ابو اسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حذَّرت رُقَيْقَةُ بنت أبي صيفي الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: إن قريشًا قد اجتمعت تريد بياتك الليلة، فتحول الرسول عن فراشه وبات عليه علي بن أبي طالب[1]،وقالت رقيقة - تصف الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
مَنًّا مِنَ اللهِ بِالْمَيْمُونِ طَائِرُهُ
وَخَيْرِ مَنْ بُشِّرَتْ يَوْمًا بِهِ مُضَرُ
مُبَارَكُ الأَمْرِ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ
مَا فِي الأَنَامِ لَهُ عِدْلٌ وَلاَ خَطَرُ
وكان عمرها آنذاك قد جاوز المائة؛ كما ذكرت ذلك مصادر عدة، منها "طبقات ابن سعد"، و"أسد الغابة".
وإن المتأمل لحال تلك الصحابية الجليلة ليوقن أن حرصها على نبي الأمة - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد تغلغل في قلبها الطاهر، ولقد رأت أن تضع بينها وبين الذين همتهم أنفسهم أمدًا بعيدًا، ولم يحل بينها وبين إضاءة مشاعل العطاء عمرٌ ولا وَهَنٌ، إذ فَرَطت عقد مؤامرة كان قد عقده أشدُّ رجالات مكة صلابةً وقوةً، ساعة كشفها لعقده تلك المؤامرة، والرأي الذي استقروا عليه ليلة الهجرة المباركة.
إن حرارة حرصها على الدعوة بثَّت في شرايينها الواهنة دفق الحياة ودفأها، فقامت نشطة وفكَّت العقال عن نفسها، متجهة نحوَ نبيها الأثير - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يخطر ببالها الطاهر أن تبث مكنونات قلبها لإنسان ما يستحق ثقتها، كي يقوم بإخبار النبي - عليه السلام - بالأمر نيابة عنها، متعللة بمبررات قد تكون مقنعة جدًّا بالنسبة لأجيالنا خاصة.
لقد أدركت رُقَيْقَةُ بنت أبي صيفي - رضي الله عنها - قضية تلك الساعة الهامة في حياته - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحياة أمته في حاضرها ومستقبلها، فأثبتت أنها كانت على مستوى الحدث، وهكذا يجب أن تكون المسلمة في كلِّ مراحل حياتها، وفي كلِّ عصر ومصرِ.
ولو طلبنا - جدلاً - من هرمات أمتنا أن يصبحن على مستوى الأحداث التي تتقلب بأمتنا، لقلنا: إن هذا أمر صعب التحقيق، فهن بالكاد يدركن شيئًا من الأخبار قد ترسم على شاشة وعيهن، وكأنها مربع كلمات متقاطعة، لا يستطيع الجميع حلَّها.
ولا غرو؛ فالشباب لا ينتظرون من الأجداد مواقف مصيرية، فحريٌّ بالجدات الوقورات أن يرفلن في نعيم الرعاية وكرم الوفادة.
لكن ما بال بعض نساء الأمة يأبين مغادرة الصالات المضيئة والفرش الوثيرة، متناسيات جراحات الأمة وتجرُّؤ حثالة من الأمم عليهن؟! فمن معاناة رسوم مسيئة لصورته في أذهان الغرب، إلى أخبار قتل إحداهن في غرفة العدالة، وعلى مرأى ومسمع قاضي العدل، وربما كانت مثل هاتيك الأحداث تعدُّ سابقةً في عالم القضاء الدولي، وبعد ذلك ترى جحافل من بنات المسلمين يذهبن إلى تلك الديار ليحصلن على شهادات، تستطيع بعض بلداننا منح مثيلاتها، ألا تستحق ظاهرة دراسة بناتنا، خاصة في مجتمع النازيين الجدد إلى دراسة؟!
[1] حديث فداء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يغلب عليه الضعف الشديد، في إسناده محمد بن عمر الواقدي متروك، وكذا أم بكر بنت المسور مجهولة، وتلك الأحاديث وغيرها من عمد أدلة الرافضة وغيرهم في تفضيل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على سائر الصحب الكرام.
الألوكة
مَنًّا مِنَ اللهِ بِالْمَيْمُونِ طَائِرُهُ
وَخَيْرِ مَنْ بُشِّرَتْ يَوْمًا بِهِ مُضَرُ
مُبَارَكُ الأَمْرِ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ
مَا فِي الأَنَامِ لَهُ عِدْلٌ وَلاَ خَطَرُ
وكان عمرها آنذاك قد جاوز المائة؛ كما ذكرت ذلك مصادر عدة، منها "طبقات ابن سعد"، و"أسد الغابة".
وإن المتأمل لحال تلك الصحابية الجليلة ليوقن أن حرصها على نبي الأمة - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد تغلغل في قلبها الطاهر، ولقد رأت أن تضع بينها وبين الذين همتهم أنفسهم أمدًا بعيدًا، ولم يحل بينها وبين إضاءة مشاعل العطاء عمرٌ ولا وَهَنٌ، إذ فَرَطت عقد مؤامرة كان قد عقده أشدُّ رجالات مكة صلابةً وقوةً، ساعة كشفها لعقده تلك المؤامرة، والرأي الذي استقروا عليه ليلة الهجرة المباركة.
إن حرارة حرصها على الدعوة بثَّت في شرايينها الواهنة دفق الحياة ودفأها، فقامت نشطة وفكَّت العقال عن نفسها، متجهة نحوَ نبيها الأثير - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يخطر ببالها الطاهر أن تبث مكنونات قلبها لإنسان ما يستحق ثقتها، كي يقوم بإخبار النبي - عليه السلام - بالأمر نيابة عنها، متعللة بمبررات قد تكون مقنعة جدًّا بالنسبة لأجيالنا خاصة.
لقد أدركت رُقَيْقَةُ بنت أبي صيفي - رضي الله عنها - قضية تلك الساعة الهامة في حياته - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحياة أمته في حاضرها ومستقبلها، فأثبتت أنها كانت على مستوى الحدث، وهكذا يجب أن تكون المسلمة في كلِّ مراحل حياتها، وفي كلِّ عصر ومصرِ.
ولو طلبنا - جدلاً - من هرمات أمتنا أن يصبحن على مستوى الأحداث التي تتقلب بأمتنا، لقلنا: إن هذا أمر صعب التحقيق، فهن بالكاد يدركن شيئًا من الأخبار قد ترسم على شاشة وعيهن، وكأنها مربع كلمات متقاطعة، لا يستطيع الجميع حلَّها.
ولا غرو؛ فالشباب لا ينتظرون من الأجداد مواقف مصيرية، فحريٌّ بالجدات الوقورات أن يرفلن في نعيم الرعاية وكرم الوفادة.
لكن ما بال بعض نساء الأمة يأبين مغادرة الصالات المضيئة والفرش الوثيرة، متناسيات جراحات الأمة وتجرُّؤ حثالة من الأمم عليهن؟! فمن معاناة رسوم مسيئة لصورته في أذهان الغرب، إلى أخبار قتل إحداهن في غرفة العدالة، وعلى مرأى ومسمع قاضي العدل، وربما كانت مثل هاتيك الأحداث تعدُّ سابقةً في عالم القضاء الدولي، وبعد ذلك ترى جحافل من بنات المسلمين يذهبن إلى تلك الديار ليحصلن على شهادات، تستطيع بعض بلداننا منح مثيلاتها، ألا تستحق ظاهرة دراسة بناتنا، خاصة في مجتمع النازيين الجدد إلى دراسة؟!
[1] حديث فداء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يغلب عليه الضعف الشديد، في إسناده محمد بن عمر الواقدي متروك، وكذا أم بكر بنت المسور مجهولة، وتلك الأحاديث وغيرها من عمد أدلة الرافضة وغيرهم في تفضيل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على سائر الصحب الكرام.
الألوكة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى