في كتاب مناقب الأنصار تحت تبويب باب القسامة في الجاهلية.
ما قصد البخاري قط أن يقول إن القرود رجمت لأنه لو أراد هذا المعنى لوضعه في كتاب الحدود باب الرجم. الإسناد صحيح لأنه ورد من طريق آخر.
المتكلم يقول:مهما كان الإسناد صحيحًا فالمتن فيه علة، ماهي العلة؟ قال: القرود غير مكلفة.


حنه
حنه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الدرس الأول من كتاب فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للشيخ اسحاق الحوينى Empty الدرس الأول من كتاب فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للشيخ اسحاق الحوينى {الثلاثاء 8 نوفمبر - 19:29}

هناك أمهات أخرجوا لنا أئمة كبار( أم الإمام سفيان الثوري )
أم الإمام سفيان الثوري -سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري- أبو عبد الله إمام الحديث والفقه والزهد، كانت أمه تقول له عند خروجه من الكتاب؟ تقول له يا بني إذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة؟ فإن وجدت وإلا فلا تتعلم تقول له عندما تكتب الحديث انظر هل أخذت شيئًا الحديث إلى واقعك وإلى حياتك أم أنت تكتب لمجرد الكتابة، إذا كنت فعلاً تستفيد مما تكتب وتتدين بما تكتب أكمل، وإلا أرح نفسك لا تتعلم. كل المسألة أنك تقيم حجج الله عليك عارف ولا تعلم. قالت لسفيان:[ يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي].أشتغل بالغزل وأبيعه وأصرف عليك فكان سفيان -رحمة الله عليه_. نساء عرفن لماذا خلقن.
عظه وعبرة:
الدنيا خطوة رجل مؤمن، قفزة واحدة تكون في الآخرة -مدة حياتك. ما تقول لربك إذا لقيته؟ تقوله ضيعت نسلي. يلقى المرء ربه خائنًا لم يعلم ولده ميثاق العبودية الذي أخذه الله على الناس. ألا تفعل ما نهاك وأن تقف على حدود ما أمرك. الذي يعلم هذا الكلام الأم الواعية.
حفصة بنت سيرين أم الهزيل :
ظلت ثلاثين سنة لا تخرج من بيتها إلا لضرورة. لكن تمكث في بيتها، المكث في البيت يصفي القلب ولا يجعل المرء يتلبس بشرور المجتمع الخارجي. المرأة التي تجلس في بيتها ملكة متوجة لأنها لم تلابس الشر الذي في الخارج فهذا يعينها على سلامة قلبها وتسديد رميتها وقصدها.
جارية الحسن بن صالح بن حي.
أنظر مثلاً أنا أذكر الآن في كتاب الثقات للعجلي -رحمه الله- في ترجمة الحسن بن صالح بن حي كان عنده جارية ثم باعها. الحسن بن صالح وعلي بن صالح أخوان وأمهم والجارية بيت علم وعبادة. كان الحسن وعلي وأمهما قسموا الليل ثلاثة أقسام الحسن يقول الثلث الأول، وعلي يقوم الثلث الثاني، وأمهم تقوم الثلث الأخير، فلما ماتت الأم اقتسم الحسن وعلي الليل، كل واحد يقوم نصفه، فلما مات علي قام الحسن بالليل كله. الجارية في بيت فاضل ,مثل هذا تعودت ,تقوم الليل الحسن باع الجارية فاشتراها أهل بيت فالجارية كالعادة متعودة ,علي قيام الليل في ساعة معينة من الليل فاستيقظت وظلت تنادي على أهل الدار: يا أهل الدار الصلاة الصلاة. قالوا لها أوأذن للفجر؟ فقالت لهم ولا تقومون الليل؟ قالوا نعم.في الصباح رجعت إلى الحسن، قالت ردني إليك فإنك بعتني إلى قوم سوء لا يقومون الليل، فردها الحسن بن صالح.
بنت سعيد بن المسيب لما تزوجها أبو وداعة:
ثم في اليوم الثاني أراد الخروج فقالت إلى أين؟ قال ذاهب إلى مجلس سعيد. قالت له اجلس أعلمك علم سعيد.
بنت الإمام مالك :
كان يُقرأ الموطأ على الإمام، مالك ما كان يقرأ على أحد، أي أحد يرد أن يقرأ الموطأ يأتي إما يقرأ بنفسه إما يأتي بأحد يقرأ له، كانت بنت مالك تجلس خلف الباب فإذا أخطأ القارئ تدق عليه، الباب أي أنه أخطأ، فيقول له مالك ارجع فإنك أخطأت قولاً واحدًا.
عندما تكون المرأة مهتمة بالعلم الشرعي، تحب العلم الشرعي إما قراءة أو سماعًا، فهذا يورثها محبة لدينها وانتماءًا إليه. فعندما تعرف أن هذه الأمة لن تنتصر إلا بسلامة نشئها، وتعرف لماذا خلقت فهذا بداية النجاة. وعندنا كثير.
ابن عساكر -رحمه الله-
كان له ثمانين شيخة من شيوخه أخذ العلم عنها.
أم الإمام البخاري.
فأم الإمام البخاري ربت الإمام والورع الذي عند الإمام والزهد وسماحة النفس والخلق فضلاً عن العلم كله بسبب تربية هذه الأم الفاضلة، عندما مات والد الإمام البخاري وهذا بركة أكل الحلال، دعي ابنه الإمام محمد بن اسماعيل، قال له يا بني تركت لك ألف ألف درهم -مليون درهم- ما أعلم درهمًا فيه شبهة. والد الإمام البخاري لم يكن أحد العلماء ولكنه كان بصحبة أهل العلم يحبهم ويسير معهم ويحضر مجالسهم، كان يحضر مجالس مالك وحماد بن زيد وابن المبارك وصافحه بكلتا يديه مثلما البخاري سنأتي أيضاً علي هذه المسألة ونقف عندها بعض الوقت.
حفظه للقرآن:
الإمام البخاري -رحمة الله عليه- كعادة الصبية بدأ بحفظ القرآن، أتمه وهو ابن سبع سنوات وليس من الحكمة في تعليم الصغار أن نحفظهم شيء بجانب القرآن، فليمض القرآن أولاً، يحفظ الأول القرآن ولا يشتغل لا بحديث ولا بحفظ أي شيء آخر من المتون حتى يتم حفظ القرآن أولاً.
ماحدث له وهو ابن إحدى عشر سنة .
وهو ابن عشر سنين أو إحدى عشر سنة حدث له موقف في بلده، كان في بخارى شيخ كبير الحجم اسمه الداخلي الداخلي جالس يحدث فحدث عن أبي الزبير عن إبراهيم النخعي، فاعترض البخاري، قال له إن أبا الزبير لم يحدث عن إبراهيم، قال له اسكت يا غلام، قال البخاري قال انظر في أصلك الأصل ( الكتاب) لأن الداخلي كان يحدث من حفظه، فدخل الداخلي نظر في الكتاب وجد أن الأمر كما قال هذا الغلام، قال كيف قلت يا غلام قال إنما هو فلان عن فلان. أصبت يا غلام وأصلح الأصل الذي عنده.
قال له محمد بن أبي حاتم الوراق ابن كم لما رددت على الداخلي؟ قال كنت ابن إحدى عشرة سنة. زمان الأسانيد هذه أنساب الكلام لم يكن أحد يتكلم إلا بإسناد،.
عدد شيوخ البخاري
الإمام البخاري -رحمة الله عليه- شيوخه تجاوزوا ألف شيخ، كتب عن كل شيخ أكثر من عشرة آلاف حديث عند البخاري أكثر من مليون حديث. بعض الناس يقول كيف يكون مليون حديث كم عدد الأحاديث؟ أقول كل كلام سواء كان حديثًا مرفوعًا أو كان من قول الصحابة أم قول التابعين أو تابعيهم أو كان في السيرة هذا حديث، لايلزم أن الأحاديث تكون منسوبة إلى النبي ﷺ مرفوعة، بل كل كلام يروى بسند كان يسمى حديثًا ما فيه حديث عندنا اسمه حديث مرفوع وحديث موقوف وحديث مقطوع، كل ما يقال فيه مرفوع إلى النبي -ﷺ، الموقوف إلى الصحابة -رضي الله عنهم، المقطوع إلى التابعين.
فأنت نفسك اليوم لو عندك حافظة و تنقل أقوال الناس وكل واحد قال كلمة نقلتها بسند أكيد سيكون عندك أكثر من مليون، المسألة مسألة عادية،
مدي حفظهم للأسانيد:
لكن الغريب في المسألة أنهم كانوا يحفظون الأسانيد كما نحفظ نحن ﴿قل هو الله أحد﴾، لا يختلط لهم إسناد في إسناد، ولا كلام في كلام أبدًا. هذا طبعًا عند الحفظة أمثال الإمام البخاري -رحمة الله عليه- ابن أحد عشر سنة يرد على الداخلي والداخلي هذا كان كبير الحجم كما قلت في بخارى آنذاك. حاولت أن آخذ نتفًا من ترجمة الإمام البخاري من كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله- بحيث أنني رجوت أن أعلق ممكن أقرأ الفقرة أو الكلام ثم أعلق عليه تعليقًا يسيرًا حتى نستطيع أن نصل إلى آخر ترجمة البخاري -رحمه الله._
يقول في ذكر ثناء الناس على البخاري، نريد أن نبين من الذي امتدح البخاري ستجد أن أكثر الذين امتدحوا البخاري هم شيوخه وليس أقرانه ولا تلامذته ومدح الشيخ للتلميذ هذا شيء عظيم لأن الشيخ فوق، والتلميذ هو الذي يرجو الشيخ ويرجو أن الشيخ يعطف عليه وليس العكس لا يوجد مذلة ولا حاجة لهؤلاء المشايخ أن يثني على تلميذ لكن التلميذ في حاجة ماسة أن يثني عليه شيخه.
يقول أبو عمر سليم بن مجاهد:
كنت عند محمد بن سلام البيكاندي -أحد شيوخ البخاري- فقال لو جئت قبل لرأيت صبيًا يحفظ سبعين ألف حديث، قال - سليم بن مجاهد- فخرجت في طلبه حتى لحقته فقلت له أنت الذي يقول إني أحفظ سبعين ألف حديث، قال نعم وأكثر ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفتك مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه من كتاب الله -عز وجل- ومن سنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا عند أي رجل مارس العلم ودرس آلة العلم يعلم أنه في غاية الصعوبة إن ليس مجرد الحديث السرد لا مثلاً إذا قال عن أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول لك من هو أبو هريرة وما اسمه وأخباره في الجاهلية وأخباره في الإسلام ومولده ووفاته، يعطيك ترجمة كاملة عن صحابي الحديث أو عن أي راو من الذين رووا هذا الحديث إلى الصحابة، والمتن الذي رواه يستطيع الإتيان بشواهد لهذا المتن من كتاب الله -عز وجل- ومن سنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- و لا يستقل بهذا إلا رجل أوتي من الفهم أعلاه.
يقول محمد بن يوسف:كنت عند أبي رجاء، قتيبة بن سعيد وهو أحد شيوخ البخاري وأحد شيوخ الإمام أحمد بن حنبل أيضًا، فسئل عن طلاق السكران فلما سئل قتيبة عن طلاق السكران فإذا هو أبصر الإمام البخاري -رحمه الله- فقال لسائله هذا أحمد بن حنبل وابن ألمديني وابن راهوايه قد ساقهم الله إليك وأشار إلى محمد بن إسماعيل البخاري.
وكان مذهب الإمام البخاري: أن المرء إذا غُلب على عقله حتى لا يذكر ما يحدث به أنه لا يجوز من أمره شيء، وهذا هو المذهب الصحيح الراجح أن المسائل بالنية وما انعقد عليه القلب وليس بمجرد اللفظ.
أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه كلاهما من العلماء المجتهدين الذين يطلق عليهم العلماء اسم المجتهد المطلق، فمذهب أحمد بن حنبل موجود ومشهور، لكن مذهب إسحاق بن راهويه اندثر،
المذاهب الأربعة ليست منحصرة في أربعة فقط:.
الأئمة ليسوا محصورين في أربعة، وليست مذاهب الأئمة في الفقه محصورة في أربعة فقط، بل هي كثيرة، لكن أصحاب الأئمة الأربعة قاموا بمذاهبهم ونقحوها وقعدوا القواعد لها وأتوا بالأدلة على الجزئيات التي قال الأئمة أن فيها أحكام شرعية إلى آخره.
إسحاق بن راهويه نفسه كان يجري في مضمار أحمد في الفقه:
.بل قال الإمام أحمد -رحمه الله- لم يعبر إلينا الجسر أحد من خرسان -إلى بغداد أي- مثل إسحاق بن راهويه، وإن كان يخالفنا في أشياء فلا زال النظراء يختلفون.
فهذا من الأدب فلا مانع أن يختلف معه ، إذا كانت المسألة فرعية يمكن يسوغ فيها الاختلاف، الفهم نعمة من الله، ممكن الرجل الكبير الجليل يضل عن مسألة يعرفها بعض تلاميذه.
وفي ترجمة الإمام البخاري قصة حدثت مع إسحاق بن راهويةالذي نتكلم عنه الآن إسحاق ابن إبراهيم -رحمه الله تعالى- جاءه رجل فاستفتاه عن طلاق السكران -نعم- احتار إسحاق ولم يستطيع الإتيان بالدليل كان البخاري جالس، فقال له لا يقع طلاقك، لأن النبي ﷺ قال:" إن الله تجاوز لأمتي ما وسوست به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم." فهذا تكلم بمعزل عن القلب - أي هو غير مريد لما يقول_.
مثلاً : حدثت مشادة بين رجل وزوجته يريد أن يقول لها اخرجي الآن قال لها أنت طالق، ما قصدها ولا كان يريد أن يقولها، لكن من شدة غضبه قال هذه الكلمة وقلبه بمعزل كامل عن هذا المعنى. هذا لا يقع طلاقه.
فالإمام البخاري عندما قال هذا الكلام سُرَ إسحاق، وإسحاق هذا مجتهد مطلق ومع ذلك قد يعزب عنه ما يدركه بعض تلاميذه، فالمسألة مسألة مواهب واستحضار والأدلة الجزئية في العلم لا تتناهى كثيرة جدًا.
فالأمر كما قال الشافعي -رحمه الله- ما منا من أحد إلا وتعزب عنه سنة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أي تغيب عنه.
قتيبة بن سعيد شيخ البخاري لما سئل عن مسألة قال جاءك أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وعلي بن ألمديني. أحمد وإسحاق فقهاء من أهل الحديث، علي بن ألمديني لم يكن فقيهًا لكنه من أجل شيوخ البخاري في الحديث.
البخاري يقول "ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين علي بن ألمديني". مادور علي بن ألمديني في الفتوى، يريد أن يقول له هذا الحديث تصحيحاً وتضعيفًا وهذا الفقه لأنه لا يجوز لأحد أن يحتج على حكم شرعي بحديث ضعيف، لا بد أن يكون الحديث صحيحًا.
البعض يقول أن بدعة صحيح وضعيف أوجدها الشيخ الألباني وما رد به الشيخ حفظه الله.
وبعض الناس يتكلم قائلاً إن بدعة صحيح وضعيف هذه الذي أوجدها الشيخ الألباني -رحمه الله- والأئمة قبل ذلك كانوا يحتجون بالأحاديث الضعيفة، يقول إن سنن أبي داود فيها ضعيف والنسائي والترمذي وابن ماجه فيها ضعيف، يقولك باب أقول ردًا على مثل هذا الكلام، يقول باب كذا ويضع تحته حديث ضعيف.
رد الشيخ حفظه الله : يكفي في ردي هذا أن الشافعي -رحمه الله- في خمسين مسألة قال لو صح الحديث لقلت به..
الحافظ بن حجر العسقلاني: جمع هذه المسائل في كتاب، لم أر الكتاب ولا أعلم بوجوده في أي خزانة من خزانات العالم في حسب اطلاعي، لكن الحافظ بن حجر ذكر اسم الكتاب في فتح الباري في شرح صحيح البخاري، اسمه (المنحة فيما علق الشافعي الحكم به على الصحة). فالشافعي كما يقول هذا المتكلم أن الأئمة القدامى لايوجد أحد يقول صحيح وضعيف، إنما يأخذون بأي شيء يأتي لهم وهذا كذب صريح على الأئمة.
ويكفي -كما قلت- كلام الشافعي، أمامه حديث قال لو صح لقلت به معني هذا أنه لم يصح الحديث عنده فلم يقل به. فهو لما قال له علي بن ألمديني قصد صحيح الحديث وضعيفه، لأن علي بن ألمديني طبيب العلل في علم الحديث، البخاري لقي كما ذكرت لكم أكثر من ألف شيخ أجلاء فضلاء كبار ومع ذلك يقول ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن ألمديني.
ويقول عبد الله بن سعيد بن جعفر: لما مات أحمد بن حرب النيسابوري ركب محمد وإسحاق يشيعان جنازته، محمد أي البخاري ، وإسحاق بن راهويه شيخ البخاري فكنت أسمع أهل المعرفة بنيسابور ينظرون ويقولون محمد أفقه من إسحاق، محمد بن إسماعيل أفقه من شيخه إسحاق بن راهويه، وطبعًا إسحاق بن راهوايه في الحديث كالمسمار في الساج قمة من القمم حفظًا وجلالة وإتقانًا فضلاً عن فقهه الذي اشتهر به.
يقول عمر بن حفص الأشقر سمعت عبدان :عبدان لقب لشيخ البخاري أحد شيوخ البخاري اسمه عبد الله بن عثمان ابن جبلة، هو محدث وأبوه محدث، لقبه عبدان لأنه كان له كنيتين كل كنية عبد، أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن، فقيل عبدان- يقول عبدان -أحد شيوخ البخاري- ما رأين بعيني شابًا أبصر من هذا وأشار إلى محمد بن إسماعيل البخاري.
وقال نعيم بن حماد : أحد شيوخ البخاري وهو الذي روى عنه البخاري حديث القرد، البخاري حدث به عن شيخه نعيم بن حماد، طبعًا بن حماد فيه كلام من جهة حفظه، ولكنه متابع عند أبي بكر الإسماعيلي- قال نعيم بن حماد: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
وقال عبد الله بن يوسف: للبخاري يا أبا عبد الله انظر في كتبي، عبد الله بن يوسف التنيسي الذي يروي عن الليث بن سعد وعن مالك بن أنس أحد شيوخ البخاري، قال عبد الله بن يوسف للبخاري: يا أبا عبد الله انظر في كتبي وأخبرني بما فيه من السقط، قال: نعم. جعل البخاري مراجعًا لكتبه، ما ذاك إلا لجلالة البخاري عنده، وإلا ما يسمح أي شيخ للتلميذ أن يفعل بكتبه ما يشاء.
ويقول محمد بن أبي حاتم الوراق: اجتمع أصحاب الحديث فسألوني أن أكلم إسماعيل بن أبي أويس، إسماعيل هذا أحد شيوخ البخاري وابن أخت الإمام مالك بن أنس، فإسماعيل كان عسرًا أي عسير في التحديث فالجماعة أصحاب الحديث يريدون أن يتوسطوا لإسماعيل بن أبي أويس، فكلموا الإمام البخاري أنه يجعل إسماعيل يزودهم في الحديث، قال ففعلت - البخاري يقول لما طلبوا مني ذلك فعلت، فدعا إسماعيل الجارية وأمرها أن تخرج صرة دنانير وقال يا أبا عبد الله فرقها عليهم، فقلت له -البخاري يقول لشيخه- إنما أرادوا الحديث، قال: قد أجبتك إلى طلبك بالزيادة -زيادة الحديث - غير أني أحب أن يضم هذا إلى ذاك ليظهر أثرك فيهم. يرفع الإمام البخاري حتى يظهر أثرك فيهم ويعلمون حظوتك عندي.


--------------------------------------------------------------------------------

حنه
حنه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الدرس الأول من كتاب فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للشيخ اسحاق الحوينى Empty الدرس الأول من كتاب فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للشيخ اسحاق الحوينى {الثلاثاء 8 نوفمبر - 19:31}

يقول أحمد بن عبد السلام :قال ذكرنا قول البخاري -قول البخاري لعلي بن ألمديني-( ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي،) نقلوا هذا الكلام لعلي بن ألمديني، فقال علي بن ألمديني وهو شيخ البخاري دعوا هذا فإن محمدًا ما رأى مثل نفسه.
يقول محمد بن أبي حاتم الوراق: سمعت أبا عبد الله يقول -البخاري - ذاكرني أصحاب عمر بن علي الفلاس بحديث، وعمر بن علي من شيوخ البخاري فضلاً عن أنه كان ناقدًا، لم يكن راوي فقط إنما كان أحد نقاد الحديث وهو من العلماء المتكلمين في الرواة، مثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والدار قطني الذين يقولون فلان ثقة فلان كذاب فلان سيء الحفظ فلان مختلط إلى آخره، رجل فضلاً عن أنه راوية إلا أنه كان مميزًا أيضًا.
فأجلس البخاري مع أصحاب عمرو بن علي الفلاس الذين هم في طبقة البخاري وحدثوا بحديث فالبخاري قال لا أعرفه أي لا أعرف هذا الحديث فسروا بذلك، فذهبوا لعمرو بن علي الفلاس يبشروه قال لهم كل حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل فليس بحديث، وهذا شهادة بالحفظ الكامل من مثل عمرو بن علي الفلاس للإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى.
يقول أيضاً محمد بن حاتم الوراق عن علي بن حجر: علي بن حجر وهو أيضا من شيوخ البخاري قال: أخرجت خرسان ثلاثة، أبو زُرعه الرازي ومحمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.الدارمي أحد شيوخ البخاري, وهو صاحب السنن المشهورة المعروفة بسنن الدارمي.
قال وأوردت على علي بن حجر كتاب أبي عبد الله: فلما قرأه قال كيف خلفت ذلك الكبش؟وكان يلقب البخاري بالكبش يحيى بن صاعد، يحيى بن صاعد هذا كان إمامًا كبيرًا في الحديث لما كان يذكر البخاري ما كان يسميه إلا الكبش النطاح، الكبش النطاح لأنه إذا نطح واحد يسقطه أرضًا يعني لا يثبت له أحد في المناظرة ولا في المذاكرة فعلي بن حجر يلقبه بالكبش، ويحيى بن صاعد يلقبه بالكبش.
يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي - أحمد بن حنبل- يقول ما أخرجت خرسان مثل محمد بن إسماعيل.
وبُندار -محمد بن بشار. أحمد بن حنبل شيخ البخاري. وبُندار لقب له،( ومعنى بُندار) أي( الميزان). لأن محمد بن بشار أخذ علم علماء بلده قبل أن يأخذ علم الناس في الخارج، فلقبوه بُندارًا فهذا لقب، عندما تجد في أي حديث، سند من الأسانيد قال حدثنا بُندار أو عن بُندار يكون محمد بن بشار، مثل غُندر ، غُندر هذا لقب لراوٍ ثقة كبير اسمه محمد بن جعفر لقبه بغُندر ابن جريج -عبد الملك بن جريج- وهو من طبقة الإمام مالك رحمة الله علي الجميع. كان محمد بن جعفر يتكلم فيقول اسكت يا غُندر، (غُندر بلغة أهل الحجاز)أي( المشاغب)، فلقب بغُندر. فهذه ألقاب، علماء الحديث لهم كتب في الألقاب،مثل ابن منده وغيره كل لقب من ألقاب المحدثين يأتي باللقب ثم يخبر من هو وأحيانًا قد يترجم له ترجمة خفيفة.
الكلام في ثناء العلماء على شيوخ البخاري كثير جدًا، وأنا الحقيقة إنما أنتقي بعض ما ذكره الإمام الذهبي من ثناء شيوخ البخاري رحمة الله تعالى عليه، و وهذا الكلام له تتمة
وكما ذكرت لكم في بداية الحلقة ربما تأخذ من ترجمة البخاري -رحمة الله عليه- الحلقة القادمة أيضًا حتى نقف على النكات التربوية في حياة الإمام البخاري -رحمة الله عليه- وأنا لا أريد أن أكلف إخواني شططًا المنتظرين على الهاتف من مدة فأنا سأفسح المجال لبعض أسئلتهم وإن شاء الله نكمل في المرة القادمة بإذن الله تعالى، الكلام معنا طويل لاتملوا ولا تستعجلوا نريد نرتب هذا الدرج، نريدكم تستطعموا العلم، ونسير علي الطريق الصحيح من زمان طويل نسمع كلام متناثر لكن نريد نطلب علم صح.
توضيح الشيخ حفظه له لعنوان الحلقات (فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق)
وفي نفس الوقت أريد أن أقول إن هناك بعض الناس سألوا عن العنوان الموضوع للحلقات (فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق) فظنوه كتابًا لي موجود في الأسواق. لا فهذا اسم الشرح الذي سأضعه إن شاء الله على كتاب الرقاق من صحيح البخاري، أي نسخة من نسخ صحيح البخاري كافية، من يريد يتابع معي وسيرى خيرًا كثيرًا في هذه المتابعة يأتي بصحيح البخاري إما المتن فقط أي الأحاديث مجرده من الشرح وإما المتن والشرح و أفضل كتاب في شرح البخاري (فتح الباري شرح صحيح البخاري) للإمام المصري وهذه ليست عصبية أرجو ألا يتصور أحد أنها عصبية للإمام المصري أحمد بن علي بن حجر العسقلاني -رحمة الله عليه- أنفق الحافظ بن حجر خمسًا وعشرين سنة من حياته في شرح هذا الكتاب. خمسة وعشرين سنة ربع قرن ابن حجر العسقلاني يشرح كتاب البخاري ولذلك نفس الحافظ في أول حديث مثل آخر حديث وأتى فيه بالعجب العاجب.
مراد الشوكاني بقوله لا هجرة بعد الفتح.
حتى قيل للشوكاني -رحمه الله- ألا تشرح صحيح البخاريفقال لا هجرة بعد الفتح -أي بعد فتح الباري- هو أطلق الحديث و المستمع يفهم ماذا يريد أن يقول قال لا هجرة بعد الفتح، فهذا الشرح نفيس جدًا. فيحبذا يكون عندك المتن وعندك شرح الحافظ بن حجر العسقلاني تحته.
وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسدد رميتي وأن يعينني على تيسير هذا الكتاب الجليل وعلى بيان فضله وأن علماء المسلمين لما زكوه بحق فهو يستحق هذا وزيادة.
انتهي الدرس الأول

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى